أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد التباعي - اطلانطس حلم البشرية الضائع :















المزيد.....

اطلانطس حلم البشرية الضائع :


جواد التباعي

الحوار المتمدن-العدد: 3925 - 2012 / 11 / 28 - 00:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تعتبر قارة اطلانطس إحدى أهم القصص أو الأساطير التي شغلت بال العلماء،والمؤرخين والكتاب والشعراء، والسينمائيين.... أملين في إيجاد أجوبة لأسئلتهم .ونحن بدورنا نحاول ملامسة بعض الجوانب المهمة حول هذا الموضوع
أطلانطس : قارة افتراضية أسطورية تسمى أيضا جزيرة أطلس أو أطلانتس أو أتلاطتس، لايوجد حتى اليوم دليل حي على وجودها ذكرها أفلاطون في محاورتين مسجلتين له، مع طيمايوس وكريتياس عن جده نقلا عن المشرع الإغريقي صولون عن رحلته إلى مصر ولقاءه مع الكهنة هناك وحديثهم عن قارة الأطلنطس التي حكمت العالم ، واختفت في ليلة واحدة.
معظم المواقع المقترحة من طرف المؤرخين والباحثين تحددها قرب من جزر البحر الأبيض المتوسط مثل سردينيا، كريت وسانتوريني، صقلية، قبرص، ومالطة. ومناطق أخرى كالمحيط الأطلسي، اسمه يرتبط ارتباطا وثيقا
أصل الأسطورة :
والحديث عن أطلنطس قديم فقد ورد ذكرها لأول مرة في محاورات أفلاطون حوالي عام 335 ق. م , ففي محاورته الشهيرة المعروفة باسم " تيماوس" يحكي كريتياس أن الكهنة المصريين استقبلوا "صولون "في معابدهم ثم يشير إلى أنهم أخبروه عن قصة قديمة تحتويها سجلاتهم تقول : أنه كانت هناك إمبراطورية عظيمة تعرف باسم أطلنطس ،وهي قارة هائلة خلف أعمدة " هرقل " ( مضيق جبل طارق حاليا ) وأنها كانت أكبر من شمال إفريقيا وأسيا الصغرى مجتمعتين وخلفها سلسلة من الجزر تربط بينها وبين قارة ضخمة أخرى
دوافع الأخذ بها:
هناك من العلماء من يؤكد وجود اطلانطس، ويشيرون إلى إن أفلاطون أخطأ في التاريخ والزمن فحسب وحجتهم في هذا هي كشف حقيقة وجود مدينة " طروادة " الشهيرة
وطروادة هذه مدينة أسطورية ذكرها الشاعر الإغريقي " هوميروس " في ملحمتيه الشهيرتين " الإلياذة " و" الأوديسا " حوالي عام 850 ق . م ، أي قبل أفلاطون بخمسة قرون , وظل الدارسون يعتقدون أن طروادة مجرد خيال من بنات أفكار هوميروس حتى جاء الألماني " هانريش شليمان " عام 1871 م لينتشل طروادة من التراب في " هيسارليك " في شمال غرب تركيا
وبعد هذا تم اكتشاف " قصر التيه " الذي جاء ذكره في أسطورة وحش " المينوتور " الشهيرة وتم اكتشاف ان التيه فعلا حقيقة عام 1900 معلى يد العام الأثري آرثر إيفا نس فلماذا لاينطبق هذا على اطلانطس؟
مميزات شعب الأطلنطس :
*تحدث أفلاطون عن أهلها و عاداتهم و تقاليدهم ،فقد كانت تمتلك حضارة كبيرة و متقدمة . بالإضافة إلى بداعة أبنائها فى الهندسة و الرى .. حيث استطاعوا بناء ثلاثة حلقات دائرية الشكل تلف المعابد و المباني(تم اكتشاف مثل هذه الحلقات الدائرية في جزر الكناري .. جزيرة مالطا .. و هي تشبه إلى حد كبير الحلقات الدائرية التي وصفها أفلاطون في كتاباته )،إضافة إلى سهول مستطيلة الشكل و شبكات ري متقدمة
*يذكر أفلاطون أن تلك القارة كانت مقسمة إلى ممالك ، و كان سكانها أغنياء .و يعود سبب غناء هذه القارة إلى وفرة ثرواتها الطبيعية التي كانت تتمتع بها من أراضى خصبة ،و معادن نفيسة ،وأخشاب، و ماشية ،و مراعي ،وتربة الخصبة الغنية و زرعوا الأرض بالحبوب و الثمار من فاكهة و خضروات
*كانوا شعبا حكيما، بارعا في فنون السلام والحرب وسرعان ما حكم كل شعوب البحر المتوسط. كانت مدينة أطلانتس محاطة بسور خارجي مطلي بالنحاس وداخله بالقصدير، والقصر مع معبد بوسيدون في وسط المدينة.كانت البيوت مشيّدة من الحجارة البيضاء والسوداء والحمراء في أشكال معقدة، وكان هناك ميناء عظيم مفتوح على البحر.
وجود نظرية تقول أن سكان اطلانطس قد اتو من كوكب أخر في سفينة فضائية ضخمة استقرت على سطح المحيط الأطلنطي وأنهم وصنعوا كل مايثير الدهشة
