محمد حسين يونس - كاتب وروائي مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: صناعة الاستبداد حرفة شرقية


محمد حسين يونس
الحوار المتمدن - العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 12:25
المحور: مقابلات و حوارات     

من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -93 - سيكون مع الأستاذ محمد حسين يونس - كاتب وروائي مصري - حول: صناعة الاستبداد حرفة شرقية  .


علي الصفحة الاولي لجرائد الأربعاء26 سبتمبر2012 صورة لرجل ملتح ومعة ثلاث بنات مكتوب أسفلها((شهد مجلس الوزراء، اليوم واقعة غريبة، تتمثل في قيام شخص بعرض أطفاله للبيع، بسبب غلاء المعيشة وظروفه الصعبة، وتراكم الديون على عاتقه)) .

عندما يصل الحال بسكان مصرالي أن يعرضوا أطفالهم للبيع بسبب الفقروعدم القدرة علي تلبية احتياجاتهم الاولية أو الي قتل الابناء والانتحار في حالات أخرى مشابهه رغم أوامر الاية الكريمة ((لا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا)).، فماذا يعني هذاللقارىء (حتي لو قيل إنه حدث فردي)، هل هي الحاجة كما يدعي الاب ،أو احتجاج ، كفربالنعمة !،تخلص من المسئولية بالهروب،أم هوعجزعن التوافق مع نظام جديد و يأس من تغير قريب محتمل؟.

لقد خدع (الاخوان المسلمين) فقراء مصر وصوروا لهم بأنهم قادمون بالخير ،ووزعوا عليهم ما تسولوه من بضائع شيوخ الجاز .. ثم اكتشف الفقير انه لازال يعيش في فاقة تفوق زمن العسكر والحرامية وأن اللحية التي أطلقها والسواد الذى كفن به عائلته ودروس المشايخ وخطبهم التي يستمع اليها ليل نهار لم تنزل له بالطعام والاحتياجات العاجلة من السماء بل زادت تكاليف أعباء المعيشة عليه لدرجة أصبح لا يحتملها حتي متيسرى الحال.

السؤال الذى الح عليً بعد ذلك( و لم أحصل علي إجابته)!،هل تقدم شخص ما لشراء الاطفال المعروضين للبيع! أم ان في مصرالبشر بضاعة راكدة بعد أن تضاعفت أعدادنا لمرتين خلال ثلاثة عقود فأضحي بيع الانسان لاعضاء جسده أولعياله حلم بعيد المنال،وأصبح الاسهل هو التخلص منهم لتكتظ الشوارع بهم - ينافسون الحيوانات الضالة وهم يسعون خلف طعامهم من صناديق القمامة - كظاهرة (متفاقمة) لوضع إجتماعي منحط يفوق إنحطاطه مخازى ما سمعناه عن زمن الرق .

في كتاب ((عرض اقتصادى تاريخي )) لمحاضرات تلقي في جامعة باتريس لومومبا بالاتحاد السوفيتي(سابقا) منذعام 1960امام دارسين من اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية نجد في فصل ((مجتمعات الرق)) أنه قد قام ودام لضرورات قد تعلو عن أسباب وإقتراحات (الكاتبةالكويتيه سلوى المطيرى لتحسين نسل أهلها وعشيرتها) :-

*(إن إسلوب الانتاج المشاعي البدائي، حل محله النظام العبودى بشكل تدريجي،بحيث كان كلما توطد كيان طبقة ملاك العبيد(الاستثمارية)، كانت العبودية تزداد إنتشارا ).

*( سار تطور العلاقات الملازمة للرق بجانب تطور القوى المنتجة- و تبعا لها- وقد أفضي نمو الانتاج الزراعي و إشتداد تقسيم العمل بين الزراعة وتربية المواشي وتطور التعدين الي زيادة الحاجة الي قوى عاملة أى الي عبيد )

*( إن الاستثمارفي شراء العبيد لم يكن - فحسب- الاستثمار الاول في تاريخ البشرية وإنما كان أكثر أشكاله قسوة ..ومع تزايد أعدادهم تفاقمت التناقضات بين طبقتي العبيد و ملاكهم)

*( لم يكن بوسع مالكي العبيد إخضاع العبد المشاغب وإكراهه علي العمل من أجلهم الا بوجود جهاز دائم للعنف والقسر تطور تدريجيا ليأخذ شكل الدولة الاستبدادية ) .

