أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - مصر الرواندية .. ذرة عقل واحدة!














المزيد.....

مصر الرواندية .. ذرة عقل واحدة!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 01:28
المحور: حقوق الانسان
    


هل يتخيل أحدٌ صِدْاماً مليونياً في شوارع وميادين مصر؟
مَنْ سينقذ مصرَ بعد سقوط ألف قتيل .. خمسة آلاف .. عشرة آلاف؟
رجالُ الشرطة والجيش ليس بامكانهم تفريقُ المتقاتلين، ولن يكون هناك حلٌ إلا باستدعاء قوات أجنبية، أمريكية وعربية وإسرائيلية ودولية.
تسلـُّـل متطوعين من القاعدة والتيارات الارهابية للمشاركة في الجهاد(!) والبركة في مئات الآلاف من قطع السلاح في سيناء.
الرئيس مرسي شمشون العصر يقرر: عليَّ وعلى أعدائي يا رب!
الإخوان المسلمون والسلفيون وتيارات التأسلم أعدت عدتها وعتادها ورجالها وربما سلاحها.
الرئيس ديكتاتور وأكثر القضاة فاسدون .

تعليق أعمال القضاة إرهاب لأن القاضي كالطبيب ليس من حقه مقاطعةُ قضايا الناس أو أمراضـِـهم.
الاخوان المسلمون الذين يملكون الرئاسة والأغلبية والجيش والإعلام والشرطة والمخابرات سيخرجون في مليونية لتأييد رئيسهم وهم يعرفون مُسبقاً أن مئات الآلاف من معارضي الرئيس مــُـرسي متواجدون في مكان يريدون التظاهر فيه! فهل ستتسع الساحة لأكبر معركة في تاريخ مصر يشترك فيها من الطرفين مليونا مواطن؟
مذبحة رواندا في عام 1994 سقط فيها مليون قتيل في مئة يوم بعد أن وصلت الكراهية بين التوتسي والهوتو إلى مرحلة اللارجعة.
لو استعان الرئيس مُرسي بالمصريين لتأييده لكان هناك وضع آخر، أما أن يــُـنــَـظـِّـم المرشد ميليشيات جماعته لرئيسٍ موجودٍ أصلا في السلطة فهي دعوة لحربٍ أهلية.
المؤيــّـدُ لا يخرج مادام زعيمُه في السلطة، أما المُعارض فمن حقـِّـه أنْ يبيّن اختلافــَـه مع السلطة.

ذرةُ عقلٍ واحدة لدىَ التيارات الدينية تــُـنقذ مصرَ من حرب دامية لا تــُـبقي ولا تــَـذَر، وهي أنْ تمتنع عن الخروج فالأمر برمته بين الرئيس وبين معارضيه. أتفهم تماما لو كانت هناك انتخابات فيخرج المؤيدون والمعارضون لاستعراض قوة كل منهم، لذا فإنَّ خروجَ التيارات الدينية في مليونية لن تكون إلا صورة مُكبــّـرة مما حدث عندما استعرض الاخوانُ المسلمون ميليشيا عسكرية في باحة الأزهر الشريف.
نبحثُ عن ذرة عقلٍ واحدة، ومن يتصور أنَّ قتلىَ التيارات الإسلامية هم فقط الشهداء فهو مخطيء.
الرئيس مــُـرسي أحاط نفســَـه بمستشارين يوحون إليه زخرف القول، وينفخون فيه، ويظن كل واحد منهم أنه النائب الأول للرئيس والنائب الثاني للمرشد والنائب الثالث.. للشاطر.

ذرة عقل واحدة قبل رواندا المصرية تنزع من النفوس الغــِـلَّ، ومن الصدور الكراهية، ومن الخيال أنهارَ دماءٍ تحمل جــُـثثاً يؤمنون أنها في طريقها إلى الجنة.
ذرة عقل واحدة قبل أن يشمت فينا المخلوع وابناه وزوجته وضيوف( طره) والمجلس العسكري و .. إسرائيل.
مليونية الاخوان حيث رئيسهم يجلس في القصر ليست أكثر من اِعداد مقابر جماعية لعشرات الآلاف من المصريين.
المؤيدون يخرجون من أجل الديكتاتور، كما هي العادة في كل أنظمة الاستبداد، والمعارضون مختلفون مع السلطة.
وعندما يتصادم أولئك وهؤلاء فلن يكون أمامنا غيرُ احصاءِ عدد القتلىَ.

دعوا المتظاهرين يحتجــّـون علىَ الرئيس ولو ملأوا كلَّ شبر في مصر، فإذا أسقطوا الرئيسَ فالخيرُ في اسقاطــِـه، وإذا صمَدَ واستطاع اقناعَ شعبــِـنا أنه الأصلح والأفضل والأكثر حياداً بين كل فئات الشعب فنحن سنبعث تهنئة للاخوان المسلمين.
وحتى ذلك الحين فأوقفوا الطريق المــُـلـَبــَّـد بعلامات الجحيم الذي يسير فيه مؤيدو الرئيس.
أيها الإخوان المسلمون والسلفيون وأعضاء التيارات الإسلامية،

إنَّ الايمانَ بأنَّ الدينَ قبل الوطن لا يعني أنَّ رائحة الموتِ ريحانٌ يشمّه مؤيدو الرئيس، فأجملُ الزهور قد تكون سامة.
انتظروا الانتخابات والاستفتاءات والاحتفالات لادخال البهجةِ إلىَ الرئيس، أما مليونية للتأييد فهي استدعاءُ مــَـلــَـكِ الموت للعمل أوفـرتايم، فالساحة للمعارضة ليعرف الرئيسُ حجمَه لدىَ مــَـنْ يطلبون رحيلــَـه، أما حجمُه لدىَ الإخوان فقد أوصله إلىَ القصر بفضل كراهية المصريين لعودة أيّ فلولي أو شفيقي!

ذرة عقلٍ واحدة كان المجانين يضعون أصابعــَـهم في آذانــِـهم لئلا يسمعونها قبل كل مذبحة، ويلطمون وجوهــَـهم بعدها.
فهل لدىَ التيارات الدينية مُبصرٌ واحد؟
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 28 نوفمبر 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل إلى بيان تجديد ثورة 25 يناير
- القفا والكفّ: مَنْ يصنع مَنْ؟
- المسلمون الجُدد!
- أشلاء مَنْ هذه: ابنتك أم ابنك؟
- حوار بين مستشار و .. ابنه!
- فرانكفورت .. حيث ينعي الكتابُ العربَ!
- كلمات في الحماقة!
- رؤيتي الجديدة للرئيس محمد مرسي!
- هل النار مشتعلة في البيت؟
- حوار بين الرئيس مرسي و.. مواطن مصري!
- هذه أفكاري لمليونية الخروج من الجحيم!
- الديمقراطية العرجاء!
- رسالة من الرئيس مرسي إلى المصريين
- حديث عن هيكل وكشك والجمل و.. طائر الشمال!
- ورسالة جديدة إلى روح عبد الناصر
- الختم على القفا!
- الجزيرة مباشر .. علامات استفهام!
- أخاف على سوريا من النصر والهزيمة معاً!
- تغطية وجه المرأة حرام.. حرام.. حرام!
- كلهم يرقصون، فمن سينصت؟


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - مصر الرواندية .. ذرة عقل واحدة!