-الشعب- يريد محاكمة -الكذاب- !!

مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** كنت أتصور أن يخرج علينا الرئيس الغير شرعى ، بخطاب يطلب فيه العفو والسماح من الشعب المصرى .. ويتعهد بإلغاء الإعلان الدستورى الأهبل ، المسمى بـ "الإعلان الدستورى المكمل" ، وحل الجمعية التأسيسية لطبخ الدستور وإحالتهم إلى مستشفى العباسية ، ودار "أبو العزايم" لتأهيل المعاقين ذهنيا ..

** كنت أتصور أن يخرج علينا "مرسى العياط" وهو يعلن تبرئته من عضويته فى جماعات محظورة دموية إرهابية ، وأن يعلن توبته ، ويقرر عمل إستفتاء على إستمراره فى عمله الرئاسى بعد أن يصفح القضاء عنه ويذهب إليهم ويعتذر ..

** كنت أتصور أن يهل علينا الرئيس الغير شرعى بقرار واحد يعتذر فيه عن دماء الضحايا التى سقطت فى المحلة والتحرير والأسكندرية ودمنهور .. من جراء قراراته التى لا تصلح إلا فى عزبة "أبو جلمبو" .. ولكن للأسف الشديد لم يحدث شئ من ذلك .. بل خرج علينا بحوار هزيل لم يقل كلمة واحدة يمكن أن توضع فى جملة مفيدة ..

** كان حواره لا يمكن أن يرقى لمستوى حوار لرئيس دولة ، تسبب فى سقوط الدولة المصرية ، وإنهيار الإقتصاد ، وإنهيار السياحة ، وإنهيار البورصة التى وصلت إلى 53 مليار جنيه مصرى ، وإنهيار كل الخدمات .. وأصبحنا مهددين من كل السفهاء والحمقى .. وأصبحنا دمى يحركها اللقيط "أوباما" ، وتحركها العاهرة "كلينتون" .. وتتدخل فى شئونها منظمة حماس الإرهابية ودولة قطر الفاشلة ..

** لم يكن حوار الرئيس إلا ردا على أفكار تدور فى خياله المريض .. بينما الأسئلة تذهب فى جانب .. والإجابات تأتى فى جانب أخر ، وأحيانا لا يعطى فرصة لكى يسمع السؤال .. ويظل يردد دون فهم لما يدور فى الشارع المصرى وما حوله ، كلام مرسل ليس له أى معنى ولا لون ولا عنوان ..

** تحدث عن مشروع الدستور الذى يتم طبخه بالبلطجة والفتونة والإرهاب .. وكأن شعب مصر كله أصبح ينتمى للجماعة التى تقوم على السمع والطاعة ولا تناقش ما يملى عليها أمرائها .. علما بأن الإخوان والسلفيين والجهاديين والتكفيريين .. وكلهم فى النهاية فصيل واحد لا يتعدى عددهم فى القاهرة وكل المحافظات ، مليون شخص .. يمكن تجميعهم جميعا فى عزبة "الصفيح" ، أو حكر "أبو شفطورة" ..

** قال عن الوضع الحالى والإشتباكات الدائرة فى كل المحافظات .. وسقوط قتلى وجرحى إنها حالة صحية .. فقد بدأنا نمارس الديمقراطية الحقيقية .. وكل يعبر عن رأيه بكل صراحة ووضوح .. فهل البلطجة التى يمارسها الإخوان فى كل المحافظات ضد المعارضين على الإعلان الدستورى المكمل هى ظاهرة صحية ؟! .. هل الإعتصام الذى وصل إلى اليوم السادس للمطالبة برحيله هو ظاهرة ديمقراطية ؟!! .. هل الإنشقاق فى الشارع المصرى والإشتباكات اليومية بين مؤيد ومعارض هى ظاهرة صحية ؟ !! .. هل الفوضى التى عمت مصر منذ توليك كرسى الرئاسة ، وإنهيار الإقتصاد المصرى إلى درجة التهديد بالإفلاس وتعريض الوطن لكوارث ومجاعات هو تنمية وإزدهار إقتصادى ؟!! .. هل إنهيار السياحة وهروب كل السائحين عقب أى تصريحات من جانبه ، أو من جانب أبناء عشيرته .. فهناك من طالب بالمايوه الشرعى ، وهناك من طالب بتحريم بيع الخمور ، وهناك من طالب بهدم الأثار ، وهناك من طالب بتحجيب السياح .. وهناك من طالب السياح بتلاوة دعاء المسافرين قبل قدومهم .. حتى لا تصبهم لعنة تصادم القطارات ، أو دهس القطارات لأطفال المدارس لأنهم لم يقرأوا دعاء المسافرين .. وهناك من طالب بتحجيب الملكة "أوزوريس" ، والملكة "كليوباترا" ، وإطلاق لحى "أبو الهول" .. وإذا تعذر ذلك ، فعليهم أن يغلفوهم بالشمع حتى يخفوا معالمهم .. هل كل ذلك وأعقبه السمعة التى وصلت إلى الأرض نتيجة الفوضى والإعتداء على الأتوبيسات السياحية وحجز السياح كرهائن حتى يتم الإفراج عن "سوكة الأقرع" ، أو "حمامة كازوزة" ، أو "سنية جنح" .. بإعتبارهم أحد زعماء البلطجية فى 28 يناير 2011 ..