شكرا للاتحاد السوفيتي ومنظرى الماركسية فقد أضاءوا أمامنا ما كانت تخفيه مدارسنا التى تعلمنا منها أن الرق والعبوديه من طبيعة المجتمعات البشرية وأن الامبراطوريات القديمة- كما قدمت لنا - منذ الاستبداد الفرعوني حتي استبداد السلطان سليمان الأول القانوني( الذى حكم لمدة 46سنة إنتهت عام 1566 ) كانت ثمرة جهد وعبقرية ملوكا و قادة عظام ،متجاهلين انها قامت(سواء الغربيه يونانيه، رومانية أو الشرقية فارسية،عربية، تركية) علي ما تم إستنزافه من نتاج عذاب، جهد ،عرق ودماء عبيد ومماليك مستعمراتها.

العبودية في أمريكا كانت عاهه مجتمعية إستدعت حربا أهليه بين الشمال والجنوب إنتهت بالغاءها في ربيع عام 1865- بعدما إستسلمت الجيوش الكونفدرالية -،حيث تم ألافراج عن ضحاياها وأٌعلن ((أن جميع العبيد في الكونفدرالية، أحرار)).

في مصر يحفظ لنا التاريخ وثيقة قدمت لمجلس شورى النواب بخصوص حقوق الانسان - بعد تحرير عبيد امريكا بثلاثين عاما فقط-((إن تجارة الرقيق وصمة إنسانية يجب الخلاص منها)) ، وناقش المجلس قوانين يناير 1896 المتعلقة بالرق(( و لم يظهر رأي واحد يعارض قمع(وقف) نظام العبودية وتجارة الرقيق)).

بعد سقوط الخلافة العثمانية 29 فبراير 1923 بثلاث سنوات عقدت “اتفاقية إلغاء الرق والعبودية” بمؤتمر الرق العالمي International Slavery Convention في جنيف (25 سبتمبر 1926م)، وعملت بريطانيا جاهدة بعد توقيع الاتفاقية على التأكد من إلغاء الرق والعبودية من مصروكل الدول التي كانت تحت نفوذها.

ومع ذلك و بعد حوالي قرن من الزمان- بعد أن أصبح لامريكا رئيسا أسودا(لفترتين) من سلالة إفريقية مجلوبه بواسطة تجار العبيد - نجد أن الخطاب الاسلامي(في الكويت،السعودية ، مصر،السودان،موريتانيا ،الصومال ) يعود للحديث عن السماح بأسواق النخاسة و بيع الجواري والعبيد، بهدف الاستمتاع الجنسي بذكورهم كما تطالب ( سلوى المطيرى)و باناثهم كما يشتهي (أبي اسحاق الحويني) بل هم يقيمون-حاليا- في بعض دول الاسلام الاستبدادية إيران،السودان ،موريتانيا،،افغانستان، الصومال ،(معسكرات اللاجئين السوريين بالاردن و العراق و 6 اكتوبر) أسواقا - لهذاالاستمتاع - جهارا نهارا ،وعلي صفحات الانترنيت ستجد الاعلانات والصور،الاسعار التي تبيع بها الشعوب الفقيرة نساءها لمشايخ الخليج تحت مسميات متعددة.

الغريب ..أن يؤيد دعاة مصر المسلمين و مشايخها- في القرن الحادى والعشرين- إعادة الرق لبلادهم دون أى خجل فيطالب(ياسرالبرهامي )في لجنة إعداد الدستور(بهدف اللحاق بمنافسة أسواق بيع العذارى القاصرات لكهول وملاك دولارات الجاز) بعدم تحديد سن نكاح الانثي وعدم تجريم شراء وبيع البشرلتؤيده الست أم أيمن علي أساس أن الاسلام لم يحرم أو يحد من الرق! وأن جميع قادة السلف الصالح كانوا ينكحون القاصرات ،يستمتعون بما ملكت أيمانهم منهن ،يشترون ،يبيعون ويبادلون فيما بينهم الجوارى والعبيد.

((بأذنيك إستمع إلى هذه الحقيقة وبعقلك إفهمها..))

يرى علماء الاجتماع و الانثروبولوجي أن المجتمعات الانسانية الدنيا كانت تتكون من عشائر ذات طبيعة غيبية يتماسك أفرادها لايمانهم بأنهم ينتمون الي نوع واحد من الطواطم ،الاستاذ ديركايم كتب ((إنها مجموعة من الناس يعد كل منهم نفسه قريبا للاخر ،لأنهم ينتمون الي طوطم واحد )) .

((الطواطم هي تجسيد لكائنات حية(أوغيرحية) يغلب أن تكون حيوانا أو نباتا يفترض أفراد العشيرة أنهم من سلالتها ويحملون بعض من صفاتها ،يتخذون من إسمها لقبا لهم،ومن صورتها شعارا)).

