أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - التراث العبرى ولغة العلم















المزيد.....

التراث العبرى ولغة العلم


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 12:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لايكاد يمرأسبوع إلاّويقع فى يدى مقال أوكتاب يهاجم الحضارة المصرية. ويتمحورهذا الهجوم الذى يكتبه (مصريون) حول (الاستبداد الفرعونى) فى تطابق تام مع المزاعم العبرية. فما أصل هذه المزاعم وعلاقتها بعلم المصريات؟
المرجع الأول هوالتراث الدينى العبرى. لأنّ الحاكم (الفرعون وفق التعبيرالعبري) منع بنى إسرائيل من الخروج كى يستمروا كعبيد فى عملية البناء. أى أنّ مصروفقًا لهذا الكلام كانت تعانى من (نقص فى العمالة) فى حين أنّ عدد سكان مصرفى ذاك الوقت كان حوالى 7 مليون إنسان ( محمد بدران فى ترجمته لقصة الحضارة م1 ج2) كما أنّ العهد القديم يُقدم نفيًا قاطعًا لمزاعم (الاستبداد الفرعونى) حيث بكاء اليهود بسبب خروجهم من مصرلأنهم كانوا يأكلون اللحم والسمك والبصل الخ مجانًا ويطلبون من ربهم عودتهم إلى مصر(سفرالخروج والعدد) كما أنّ الفرعون قال لموسى وهارون (قوموا أخرجوا من بين شعبى أنتما وبنوإسرائيل) بل إنّ المصريين تعجلوا خروجهم (خروج 5 ،12 ،13) فكيف يتسق هذا مع الآيات التى تزعم أنّ (الفرعون) كان يمنعهم من الخروج؟
وإذا كان المصريون طغاة فكيف يستقيم ذلك مع النص على أنه عند وفاة يعقوب (أبويوسف) ((بكى عليه المصريون سبعين يومًا)) ومن أنّ الفرعون قال ليوسف جعلتك على كل أرض مصر وخلع خاتمه من يده وجعله فى يد يوسف الخ وأكثرمن ذلك النص على أنّ الفرعون سمح لليهود أنْ يسكنوا فى مصر((وتملكوا فيها وأثمروا)) وأنّ يوسف قال لهم ((هو ذا لكم بذار فتزرعون الأرض. ويكون عند الغلة أنكم تُعطون خمسًا لفرعون والأربعة أجزاء تكون لكم الخ)) (تكوين من 41- 50) فماذا كانت نتيجة هذا الكرم ؟ يقول العالم جان يويوت أنّ البدوالعابيرو كانوا عملاء للحيثيين ضد مصر. وذكرد. محمد بيومى مهران أنّ بسماتيك الأول سمح لليهود أنْ يتدفقوا على مصر وأنْ يُنشئوا لأنفسهم مستعمرة خاصة بهم وأنْ يُقيموا معبدًا لإلههم (يهوه) وكانت النتيجة أنهم نسوا لمصرأنها أطعمتهم وآوتهم وكستهم، فكان رد الجميل أنهم تعاونوا مع الهكسوس والفرس ضد مصر، فازداد خوف المصريين من اليهود ((بعد أنْ رأوهم بعد طول إقامة فى البلاد خونة وجواسيس ومثارفتن ودسائس وأذنابًا لأعداء البلاد)) (تاريخ الشرق الأدنى القديم- ج 3) ونظرًا لوجود إجماع بين العلماء على أنّ بنى إسرائيل كانوا خونة ضد مصرفإنّ العقل المؤمن بلغة العلم يرى أنّ ال(برعا) الذى طردهم هو حاكم وطنى يستحق التقديروالاجلال.
