أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - الحاجَة .. وبيع الأعضاء البشرية














المزيد.....

الحاجَة .. وبيع الأعضاء البشرية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 09:03
المحور: المجتمع المدني
    


- إطلعتُ على تفاصيل ، حدثٍ واقعي ، هّزني من الأعماق .. يُفّسِر الى حَدٍ ما .. بعض ما يجري في العراق اليوم . شابٌ في مُقتَبل العُمر ، من محافظات الوسط .. ليسَ له موردٌ ثابت .. ولا وظيفة ولا راتب .. يعمل بصورةٍ مُتقطعة في أي عملٍ مُتاح ، لكنه عاجزٌ عن توفيرِ أي مبلغ . أحبّ هذا الشاب الجميل ، فتاةً من منطقتهِ .. وبادَلَتْهُ الحُب .. وجرتْ عملية الخطوبة حسب الأصول .. وكانتْ الفتاة ، تعرف الظروف المادية الصعبة لخطيبها ، وكانتْ هي وأهلها ، مُتفهمين .. ولا يُطالبون العريس وأهله ، بطلباتٍ ثقيلة . وفي هذه الأثناء .. إلتقى الشاب ب [ دّلال أو وسيط ] يبحث عن مَنْ [ يبيع ] كِليته مُقابل نقود ! . ولّما شعرَ الشاب ، ان الأبواب مُغلَقة بوجههِ .. والامل مفقود ، في تحسين دخله وتوفير مبلغٍ يُمّكِنه من الزواج بحبيبته .. فلقد سارعَ بالموافقة على العَرض .. أخبرَ الشاب أهلهُ ..بأنه ينوي الذهاب الى الشمال للعمل ، حيث ان العمل مُتوفرٌ في اقليم كردستان ، وكذلك رّدّدَ نفس الكِذبة على خطيبتهِ .. إذ كان مُتأكداً .. لو أنه قالَ الحقيقة ، لِما وافقوا .. لا الأهل ولا الخطيبة !. والأدهى من ذلك .. فلقد إتفقَ الدّلال معه .. ان المُشتري سيدفع (15) مليون دينار " في حالة مُطابقة الفحص النسيجي " .. منها (7) ملايين للدّلال .. و (8) ملايين للشاب المُتبرِع ! . إضطَر الشاب للموافقة على العَرض المُجحِف .. آملاً ان المبلغ الذي سوف يحصل عليهِ .. سيُحّقِق اُمنيته بالزواج من التي أحّبَها .
- في الجانب الآخر .. هُنا .. شابٌ آخر مُتزوج من فترةٍ قريبة .. مُصاب بعجزٍ كامل في الكلية ، ويحتاج الى زرع واحدة جديدة . جميع المُتبرعين من أهلهِ .. لم تتطابق فحوصاتهم النسيجية مع أنسجته ، او كانتْ هنالك موانع اُخرى . ويا للمُصادفة .. فأن كُل الإختبارات التي اُجرِيَتْ على الشاب المُتبرِع القادم من بعيد .. كانتْ متوافقة مع جسم وأنسجة المريض ! . ومن المفروض ان تجري العملية في الأيام القليلة القادمة .
- المأساة تكمن في عدة مُستويات : إفتقار العراق عموماً .. الى [ بنوك ] لحفظ الاعضاء البشرية ، وفق المواصفات العالمية ، من اجل إستخدامها لإنقاذ حياة المرضى المُحتاجين والحالات الطارئة .. كذلك النقص في الوعي الإجتماعي والثقافي ، ونُدرة وجود اُناسٍ يوافقون مُسبَقاً ، على التبرع بأعضائهم في حالة وفاتهم المفاجئ او تعرضهم لحوادث .. او حتى إمتناع الأهل عادةً .. على الموافقة على تشريح الجُثة وإستخدام الأعضاء السليمة في إنقاذ مرضى مُحتاجين . إضافةً الى ، عدم إهتمام الحكومات ، بصورةٍ جدية .. بهذا الجانب الإنساني المهم ، وتوفير السُبُل المعقولة والإستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا المجال ، وتخصيص أموالٍ كافية لذلك .