إذا كان هذا صحيحا(وهو صحيح ) فهل تحول الانسان- أيضا- بمرور الزمن ليصبح طوطما عند جماعته !. ،في الغالب حدث هذا في فترات تاريخيه لاحقة للفترة التي يتكلم عنهاالاستاذ ديركايم حيث يقال أن اوزيريس كان إنسانا كذلك أمحوتب وكل منهما أصبح (الاله) أى الطوطم الحامي لاهله وعشيرته لفترات تاريخية طويلة .. وفي الغالب إستمر تقديس( البشر) ،بين الأفراد في جميع بقاع العالم كما حدث مع بوذا، كونفوشيوس،لاوتسي وباقي المرشدين و الصالحين ،بما في ذلك بلدنا (مصر)،كما يبدو من الأحترام عميق الجذور الذى يظهره مواطنيها تجاه(القديس أوالولي عموما)والامام الشافعي بالقاهرة،المرسي ابو العباس بالاسكندرية، عبد الرحيم القناوى بالصعيد، السيد البدوى في طنطا ويجعلنا لا نستبعد أنه إنتماءا طوطميا ساد في الماضي و الحاضر يجعل من الضريح والولي حاميا لمنطقته سواء كان قبطيا(مار جرجس ) أو مسلما(السيدة نفيسة )،لاحظ أيضا ما كان ينادى به السلفيون للمطالبة بتسليم المرتدات عن المسيحيه معتنقات الاسلام كانوا يقولون عنهن ((أختي كاميليا ،اختي عبير،أختي سارة،أى تربطهم بهن قرابة طوطمية )).. فاذا ما تحركنا قدما في هذا المسار علي درب نيتشه سنجد أن الانسان قد (( يحتاج إلى أسوأ ما فيه إذا أراد أن يصل إلى أفضل ما فيه)) وأن الشيطان(سيت) وكل الطغاة ،الفاشيست، البغاة ،الاستبداديون قد تم تقديسهم في مجتمعاتنا لاننا كنا في حاجة- لاتقاء شرورهم- بجعلهم من الطواطم التي ننتمي إليها والا كيف نفسر الخضوع الجماعي للقذافي ، صدام ، البشير والمبارك ،أو لفتوات الحي والمنطقة أو لهؤلاء الذين يهددون بحرق مصر وترويع السكان إذا لم تنفذ رغباتهم سواء بتعين مندوبهم رئيسا أو إقرار مبادئهم في الدستور ،بماذا نعلل أن بلدا كاملا يتم تسميته بإسم قاطع طريق استولي علي الحكم بمعاونة المخابرات البريطانية ،أوأن بمصر شوارع باسماء قمبيز( المحتل الفارسي) ، و عبد الله بن أبي سرح ،عمرو بن العاص ، المأمون ، سليم الاول و كلهم طغاة أذاقوا الأجداد الويل أثناء إحتلالهم للبلاد، لماذا يكرة المصرى فرعون وينتمي لموسي(الذى سلط علينا لعناته وأغرق جيشنا) ،إنه الانكسارالذى ما زال مستمرا أمام العدو المنتصر والارتماء تحت أقدامه وتحويله لطوطم نقدسه ونبذل الغالي والثمين لكي ننتمي له ،أى أن أمراض وجهل عصور ما قبل التاريخ لازالت تنخر في سلوكنا الجماعي و الفردى تفقدنا الرشد والانتماء و الهوية .

((بأذنيك إستمع إلى هذه الحقيقة وبعقلك إفهمها وبقلبك يجب أن تحبها إنهض أيها النائم أيها الغافل أيها الكسول))

الدين ( في حالته الطوطمية ) -هكذا- كان الاسبق من الجغرافيا لتجميع الانسان ، كتب الاستاذ موريه (( إن الحفائر التي قام بها بترى ، ملينو ،مورجان أتاحت أن نرجع الي مصدر أبعد عهدا و نصل الي حضارة مصرية صميمة في العصر الحجرى الحديث وأن نلحظ أن مصر كانت- قبل أن تتوحد تحت لواء ملك- تنقسم الي أقسام إثنية لكل منها الهته، حكامه، و تتخذ لنفسها شعارا يضم شملها(اىشمل سكان القسم الاثني ) علي هيئة حيوان أو نبات )).

