أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام ابراهيم عطوف كبة - ابراهيم الجعفري والرسائل الترويحية او ما شاكل!















المزيد.....


ابراهيم الجعفري والرسائل الترويحية او ما شاكل!


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 08:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الحسين(ع)عنوان الحرية .. والمحبة..والكرامة للانسانية جمعاء.."رئيس التحالف الوطني!هذه مضمون الرسالة التي عممها ابراهيم الجعفري على ابناء الشعب العراقي عبر شبكة زين للاتصالات في 25 تشرين الثاني 2012!لم تفاجئنا هذه الرسالة مثلما لم تفاجأنا رسائل نوري المالكي في عيد الاضحى!رغم اتخاذنا احتياطيات اجراء حظر للرسائل الترويحية بأرسال (3) الى رقم (1027) في شركة زين قبل ساعات معدودة!وهذا يعني:
1. اصرار قادة التحالف الشيعي على استخدام (زين) لاغراضهم الخاصة في المراحل الانتخابية للبلاد،وبالتالي مزيدا من المنغصات والازعاج للمواطنين!علما ان استخدام شبكات الهاتف النقال لاهداف سياسية ودعائية مع سبق الاصرار من قبل الحكام هو منافي للبروتوكولات الدولية!
2. يتضح من هذا الاجراء انصياع ادارة شركة زين ورئيس مجلس ادارتها ومجلس ادارتها للابتزاز الحكومي من جهة،والكشف ان العدد الاكبر من مالكي اسهم هذه الشركة محسوبون على الجهات المتملقة للحكم التعسفي في بغداد!
3. ابراهيم الجعفري لا يزال يحن الى امجاد ولت ابان رئاسته الحكومة العراقية قبل اعوام،وهو الذي يتلعثم بين كل جملة وأخرى بالعبارة المحبذة له(او ما شاكل)وذو الخطاب الضبابي والنفعي والمتخبط واللاهوتي المتسم بطغيان الخجل البورجوازي الامر الذي اكد ويؤكد دون لبس تمثيله المصالح الطبقية لكومبرادور وطفيليي ومفسدي وهدامي العراق بتفاني!الجعفري هذا رائد في حنقبازيات الاستغباء وهو الصبي اي الخادم الذي سوق ويسوق بضاعة الاستخبارات الايرانية(اطلاعات)داخل العراق مثلما قام بتسويق بضاعة الطائفية ومراتبها والارستقراطية الطائفية والعصابات الاصولية الطائفية السياسية التي ارادت وتريد فرض نفسها بقوة المافيات والبلطجية على الساحة السياسية لأدارة المجتمع بقيم المؤسسة الطائفية والروابط الطائفية وبالروح الطائفية المنغلقة،وهو يجد اليوم في رسائله الترويحية وسيلة اساسية لحرف الغضب والنضالات الجماهيرية لأدامة حكم الطائفة الواحدة!وياليته ينصت للشاعر خلدون جاويد/
انتم بديباج الكلام اماجدٌ
وبنكث آصرة الوفاء أراذل ُ
لا لم تعد نجفٌ تفاخر باسمكم
لا كوفة ٌ ، لا كربلا ، لا بابلُ
ما انتمُ الا بناءٌ ساقط ٌ
نتنٌ مليءٌ ارضة ً متآكلُ
انتم كأندلس الطوائف اُجهضتْ
والموت اما عاجلٌ او آجلُ
4. المبادئ الحسينية في العدالة الاجتماعية وثورة الحسين(ع) لا يعرفها الطبيب الجعفري ولا الضرغام نوري المالكي ولا جماعتهما لأنهما يستغلان العقيدة الحسينية لتضليل الناس وصرفهم عن التفكير في واقعهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمدني والسياسي،ولجني المزيد من الأرباح في عمليات الفساد المستفحلة في الدولة والمجتمع!اطلقنا عليهم تعبير "الحسينيون الجدد" لانهم يسبرون اغوار الاسلام والتشيع لا لرفع شأنهما كما سعى الحسين(ع)،بل لاشاعة قبول كل مظاهر الاستبداد الجديد البديل وعسكرة المجتمع وتجييش وتطييف الاتباع والقطيع!مكبرات الصوت في جوامعهم وحسينياتهم تبرر فسادهم الفضائحي!وتطبل لعنترياتهم الكارتونية الاستعراضية ومبادراتهم الصبيانية!!
5. المبادئ الحسينية في العدالة الاجتماعية وثورة الحسين(ع) لا يعرفها حكام بغداد وزبانيتهم الذين كانوا اسيادا فقط في تسييس الدين والغاء دوره الارشادي والتثقيفي وقدسيته وادخاله في اللعبة السياسية،واضعاف دور الدولة والاستهتار بالقوانين.انهم نماذج لكهنة القرون الوسطى واجراءات محاكم التفتيش،وفتاوي السلاطين والخلفاء المستبدين!يذكرونا بصدام حسين الذي اغدق على هذه المرجعيات الكثير من مال خزينة الدولة!ورسائلهم الترويحية تذكرنا بالقيسية(نسبة الى نقيب الفنانين داوود القيسي في عهد صدام حسين)!الا يدرك الجعفري ان الشعب العراقي لا يقبل ان يعلمه روزخون حرامي او ما شاكل يلطم بالساطور الديمقراطي او الساطور الانتخابي!
6. لحق بالفعل عسفا كبيرا بمكانة الطائفة الديني والعشيرة الاجتماعي بفعل الامعان في توظيف هذه العوامل الاهلية في الاضطرابات الامنية،ودور بعض التنظيمات الدينية والطائفية والعشائرية ورموزها المتنفذة في تكريس السطوة الشمولية والفردية والدكتاتورية واذلال الشعب.وتحولت الطوطمية الى اجلال لأقطاب الطائفية السياسية والولاءات الاصطفائية وتقديس لها،وتحول التابو الى كل ما يتعلق بالتحريم،والمحرمات الى توكيد لعدم جواز المساس بشخصية الشيخ – الاغا – الملا – السيد – آية الله ...واملاكهم واقوالهم.وبعد ان مارست الولاءات الاصطفائية ديمقراطيتها فطريا عبر الدواوين والروضات والحوزات والجوامع والمساجد والحسينيات لتداول كل ما يهمها ويخص افرادها وحل مشكلاتها ... الا انها بقت وشائج عصبوية ذات نفس استبدادي مطلق لتوارث المناصب وقمع الحريات وقتل الديمقراطية المدنية البرلمانية في المهد.
7. ليس غريبا اليوم ان نعثر على لافتات تحمل صورة نوري المالكي او ابراهيم الجعفري وحتى بعض من اتباعهما وكتب الى جوارها "حي على خير العمل .. (المالكي او الجعفري..)هو الامل .. اللهم وال من والاه .. وانصر من نصره"،في محاولة لإقرانها بالامام علي(ع)...وبمعنى أخرى،تتمثل نصرة المذهب هنا ببقاء راعي الحسينية الجديدة في رئاسة الوزراء لأنه الرجل الأوحد الذي يصلح لهذا المنصب،وتوجيه أي نقد له يلحق الضرر بالمذهب،وكل كلام فيه نقد للحكومة يصب في مصلحة اعداءه،وهذا مضر للمذهب!ولا يحتفظ المالكي مثلا لنفسه حق توجيه الانتقادات للجميع والى الجميع فحسب،بل وحق الارهاب الفكري توأم الارهاب المادي،محاولاً اللجوء الى بعث خلافات الماضي،كي يتجاوز عقد الحاضر المساهم هو في ربطها!!ونسى المالكي والجعفري وصحبهما الذين رفعوا راية الصدر وصورته حتى جعلوه خصماً للآخرين،انهم ما زالوا ملتزمين بحملة صدام حسين الايمانية،وهي ليست اكثر هزيمة للعقل مما جاء بعدها من حملات.
8. "استراتيجيات النجاة قصيرة المدى تحل محل اجندات اعادة البناء بعيدة المدى" عند فطاحل الحسينية الجديدة،وتتجسد في المزج بين الولاءات دون الوطنية وبين احدث النظريات في سيادة الدولة،تقليعة قذرة ودرس جديد في ديمقراطية الطائفية السياسية والأسلام السياسي تسود بلادنا اليوم،بعد اضفاء هالة من القدسية الوهمية على نوري المالكي ولأجل تكميم الأفواه،وتعزيز الاستبداد بقيادة الطائفة دون أحقية!وبعد ان بات التوجه نحو خدمة المواطن و تقديم الخدمات الرئيسية وتكريس الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للشعب العراقي في خبر كان!
9. في كل مقابلة او مواجهة او حوار ومحاورة،يرفع نوري المالكي اصبعه مهددا ولاعنا الطائفية والطائفيين ويتعهد بالعمل على القضاء عليها،مستغبيا هو وحزبه والاحزاب المؤتلفة مع حزبه انهم هم الذين اسسوا وبدأوا وتمسكوا ولا زالوا متمسكين بالطائفية،وهم الذين اسسوا الاحزاب الطائفية،لا يدخلها غير المؤمن بشباك عباس وبقرب ظهور المهدي المنتظر،المؤمن والملتزم باللطم على الحسين وعبادة قبور اولياء المعصومين،ولابسي المحابس الفضية المزينة بعين زرقاء دفعا للبلاء!
10. ان حزب الدعوة والاحزاب الشقيقة ليست نوادي اجتماعية او جمعيات خيرية،انها احزاب سياسية طائفية،تعبر عن مصالح الاسلام السياسي،فكيف تكافح الاحزاب الطائفية طائفيتها السياسية؟!لف ودوران ومراوحة في نفس المكان!هل يقود التخندق الطائفي وفرض الثوابت الدينية والطائفية الى طريق الديمقراطية والوحدة الوطنية الذي يتغنى بها المالكي؟من هذا الباب،وليس من الشباك ولا عبر الاسلاك!تغلغل ويتغلغل ارهاب القاعدة مع البعث الصدامي ليكملوا جريمتهم الى جانب فرق الموت وقتلة الجريمة المنظمة!
هذي شعارات الطوائف كلها
وهم ٌ ، سراب ٌ ، بل جديب ٌ قاحل ُ
والقادة " الأفذاذ "! سرب ٌ خائب ٌ
هم في الجهالة لو نظرتَ فطاحل ُ
هذا هو الوطن الجميل مسالخ ٌ
ومدافن ٌ وخرائب ٌ ومزابل ُ
سحقا لكم يامن عمائمكم كما
بـِزّاتكم ، شكل ٌ بليدٌ باطل ُ
11. الطائفية لا يمكنها ان تكون البديل المقدّس التي لا يجادل احد فيه ابدا،لأنها من اسوأ ما خلّفه التاريخ السياسي الاسلامي على امتداد عصور خلت وبدء انقساماته وامتلائه بالمزدوجات والتناقضات وانفصال السياسي بكل شروره عن الحضاري بكل رقيّه وابداعاته.ولا تستطيع الطائفية السياسية ان تقدم اي مشروع حضاري تقدمي معاصر،لأنها جبانة وجاهلة وتعتمد في تغلغلها على الماضي او من يمثّل الماضي في هذا العصر لتستند الى ما يقوله ويأمر او ينهي عنه..هكذا،تعتمد القوى الدينية على الأثر التاريخي المخزون في ذاكرة الطبقات المهشمة لتخاطبها وتجعلها تتوجه كما تريد هي،لا لانتشال ابناء هذه الطبقات بل استغلالهم في تحقيق مآربها ومصالحها.هذا ليس بمعزل عن الطائفية السياسية التي تعمل على تسسيس عفوية الجماهير بأي ثمن!غارقة في أوهام اساليب الجبر والقسر والتعسف مما يخلق التربة الخصبة لانتعاش الاصوليات الدينية والسلفية وجماعات التكفير والعنصرية!اعادة انتاج الطائفية السياسية كشف للمستور ووباء خطير يسمم الحياة السياسية ويتناقض مع الديمقراطية،ليقزم معنى الحياة السياسية ومدلولاتها ويحجم مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين ويضر ببناء الوحدة الوطنية..الاحزاب الدينية والطائفية لا تستوي والديمقراطية مطلقا!
12. نوري المالكي والقوى السياسية المتنفذة يدعون الى اقامة نظام اجتماعي وسياسي ديمقراطي عادل،ولكن لا احد منهم،باستطاعته ان يخبرنا،كيف يمكن اقامة مثل هذا النظام،لان المصيبة لا احد منها،يعلم كيف ذلك!بالتدين ونشر الخرافات والبدع والتهريج واشاعة النواح وزرع القنوط في سلسلة العطل الدينية والشعائر الرديفة المتواصلة طيلة ايام السنة يمكن لها الولوج باقصر الطرق الى قلوب الرّعاع!بالفساد واللصوصية والرشاوي وانتهاك الحقوق والاعلام التضليلي يجري استغلال واستحمار الرعاع،ويسمن تجار البازار ورجال الدين،وتلجأ النخب السياسية المتنفذة الى استغلال تسييس الدين ومشاعر الانتماء الطائفي والقومي وعوز الناس ومآسيهم،لاستغلال الرعاع المستعدين للانقياد جراء التضليل والرشوة والترغيب.انهم يستنسخون شعارات صدام حسين ويستبدلوها"امة شيعية واحدة .. ذات رسالة حسينية خالدة"!نعم،تزعق الثقافتان البعثية والقومية البائسة والدينية الطائفية اليائسة ان الامل الوحيد في نيل الاستقرار والامن هو خلط الخبث والثأر والانتقام والاجرام بالفوضى والقسوة وفق قاعدتي "اخبطها واشرب صافيها" "اقتل وسر في جنازة القتيل في المقدمة"!
13. بالمحاصصة والمال السياسي تتشبث القوى السياسية المتنفذة بالسلطات القائمة،غير آبهة للسخط الواسع المنتشر بين الناس بسبب الأزمات المتفاقمة وضعف الأمن وتراجع الخدمات واتساع مديات الفقر والبطالة.وهي لا تستهدف خلط الاوراق واضعاف صوت المدافعين عن قضايا الناس وحاجاتهم وهمومهم والتستر على اخطاء الحكام وطريقة ادارتهم للبلاد فحسب،بل تمهد الطريق للانقلاب على الديمقراطية الناشئة وخنقها ونحرها ووأدها لانها مصدر قلق جدي لها قد تسحب البساط من تحتها متى نضجت الظروف السياسية والاجتمااقتصادية المؤاتية!وباستغلال المناصب الحكومية يجري القبول بتسطيح المواطن وتضليله وتحويله الى انسان نفعي وجسرا يمر عليه اصحاب الاهداف الانانية،مزوري ومفسدي الاخلاق والقوانين.
14. الديمقراطيات العصرية تحرم على المسؤول الاستمرار في منصبه اذا فشل في كشف جريمة عادية،والعقوبة اعظم اذا فشل في كشف جريمة اغتيال مواطن ومسؤول في الدولة ولا يحق له الترشيح للانتخابات،لكن ديمقراطية المشعوذين تحجب الحقائق على الشعب والمسؤول فوق القانون وحق المواطنة مفقود والبقاء للأقوى،انها شريعة الغاب.ربما لا يريدون ازعاج العدالة بالحقائق،شرطة تحقق مع صاحب الفخامة او دولة الرئيس او صاحب المعالي والسعادة او حجة الاسلام والمسلمين وخاصة اذا كان من سلالة المعصومين،وما يتبع ذلك..ممثلو الشعب وكبار موظفي الدولة والشيخ والاغا والمقاول الكبير والتاجر والمرابي والاقطاعي،انه كفر وحرام.....ضحايا الغدر والاغتيال اليومية بكواتم الصوت لخيرة ابناء الشعب العراقي..هل تتصدى لها الشرطة الوطنية وقوات الحرس الوطني وتتابع خيوط جرائم مرتكبيها حقا؟وماهو مصير لجان التحقيق المشكلة اثر المجازر واعمال التعذيب والاختطاف والاغتيال!وضحاياها باتوا يفوقون ضحايا المجازر الجماعية وحملات الانفال الصدامية،اضعافا مضاعفة!
" انا بالحكومة والسياسة جاهلُ "*
عما يدور من المكائد ِ غافل ُ
لكنني هيهات افـْقهُ كوننا
شعبا ً يتامى جـُلـّه ُ وأرامل ُ
في كل ّ يوم ٍ فتنة ٌ ودسيسة ٌ
حرب يفجّرُها زعيم ٌ قاتل ُ
هذا العراق سفينة ٌ مسروقة ٌ
حاقت براكين بها وزلازل ُ
هو منذ تموز المشاعل ظلمة ٌ
سوداءُ ، ليل ٌ دامس ٌ متواصلُ
شعبٌ اذا حدّقـْتَ ، كلّ ُ جذوره
اقتـُلِعـَتْ ، وان دققتَ شعبٌ راحلُ
اما قتيلٌ شعبـُنا او هاربٌ
متشردٌ او ارملٌ او ثاكلُ
هذا هو الأمل المرجى صفقة ٌ
أثرى بها الوغدُ العميلُ السافل ُ
15. مع اشتداد حرارة تفاقم الاوضاع الامنية والخدمية سوءا تتحسر الضمائر العفنة على سكنة احياء بغداد ومدن العراق محاولة تنغيصها بمظاهر فلتان السوق وارتفاع الاسعار والسموم الفكرية والرسائل التضليلية التي تبثها الاذاعات غير الرسمية للمساجد والحسينيات وشبكات الهاتف النقال التي تسير في فلكها،لتتحول الحياة المعيشية للناس الى جحيم لا يطاق!مواعظ قذرة لا تدل سوى على الوضاعة في خدمة الاسياد الاقزام وخدمة بيروقراطيات العهد البعثي والبيروقراطيات الطائفية الجديدة والولاءات الرجعية!
16. وسط الفراغ والفوضى السياسية العارمة،والتمادي في الاستهتار واللاابالية والازمات السياسية المتتالية،وتردي الخدمات العامة ونمو التضخم الاقتصادي وانتشار البطالة والولاءات العصبوية،يتواصل مسلسل القادسيات الايمانية،القادسيات التي تفتعلها عقلية لا تزال تعتز بالعلم العراقي الذي اوجده صدام حسين وكتابة الله اكبر،العلم الذي تحت لوائه غزا الدكتاتور الكويت وشن انفالياته الكيمياوية ضد الشعب الكردي واقام استعراضاته العسكرية التهريجية،وخرج تلاميذ المدارس يرفعونه صباحا ويتغنون ب(بابا صدام).وتلقى الرواج عند الحثالات الطبقية دعوات بعض المراجع الدينية الى عدم الوقوع في فخ الرياضة واقامة الاحتفالات حول مباريات كرة القدم وعدم الوقوع في فخ الانترنيت ايضا،وقبلها عدم الوقوع في حبائل الفن والموسيقى والباليه والمسرح والسينما والنحت والرسم التشكيلي فكلها من وحي الشيطان والزندقة!
17. يقترن اليوم بأفراد على شاكلة الجعفري والمالكي والشهرستاني والاديب والدباغ والفتلاوي وسامي العسكري وعلي غيدان وحسين الاسدي وعبد الامير الزيدي و.....مظاهر اشاعة ثقافة الرعاع والقطيع والتدخلات الفظة في شؤون النقابات والمنظمات غير الحكومية،والعمل على"طرد الدولة"من ميدان الاقتصاد،والتدمير التدريجي للطاقات الانتاجية المحلية،وتضخيم مواقع الرأسمال الكبير في ميادين التجارة الخارجية والداخلية واستفحال المظاهر الطفيلية المصاحبة لها،وانتشار الارهاب الابيض طاعونا،وتوسيع التفاوتات الاجتماعية والتهميش الاجتماعي بشكل خطير بحيث انتج كل ذلك توترات اجتماعية يصعب السيطرة عليها.والتجارب الحكومية بعد التاسع من نيسان 2003 لم تحترم الامانة لأنها لم تتلكأ في الاداء الحكومي فقط ،كما يحلو للبعض ابرازه للعيان كانتقادات خجولة،بل منيت بالفشل بعد ان عولت عليها الادارة الاميركية والقوى الاقليمية ان تكون تجربة ريادية في البلاد العربية والشرق الاوسط على المستويات الاقتصادية والسياسية والامنية وما يتعلق بالنزاهة.لقد حملت هذه التجارب تناقضاتها الصارخة لأن سياسات الاحتلال والشركات الغربية اعتمدت،وتعتمد موضوعيا في كل زمان ومكان،على الولاءات دون الوطنية،والتخاريف الاجتماعية من مشايخ اقطاعية ومدينية واصوليات دينية وطائفية،والبيوتات الكبيرة والتجار الكومبرادور والشرائح الطفيلية،والبورجوازيات البيروقراطية في المؤسسات الحكومية،على اساس ايجاد وحدة في المصالح بين هذه الطبقات والمحتل،وتسخير الحثالات الطبقية الرثة لخدمتها وفرض ديمقراطيتها بقوة التضليل والنفوذ والسلطة والسلاح والارهاب والقمع!وبات جليا للقاصي والداني مهازل العهد الجعفري والعهد المالكي في الانتهاكات الفظة لحقوق الانسان،الانتهاكات الصارخة بحق اصحاب الكلمة والقلم وتهميش الثقافة والفن والابداع!والاخطر من ذلك كله هو سعي كلا العهدين لشطب التاريخ الوطني النضالي المشرف للعراق والعراقيين،واعادة سجن الاقتصاد العراقي في زنزانة لا يستطيع ان يتنفس منها الا بشق الانفس ليجر تكبيل سيادة العراق،لأن عقود الخدمة النفطية الشهرستانية ادلة دامغة على الاهداف غير المعلنة لنزع ملكية الشعب العراقي لثرواته النفطية والغازية على مراحل!وكل ذلك ليس بمعزل عن تنامي دور الليبرالية الاقتصادية الجديدة بالاعتماد المفرط على آليات السوق والتحرير الاقتصادي،وجعل التنمية مرهونة لدور القطاع الخاص الضعيف اصلا،ورفض الدور الراعي للدولة ومعارضة التدخل الاجتماعي والتنظيمي والرقابي.ان النمو البطئ والمتوقف للقطاعات الانتاجـية العامة والخاصـة هدد ويهدد كامل الانسجام الاجتماعي!
تـُجـّارنا اوطانـُهُمْ صفقاتـُهُمْ
هم في الخيانة والرياء اوائل
لم تتخلص انظمة مابعد التاسع من نيسان من وضاعة الطابع الريعي – الخدمي للاقتصاد العراقي الذي كرسه الطاغية الارعن،بل كرسته هي ايضا بسبب جهل الحاكمين الذين لا يصلحون الا للتجارة في اسواق الخضر والفواكه والميادين الاستهلاكية،والعمل في النشاط الروزخوني داخل المساجد والحسينيات والحوزات فقط!ولانغمارهم ملء اليد والفم في شيوع مظاهر الفساد المالي والاداري في جميع انشطة الدولة الاقتصادية والادارية والامنية والقدرة على"تمرير الابل من ثقوب الابر"،ولتعمدهم مع سبق الاصرار في تخريب و تهديم الجهاز الانتاجي!وباتت مفاهيم من قبيل العدالة الاجتماعية بين فئات المجتمع مقبولة فقط لاغراض التنفيس الاعلامي والانتخابي والروزخوني على طريقة شيلني واشيلك!وانتشرت البطالة.