** هل كل ذلك لا يراه الرئيس الغير شرعى للبلاد ؟ .. هل وصلت درجة السخرية بهذا الشعب ، أن يعلن أن السياحة فى إزدهار ، وأن نسبة الإشغالات بالفنادق زادت ، وأن هناك تعاقدات كثيرة مع العديد من الدول الأوربية وأمريكا للتنمية السياحية .. فى الوقت الذى نجد فيه دموع شباب مصر تذرف دما من إنهيار السياحة ، وإنعدام الإشغالات فى الفنادق ، وجلوسهم بدون أى عمل فى المنتجعات والقرى السياحية ؟!..

** هل أصبحنا أغبياء وبلهاء لهذه الدرجة .. وهو يستخف بعقول الشعب ؟!! .. هل أصبح رئيس الدولة الغير شرعى أعمى البصر والبصيرة ، وهو يتحدث عن القضاء وقدسية القضاء ، وإحترام الأحكام الدستورية .. فى الوقت الذى علقت كل المحاكم فى مصر نظر القضايا والدعاوى .. وهناك إعتصام لكل قضاة مصر فى نادى القضاة .. هذا بجانب تعليق محكمة النقض جلساتها فى نظر كل القضايا إحتجاجا على توغل الرئيس فى سلطة القضاء ، وتهديد المحاكم والكيل لها بالإتهامات الكاذبة ، والملفقة لإرهابهم ، وتكميم أفواه القضاة ، وهو ما لم يحدث فى أى زمن أو عهد .. حتى فى زمن التتار والمغول !!...

** يبدو أن الرئيس لم يسمع عن الشهداء الذين سقطوا من جراء تحريضه المستمر ضد الشعب ، وعناده الغير مبرر على الإستمرار فى ضرب الإستقرار والإقتصاد والدولة .. فلم تخرج كلمة واحدة لتطييب خاطر أسرة شهيد المحلة ، أو التحرير ، أو الأسكندرية .. فهل هذا نوع من الإستخفاف بدماء وأرواح هذا الشعب .. فى الوقت الذى شاهدنا فيه السيدة حرمه قامت بزيارة والدة الشاب الصغير "إسلام" الذى توفى فى دمنهور عقب حالة المشاحنات والمصادمات بين الجماعة والشعب الدمنهورى وكل الأحزاب السياسية ...

** يبدو أن الرئيس منذ توليه السلطة وهو لم يسمع عن تهجير الأقباط وطردهم من منازلهم فى العامرية والبدرشين والمنيا ، وكل مدن وقرى مصر المنكوبة .. مما جعل الكثيرين يهاجرون خارج مصر طلبا للنجاة من جحيم الإخوان وإرهاب السلطة .. فقال كلاما معسولا وهو يتحدث عن المواطنة ، وأن حقوق الأقباط مثلهم مثل المسلمين .. فلا فرق بين الإثنين .. وأن الدنيا ربيع والجو وردى وجميل .. فى الوقت الذى بدأت ظواهر فرض البلطجة على الأقباط ، والإتاوات .. وخروج تصريحات عنترية من كل شيوخ الفتنة والسلفيين والإرهابيين بفرض الجزية على الأقباط ...

** ولم نسمع كلمة واحدة من الرئيس الغير شرعى للبلاد ، ولا إدانة .. فماذا نسمى ذلك ؟!! .. ألم يسمع عن الحكم الصادر على 20 شاب من أبو قرقاص بالأشغال الشاقة المؤبدة ، والإفراج عن كل المسلمين إثر مشاجرة بينهم بزعم إنشاء مطب صناعى ..

** ألم يسمع عن إتهام أى مواطن مسيحى من قبل أى متطرف مسلم بإزدراء الدين الإسلامى .. دون محاكمة أو محاكمة رمزية لا تستغرق بضعة أيام مثلما حدث مع أحد المدرسين الذى إتهم بإزدراء الدين الإسلامي دون دليل واحد وحكم عليه بستة سنوات سجن ..

