أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله العبادي - في انتاج الهيمنة الطبقية














المزيد.....

في انتاج الهيمنة الطبقية


عبدالله العبادي
الكاتب الصحافي


الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتمثل ضعف الاحزاب العربية في زمن الاستبداد كونها شاركت في ميوعة الطبقات السياسية وهلامية البنية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد, وكونها ايضا لم تحمل مشروعا بعيد الامد. واصبحت الاحزاب سوى اسماء لطبقات مهيمنة لم تسعى يوما لتطوير ذاتها، فكانت ضحية اختلال التوازن بين نظرية الحزب والواقع.

كما ان عدم استيعاب الدولة للوضع السياسي الذي تتخبط فيه الاحزاب والطبقات المشكلة لها، اثر سلبا على عملية بناء الموسسات والطبقات بشكل سوي. الشيء الذي قوى من الهيمنة الاحادية الفوقية. ففسدت الحياة السياسية والبرلمانية وسهلت عملية تكوين الاحزاب وفي نفس الوقت سهلت عملية تفكيكها، فانعكس ذلك على الحياة الثقافية المجتمعية ففسدت بدورها، فغاب الانتاج الفكري الرفيع وحلت المعرفة الواسعة والخالية من الحياة، وسادت الخرافة والاساطير بدل الدين الحق وكثرت الصحف اليومية التجارية، ومشاجرات برلمانية عوض ممارسة سياسية جادة.

المؤسف في الانتاجات الفكرية الثورية العربية المعاصرة انها لم تفرز بعد رؤى واضحة او ملامح طبقات مجتمع الغد، فالثورة لم تكن بالضرورة ضد انظمة فاسدة بعينها بقدر ما كانت ضد كل ما انتجته هته الانظمة من حيف وقهر واستغلال طبقي. عقود من الهيمنة السياسية والاستغلال الاقتصادي لطبقة اجتماعية منحت نفسها حق التصرف بالمال والبلاد والعباد بدون شرعية ولا رقيب ولا حساب، شرعنت كل شئ ليتماشى ومتطلباتها ويخدم مصالحها حتى كادت هته الطبقة ان تصبح من ضروريات العيش والبقاء وزوالها يعني نهاية البلاد والعباد.

اكيد انه يصعب على الفرد العربي المتسلط ان يفكر في تغيير المواقع وخصوصا مواقع اتخاد القرار، سيكون صعبا عليه تحمل دلك. السياسة والسلطة ليست حقا للجميع، على الفرد العادي احترام حيزه الجغرافي الطبيعي وعليه ان يترك النخبة تقرر مأله لانها تعرف مصلحته اكثر منه.

اذا كان المال هو الذي يوصل الى السلطة في الغرب فان السلطة هي التي توصل الى المال في الشرق، لذا تتعتقد النخبة ان ضياع السلطة هو تفويت للثروة والتي هي الجاه في نفص الوقت.

ان العدالة الاجتماعية كشرط من شروط تحقيق مجتمع متساوي الحظوظ، انها ضرورة وجودية، وما هو ضروري فعدمه ليس ممكنا او كما يقول ارسطو انه لا يمكن للضروري ان يكون غير ما هو عليه. ان العدالة الاجتماعية تقوم على الحق والحق هو نقطة الوسط بين طرفين قد يكونا متناقضين او متلازمين، وضمان هذا الحق هو التصور الشامل للمجتمع العادل.

السؤال المطروح: كيف يعاد بناء جهاز هيمنة الطبقة الحاكمة بعد الثورة؟

اكيد ان التركيبة الطبقية للمجتمعات العربية التي اطاحت بانظمتها لم تتضرر، اكيد هناك اذيال للانظمة السابقة والتي ستحاول على اعادة انتاج نفس الطبقات ونفس الانظمة لانه هو الضامن الوحيد على حماية مصالحها ومن هنا فهي تعيد بناء نفس الانظمة ولكن بطرق اخرى ومسميات جديدة لكنه في النهاية نفس النظام الذي لا يخدم الشريحة الواسعة من المستضعفين والفقراء والمستغلّين اقتصاديا، سياسيا واجتماعيا.

بالطبع ليس الطبقة الحاكمة فقط المسؤولة عن هذا الوضع، كل الاطراف متداخلة. فالعدالة الاجتماعية هي فضيلة اعطاء كل فرد حقه والحق هو الطريق السوي نحو مجتمع ديمقراطي. كلام غوغائي في غياب اناس قادرين على تحمل المسؤولية الاخلاقية داخل المجتمع ليس وحدهم بل هم بحاجة الى افراد باستطاعتهم بلورة هته الافكار الى حقائق واعطاء العدالة مضمونها الحقيقي الميداني.

انهم ببساطة ممثلي المواطن وحلقة وصل بين مهندسي السياسة واولئك الدين يطفون عليها طابع الحقيقة والتطبيق في الواقع الملموس.

الفرد سياسي بطبعه فاما ان يمارس السياسة او تمارس عليه، وفي كلتا الحالتين هو داخل اطار السياسة. الفرد العربي بحاجة الى تربية مواطنية، عليه ان يعرف ويعي ان له حقوق وعليه واجبات اتجاه الوطن والامة. عزوف الشعوب العربية عن التصويت، لا مبالاتها السياسية وعدم ادخالها في التركيبة السياسية الراهنية دفع بها الى الخمول والسبات العميق لتستفيق على وضع كارثي كان بالامكان تجنبه لو تم اشراكها في اللعبة السياسية لتتحمل مسؤوليتها.

من هنا يبدو ان اشراك كل مقومات المجتمع المدني في العملية السياسية ضروري لمنع بناء جهاز هيمنة جديد وتصبح مبادئ الثورة واهدافها هشيما تدروه الرياح. اكيد ان هذا النضال باشكاله المختلفة يهدف الى تحقيق العدالة الاجتماعية داخل فضاء مجتمعي رحب لا سيد ولا عبد فيه، بل تتساوى الحظوظ في الحياة و في العيش الكريم.



#عبدالله_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة السلطة في الوطن العربي
- في نقد الأزمة
- طفولة مهمشة أم مجتمعات قاصرة؟ وجهة نظر سوسيولوجية
- أزمة مهمشين أم أزمة نخب عربية ؟
- أسئلة سوسيولوجية في فكر الإقصاء التعليمي
- وظيفة المدرسة والرأسمال الثقافي للطفل - الجزء الثاني
- وظيفة المدرسة والرأسمال الثقافي للطفل - الجزء الأول
- مدرسة إعادة إنتاج الطبقات - الجزء الثاني
- مدرسة إعادة إنتاج الطبقات - الجزء الاول
- نحو اعادة التفكير في مفهوم الاسرة والتربية
- مثقفوا الزمن الرديء
- مسالة المدرسة: الوصل والفصل بين التربية والتنمية
- التربية رأس مال مصير الانسانية


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله العبادي - في انتاج الهيمنة الطبقية