يستمرهذا- بين أهل مصر- حتي اليوم!! نعم -رغم طول و بعد الزمان- لازلنا نعيش في الاطر الفكريه للعصر الحجرى فالانتماء الاثني للعشيرة الدينية اليوم قد يفوق الانتماء للوطن ( يكفي أن نتابع ما قاله رئيس مصر في الامم المتحدة لنتأكد من أنها كانت كلمة رئيس عشيرة الاخوان المسلمين التي ينصر فيها الاخ أخاه ظالما كان أو مظلوما ،لقد إهتم بنصرة منظمة حماس وبالتآمر لقهرالنظام السوري لصالح نصرة جماعه الاخوان هناك وبتأييد البشير السوداني الشمالي ضد الجنوب لانه من العشيرة). أو نتأمل مظاهرات الجمعه 12 أكتوبر2012 التي واجه فيها بلطجية الاخوان- بالعنف - من إحتجوا في ميدان التحرير علي حكم المرشد أو مظاهرات جمعه طالبان9 نوفمبر لاخراج دستور عاجز عن مواكبة العصر لنفهم ماذا يحرك الاخوان المسلمين والسلفيون في مصر،انهم يزاولون الانتماء للطوطم(الجماعة) كما في حالة كاميليا ،عبير وسارة و ليس لارض الوطن وبهذا يسهل عليهم التخلي عن سيناء مادام الذى يحتلها (حتي لو كان أجنبيا)من العشيرة ويخضع لتعليمات مرشد الجماعة، ويسهل أن نخوض حرب بجيوش مصرونرسل المتطوعين ضد النظام السوري لنصرة الجماعة أونثير الانصارونجيشهم ضد الاقباط والمسيحيين لنصرة الحاج عبد الله الفرارجي علي عم دميان المكوجي بعد ان حرق له جلابيه المحروسه ابنته ،ونقبل أن يجلس قاتل السادات في مكان الصدارة بالاستاد يحتفل بحرب قادها من إغتاله ،و نضرب الشباب المشتركين في الاحتجاجات أوالذين لا ينفذون تعليمات( الامر بالمعروف) بدم بارد حتي الموت ،أو نضطهد الصبايا غير المحجبات بقص ضفائرهن وما أكثرها المغامرات التي سنخوضها باسم(طوطم ) الدين تكرارا لما خضناه باسم(طوطم ) القومية العربية .

ولي الامر،شيخ العشيرة ،ساحر القبيلة له مكانة لا تقبل المساس لدى من يقدس الطوطم،وعليهم طاعتة دون جدال ،حتي، لو كانت أوامره صادرة خارج المنطق وفي غيرصالح المجتمع عن ديكتاتور ملتاث مثل الحاكم بأمر الله الفاطمي.. أوكانت سخفا مثل ما أمرت به جماعة (طظ في مصر)أعضاءها لأخذ وقود وطعام أبناء البلد تعطيها لابناء الجماعة بغزة( في عمل ملتاث لا يختلف كثيراعن أوامر ذلك الفاطمي !) أو يرمي عناصرها بقنابل المولوتوف علي تجمعات المعارضين كما إعتاد اسلافهم(حرق المحاكم،دور العرض ،اماكن الترفيه أوإغتيال الابرياء) فتعليمات المرشد( الولي) وتنفيذ سياسته يتقدم لدى(المسؤل المطوطم )علي المنطق ، الواجب ،الحق والمسئولية.

((بأذنيك إستمع إلى هذه الحقيقة وبعقلك إفهمها وبقلبك يجب أن تحبها إنهض ايها النائم ايها الغافل ايهاالكسول وإنشر كلمات الاله في كل مكان ))

(( الملكية الفرعونية المتشامخة التي إستقر بها المقام عند مدخل التاريخ لم يتم بناؤها دفعة واحدة بل قام صرحها خلال قرون مظلمة تتوغل في عالم المجهول في وقت كانت مصر مقسمة فيه إلي عشائر موزعة بين قبائل متعاونة ولكنها تتجه شيئا فشيئا من دولة ديموقراطية يعيش أفرادها متساويون في رعاية طوطم إلي دولة إستبدادية تعيش في كنف ملك ))

السير والس بدج يؤيد هذا ((خلال عصر ما قبل الاسرات كان لكل تجمع سكاني أو قرية أو بلدة الهها الخاص(طوطمها ) و كانت عبادته تزدهر أو تنحدر تبعا لتقدم أو تدهور رخاء المجتمع الذى يعيش فيه ..وعندما تم تقسيم البلد الي اجزاء تسمي(حسبو )أو (نوم) برز من بين الهة كل اقليم اله متميز، (نخبيت ربة الجنوب علي هيئة الرخمة وياتشيت ربة الشمال علي هيئة الحية وحورس الصقرذو الجناحين و رع قرص الشمس ملك الارباب وغيرها الاف من الكائنات المثيولوجية )التي كانت صاحبة نفوذ علي أهل مصر من البحر المتوسط الي جزيرة الفنتين)).