** ألم يسمع عن الحكم الصادر لإرهاب الأقباط من أحد المحاكم لـ 7 من أقباط المهجر بالإعدام ، وهم جميعا لا علاقة لهم بالفيلم المزعوم ، أنه أساء الرسول أو المسلمين .. وحقيقة هذا الحكم ، هو كارت إرهاب للأقباط فى مصر ، وكارت إرهاب للكنيسة بعد إنسحابها من الجمعية التأسيسية للدستور ، وهذا لن يقبله أقباط مصر تحت أى مسمى مهما كانت التهديدات .. فكل شئ بالقانون ..

** ألم يخجل رئيس الدولة الغير شرعى من صدور حكم يدعم إنهيار الإقتصاد المصرى ويسئ سمعة البلاد أكثر مما ساءت .. ورغم أن هذا الحكم باطل بطلانا قانونيا ، ومنعدم الأثر ، لعدم وجود أى أدلة أو سماع أقوال المتهمين .. بل أن أحد التهم المثيرة للضحك والسخرية .. أن المستشار "موريس صادق" قام بالإتصال بإحدى القنوات وأبلغهم عن جرائم قتل للأقباط من قبل الجماعات الإسلامية .. فإذا كان القاضى لا يعلم أن هذا حقيقة .. وأن المستشار لم يكذب عندما صرح بذلك .. ولكن الذى يكذب هو من إدعى عدم معرفته بذلك .. وإليك بعض هذه الجرائم :

عام 1972 .. إشعال النار فى جمعية الكتاب المقدس بالخانكة ..
عام 1975 .. إعتداءات وحشية على الأقباط ومحلاتهم فى أسيوط ..
عام 1981 .. إعتداءات دموية على الأقباط فى الزاوية الحمراء ، وقتل 86 مسيحيا ، وحرق المنازل ، والمحلات .. ولم يقدم أحد للمحاكمة ..
عام 1990 .. أحداث دموية فى منفلوط ، وسقوط ستة شهداء ، و50 جريحا ، وحرق أراضى زراعية فى بولاق بسبب شائعة بناء كنيسة ..
عام 1992 .. مذبحة فى قرية المنشية .. راح ضحيتها 13 قبطى ..
عام 1994 .. هجوم إرهابى على دير العذراء بالمحرق ، وقتل خمسة رهبان بالمدافع الرشاشة ..
عام 1996 .. إعتداءات دموية على الأقباط فى كفر دميان فى الشرقية ، ومذبحة النصارى فى البدارى بأسيوط ..
عام 1997 .. قتل تسعة أقباط أمام كنيسة مارجرجس بأبو قرقاص ، وقتل 13 قبطى ، وأصابة ستة بجراح فى عزبة كامل بنجع حمادى ..
عام 1998 .. مذبحة الكشح الأولى ، ومقتل قبطيين ..
عام 1999 .. مقتل أقباط من كنيسة مارجرجس بهليوبوليس مصر الجديدة ، برصاص الإسلاميين ..
عام 2000 .. مذبحة الكشح الثانية وقتل 19 قبطى أمام أسرهم ..
عام 2008 .. مصرع 4 راهبات ، وإصابة خامسة بعد عودتهن من الأسكندرية ..
عام 2010 .. قتل ستة شباب أقباط أثناء خروجهم بعد الإحتفال بأعياد الميلاد فى نجع حمادى ..
عام 2011 .. حادثة كنيسة القديسين ..

** وهناك العديد والألاف من جرائم القتل والمستمرة حتى الأن ... وحتى كتابة هذا المقال ..

** أعتقد بعد هذا العرض الواضح والصريح .. وبعد ما أعلنه "محسوب أبو العزايم" الوزير الإخوانى فى حكومة مرسى .. وهو يقول "إما مرسى أو الفوضى" .. فهل هذا تهديد ياسيادة الوزير ، صاحب البلاغات الفاشينكية عن الأموال المهربة ..

** نعم .. هذا هو تهديد للشعب المصرى .. إما أن تقبلوا مرسى أو نجعلها بحور من الدماء ... أعتقد أن هذا الكلام التافه أصبح ليس له مكان بين الشعب المصرى .. فقد إكتشف كذبكم بكل فئاته وطوائفه .. ولم تعد نغمة الفلول أو أنصار مبارك أو الحزب الوطنى المنحل تخيل على هذا الشعب .. فأنتم والدستور فى مزبلة التاريخ .. وعليكم أن تعلموا أن الفساد أفضل من الإرهاب .. وأنتم تعلمون من هم الإرهابيين ..

** وأعتقد أنه ستخرج الهتافات اليوم من التحرير ومن كل ميادين مصر .. وكل محافظاتها .. وكل مدنها .. "الشعب يريد محاكمة الكذاب"!!!...

#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات