أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عوني الداوودي - الشرق الأوسط على كف عفريت














المزيد.....

الشرق الأوسط على كف عفريت


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 15:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشرق الأوسط على كف عفريت

من هو العفريت يا ترى !!؟؟
هل هو عفريت أميركا، أم عفريت إسرائيل، أم الصهيوصليبية على حد قول مجموعات مهووسة بنظرية المؤامرة، بمعنى لو سقطت حجارة من السماء على رؤوسنا فالصهيوصليبية مسؤولة عنها، على شاكلة الأسلاف الذين ما أنفكو عن الترديد " لو تشاجرت سمكتان في البحر فالفتنة من الإنكليز " .. أو لربما هو عفريت القاعدة، أو الإسلام السياسي، والعقائديين من السنة والشيعة، كما يمكن أن تكون عفاريت الأقليات القومية والدينية، وبعبارة أخرى .. الملل والنحل حسب التسمية الإسلامية، وراء مآسي الشرق الأوسط، أو عفاريت مشايخ النفط هم السبب وراء مصائبنا .. ويمكن أن تكون جميع عفاريت العالم وراء تخلف الشرق الأوسط عن ركب الحضارة والتقدم.
في العراق يقف اليوم الجنود العراقيين العرب، والبيشمركة الكورد، أمام بعض بإنتظار أوامر القتل للإنقضاض على الآخر ... لماذا ؟ الجواب عند السياسيين ووعاضيهم ... يقتل النظام السوري الدموي يومياً العشرات والمئات من أبناء الشعب السوري، والنظام الإيراني وبمساعدة عراقية يمّول ويغذي آلة التدمير والقتل الديكتاتورية، وفي البحرين يُقتل الشيعة وينكل بهم أمام أعين المجتمع الدولي دون أن يحرك أحد ساكن، إسرائيل قصفت غزة وقتلت ما قتلت، ودمرت ما دمرت، وما منجد للشعب الفلسطسني بحجة صواريخ إسلامية إرهابية، ومصر.. ثورة على ثورة وإحتجاجات مليونية في ساحات القاهرة، والوضع لا يبشر بخير، مضاهرات في الأردن على كل شئ من الخبز إلى النفط، والحكومة العراقية تتبرع بمائة ألف برميل نفط مجاناً، ويتصور البعض أنه من أجل سواد عيون الشعب الأردني والجيرة والشعور القومي، لكن واقع الحال يبين لنا بأنها لدعم الحكومة الملكية ضد المتضاهرين الذين عمود فقرها الإسلاميين السنة، وفي لبنان هذه الدولة التي لا تتجاوز مساحتها مساحة مدينتي كركوك " مساحة لبنان ما يقارب العشرين ألف كم مربع، وكركوك قبل تقطيع أوصالها في سياسة التعريب القذرة مساحتها " 21000 كم مربع " وكأن بوابات الجحيم ستفتح على مصراعيها في هذا البلد الصغير من خلال نار وبراكين التصريحات .... ولا نعلم متى وكيف ستندلع الحرب ضد إيران أو ستُحل مشكلة ما يسمى بالبرنامج النووي الإيراني ؟؟ ... وتركيا الخبيرة في الإبتزاز الدولي تطلب دعم الناتو لنصب صواريخ الباتريوت على حدودها مع سوريا ما يبشر بحرب كارثية ستقع. متى وكيف لا نعلم ؟ وأيدينا على قلوبنا وضمائرنا متجهة صوب الضحايا المستقبليين الذين سيقضون في هذه الحروب التي لا ناقة لهم فيها ولاجمل.
والأسوء من كل هذا هو أن الربيع العربي أنتج خريفاً، سيُقسم ويجزأ ما هو مجزء أصلاً، وسنرى عالم سني بقيادة تركيا، وآخر شيعي بقيادة إيران، ضمن مفاهيم موازين القوى، وتأجيل الصدام حالياً لمرحلة مقبلة.