لا توجد لدينا وثائق أو دراسات كافية لما كانت علية أنظمة حكم العشائر في كل (حسبو أو نوم) و لكن يعتقد الاستاذ موريه تأسيسا علي ملاحظات فريزر للعشائر البدائية في استراليا .. أن عشائر ما قبل التوحد لاقاليم مصر ظلت لقرون طويلة تعيش علي نفس المنهج في ظل ديموقراطية بدائية يسود بين أفرادها الاحساس بالمساواة الناتجة عن إنتماؤهم الاثني لمصدر طوطمي واحد ،و مجلس من شيوخ القبيلة يضم رؤساء العشائريدير الطقوس الروحية ، التأمل فيما يحدث (اليوم ) داخل التنظيمات العائلية في مصر قد يشير الي إستمرارهذا الانتماء الاثني( للعائلة و العشيرة)وأنه لازال قائما علي الاقل بين سكان الريف ،الصعيد ،سيناء، الواحات ، البحر الاحمر، ومرسي مطروح بحيث يعفو رئيس العشيره عن قريبه المدان في جريمة رشوه و يعينه محافظا دون مبررات من القانون المدني ودون أن يواجه بآى إعتراض من المحيطين، وتتحول أغلب قضايا النزاع في سيناء لتنظر أمام مجالس التحكيم القبلية وتحل مشاكل الاقباط والمسلمين بجلسات توفيق عرفيه ،وعندما يختلف صديقان يعتذر أحدهما قائلا للاخر لك عندى حق عرب أى التأكيد علي إستمرار سيادة الأعراف العشائرية و مجالس شيوخ القبائل التي مارسها سكان عصر ما قبل التاريخ ،في علاقة بدائية سارية بوضوح ومسيطرة (علي حد علمي ) علي السكان من المحيط الي الخليج في جميع البلاد العربية مثل العراق، الاردن ، السعودية ، السودان،اليمن ودول الشمال الافريقي .

في رؤية أخرى لعلماء الاجتماع - بعد دراسه أنظمة قبائل البوشمان التي كانت تعيش دون تطور حتي مطلع القرن العشرين- ((استتبع تطور القوى المنتجة تغيرا في تنظيم المجتمع فحلت محل القطيع البشرى البدائي ،جماعة انتاجية أكثر متانة هي المشاعة العشيرية أو العشيرةوكان يربط أعضاؤها العمل المشترك والتقسيم الطبيعي للعمل بين الرجال و النساء والواجبات المشتركة داخل الجماعة كضرورة لعدم التخاذل عند مقاومة عدوان الطبيعة)) خصوصا فيضان الانهار و هجوم الرمال و مقاومة الحيوانات المفترسه.

ابناء العشيرة الواحدة عندما كان يواجههم خطر مشترك أكبر من قدراتهم يتحالفون من العشائر المجاورة ،ثم مع تبادل المصاهرة و الزواج( الذى كان محرما بين ابناء و بنات العشيرة الواحدة) تكونت القبائل، فالقرى وتعدلت مكانة الطواطم الحامية ليصبح الطوطم متميزاعندما تتفوق قبيلته علي القبائل الاخري .(مثل تفوق طوطم((الاسلام هو الحل ))علي طوطم ((وحدة حرية إشتراكية)) كنموذج معاصرواضح).

مع الوحدة القسريه التي تمت بين أقاليم مصر وتغير الاقتصاد العشائرى المشاعي الي الانتاج الزراعي كان لا بد من وجود تحالفات طوطميه ترضي جميع العشائر والقبائل ، إنتهت بالرضوخ لسيادة طواطم الملوك المنتصرين فتصبح أى منها الاله الاعظم من كل الالهه فاطر نفسه و خالق الكون،(حورس،رع، بتاح،خبرى،أمن ،اتن )ومشاركة الطواطم الاخري له في تاسوعه ، وقد يصبح الحاكم المنتصر هونفسه الملك والاله (أغلب ملوك الدولة القديمة )، أويمنح الرب(الطوطم) البشر إبنا له ليحكم بإسمه ( العديد من ملوك الدولة الحديثة بل منح الكهنة هذا الشرف لغزاه مثل قمبيز و الاسكندر بحيث أصبح كل منهما إبنا لامن ).

((بأذنيك إستمع إلى هذه الحقيقة وبعقلك إفهمها وبقلبك يجب أن تحبها إنهض ايها النائم ايها الغافل ايها الكسول وأنشر كلمات الاله في كل مكان نمت فيه أو صحوت فيه أو أكلت أو شربت فيه)).

ما كان يحدث فيما قبل الاسرات بمصر ليس موضوعنا و لكن ما أريد تتبعه الان هو كيف تطورنظام الحكم العشائرى أو القبلي الي حكم فاشيستي إستبدادى لملك اله ..أو فلنطرح السؤال بشكل أخر كيف نشأت الدولة المستبدة التي عاش تحت ظلها مصريون من عشائر و قبائل وملل وأديان مختلفة لستين قرن .

تطور البشر فوق الاجزاء المعموره من الارض لا يحدث بدرجة متساوية أومتزامنة في أى مرحلة من مراحل التاريخ ، فعندما كانت بابل ،الشام ،مصر تضم إمبراطوريات شرقية مهابة كانت عشائر البدو المتصارعة علي الكلأ والماء تتحرك قوافلها بحذر تنتقل بين الاقطار المأهولة وتتاجر في منتجات المجتمعات الاكثر تقدما و كانت في بعض الاحيان تقوم بإغارات علي الأجزاء غير المحمية تخطف و تجرى ، وعلي أرض اوروبا قطعان بشرية تلهث خلف الفرائس لصيدها .. اليوم بعد حوالي الفي سنة (وهي سنوات قليلة بالنسبة لعمر الحياة علي الارض )تنقلب إهرامات الحضارة ليصبح ما كان في القمة (بابل ،مصر،الشام )شعوبا مغلوبة علي أمرها خاضعة لنفوذ كهنة البدو المحظوظين- بعد أن وجدوا البترول في أرضهم -ولاحفاد القطعان البشريه الوجلة التي طورت العلوم التكنولوجية والاقتصاد والفلسفة لتعتلي قمة هرم التحضر .

الوديان الخصبة حول الانهار حتمت علي سكانها أن يخضعوا لحكم سلطة مركزية تقوم بتوزيع حصص المياة بما ينفع الجميع ، و تمنع زحف الصحراء علي الوادى ، وتقاوم الجراد و الحشرات الضارة و الضوارى ، و تخيف البدو ( هكسوس ، عرب ، يهود ) و تمنع المتطفلين منهم و تشكل الجيوش التي تأتي بالعبيد( الاسرى) من الاغارة علي القبائل و العشائر المجاورة ليتم استرقاقهم وتشغيلهم في خدمة الزراعة ، التعدين و الانشاء .

الحاكم الذى يقوم بهذة المهام لابد ان تكون له سلطه مطلقة لا ترد، يأمر فيطاع ، يشير بيدة فتتحرك الملايين حتي لو كان في هذا هلاكهم ، لقد أصبح في حكم الرب الاله ، نعم، إنه(في عرفهم ) من سلاله هذا الرب بل هو يدعي أن الرب اباه ( قصص بنوة الرب للملك أو الملكه منتشره منذ زمن خوفو مرورا بحتشبسوت وحتي ما بعد الاسكندروالبطالسة. ).. الملك الاله المصرى أو البابلي أو الفينيقي، تيمة تاريخية دائمة و مستمره .. بل قد نجدها في التراث الهندى والصيني واليوناني والروماني وكل المجتمعات التي كانت قائمة علي العبودية و استغلال الضعفاء بما في ذلك السكان الاصليين في العالم الجديد

الدولة الاستبدادية الخاضعة لحاكم مطلق أصبحت في حاجة الي جناحين .. العسكر و الكهنة، العسكر لفرض إرادة الحاكم علي الشعب بالقوة والسيطرة علي أى تمرد، أما الكهنة فهم المتخصصون الذين سيكتبون له الروايات و يسوسون بها- من أجله - مجاميع المؤمنين .. فساحر العشيرة أو ساحرتها أبيا أن يتركا الحاكم وجنوده ينعمون منفردين.. ليتحولوا مع الدولة الموحدة الي كهنة يعرفون السر و ما يخفي من رغبات الرب الاله و توجيهاته .. هؤلاء الكهنة بما أظهروه من مهارة في التدليس والخداع أصبحوا- بنفوذ حكامهم- المسيطرون علي كل أدوات المعرفة، العلم ،الفن ،تدوين التاريخ يوجهونها لصالح من بيدة الحل و العقد فيبنون المعابد الرائعه ،و المقابر الفخمة ويرفعون التماثيل و المسلات ويكتبون الاساطير المبهرة وحواديت إنتصار الملوك كيفما ارادوا و لا راد لاحكامهم وما يسطرون فهي موحاة من الرب الأعلي باريء نفسه خالق الكون ، لقد شكل الحكام والعسكروالكهنه طول حكم الدولة الاقطاعيه قمة هرم الاستبداد وقواعد اساساته.

((بأذنيك استمع إلى هذه الحقيقة وبعقلك إفهمها وبقلبك يجب أن تحبها إنهض ايها النائم ايها الغافل ايها الكسول وإنشر كلمات الاله في كل مكان نمت فيه أو صحوت فيه أو أكلت أو شربت فيه إنهض وقل كلمة الاله ولاتكن أخرس في الحق )).

