أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - ليل العــربان الطويل














المزيد.....

ليل العــربان الطويل


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1135 - 2005 / 3 / 12 - 11:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كلينــــي لـهمّ ياأميمــة ناصـب وليل أقاسيه بطيء الكواكب
تطاول حتى قلت ليـس بمنقـض وليس الذي يرعى النجــوم بآيب

ولن يعود اليوم ولا غدا راعي النجوم ياصاحبي. وامتد الليل الطويل في دنيا العربان وعالم التعتيم والإغلاق ,والظلام يخيم في كل مكان,ويترحم الجميع على الصبح الدفين. وانقطعت الأنوار وأطفئت السُرج, وكسرت المصابيح, وخبت الإشعاعات وحرّم الفقهاء الكلام عن الشموع وأديسون وواط ,وكل ما يتعلق بالنور والضياء. فيا أميمة هل من سميع أوهل من مجيب على هذا السؤال ؟ ولماذا لا يبحث أحد عن أي من الرعيان التائهين في الفيافي والوديان؟ياأميمة لم يأت إلى الآن الراعي الحزين,وقد أطلت الوقوف والانتظار,فماذا حل به في هذا الليل الكالح الدليم؟وجموع العربان الشاخرين النائمين استمرأت النوم والسبات والتسويف والانتظار وطال الغياب كل هذه السنين.

وكأني بالشاعر القديم الساهر مع النجم بحسه البدوي البسيطِ وحيدا في بيداء المحل والقحط ولون الصفار اللامتناهي, قد تنبأ منذ ذلك التاريخ الموغل في القدم بهذا المصير وهذا المآل ,ولما رآه من غيهم وبطرهم وجهلهم وفسقهم, بأن الليالي ستكون مديدة بطيئة وحالكة السواد ,ولن يستطيع جيش عرمرم وخضرم من رعاة النجوم,وجحافل من عمال البلديات ,وحتى الأسطول السادس والتاسع والألف وكل قوات المارينز وألوان القبعات وحملة المشاعل من أن تشعل شمعة,أو تلج أي من الدهاليز المظلمة الجرداء ,أو تجمع نجمة واحدة,أو تخرج أحدا من هذه المتاهات والسراديب والأنفاق ,بعد أن حل الصمت المطبق والظلام الدامس ,والمحل واليباس فوق رؤوس الجميع بلا استثناء . فأين مضى راعي النجم في هذه الليالي الموحشة الباردة الظلماء؟ ونحن,يا أميمة, بحاجة إليه لكي نخرج من هذه الكهوف ,ونصحو من هذا السبات. وأين ذهب راعي النجوم المسكين الذي لم يعد له عمل يقوم به ,وأصبح من العاطلين عن العمل,ومتى يؤوب من هذا الغياب؟

فهل تعرض راعي النجم للتوقيف من قبل إحدى دوريات المخابرات المتسرطنة في الشوارع والحارات والتي تسهر على تطبيق قانون الطوارئ والأحكام العرفية,وهو القانون الوحيد المعمول به والمطبق بنجاح في غابة الكواسر والجوارح واللصوص المجرمين,ودنيا الشموليات ,وفي شريعة الغاب وأسماك القرش والحيتان ؟ وهل يتعرض الآن للتحقيق والاستجواب من قبل الثوار المناضلين الأبرار بسبب محاولاته المشبوهة لجمع النجوم وإيقاظ النائمين من الأنام ؟أم استلمته محاكم أمن الدولة العليا التي تطلق الأحكام على المغرضين والمشعوذين والمهرطقين الكفرة بمذاهب الشموليات الظلامية الرعناء؟ أم التزم لوحده بقرار حظر التجول,وقرر عدم الحركة والتجوال في ليالي العربان المرعبة الموحشة السوداء, وقبع هو أيضا مع القطعان النائمة في أحد كهوف الزمان أولئك المخدرين بالأباطيل والشعارات والخزعبلات؟أم هل منعه الظلاميون وعاشقو متعة العتمة الميامين من العودة واختطفوه على الطرقات ويطالبون بفدية ثورية من الدولارات ؟أم هل نسفته الألغام في الدروب المليئة والمحشوة بالعبوات الناسفة والقنابل والمطبات؟فكل رعاة النجوم ,والأقمار ,والكواكب معرضون للتوقيف ,والتنكيل والتحريات.

أم هل انتابته نوبة إنسانية مفاجئة وقرر ألا يوقظ أحدا من النائمين ,حفاظا على مشاعرهم وخصوصيتهم ,وعدم إزعاجهم في سباتهم اللذيذ الطويل وحرمانهم من هذا الإدمان,والحفاظ على تقاليد وأعراف الأكرمين الأولين النجباء؟أم أنه يئس من كثرة دعوتهم للقيام ومواجهة النور والألق والضياء؟وماذنب المسكين إذا كان الجميع يحبون ويستمتعون بالإغفاءة الكبرى والغيبوبة المستمرة عبرالعصور ولآلاف السنين الطوال,ويكفّرون كل رعاة النجوم,وصانعي الشموع ,وحملة المشاعل ويلقون بهم في السجون والزنازين والمعتقلات؟ أو من الممكن ,ياأميمة , أن أحدا لم يستجب لدعوته إياهم بالقيام والنهوض من هذا الخدر والتنويم,فحزن وتألم وحلف ألا يوقظهم بعد الآن بعد أن ثبت قطعيا تعاطيهم "للمخدرات "؟أم ترفض الحكومات القراقوشية عودته للعمل بعد قرون من الانقطاع عن العمل ,وهي تلتزم جدا باللوائح والتعليمات , ورغبتها في بقاء المغلوبين المنحوسين ينعمون بالدياجير والشخير والإغفاءات ؟ وأن أمر عودته مرهون بالموافقات الساميات,لأن رعاة النجوم دائما من أصحاب القلاقل والمشكلات. وهو مايزال يتابع الموضوع الآن مكوكيا في دوائر ومؤسسات القطاع العام , ويتعرض للابتزاز والتشليح والإهانات من الموظفين المتكرشين المرتشين بكل العملات,ولم يبق لديه ثمن تذاكر العودة للفضاء؟ أم هل لم يتبق نجوم يجمعها في سماء العربان بعد أن خبت الأنوار ,ومنع الناس من ممارسة طقوس التمتع بالضياء ,وانطفأت كل النجوم في السماء,وحل السكون والظلام؟ ولم يترك الرعيان الحفيان بؤرة للنور والإشعاع إلا سدوها بالإسمنت والحديد والخراسانات ؟ومن الممكن جدا ,ياأميمة ياحبيبتي, أنه قد غادر هذه السماوات, إلى فضاءات فيها كثير من النجوم يتسلى ويتمتع بجمعها عند المساء.ولم يعد هناك من حاجة لجمع النجوم في هذه الليالي حيث تساوت لديهم كل الأوقات والأزمان وتوقفت الأرض عن الدوران. وبعد أن صدر فرمان سلطاني سام بحظر التعامل مع النجوم ,والكواكب والأقمار نظرا لما يحمله من خطر على الرعاع والدهماء.والكل ملتزم-والحمد لله- بـ"القرار التاريخي" الهام الذي يوجب العمل والعيش والمكوث في ظل قوانين الظلام..

أفيديني يا أميمة!!وردي علي يا أميرتي البدوية السمراء,وأغنيني عن ذل السؤال,متي يرحل الليل وينبلج الفجر العتيد وتعود الأنوار إلى شموليات الظلام؟ فلقد سئمت واعتراني اليأس والإحباط.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طغـــــاة بلا حـــدود
- المجتمعات الذكورية والفحولة الشمولية
- عصـــر التحــولات
- تراث المخابرات في كتابات الأدباء
- إيــّـاك ....ثمّ....إيــّـاك
- ما قبـل العاصفـــة
- دســاتير برسـم البيـع
- مرشـــح رئاســي
- البقــــرة الحلـوب
- سقــــوط الرهانات
- سورية العظمـــى
- هل نحن أمة من الجهـــلاء؟
- دروس في الديمقراطيـــة
- الحـــــرب الإليكترونية
- بالـــونات الهواء
- مجانيـــن بلا حــــدود
- لوحــــة من الصحراء
- عندما يموت الكبــــار
- الموت على الطريقة العربية
- الفالانتاين ..........عيد الحب


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - ليل العــربان الطويل