أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إسماعيل حسني - الإخوان يسقطون رئيسهم














المزيد.....

الإخوان يسقطون رئيسهم


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 3925 - 2012 / 11 / 28 - 18:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في سابقة نادرة، فاجأ الرئيس مرسي نفسه وجماعته والعالم كله وأطلق بنفسه إشارة بدء الموجة الثانية للثورة المصرية للإطاحة بحكمه وبمخططات جماعته في السيطرة على مقدرات البلاد، متفوقا بذلك ليس فقط على الحزب الوطني البائد الذي فجر بفساده ثورة 25 يناير، وإنما أيضا على براقش التي جنت على نفسها وأهلها بعد أن أخذت تعوي وتعوي حتى استدلت القبيلة الغازية على مخبأ قبيلتها.
فلم يكن أكثر المصريون تفاؤلا يتصور أن تشتعل الثورة من جديد بهذه السرعة بعد أن نجحت أمريكا وقوى الرجعية العربية في إطفاء جذوتها بالتآمر على إيصال أشد الفصائل رجعية وعداءا للثورة وهو فصيل الإخوان المسلمين إلى الحكم، إلا أن الرئيس مرسي بإعلانه الدستوري الكارثي الذي أعلن نفسه فيه إلها أو ديكتاتورا مطلق الصلاحيات قد نجح في توحيد قوى المعارضة المصرية في مواجهته وهي التي عجزت عن التآلف فيما بينها ولو ليوم واحد منذ قيام ثورة 25 يناير.
ولم يكتفي الرئيس مرسي بتوحيد فصائل المعارضة، بل نجح أيضا في استنفار الملايين من أعضاء حزب الكنبة الذين فشلت الثورة والأحزاب جميعا في دفعهم للحركة أو المشاركة، وذلك حين آثر بعد إصداره للإعلان أن يخص أهله وعشيرته دون غيرهم بالخطاب أمام قصر الإتحادية، معلنا بذلك أنه رئيسا للإخوان وليس لكل المصريين، فخرجت ملايين المصريين المصدومة والمهانة من جديد إلى الشوارع والميادين، لتخير الرئيس بين سحب إعلانه أو الرحيل.
وإذا كان إسقاط الإعلان الدستوري هو السبب المباشر في الخروج، فإن سقف المطالب لم يلبث أن ارتفع ليتضمن كل ما كانت الناس تكظمه بداخلها رغبة منها في إعطاء الرئيس فسحة من الوقت لتلبيته، فأصبح الرئيس مطالبا اليوم بسحب الإعلان، وحل التأسيسية، وإلغاء قرار تعيين النائب العام الجديد، وتشكيل هيئة العدالة الإنتقالية، وإعلان الحد الأقصى والأدنى للأجور ... إلخ، وكلما تأخر الرئيس في الإستجابة لمطالب الناس فإن السقف سيواصل الإرتفاع يوما بعد يوم إلى أن تفقد الجماهير الثقة في قدرة الرئيس على تلبية مطالبها ويصبح الرحيل هو المطلب الوحيد، تماما كما حدث مع مبارك.
وإذا كان غرور القوة الزائفة قد دفع الإخوان إلى الإستخفاف بالشعب والوطن طيلة الشهور الماضية، فإن جلال مشهد الملايين الهادرة في ميادين التحرير قد أعاد الجماعة إلى صوابها، حيث بدا الإهتزاز واضحا في ردود أفعال مؤسسة الرئاسة بفرعيها في مكتب الإرشاد والإتحادية، واختفت العنجهية من ألسنة المتحدثين باسم الرئيس والجماعة، وحل محلها التواضع الذي وصل إلى حد استجداء الحوار للخروج من الأزمة، وهو ما رفضته جميع القوى السياسية الفاعلة قبل سحب الإعلان الدستوري المنعدم.
إننا نرى أن الموقف لم يعد يحتمل أنصاف الحلول، فقد حنث الرئيس المنتخب بيمينه الدستوري واعتدى على الدستور والقانون، وهذا جرم ثابت يستحق المساءلة والعزل، ويمكن أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية مهام الرئاسة بصفة مؤقتة لحين وضع الدستور، وعلى القوى الوطنية أن ترفض المساومة على حق الوطن في هذا الشأن، وأن تنأى بنفسها عن الإستدراج لحلول وسط تعيد الإنقسام إلى صفوفها.
نقول ذلك لأن البدائل الأخرى أشد مرارة، فسحب الإعلان يؤدي إلى كسر عين الرئيس أمام شعبه ويجعله كارها له، والتمسك به لن يجدي مع صمود الشباب الحر في الميادين ويفتح المجال أمام إراقة الدماء.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والأخلاق (2)
- دستور الحرب الأهلية
- غيرة الشيخ من القسيس هي السبب
- الدين والأخلاق (1)
- مرسي وبيريز شراكة إلى حين ميسرة
- قاض وطبيب وبلطجي
- الرئيس مرسي وحتمية الفشل
- الطابور الخامس
- مطلوب ألتراس سياسي
- الصراع بين الجماعة والجماعات
- أسلمة الخطاب الكنسي
- مصر تحت الحكم الفاشي
- انتفاضة 24 أغسطس
- لماذا الإخوان المسلمون ؟
- من المسئول عن مقتل الجنود المصريين في سيناء ؟
- عشرة محاذير للمرجعية الدينية
- حول التعديلات الدستورية المقترحة
- تعريف مبسط للعلمانية
- إغتيال معلمة في مدرسة أم المؤمنين عائشة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إسماعيل حسني - الإخوان يسقطون رئيسهم