أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - مواطنو الزبالة















المزيد.....

مواطنو الزبالة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 20:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اللهم قد بلغت
مواطنو الزبالة

لا شك أن السخط هو الذي يسري في دخائل كل نفس، ويهدر في مدارج كل حس، حينما نبصر في جميع أرجاء مدينة القنيطرة مُكرهين ونحن نسعى وراء الرزق الشرود مواطنين في شرخ الشباب يتسابقون كل عشية وكل فجر على حاويات القمامة سعيا وراء ضمان لقمة عيش مرة له ولذويه لأن كل أبواب العمل قُفلت في وجوههم، ولأنهم أصحاب كرامة وأنفة رفضوا مد اليد أو الخروج عن القانون أو النصب على إخوانهم المواطنين . هذه الصورة النمطية التي أضحت متفشية في حواشي المدن، وأقاريز الطرقات، تستدعي الدهشة، وتستوجب الوقوف، فمثل هذه الصور التي يجاهد من اشتبه عليهم الحق، والتبس عليهم الصواب، توضح بجلاء كنه المجتمع الذي ذوى عوده، وخواء عموده، وأضحى صريع حضارة بالية سقتنا العلقم تلو العلقم مع مرور الوقت.
أنا هنا لا أريد أن أذيع في الناس رأياً، أو أنشر فيهم كلاماً، لا يمت للواقع بصلة، أو يصل إليه بسبب، لا أريد أن أنثر تشاؤم أبو العلاء المعري، أو أرسم لوحة موشاة بالقبح والدمامة، وتنضح بالمبالغة والتهويل واليأس، في حق مجتمع تقوضت فيه أركان الفضيلة والتضامن الاجتماعي، وتداعت قواعد الأخلاق، ونضب معينها أو كاد، نظرة سريعة على الواقع المعيش ، تؤكد أن شرائح عديدة من هذا المجتمع قد أمست تعاني بلبلة واضحة في القيم، واضطراب في الموروثات، وتفكك في النظم، نعم لقد تكلست الرؤى، وازدوجت المعايير، وضاقت المفاهيم في ازدادت شروط العيش سوءا وتدمرا.
في واقع الأمر إن ظاهرة "مواطني الزبالة" ما هي إلا نتاج لتراكمات ولنهج تدبير مازال قائما في جوهره.
في ظل هذا الواقع الذي أضحى يدعو إلى القلق الكبير ما زلنا نسمع الحديث أن المغرب يسعى إلى إعداد استراتيجية تشغيل شاملة للشباب كجزء من الجهود الخاصة بالاستجابة لمطالب الشباب. في حين أن مختلف السياسات المعلن عنها والمكرسة فعلا على أرض الواقع تناقض هذا السعي المزعوم.
لقد قيل أنه تم إشراك شباب المغرب في وضع استراتيجية وطنية للشباب يستفيد منها الجيل الصاعد، لكن لا يمر يوم دون أن تنهال هروات قوات القمع على ظهور الشباب المطالبين بحقوقهم أمام برلمان الأمة، وتتناوب الفئات على الاعتصام بجوار هذه المؤسسة للمطالبة بإنصافهم ورفع الجور والظلم اللذين لحقا بها .
نعاين هذا في وقت يُقال فيه أن القائمين على الأمور قد سمعوا للشباب واقتراحاتهم وانتظاراتهم في التشغيل والتعليم والصحة والمشاكل الاجتماعية والترفيه والثقافة والدين والمواطنة والحوار بين الأجيال، لكن دار لقمان مازالت على حالها في منظور الشباب إن لم تكن ازدادت سوءا.
هذا، ولازال لحد الآن بعض القائمين على أمورنا يعلنون أنهم يعملون على تطوير استراتيجية متكاملة قادرة على الوفاء بالاحتياجات والتطلعات المتغيرة للشباب دون أن يظهر لهذا كلام علامة ظاهرة على أرض الواقع.
فما زالنا نتخبط في المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المزمنة، ومازالت بلادنا تخسر أكثر من 30 مليار درهم (3000 مليار سنتيم) في قضايا الفساد المالي، وأن أكثر من 6 ملايين شخص يعتبرون فقراء طبقا للتصنيفات الدولية ويقل دخل هؤلاء عن دولار واحد (8 دراهم) في اليوم، يعيش أغلبهم في البوادي، كما أن نسبة هائلة من سكان العالم القروي بعيدين بعد السماء عن الأرض من الخدمات الاجتماعية الأساسية من قبيل الماء الصالح للشرب والتيار الكهربائي والمؤسسات التعليمية والرياضية ناهيك عن الترفيه، فإنه لا يوجد في قاموسهم إطلاقا، وأكثر من 27 من المائة من سكان البوادي يعيشون فقرا مدقعا، ويتكبدون يوميا مأساة اللهث وراء كسرة خبر وشربة ماء .
ومازال في بلادنا أكثر من 23 في المائة من الأطفال الرضع والذين لا يتجاوزون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية أضحى مقلقا بالرغم من الخطابات الوردية للقائمين على الأمور بهذا الخصوص.
وانتشرت، بشكل ملفت للنظر أكثر من أي وقت مضى، بين ظهرانينا ظواهر اجتماعية مقلقة جدا كظاهرة أطفال الشوارع، إذ فاق عدد أطفال الشوارع سنة 400000طفل مشرد، وهو الرقم المسجل سنة 2001، وأكثر من 140000 معطل عن العمل خريجي التعليم العالي، واستمرار تسجيل63 في المائة نسبة الأمية بالمغرب علما أن الرقم يخص الأمية التقليدية ، علما أن مفهوم الأمية تغير اليوم، وإن أردنا تطبيقه على بلادنا فقد تتجاوز النسبة 75 في المائة. وينتشر في كافة المدن، بشكل مقزز، الانحلال الأخلاقي وتجارة الجسد ومختلف أنواع الدعارة وصناعة الجنس التي أضحت "توظف" آلاف من المومسات ومن الشواذ .
هطه بعض معالم تردي الوضعية الاجتماعية لأغلب فئات الشعب المغربي، هذا ناهيك عن استمرار تحملها لانعكاسات وتابعات ما يناهز 50 سنة من النهب الممنهج للثروات الوطنية، مازلنا نؤدي الثمن باهضا للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحادة التي نتجت عن هذا المسار.
ولازلنا نعاين سيادة العشوائية في تسيير الشأن العام، والتي جعلت بلادنا تحتل المراتب الأخيرة بين الدول، سواء في مجال الرعاية الاجتماعية أومستوى التعليم أو الخدمات الصحية والطبية. ومازالت قوات الأمن تقوم بالإجهاز على المحتجين بهمجية تكذب كل خطابات الحكومة الرنانة بخصوص احترام حقوق الإنسان ودولة الحق والقانون، ولا أدل على ذلك آخر تصريح هاتفي لقناة الجزيرة على لسان الناطق الرسمي للحكومة، مصطفى الخلفي، حيث قال أن الحكومة لا تصدر أمر أي تدخل قمعي، فمن يصدره إذن؟ وإن كان الأمر كذلك، فهل دورها في هذا المجال ينحصر في التفرج على كسر جماجم وعظام المعطلين المعتصمين المطالبين بمكان تحت شمسهم، أو محتجين على سوء الأوضاع ولمناهضة الفساد أو المطالبة بديمقراطية حقيقية.
ومهما كل ما يقال عن التقدم الذي سجلته بلادنا، مازالت الممارسة السياسة في المغرب تقتضي – أراد من أراد وكره من كره - أن يكون السياسي طبالا وغياطا لجوهر السياسة القائمة والتي يطبخ خارج الحكومة – إن في المجال السياسي والاقتصادي – حتى لو كان الأمر يؤدي إلى التخلي عن آمال وطموحات الشعب.
فإذا كان الاختلاف السياسي عموما في الدول الديمقراطية يولد التناوب على السلطة، كما يسعى إلى احترام خيارات الشعب، ويقوي النزاهة في تسيير الشأن العام. يبدو أن الاختلاف السياسي عندنا مازال يولد الإقصاء والاستئصال وتقسيم الكعكة على مقاس الخارطة السياسية المعدة مسبقا، ويكرس استمرار مصادرة جملة من اختيارات الشعب وقمع الأصوات التي بالرأي الآخر. أفلا يكفي ما تكبده الشعب في نضاله المستميت من أجل العيش الكريم وتحقيق الكرامة، ومن أجل مغرب حر يسع لجميع أبناءه.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات المغربية- الجزائرية عقدة الكراهية والعداء المضمر مس ...
- حلم محلي قد يرى النور
- لا مكان للشعبوية في المالية والاقتصاد ومستقبل البلاد
- محميّو إدريس البصري الذين تيتّموا على حين غرة
- زرع أعضاء الجسم البشري بالمغرب تجارة في الخفاء وسوق سوداء أم ...
- مازال الفقر مستطيرا بجهتنا
- المغرب:عناصر الرفاه أو العيش الكريم لسنة 2012
- زرع أعضاء الجسم البشري بالمغرب: تجارة في الخفاء وسوق سوداء أ ...
- مستشارو الملك: اختار الحسن الثاني بدقّة الرجال المحيطين به
- جرائم الانترنيت في المجتمع المغربي جرائم حقيقية في عالم افتر ...
- ظلت السعودية وبعض دول الخليج ملجأ المغرب في الشدة
- مفاوضات -إكس ليبان- من أصاب ومن أخطأ في عيون التاريخ والشعب: ...
- أكتوبر 1957 تحرير الساقية الحمراء واد الذهب والرد كان عملية ...
- في تقريره الأول بعد التأسيس هل كشف المجلس الاقتصادي والاجتما ...
- مافيا الكيان الصهيوني وملاذها بالمغرب: أخطر مجرمي إسرائيل يع ...
- مازالت الصفقات العمومية -كعكة- تسيل لعاب الفاسدين
- هل -العم سام- يجبلنا على كرهه وبغضه؟
- الأخطاء الطبية بالمغرب
- المعارضة المغربية الحالية فُرض عليها وضع المعارضة واقع حالها ...
- التقرير السياسي للمجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل ...


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - مواطنو الزبالة