18. الانتخابات في عرف ثنائي الجعفري والمالكي نزهة سياسية لا احدى الصيغ الديمقراطية التي تتبعها المجتمعات المتمدنة والمتحضرة في العالم،وكلما كانت الممارسة الديمقراطية نزيهة وحرة وشفافة تعكس مدى التطور والتقدم وارتفاع الوعي الوطني عند هذا الشعب الذي مارسها،وتعكس درجة الديمقراطية التي يتعاطاها ويتمسك بها ابناء هذا البلد.وليس هناك من طريق امام الفكر الطائفي،كي ينهب ويحتكر المناصب الادارية سوى العنف والسلاح،كي يرهب الشعب ويفرض سطوته ويزور التاريخ وتزور الانتخابات،وهو يستمد مرجعيته من العقلية الدينية والعشائرية،ولا يؤمن بالديمقراطية كمفاهيم حضارية،ويضمر الحقد للمؤسساتية المدنية التي تؤمن بالمفاهيم الحضارية والديمقراطية كحقوق الأنسان ومبادئ المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات.بالتأكيد تحسب القوائم المتنفذة حساباتها،لكن حساب سخط وتذمر الناس ومواقفهم الرافضة لمحاولات الاستخفاف بعقولهم،لا يجر حسابه.وامام ارادة الناس في تغيير الأوضاع تتلاشى المتاريس التي يختبئ خلفها من يعمل على اعادة انتاج المحاصصة والطائفية السياسية،سواء عبر تشريع قانون يسهل له ذلك،او عبر ائتلافات لا تختلف في شيء عن تلك التي عرفناها.وشعبنا العراقي ذاق الامرين من الحكم الدكتاتوري المقبور،والذي اكثر من تحدث عن الديمقراطية؟وكان لديه اسطبل وطني،لم يكن ليس اكثر من واجهة تجميلية؟
19. يتغابى الجعفري والمالكي عن دور البلطجية والمافيات الانتخابية كميليشيات مسؤولة عن العنف المتعمد بدوافع سياسية ومذهبية وانتخابية ضد الاهداف المدنية لأغراض التأثير على ابناء الشعب العراقي،والاعمال الاجرامية التي من شأنها اثارة الرعب في نفوس العامة مهما كانت طبيعة الاعتبارات السياسية او الفلسفية او الآيديولوجية او الراديكالية او العرقية او الدينية او اية اعتبارات اخرى تستغل لتبريرها!اما الرسائل الترويحية للنخب المتنفذة فهي تساعد هذه الحثالات بفاعلية على اطلاق الوعود الكاذبة واشاعة اجواء الخوف عبر اعمال القتل والاغتيال وشراء الاصوات والولاءات بالمال السياسي والمال العام الذي يكون تأثيره عادة اقوى من آثام المذابح الطائفية،الى جانب اخفاء مصادر التمويل وتمزيق الملصقات والصور،وعدم حيادية وسائل اعلام الدولة واستخدام وسائل ومناصب الدولة ومؤسساتها(اقامة التجمعات الانتخابية في مبان حكومية واستخدام وسائل النقل التابعة للحكومة)،ومحاصرة"المنافسين"الآخرين بشتى الوسائل غير المشروعة،وغياب قانون الاحزاب،وغياب البرامج الوطنية الواضحة،وفضائح الشهادات المزورة،الاصرار على جعل المساجد والحسينيات منابر دعاية انتخابية.
20. في حزيران 2011،وبعد القاء الفرعون المالكي كلمته في مؤتمر لحقوق الإنسان ببغداد،عكف فمه مستغربا(وهو نفس الفم الذي التهم موائد "العشت"في السيدة زينب بدمشق في العاشوراء ورمضان،ويلتهم اليوم "العشت"ايضا،وبطرق مبتكرة جديدة)ومستغبيا كعادته عندما طالبته الناشطة الحقوقية هناء ادور بالاعتذار لاستخدامه مفردة منظمات (ارهابية) على الناشطين في تظاهرات ضد الفساد اعتقل خلالها اربعة ناشطين في عمر الزهور في ساحة التحرير يومذاك،ثم اغتيل بعدها في ظروف غامضة الناشط والصحفي الشهيد هادي المهدي!كما انبرى وزير حقوق الانسان السوداني بالدفاع عن سيده بوضاعة!اين هؤلاء من المبادئ الحسينية؟!والامام الحسين (ع) لا يرضى كما نعتقد ان يدافع عن مبادئه الفاشلون والمجرمون والطائفيون والبعثيون!
