أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - إصدار ديوان: فيروز صديقة براري الرُّوح للشاعر صبري يوسف في ستوكهولم















المزيد.....

إصدار ديوان: فيروز صديقة براري الرُّوح للشاعر صبري يوسف في ستوكهولم


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 16:39
المحور: الادب والفن
    


إصدار الجِّزء الثَّامن من أنشودة الحياة للشَّاعر صبري يوسف

[فيروز صديقةُ براري الرُّوح]

صبري يوسف ـ ستوكهولم
صدر للأديب والشَّاعر السُّوري صبري يوسف ديوان جديد بعنوان: أنشودة الحياة، الجِّزء الثَّامن، حملَ عنواناً فرعيَّاً: (فيروز صديقةُ براري الرُّوح) في ستوكهولم 2012. والأنشودة نصّ مفتوح، قصيدة شعريّة ذات نَفَس ملحمي طويل، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء (مائة صفحة) بمثابة ديوان مستقل، ومرتبط مع الأجزاء اللاحقة. أنجزَ المجلَّد الأوَّل، (عشرة أجزاء). ينشر هذه الأجزاء تباعاً، بإصدارات خاصّة عن طريق دار نشره، ثمَّ سينشرها بعدئذٍ بمجلِّدٍ واحد، بعد أن يتمّ ترجمتها إلى اللُّغاتِ العالميّة الحيّة، رغبةً منه في التَّواصل مع الآخر عبر يراعِ القصيدة.

يتناول هذا النَّصّ، الجِّزء الثَّامن، استكمالاً للأجزاء السَّبعة السَّابقة، الإحتفاء بالفنِّ الأصيل، حيث استلهمتُ فضاءات هذا الجِّزء من وحي استماعي إلى أغاني فيروز، الَّتي رافقتني في الوطن الأم وفي ديار الغربة أيضاً، وساهَمَتْ أغانيها في تبديدِ شطرٍ غير يسير من غربتي الفسيحة، وتغلغلَتْ أغاني فيروز في أعماق مهجة الرّوح، لهذا راودني بعمق منذ بداية الألفية الجِّديدة 2001 فكرة استلهام نصٍّ شعري من وحي عوالمها الغنائيّة البديعة في رأس السَّنة، وبدأتُ أكتبُ في أيام رأس السَّنة 2001، 2002، 2003، 2004، 2005، 2006، حيث كنتُ أتفرَّغ في يوم رأس السّنة لسماع أغاني فيروز، وأكتبُ شعراً من وحي أغانيها، وهكذا على مدى ستةِ أيام من أيام رؤوس السِّنين المتعاقبة السَّابقة كتبْتُ هذا النّصّ، وكنتُ أعودُ إليه لاحقاً، لأصيغه صياغة نهائيّة إلى أن رأى النُّور بهذه الطلَّة النَّهائيّة.

عندما عبرت البحار، لم آخذ شيئاً معي، سوى بضعة أشرطة لفيروز، وعندما اشتدَّتْ عليّ وطأة الغربة، فتحتُ حقيبتي الصَّغيرة وبدأتُ أسمع أغاني فيروز، وإذْ بي أجدُ غربتي تتبدّدُ على إيقاعِ صوتها المنعش للروح، ووجدْتُ أنَّ لفيروز فضلاً كبيراً عليّ بتخفيف غربتي منذ أنْ كنتُ في الوطن الأم وحتّى الآن.

الكتابة تتعانق عندي في الكثير من عوالمها مع شفافيّة الرَّهبنة، أتوحّد مع عوالمي كما يتوحَّد الرَّاهب مع عوالمه وهو معتكف في صومعته، كتبتُ فضاءات هذا الجّزء من أنشودة الحياة، المتعلِّق بعوالم فيروز الرَّائعة، أيام رأس السّنة على مدى سنوات، وقد رافقتني أغاني فيروز في كلِّ محطَّات غربتي، ولديّ طقس غريب لا أظنُّ أنَّ هناك من يمارسه إلا قلّة قليلة في هذا الكون، لأنَّني ليلة رأس السَّنة لا أحتفل نهائيَّاً بالطّريقة التقليديّة، لأنّني منذ أكثر من ربع قرن أحتفل مع ذاتي بعيداً عن الأهل والأصدقاء والحفلات والبارات والخ. أجلس وحيداً في صومعتي سواء كنتُ في الوطن الأم أو في قطب الشِّمال من الكرة الأرضية، أسدل السّتائر وأسحب أسلاك الهاتف، لا أترك أيّة وسيلة تواصل مع أحد، أترك أحياناً مُبايلي مفتوحاً وأردّ على القليل القليل من الأصدقاء عبر هذا اليوم 31 ـ 12 من كل عام، أفرش أوراقي وأكتبُ شعراً منذُ أنْ تدقُّ السّاعة: الدَّقيقة الأولى بعد الثَّانية عشرة من صباح 31 ـ 12 حتَّى السَّاعة الثَّانية عشرة ليلاً عندما تدقُّ الدَّقيقة الجديدة للعام الجديد، وقد كتبتُ النّص المنشور والمتعلِّق بعوالم فيروز خلال أيام رؤوس السَّنين الميلادية التَّالية: 31 ـ 12/ 2001، 2002، 2003، 2004، 2005، 2006، كنتُ أسمع أغاني فيروز خلال هذه الأيام من رأس السَّنة أحتفل مع نفسي متواصلاً مع عوالم فيروز ومع الأهل والحياة والأحبّة الأصدقاء من خلال القصيدة، من خلال الحرف لأنَّ الكتابة هي صديقتي الأوحد في الحياة، وهي أهم من ذاتي نفسها! لأنَّ ذاتي سترحلُ يوماً ما وستبقى الكتابة على جدار الزَّمن، امتداداً للذات الرّاحلة، فهي لديها القدرة أي الكتابة أكثر منّي على البقاء على وجه الدُّنيا!