والحقيقة هي، مع علمنا بفاعلية العامل الخارجي سلباً وإيجاباً، لكننا لا نجد ولا نرى عفاريت خارجية سحرية لها قدرات خارقة يمكن لها أن تلعب بمصائرنا كما تريد، بل يحلو لنا ... سياسيين ومثقفين ووعاظ سلاطين، بأن نعلق فشلنا وأخطائنا القاتلة وخيباتنا على شماعات الآخرين، وأبتكار وخلق عفاريت تناطح السماء، بأنها وراء مصائبنا ... هناك مقولة إسلامية، وحقيقة لا أعلم إن كان حديث، أم قاله شخص حكيم خبر الدنيا ؟ " ويقال بأنه حديث ضعيف " تقول : مثلما تكونوا يولى عليكم .. وبهذا المعنى نكون نحن سبب شقائنا لأننا لم نكن أذكياء بالقدر الذي يجنبنا تسلط سيوف الطغاة على رقابنا .. كما سُئل فرعون من فرعنك ، قال .. لم يقف أحد بوجهي ... ومن يدق أبواب عالم السياسة، وبمجرد أن يُفتح له الباب سيجد أمامه لافتة كبيرة خط عليها " السياسة فن الممكنات " ومعناه واضح وجلي، وهي التحرك ضمن حدود إمكانياتك الجيوبولوتيكية، والإقتصادية، وحتى العسكرية، وبمعنى آخر حسب القول العراقي، أن تعرف ــ موقعك ومحلك من الإعراب ــ
والسؤال هو : هل عرفنا نحن أبناء هذا الشرق الهرم أين موقعنا من الإعراب ؟؟ أعتقد لا.
وبرأيي يكمن السبب الرئيسي في ذلك، بتعليق أخطائنا على شماعات الآخرين، وعدم مراجعة الذات ونقدها بموضوعية ... وضربنا رقماً قياسياً بخلق الأعداء، وتعلمنا من التاريخ أن لا نتعظ بدروس التاريخ، ولا نتعلم منه، وأخذنا من تجارب الأمم أسوءها، ومن الخطباء ما يشجع على الاحتقان الطائفي والقومي والمذهبي، ولم نعرف للآن ما هو المعنى الحقيقي للنظام الديمقراطي، غير مقولة حكم الشعب، وماذا بعد ذلك !!؟؟ لا شئ عملياً .. نعيش في الماضي السحيق، ونلوك أقوال الأسلاف بفخر وأعتزاز حتى لو كانت أقوال بعضهم لا تتماشى مع العصر الذي نعيش، ولا نقرأ إلا لمن يدفعنا نحو الهلاك وبحور الدم، نتعامل مع العالم عاطفياً، هذا يحبني وهذا يكرهني ... أنا وأخي على أبن عمي، ,أنا وأبن عمي على الغريب، لم نعي لليوم بأن العالم قائم منذ الخليقة لليوم على المصالح .... ندعي التقدم والحضارة، ومتمسكين بمفاهيم البداوة في أعماقنا، وميكروب البداوة عائقاً حقيقياً للحاق بركب الحياة العصرية والحضارية حيث سيادة القانون، والتربية على التسامح والسمو فوق الأحقاد، والمعاضدة وأحترام الإنسان لذاته كإنسان، لا التحقيق بلونه وعرقه ومذهبه ودينه وجنسه، مجتمعاتنا ذكورية لا تحسب الحساب لقدرات المرأة الخلاقة في البناء والعطاء، لم نحاول الاستفادة من العلم والقدرات الخارقة للثورة المعلوماتية، بل أخذنا منها الأسوء، وتجد الواحد منا له أكثر من أسم مستعار مسخراً وقته لدق الأسافين هنا وهناك، وشتم هذا والنيل من سمعة ذاك.
لم نتعلم لليوم بأن القانون الوحيد الذي يحمي الإنسان هو فهم معنى ومضمون، مال الله لله ، ومال قيصر لقيصر.
فالعفاريت موجودة في كل زمان ومكان عبر التاريخ، لكن عفريت الدار هو الأخطر والأشد فتكاً، وقسوة وجبروت من عفاريت الكون.

عوني الداوودي
غوتنبورغ ـ السويد ـ شتاء 2012



#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلقيس العاشقة
- زهير كاظم عبود يطرق أبواب لم تُطرق من قبل
- التمييز الجنسي كارثة لا نعي أبعادها المدمرة
- عروس الثورات، الثورة السورية
- كحيوان الكسلان مر عام 2010 على أعصابي
- التمدن يكشح التخلف
- إلى جندي مجهول يتربع القمم
- عاللي جرى
- إيران، إيران. أين السعودية ؟؟
- تقييم الحوار المتمدن في سنته السابعة
- أمثل أبا فرات يُقتل ؟
- كركوك وتوابعها حكم التاريخ والضمير ، دراسة وثائقية عن القضية ...
- سيبقى الدكتور سلمان شمسة حياً بيننا
- جريمة التعذيب في العراق
- يقال عن السعودية ، والعهدة على الرواة
- متى ستستريح هذه المعبودة ، الأم العراقية ؟
- شهداء قلعة دمدم
- المسيجية في بلاد الرافدين شجرة باسقة وعملاقة ، ووارفة الضلال
- الأرقام والأحصائيات ، ياليتها نطقت، لكنها تفصح ، وتقول الكثي ...
- ما دخل تركيا بتمتع الكورد في العراق بالتمتع بالحكم الذاتي


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عوني الداوودي - الشرق الأوسط على كف عفريت