يحيا العراق برغم شائكة الدما
للنور نبعٌ للحياة مناهلُ
لا تبك ِ قافلة ً تموت ، فإثرها
ازدحمت على درب الفداء قوافل ُ
ما أعظم الوطن الفخور بحتفه ِ
متشائم ٌ بحياته ، وبموته متفائل ُ
21. شركة زين من جانبها وكأي مومس فتحت وتفتح اساريرها للفاشلين في سبيل الكسب الانتخابي ولنقل الرسائل الترويحية الترفيهية منهم الى ابناء الشعب العراقي،للتغطية على تصاعد تذمر المواطنين من سوء خدماتها ولصوصيتها واحتيالها وسمسرتها واستنزافها جيوبهم في اكبر اعمال نهب منظمة في وضح النهار!وللتهرب من الغرامات الحكومية عبر جبايتها من المواطنين!ولضمان ديمومة عقودها التي باتت روائحها تزكم الانوف!خاصة بعد ان اختبرت طرطرة القائمين على الحكم في بغداد واستهانتهم بمعاناة الملايين من الناس ومستوى معيشتهم!واطمأنت على سيطرة الحكومة العراقية على هيئة الاعلام والاتصالات وانفلات اسعار السلع والخدمات،وترك الطفيلية تنمو كالأدغال،وسرطنة الفساد،وتفاقم صراع الامتيازات!


* من خلدون جاويد:"استئذانا من شاعر العراق العظيم معروف الرصافي باستعارة الشطر الأول من مستهل قصيدته الشهيرة : أنا بالحكومة والسياسة أعرف ُ ... أاُلام في تفنيدها واُعـَنـّـَفُ "



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري المالكي والحسينيون الجدد والنزعة القيسية
- زمن اللاءات اسطوانة مشروخة يحن اليها الشيخ حازم الاعرجي
- في الذكرى السنوية لرحيل العالم الاقتصادي الكبير ابراهيم كبة ...
- في الذكرى السنوية لرحيل العالم الاقتصادي الكبير ابراهيم كبة ...
- في الذكرى السنوية لرحيل العالم الاقتصادي الكبير ابراهيم كبة ...
- في الذكرى السنوية لرحيل العالم الاقتصادي الكبير ابراهيم كبة ...
- في الذكرى السنوية لرحيل العالم الاقتصادي الكبير ابراهيم كبة ...
- في الذكرى السنوية لرحيل العالم الاقتصادي الكبير ابراهيم كبة ...
- في الذكرى السنوية لرحيل العالم الاقتصادي الكبير ابراهيم كبة ...
- في الذكرى السنوية لرحيل العالم الاقتصادي الكبير ابراهيم كبة ...
- في الذكرى السنوية لرحيل العالم الاقتصادي الكبير ابراهيم كبة ...
- مدخل عصري لتحليل بنى الفساد المركبة في العراق/القسم الثاني
- مدخل عصري لتحليل بنى الفساد المركبة في العراق/القسم الأول
- تلقينا بحزن بالغ نبأ مصرع الأخ الراحل آصف شوكت!
- البلطجية مخالب السلطات المتنفذة في العراق
- الحكومة العراقية وتصفية آثار الاحتلال الاميركي..اخفاق تلو ال ...
- ثورة 14 تموز بين الملكيين الجدد وتنظيرات اليسار الجديد
- ابراهيم كبة والمبادرات الخجولة للمؤسسات الاكاديمية العراقية
- ثورة 14 تموز 1958 المجيدة والاقتصاد الاسلامي
- العلوم والتكنولوجيا على ضوء وثائق المؤتمر الوطني التاسع للحز ...


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام ابراهيم عطوف كبة - ابراهيم الجعفري والرسائل الترويحية او ما شاكل!