أما فيما يتعلق بعلاقة (الفراعنة) بالشعب، فإنّ العلماء يرون أنّ القاعدة كانت العدل. كتب (ول ديورانت) أنّ القوانين المدنية والجنائية فى مصرالقديمة كانت فى غاية الرقى. وأنّ قوانين الملكية والميراث منذ الأسرة الخامسة مفصلة ودقيقة. وكان الناس جميعًا متساوين مساواة تامة أمام القانون، بغض النظرعن نفوذ أحد المتنازعين. وأقدم وثيقة فى العالم كله عريضة دعوى محفوظة فى المتحف البريطانى تعرض على المحكمة قضية من قضايا الميراث. وكان القضاة يستمعون للمترافعين ، على أنْ لايكون ذلك مجرد خطب بل مذكرات مكتوبة. وهونظام لايقل عن نظام التقاضى فى هذه الأيام. وكان للمصريين محاكم منظمة مختلفة الدرجات تبدأ من مجالس الحكم المحلية فى المقاطعات وتنتهى فى المحاكم العليا (الاستئناف) وكتب العالم ت. ج. جيمس عن بردية فى المتحف البريطانى تتحدث عن محكمة للعمال كل أعضائها من عمال القرية. أى أنّ مصرعرفت نظام (المحلفين) وكتب ديورانت أنه لم يعثرعلى شواهد يُستدل منها على وجود نظام للشرطة. وليس فى العالم كله باستثناء الصين أمة غيرمصر جرؤت على أنْ تعتمد كل هذا الاعتماد على العوامل النفسية لحفظ الأمن. لقد كانت الحكومة المصرية من أحسن الحكومات نظامًا. وكان مركزالمرأة عندهم أرقى من مركزها عند كثيرمن الأمم فى هذه الأيام. وفى ذلك يقول ماكس ميلر((ليس ثمة شعب قديم أو حديث رفع منزلة المرأة مثلما رفعها سكان وادى النيل)) ونتيجة إيمان الملوك بالعدل الذى ترسخ بقوة إلهة العدالة (ماعاط/ماعت فى بعض الترجمات) والإيمان بتطبيق القانون على كل أفراد الشعب ((نشأتْ طبقة أصبحت على مرالزمن بفضل تقوى الشعب وكرم الملوك السياسى أعظم ثراءً وأقوى سلطانًا من أمراء الاقطاع ومن الأسرة المالكة نفسها)) وفى مقارنة بين الأتونية والموسوية كتب أنّ إله أخناتون يوجد فى الأزهاروالأشجاروفى جميع صورالحياة والنماء وأصبح رمزًا للأبوة الرحيمة رقيقة القلب. رب السلام. ولم يكن كيهوه رب الجيوش. وكتبتْ عالمة المصريات مرجريت مرى عن تحتمس الثالث الذى يعتبره العلماء نابليون العصورالقديمة بدون هزيمة واحدة، أنّ المصريين أحبوا هذا الفاتح العظيم حبًا جمًا وكتب د. محمد جمال الدين مختارأنه فى الأسرة 12 ونتيجة التقدم فى الزراعة والصناعة نهضتْ مصرنهضة لم ترتكزعلى الملك كما كان الحال أيام الدولة القديمة وإنما على الشعب وأنها شملت وسادت مصركلها (موسوعة تاريخ مصرعبرالعصور) أما الملك العظيم سقنن رع فإنّ مومياءه فى المتحف المصرى خيرشاهد على أنه كان يحارب الهكسوس وهوفى الصفوف الأولى مثله مثل أى جندى. والأوسمة على صدره ورأسه هى عدد الجروح التى نالته قبل قتله بصورة ((عنيفة بأسلحة منها ما يحمل شكلا مميزا: رأس فأس فلسطينى / سورى)) (مصرالقديمة تأليف أربعة علماء- ترجمة لويس بقطر- المجلس الأعلى للثقافة عدد131 ص196) واستكمل مسيرة النضال ابناه كاموس وأحمس تحت رعاية وتشجيع الزوجة والأم والجدة. أما رمسيس الثانى والثالث فيكفى الاشارة إلى مئات الكتب والمراجع التى تحكى عن أمجادهما وحب الشعب لهما .