صعود و سقوط الامبراطوريات القديمة حدث علي مرحلتين تاريخيتين من خلال صراع الفلاح و الراعي ( كاين - إبل )

جيوش الزراع إجتاحت المنطقة وفرضت إرادة ملوك مصرعلي سكانها إبتدأ من تحتمس الثالث (1425 ق.م )حتي رمسيس الحادى عشر ( 1070 ق.م) لتزوى القدرة المصرية بعدها وتصعد و تزدهر الامبراطورية الفارسية (559 ق.م )حتي سقوطها أمام غزوالاسكندر الاكبر ( 334 ق.م ) ثم الاستعمار الجريكورومان الذى استمرحوالي القرن ( 332 ق.م -641 م) قبل أن يحتل ابن العاص مصر .

المرحلة التاريخية الثانية إجتاحت فيها جيوش الرعاة الوديان الزراعية مكونة إمبراطورية ابن الخطاب ،إذ إنقضوا علي بقايا الامبراطوريتين الفارسية والرومانية بعد أن انهكهما الصراع بينهما، احتلوا شعوبا كانت بالامس تزدهر و كونوا إرستقراطية إثنية حولت مواطني المستعمرات الي موالي و عبيد و مصدر لا ينقطع للجوارى(يكفي أن نقرأ هز القحوف في سيرة ابي شادوف لنرى حجم الاحتقار و الاذلال الذى كانت الارستقراطية الاثنية تنظر بها للزراع من مواليها ) ..ثم لتطفو علي السطح- بعد الثروة و الجاه والهيلمان- تناقضات ما قبل التوحد الاسلامي فتتبادل القبائل المتصارعة والعشائر المتناحرة العدوان فيما بينها وتستولي قبيلة بني أمية(ألاخيرة من بين العرب تسليما لدعوى الاسلام حتي فتح مكة )علي السلطة و الحكم و تقيم امبراطورية إستبدادية في دمشق علي نهج الامبرطورية الرومانية ،ثم قبيلة بني هاشم(العباسيون) بمساعدة الفرس يستولون علي السلطه و يطاردون منافسيهم الامويين و ينعمون بامبراطورية دموية في بغداد تخربها الموجات المتتاليه للبدو القادمة من الشمال سواء كانوا مغولا أو تتارا أوأتراكا .. الخلافة بذلك انتقلت من المدينة الي دمشق، فبغداد، فالقاهرة، فالاستانه و لم تتغير ملامحها .. استبدادا و قسوة و نهب للموالي و العبيد من سكان المستعمرات .

في عام 1923تسقط للابد الخلافة الاسلامية و تنتهي الامبراطوريات الاستبدادية للرعاة و الفلاحين ليبدأ عصر الامبراطوريات الرأسمالية(الصناعية،التجارية) التي يستنزف فيها أصحاب رؤوس الاموال الشعوب بواسطة الاعيب السوق والقروض البنكية وأطماع الشركات متعددة الجنسيات المحميه بقوات الامبريالية العالمية في اوروبا ثم امريكا .

مع مطلع القرن الحادى و العشرين تنفرج الستار عن العشائرية و القبلية تطل- قد يكون للمرة الاخيرة- من جحور الماضي بعد إرتفاع عوائد بترول الارض المباركة وبعد أن كسي وجه شبه جزيرة العرب أنظمة قزمية لشيوخ قبائل يبذلون الغالي و النفيس في سبيل وقف تقدم الانسانيه و إعادة البشر للمربع صفر عندما كان الاستبداد المعتمد علي الكهنوت والقبلية هو الذى يتحكم في اسلوب الحياة وفي معدلات السماح للتغير اليومي ،عندما كان يذوب الفرد داخل مجتمع قبيلة يخضع لارادة شيخ لا يتحرك الا باذنه و الا حرمه من حماية العشيرة له - ليصبح لقمة سائغة للضوارى المنتظره لإفتراس المتخلفين عن الركب-، ثم بعد زمن النفط تحول العقاب الي الحرمان من صرة المعلوم من الدنانير التي يحسن بها علي المطيعين من أهله و عشيرته .