من الناحية الإنسانية والإجتماعية .. فأن [ الجشع ] المُفرط ، للدّلالين والوسطاء ، واضحٌ في المثال الواقعي أعلاه ، فأن نصف المبلغ الذي إستطاع أهل المريض ( والذي أعرفهُ شخصياً ) جمْعَهُ بالكاد .. يذهبُ للدّلال . كما ان العراق بميزانيته السنوية التي تتجاوز المئة مليار دولار .. عجزَ في السنوات العشرة الماضية .. عن توفيرِ عيشٍ كريم لمواطنيه .. بحيث يضطرُ شابٌ في بداية العشرينيات من عمره .. الى بيع كليتهِ ، من أجل ان يتزوج ! .. لعدم توفُر عمل مناسب ولا رعايةٍ من الدولة .
- عدا عن هذا الدّلال او الوسيط أعلاه .. الذي يُتاجر بآلام وإحتياجات الطرفَين ، ويحصل على نصف المبلغ .. ويستغل حاجة الجانبَين إليهِ .. ويُفلسِف الأمر ويّدعي بأنه يقوم بعملٍ إنساني ! . فأن هنالك عصابات ولا سيما في بغداد وغيرها ، مُختصة بالمُتاجرة بالأعضاء البشرية ، اما عن طريق خطف الاطفال والشباب .. أو بالإتفاق مع " المتبرعين " الذين يُعانون من أزمات مالية ، وبشروط مُجحفة .
- ان المريض وأهل المريض ، في الحالة أعلاه على الأقل .. الذين يحاولون [ بِكُل الطُرق المشروعة وغير المشروعة ] ، الحصول على " كِلية " .. لهم الحق في ذلك ، من اجل إنقاذ حياة إبنهم . وحتى لو كانوا ، مُتدينين أو يمتلكون شيئاً من الوعي .. فأنهم يحاولون [ تبرير ] تصّرُفهم ، تحت ذريعة : ان التّبَرُع جرى بالتراضي وموافقة الطرف الآخر ، بدون أي ضغط ! .
- الجانب الآخر من الصورة السوداء ، يتمّثل بالمُتبَرِع .. فهو تحت [[ ضغط الحاجة والظروف المادية الصعبة ]] .. يضطر الى القيام ، بهذهِ المُجازفة الخطيرة ، ولا يحسب تبعاتها المستقبلية .. ولايُفّكِر أساساً بالجانب الإنساني من الموضوع .. بل انه ببساطة " يبيع " جزءاً من جسده ، مُقابل مبلغٍ بسيط ، يستولي الوسيط على نصفهِ !
- اما الجانب الشديد القتامة ، من الموضوع بِرمّته ، فهو : الفساد المُستشري في كُل مفاصل دولتنا ، والفوضى العارمة وسوء التخطيط ، وإستهتار الطبقة السياسية عموماً بمصالح المواطن .. وإنشغالها بالنهب والمنافسات الرامية الى الإستحواذ على مزيد من السلطة والنفوذ ، والتحضير لمعارك سخيفة وعبثية ، سيكون المواطن البسيط ، هو الوقود فيها كالعادة ..
فكل هذه الأموال الطائلة المتحصلة من النفظ .. والميزانيات الضخمة التي تفوق ميزانيات عدة دول .. تذهب هدراً وتختفي في دهاليز الفساد .. في حين ان الأنظمة الصحية في تلك الدول ، أفضل مما عندنا بِمراحل !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسدُ والحِمار
- مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -4-
- مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -3-
- مؤتمر الدفاع عن الاديان والمذاهب في العراق -2-
- مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -1-
- أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق
- يا دجلة - الخير - أم دجلة - الشَر - ؟
- مخاضات سياسية -3- .. الإسلام السياسي الكردستاني
- الحكومة الحمقاء
- اللاجئين السوريين في مُخيم - دوميز -
- مخاضات سياسية -2- .. اليسار الكردستاني
- لا فسادَ في العراق بعد اليوم
- مخاضات سياسية -1- .. الساحة الكردستانية
- أوباما والمالكي .. التشابُه والإختلاف
- المُغازَلة بين المالكي والنُجيفي
- أفلام الرُعب .. والعُنف العراقي
- الثعابين
- أرباح الإحتكارات هي الأهم
- والعِيد إجانه وإنكِضه
- عصافير


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - الحاجَة .. وبيع الأعضاء البشرية