وإذا صدّقنا- فرضًا- صحة مزاعم العبريين عن الاستبداد الفرعونى، فهل خلتْ الحضارات القديمة والحديثة من الاستبداد؟ لقد صدرالحكم بإعدام سقراط بتهمة ازدراء الآلهة اليونانية. فى حين أنّ البرديات المصرية المحفوظة فى متاحف العالم بها قصائد عن إنكارالآلهة وإنكارالآخرة. وبرديات تتحدث عن عهد الإلحاد (أدولف إرمان- ديانة مصر القديمة- ص126 ،393 ،447) ومع ذلك فلم يصدرحكم واحد بالإعدام كما حدث مع سقراط ، لذلك كتب إرمان ((لقد كان الظلم فى مصرفى كل العصورمرذولا)) (177) وفى اليونان يتآمرالحاكم على أفلاطون إلى حد أنْ يباع الفيلسوف فى سوق العبيد لولا أنْ تعرف عليه أحد تلامذته فاشتراه وأعتقه. ورغم ذلك كان أفلاطون يعتبرالديموقراطية أحد أنظمة الحكم الفاسدة. ويهاجم فكرة المساواة. وأرسطو يُحذرمن مخاطرالديموقراطية التى تستقطب الأغنياء فى جانب والفقراء فى جانب آخرفتؤدى إلى عدم الاستقرارالسياسى. وإذا كانت البرديات المصرية أثبتت حتى الآن وجود سبع ملكات مصريات. وأنّ مرجعية الحكم يعود للمرأة. ووجود رئيسة (= نقيبة) للممرضات ورئيسة ديوان الخ ، فإنّ النساء فى اليونان لم يكن ينطبق عليهن حق المواطنة، لأنّ مفهوم الشعب كان يعنى الذكور الأثينيين الأحرار((وبذلك أخرجوا النساء والمقيمين والعبيد من مفهوم الشعب)) (د. إمام عبد الفتاح إمام- الديموقراطية والوعى السياسى- نهضة مصر- أكثرمن صفحة) وعن عدد العبيد فى الامبراطورية الرومانية عام 24 ق.م فهونحو20مليون نسمة مقابل 214 ألف نسمة فقط من المواطنين الأحرار(ص 24) ويرى الفقيه الفرنسى بارتلمى فى كتابه القانون الدستورى أنّ عدد العبيد كان يبلغ فى مدينة أثينا (وحدها) 200 ألف فى حين أن عدد المواطنين الأحرارلم يكن يزيد عن 20 ألفًا ، أى أنّ عدد العبيد بلغ عشرة أمثال عدد المواطنين الأحرار. وفى مدونة جوستنيان أنّ العبيد كان يُطلق عليهم ((ملك اليمين)) (78 ،79) وهى المنظومة التى انتقلتْ إلى القرآن. وذكرمارتن برنال أنّ الرومان صلبوا 6 آلاف إنسان بحجة أنهم (عبيد) (أثينة السوداء- ص 705)
وإذا كان الاستبداد فى أوروبا فى العصورالوسطى شائعًا. واستبداد الخلفاء تحت راية الخلافة الإسلامية التى وصفها محمد سيد كيلانى فى كتابه (الشريف الرضى) أنها كانت ((شؤمًا على الشرق والشرقيين)) وإذا كان الخليفة العباسى أبوجعفرالمنصور((أول من أحدث تقبيل الأرض بين يديه)) وإذا كان التاريخ الحديث أفرزطغاة أمثال هتلر؟ فلماذا يتدنى المتعلم (المصرى) من الكبارأمثال هيكل وفهمى هويدى إلى الصغارفى كل الميديا ، عندما يُشبّهون الحاكم الطاغى ب (فرعون)؟ ألا يعنى هذا أنهم لم يقرأوا كتابًا واحدًا فى علم المصريات ويتطابقون مع التراث العبرى ويخدمون المخطط الصهيونى (دون إدراك منهم بطبيعة الحال) الذى يسعى إلى الاستيلاء على مصر: الأرض والحضارة ؟ لماذا يتدنى المتعلم المصرى ويكون عكس كل (المثقفين) فى العالم الذين يحترمون لغة العلم ويرفضون سب جدودهم؟ الإجابة لأنّ (المتعلم المصرى) الذى يسب جدوده يُصرعلى التنفس بخياشيم عبرية.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصولية الإسلامية وجذور العنف
- الحذاء الفضى - مسرحية قصيرة للأطفال
- العلاقة بين هدم الآثار والعداء للتراث الإنسانى
- أجنحة الصفاء - قصة قصيرة
- أخيرًا : الإسلام على وشك دخول مصر
- رادوبى (سندريلا المصرية) قصة قصيرة
- شاى الأصدقاء : قصة قصيرة
- يوتوبيا سيادة المسلمين على العالم
- مساحات الظل
- مدينة طفولتى - قصة قصيرة
- تلك اللوحة
- حالة تلبس : قصة قصيرة
- محمود سلام زناتى : من سمع بهذا الاسم ؟
- لماذا فقد حورس عينه : المعرفة قبل العاطفة
- مصر فى عيون العالم (موسوعة للأطفال)
- موسوعة الفن المصرى وفن الكتابة للأطفال
- موسوعة تاريخ الأفكار للشباب
- أمنيات الزمن الضائع للأديبة هدى توفيق
- الموالد المصرية وأبعاد الشخصية القومية
- مظاهر الليبرالية المصرية قبل يوليو1952


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - التراث العبرى ولغة العلم