هذا النَّص المنبعث من عوالم أغاني فيروز البديعة، هو نصٌّ متدفِّق من كينونتي المتعانقة مع حبقِ الحياة، يتعانقُ النَّصّ بحميميّة دافئة مع الولادة والموت، مع الضَّوء والظّلمة، مع الفرح والحزن، مع الحنين إلى أحضانِ الأمِّ وخصوبةِ الحياة. نصٌّ ملوَّن ببهجةِ ألوانِ الحياة، نصٌّ مندلق مع توهُّجات شوقي إلى احتضان عوالم الطُّفولة. نصٌّ عفوي، كتبته وأنا حالم بالسير على أمواجِ البحر ومسترخٍ بين جفون السَّماء، نصّ معفّر بغربة مفتوحة على شهيقِ اللَّيل!
كنتُ منتعشاً عندما كتبتُ هذا النَّصّ وكم من اللَّوم جاءني من الأصدقاء والأهل لأنَّني ما كنتُ أردُّ على اتصالاتهم وكانَ خطّ الهاتف مغلقاً، ولو أجبتُ على هواتفهم لما ظهر هذا النّصّ إلى النُّور!

الكتابة تحتاج إلى قدرة عالية على اتّخاذ القرار، قرار الكتابة في ظرف ما ربما يكون خارجاً عن المألوف، فهل وجدتم في حياتكم شاعراً ينكبُّ على الكتابة منذ الدَّقيقة الأولى من يوم 31 ـ 12 من يوم رأس السّنة من كلِّ عام بعيداً عن البشر كلّ البشر إلا عبر الحرف، أسمع أغاني فيروز عبر أشرطة الكاسيت وأتابع الكتابة وأشرب نبيذاً منعشاً للروح والقلب أثناء تواصلي العميق مع حبق الكلمة!

فيروز هي رمز الفرح والتَّوازن والطُّفولة والتَّواصل مع الحياة، هي رمز العطاء والابداع، رمز السَّلام والوئام في دنيا بأمسِّ الحاجة إلى الفرح!!!

أشكر فيروز ألف مرة، لأنّها أبهجت روحي وقلبي بأغانيها الرَّائعة من جهة، ولأنّها كانت المحفّزة الأولى على انبعاثِ هذا النَّص إلى النُّور، لهذا أهديتُ النّصّ لها وهي تستحقُّ هذا الإحتفاء والإهداء بجدارة، ولا أخفي على المتابع العزيز أنّني حاولت منذُ عقودٍ أن أكتب من وحي عولم أغاني فيروز نصَّاً شعريَّاً، لكنِّي كنتُ أجدني غير قادر على الكتابة عن جمالية إبداعها آنذاك، فتراكمت رغباتي في الكتابة عنها سنوات وسنوات إلى أن وجدْت نفسي وأنا في أعماق غربتي أحتفل بليلة رأس السنة متوحّداً مع عوالمي وأسمع فيروز وإذْ بي أجنح رويداً رويداً إلى عوالمها الفسيحة فما كان عليّ سوى الانصياع اللَّذيذ لهذه العوالم فولد النَّص بعفويّة مندلقة من رغبات دفينة متراقصة في أعماقِ الذَّاكرة البعيدة والقريبة، ثم بدأت أضع اللَّمسات على أجنحة الفرح الَّذي رسمته بطريقة حلميّة لا تخطر على بال!