صناعة الاستبداد في العالم اليوم بعد إندحار الفاشيستيه وراسمالية الدولة المركزية التي يحكمها ديكتاتورا باسلوب شمولي أصبحت لاتجد مساندة الا من بين المتخلفين الذين يجلسون امام الخيمة بعد انكسار حدة الشمس في انتظار جمع الغلة،يقدمها لهم عبيد الارض الذين يعملون ، فاذا ما جاءنا اليوم من يطالب بعودة الخلافة الاسلامية فمعني هذا أن الثقافة المعاصرة قد انهزمت -في رأسه- أمام عقال البدو المغموس بالجاز وأن الداعي يظاهرالتخلف عن منجزات انسان القرن الحادى و العشرين لسبب بنفس( إبن يعقوب) فعلي الرغم من أنه يركب (الهامر) و يتحدث من الفضائية و يستخدم المحمول و اللابتوب ..الا أنه عندما يريد تفريغ سوائلة يتحول الي وحش يفترس الصبايا بإسم الدين ((بأذنيك استمع إلى هذه الحقيقة وبعقلك إفهمها وبقلبك يجب أن تحبها انهض ايها النائم ايها الغافل ايها الكسول وانشر كلمات الاله في كل مكان نمت فيه أو صحوت فيه أو اكلت أو شربت فيه انهض وقل كلمة الاله ولاتكن اخرس في الحق ولاتكن متهاونا في الخير.. هذه نصيحتي)).من أقوال زرادشت

أما بعد وقد قاربت علي كلمة النهاية فانني أنهض (كما نصح حكيم الاكراد) لاقول كلمة الحق فالاستبداد هو صناعة بشر ما قبل حقوق الانسان والسماوات المفتوحة والاتصالات التي تكشف كل ما يحدث في أبعد أركان الارض ،زاولها من كان عاجزا عن الفهم فأصبح ضحية الدجل والدجالين الذين يصورون للناس أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ، كبير العشيرة ، ساحر القبيلة ، كاهن القريه ، مرشد الجماعة ، الملك الاله ، المتحدث الرسمي باسم الرب ،الزعيم الملهم ، القائد الفاشيستي ، اجهزة الاعلام الموجهه ، رجال الدين و السياسه المغرضين و هؤلاء الذين رأيناهم في جمعة قندهار يزعقون كما لو كانوا قادمون لتوهم من كواليس فيلم كوكب القرود .. كلهم تطورات مختلفة عبر الزمن لطوطم كان يقدسه في عصر ما قبل التاريخ الاجداد وينقلون للابناء و الاحفاد طاعتة وتوقيره والامتثال له ،يحيطونه بقداسه أسطورية،بحيث تجده مسيطراعلي أفكار أفراد الاسرة أينما تولوا، متجليا في المعبد تتلي الصلوات بإسمه، يحفظ الراجل و الراكب في الشارع ما دام يدعو له قبل أن يتحرك خارج كهفه،وفي النادى يحقق لانصاره الفوز علي المنافسين ، في الحزب يسود إيمانا بأنه هو الراعي و الموجه المسير للاقدار ،في المدرسه تخفت العلوم و التجارب و المغامرات الفكريه لصالح أقوال كهنته ،حتي يخرج المجني عليه من مصنع الاعداد انسان ذو بعد واحد ، بوذى ، هندوسي ، يهودى ، مسيحي ، مسلم متعصب لا يرى الا إياهم ساعيا الي نصرة الدين الحق(دينه) داعيا مجاميع الخارجين عليه الي فسطاط إيمانه ولو بالقوة.

قضيت عمرى بكامله في ظل حكم إستبدادى ،يمنح ويمنع ، يسجن و يحرر،يوهب المناصب و العز لمن يشاء و يحجبها عن من يشاء ، حتي هؤلاء الذين يهللون أنهم قد جاءوا من خلال صناديق الانتخاب سأستعير ما قاله بوتين في الامم المتحدة عنهم ((ما يحدث في تونس وليبيا ومصر ليس ديمقراطية وعليكم أن تكفوا عن التمثيل فأنتم تدفعونهم للخلف بعيدا ))

المصريون أصبحوا يتخلفون عن العصر بنصف قرن يزيد اليوم و يتباعد لنصبح أمة شرب بعير الابل ،زواج القاصرات ،الذين ليس لديهم في دورات المياة مباول فهم ممنوعون من أن يبولوا الا جلوسا ،المصريون سذج فجاءت طواطمهم الحديثة علي شاكلتهم ،خطابها يدعو للابتسام أكثر من التأمل ، و مشاريعها أوهام ،وما تقدمه للمسكين و السائل و المحروم قصورا في جنة موعودة لمن كانوا في دنياهم من المطيعين .

ما يحدث الان في وطني رغم انه ألاستمرار لحياة الفناها لالاف السنين و رغم أنه بالمنطق لا يعقل أن تزرع الشوك فتجني القمح الا أن حماس الشباب الغير متوافق مع الانزلاق الي أسفل سافلين(الاخوانجي -السلفي) قد يكون– لمن يمتلك الخيال ويؤمن بحتمية التطور- الاساس القوى لمرحلة تطهير نهائية يعود بعدها المصرى (يوم أن تسقط الطواطم و المخاوف و الاستسلام) لمكانه الطبيعي مشاركا في صنع الحضارة لا في صنع الاستبداد .