كانوا شعباً يعيش بوئام وصداقة معاً، فصاروا يتنازعون على السلطة والمجد. فوبّخ زيوس العظيم بوسيدون إله البحر، وحرّك من غضبه وأساه البحر. فأحاطت موجة عالية أطلانتس، وأغرقت الجزيرة تحت الماء إلى الأبد
بعض أراء المعارضين ودلائلهم :
*في البداية تعامل الباحثون مع محاورة أفلاطون بصفتها رواية مثالية لوصف المدينة الفاضلة ( يوتوبيا ) وأنها مجرد خيال لا أكثر *ليس هناك تأكيد لهذه القصة عند المصريين القدماء أنفسهم , ولا يوجد دليل على أن أثينا كانت يوما بهذه القوة التي تمكنها من التصدي لحضارة متطورة كحضارة أطلانطس *أفلاطون أخطأ في التاريخ والزمن بدليل أن المحاورة كانت بين سقراط وزملائه سنة421 ق،م حيث كان عمر أفلاطون لايتجاوز 6 سنوات، وبالتالي لاستطيع استيعاب الموضوع
بعض أراء المؤيدين ودلائلهم :
*تفكير العديد من العلماء في قصة اطلانطس إنطلاقا من البحث عن سبب علمي ومنطقي لسر وجود تشابه حضاري مابين العالمين القديم
*ظهور جزيرة كايس الصغيرة والمباني أو الأطلال الأثرية فوقها قرر باحث وأديب وغواص شهير يدعى " تشارلز بيير ليتز " أن يبحث عن اطلانطس في نفس الموقع وبدا بحثه بالفعل ليلتقط عددا من الصور لأطلال واضحة في قاع المحيط
*عثور الباحثين بالقرب من سواحل فنزويلا على سور طوله أكثر من مائة وعشرين كيلومترا في أعماق المحيط , وعثر السوفيت شمال كوبا على عشرة أفدنة من أطلال المباني القديمة في قاع المحيط وعلى سلسلة جبال في أعماق المحيط الأطلنطي غرب مضيق جبل طارق اكتشفتها بعثة روسية بواسطة إحدى الغواصات سنة 1974 م و أكد العلماء بعد دراسة هذه الجبال أنها كانت قديما على سطح المحيط
*تيار الماء المعروف باسم (تيار الخليج) النابع من القارة الأمريكية والمتجه لقارة أوروبا يتفرع إلى جزأين في منتصف المحيط الأطلسي وكأنه يلتف على الأرض ! يعتقد العلماء أن هذا التفرع سببه وجود قارة أطلنطس قديماً
*إلتقاط بعض الصور سنة 1977 م بواسطة رادار تابع ل "ناسا" .. و أظهرت هذه الصور سلسلة من قنوات ري متطورة جدا موجودة في قاع البحر في البيرو،و المكسيك،و أكد العلماء أنها مطابقة تماما لوصف أفلاطون .
*عثور روبرت سامارست على أدلة تؤكد وجود القارة المفقودة بين قبرص و سوريا و ذلك باكتشاف آثار مستوطنات بشرية على عمق 1.5 كم تحت سطح البحر على بعد ثمانين كيلو مترا على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص و قال أن قبرص هي الجزء الذي مازال ظاهرا من أطلانتس
*الخرائط التي درسها البحار الشهير (كولومبس) قبل اكتشافه لأمريكا كانت تحتوي على رسم لجزيرة كبيرة غير موجودة في الوقت الحالي يعتقد العلماء أنها أطلنطس نفسها
أسباب غرق الأطلنطس
يؤكد الباحث الأمريكي روبرت ساما رست في كتابه " اكتشاف أطلانطس و مفاجآت جزيرة قبرص" أن جيش القارة المفقودة جهز لضرب كل من مصر و اليونان حتى نهض الجيش اليوناني و أعادوهم إلى جبل طارق و هزمهم هزيمة ساحقة و لكن كان من الصعب أن يتذوق اليونانيين طعم الانتصار بسبب الكارثة الساحقة التي حدثت لجيشهم الذي إبتلعته الأرض و لم يعد لهم أثر بين يوم و ليلة .. و تسببت في غرق قارة أطلانتس بأكملها في أعماق البحر .. و قد كانت هذه المأساة بسبب كارثة طبيعية ، زلزال عنيف تسبب في غرق قارة بأكملها و إبادتها .. فهي القارة التي قيل عنها أنها أشبه للفردوس على الأرض. ويؤيد البروفيسور " لوتش " في كتابه "نهاية أطلانطس " هذا , ويؤكد أن اختفاء اطلانطس مجازي وليس حقيقي , وأنها لم تغرق في قاع المحيط وإنما تعرضت لكارثة أودت بها مثل كارثة بركان " كراكاتوا " عندما ثار ودمر جزيرة كاملة ...
فما حدث لتلك القارة نوعا من العقاب الإلهي فقد غضب عليهم الله عز و جل بسبب غرقهم في المادة و الملذات و ازدياد أطماعهم و جشعهم .. فكان الشعب ينافق و يكذب و يسرق .. رغم أن بدايته كانت مسخرة للسلام و الحق .. و لكنه لم يكمل مسيرته و انخفضت طبيعتهم النبيلة مما أدى بهم إلى أسفل السافلين.

تلك كانت بعض جوانب قصة أطلانطس ...قصة حياة وحلم بشرية ضائع ومازال الحلم يطول معه الانتظار تؤرق تفاصيله الإنسان ويتمنى أن يتحقق.و حتى لحظة كتابة هذه السطور مازال عشرات العلماء يبحثون عن قارة أطلانطس التي أصبحت قارة الغموض والخيال في عقول العلماء والأدباء.



#جواد_التباعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور الاقتصادي لعادة افتراس الحيوانات بالمواسم: (مولاي ) بو ...
- خزانة القرويين :تاريخ عريق
- وليلي تراث أثري عريق
- أشهر مفكري الحركة الصهيونية
- مراحل ونتائج البحث الأثري بقرطاج
- العلاقات الخارجيةخلال عهد الحسن الأول
- صناعة السكر في العصر السعدي
- الفقهاء: مصدر قوة وإنهيار الدولة المرابطية
- الفكر في تصور المادية التاريخية
- أرنولد توينبي والتفسير المادي للتاريخ
- الحركة الصهيونية التعريف، ظروف النشأة، والأهداف الأساسية
- ماذا أراد هتلر
- ديمقراطية الأقلية
- متى تنتهي أسطورة الكنوزبأجلموس
- مولاي بوعزة:التصوف والجاهلية المتأخرة
- الأمازيغية دون خطاب عنصري


المزيد.....




- بايدن يعترف بما يكابده الأميركيون العرب من -ألم- بسبب غزة
- سوريا 2024.. أوليغارشية مرفهة وفقر مدقع يضرب 92% من السكان
- في ذكرى رحيله الـ47.. ما قصة المسلسل الرمضاني الوحيد لعبد ال ...
- هل يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تعزيز الديمقراطية؟
- كي الوعي.. فهم وحشية الاحتلال وأهدافه
- ما هي أوراق الضغط التي تملكها إدارة بايدن ضد إسرائيل؟ وهل اس ...
- إسرائيل ترد على -تحذير- أممي من مجاعة في غزة: -حماس- تسيطر ع ...
- الخارجية الأمريكية: نرحب بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة ونتطلع ...
- تظاهرات حاشدة بصنعاء تأييدا للفلسطينيين
- انتخابات السنغال.. ضربة جديدة لفرنسا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد التباعي - اطلانطس حلم البشرية الضائع :