فيروز مدرسة فنّية رائدة، وما قدَّمته فيروز سيبقى خالداً إلى الأبد، وستبقى هي خالدة إلى مدى الدُّهور، لأنّها فنّانة القرن الفائت وفنّانة القرون في لون الأغنية الصّباحية الشَّفيفة والمنعشة للروح والقلب، أغنية منبعثة من شهقة الطُّفولة، من وهجِ الحياة، تناسب أغانيها لكلِّ زمانٍ ومكان. ما كان يخطر على بالي أنَّ للإنسان علاقة مع الملائكة، إلا بعد أن سمعْتُ صوتَ فيروز، آنذاك تيقّنتُ أنَّ فيروز هي إحدى الانبعاثات الملائكيّة صوتيّاً. أهلاً بكم وبالفنّانة المبدعة فيروز وبكلِّ الأحبّة الرَّائعين في هذا العالم!

ومن أجواء الدِّيوان نقتطف هذه المقاطع المنشورة على ظهر الغلاف:

فيروز شمعةٌ متلألئةٌ
من زخّاتِ مطرٍ
من نداءِ ذاكرةٍ موشَّحةٍ
بخيوطِ الصَّباحِ!

فيروز ترتيلةٌ منبعثةٌ
من ظلالِ الجنّةِ
غفوةُ طفلٍ حالمٍ
فوقَ زغبِ الغيومِ!

فيروز صديقةُ تدفٌّقاتِ شلالٍ
بسمةُ محبَّةٍ شامخةٍ
في ضرعِ السَّماءِ

غنَّتْ على إيقاعِ مطرٍ متهاطلٍ
فوقَ خدودِ الغاباتِ
غنَّتْ للأملِ القادِمِ
على أنغامِ رفرفاتِ القطا
على أنغامِ وشوشاتِ البحرِ

فيروز وردةٌ يانعة
في عروةِ الرُّوحِ

تنسَّمَ القلبُ بلسمَ الأغاني
فيروز صديقةُ السَّنابل
صديقةُ النَّارنج والنَّفلِ البرّي

فيروز باقاتُ وردٍ محبوكةٍ
من تاجِ المحبّةِ
أنغامٌ مرفرفةٌ بأضواءِ الشُّموعِ
هديةُ أطفالٍ لأسرابِ الطُّيورِ
شراعٌ معرَّشٌ بأجنحةِ السَّلامِ!

فيروز صديقةُ براري الرُّوحِ
ترفرفُ مثلَ النَّسيمِ
فوقَ تواشيحَ الفجرِ
تغفو على حفيفِ الموجِ
على ألوانِ الوفاءِ!

فيروز كنزٌ معبّقٌ
بمرجانِ البحرِ
صوتُ الضّياءِ المتهاطلِ
فوقَ شهوةِ النُّجومِ
فوقَ ترانيمِ البهاءِ!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصدار ديوان بخور الأساطير القديمة للشاعر صبري يوسف في ستوكهو ...
- ديوان جديد للشاعر صبري يوسف بعنوان: حالة عشق مسربلة بالإنتعا ...
- السيِّد رئيس الولايات المتَّحدة الأميريكية باراك أوباما
- إصدار الجِّزء الخامس من أنشودة الحياة للشَّاعر صبري يوسف
- لمحة موجزة عن إصدارات صبري يوسف العشرين
- الفنّان حنّا الحائك سيمفونيّة لونيّة من بوحِ السَّنابل
- إصدار 20 كتاب في الشّعر والقصّ والسَّرد والحوار والنقد للأدي ...
- إصدار ديوان جديد للأب يوسف سعيد بعنوان أسلحة خاصّة بمتاريس ا ...
- كتاب جاهز للإصدار، بعنوان شهادات لأدباء وشعراء ونقّاد في أدب ...
- إصدار جديد لصبري يوسف بعنوان مقالات أدبيّة سياسيَّة اجتماعيّ ...
- الفنّان حبيب موسى ملك الأغنية السّريانيّة في العالم
- إصدار كتاب جديد: حوارات مع صبري يوسف حول تجربته الأدبيّة وال ...
- إصدار كتاب جديد: حوارات مع صبري يوسف حول تجربته الأدبيّة وال ...
- إصدار كتاب جديد لصبري يوسف: ديريك يا شهقة الرُّوح 2 2
- إصدار كتاب جديد لصبري يوسف: ديريك يا شهقة الرُّوح 1 2
- إصدار كتاب جديد بعنوان: حوار د. ليساندرو مع صبري يوسف
- إصدار الجزء الثالث من أنشودة الحياة للشَّاعر صبري يوسف
- إصدار ديوان جديد للشاعر صبري يوسف
- صبري يوسف ضيف مايا مراد للنقاش حول تجربة الأب يوسف سعيد
- لقاء الشاعر مروان الدليمي مع صبري يوسف عبر فضائية عشتار


المزيد.....




- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - إصدار ديوان: فيروز صديقة براري الرُّوح للشاعر صبري يوسف في ستوكهولم