أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الازمات تلد الهمم















المزيد.....

الازمات تلد الهمم


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 13:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الازمات تلد الهمم
تميم منصور

زاد العدوان الاسرائيلي الحالي على قطاع غزة من تعرية الأنظمة العربية ، خاصة تلك الانظمة التي لا زالت تدين وتستسلم للسياسية الامريكية ، كما كشفت هذه الحرب بأن البعد والاجماع القومي بقي غائباً من سماء ما سمي بدول الربيع العربي ، واكدت هذه الحرب بأن الموقف العربي من القضية الفلسطينية لم يخرج عن اطره الإستسلامية التراجعية المعتادة .
لقد فضحت هذه الحرب العهد الجديد في مصر وأكدت بأنه لم يكن أي مردود لثورة 25 يناير ساهم في اعادة مصر الى دورها الريادي القومي الوطني خاصة فيما يتعلق بالصراع مع اسرائيل ، مصر بعد الثورة وفي ظل حكم الاسلام الإخواني لم تتغير مما كانت عليه زمن مبارك ، الدور المصري لم يتغير ، ما قام به مرسي اثناء العدوان ومعه رئيس وزراته ومخابراته هو نفس الدور الذي كان يؤديه مبارك بدعم امريكي وهذا ما تريده اسرائيل .
لعب مبارك دور مصر الوسيط فتمسك مرسي وقيادته السياسية والمذهبية بهذا الدور ، بدلاً من ان تقوم مصر بدور الشريك في التصدي للعدوان بأساليب وطرق عديده ، السيناريو لم يتغير عن السيناريو المعروف الذي دارت عجلاته اثناء عدوان سنة 2008 على قطاع غزة ، المعابر مغلقة ، المساعدات حتى الانسانية مفقودة ، كل ما قام به مرسي اطلاق بعض عبارات رفع العتب من احدى المساجد لم تخرج من دائرة الاستعطاف والتوسل لأمريكا واسرائيل لإنهاء الازمة ،دون الاعلان عن خطة جاهزة او جديدة لدعم الفلسطينيين ، لم تستخدم حكومته أية وسيلة او الية من اليات الضغط المتوفرة لديها ، من هذه الاليات وقف تزويد النفط والغاز للألة الحربية والاقتصادية الاسرائيلية ، هناك أليات ضغط فعالة وحيوية اكثر بأمكانها تغيير موقف اسرائيل، نذكر منها اغلاق قناة السويس في وجه السفن الحربية والمدنية الاسرائيلية ، ووقف التنسيق الامني مع الكيان المعتدي ، ويوجد بأيدي مرسي عاملاً ضاغطاً اكثر من العيار الثقيل وهو وقف التطبيع الكلي والغاء اتفاقية السادات الإستسلامية المهنية .
لكن مصر مرسي مصر ثورة 25 يناير لم تستثمر خياراً واحداً من هذه الخيارات ، بل اختارت الجانب الانهزامي وهو دور الوساطة ليس لانها دولة عربيه ، بل لانها مجاورة لقطاع غزة ، وخوفاً من احتجاجات القوى الوطنية في مصر ضد سياستها المتواطئة .
كشف هذا العدوان عن العلاقات الوثيقة بين حكم الاخوان السياسي في مصر وبين حكام امريكا رغم تحيزهم المعلن والواضح للمعتدين ، لقد اعترفت هيلاري كلينتون بأن مصر كانت ولا زالت ذخراً استراتيجياً للغرب عامة وامريكا خاصة ، وقد ادت الدور المطلوب منها خلال هذا العدوان .
حاول مرسي التغطية على عوراته وعورات نظامه ، فقام بأرسال رئيس وزرائه قنديل لقطاع غزة في اليوم الثاني لبداية العدوان ، وقد عقب العديد من المراقبين على هذه الزيارة الخاطفة من داخل مصر وخارجها واعتبروها رحلة استعراضية اعلامية لم تأخذها اسرائيل بعين الاعتبار، هل انحصر موقف مصر فقط على هذا الدور الانهزامي ؟ هل هذا هو تراث ثورة عرابي وتراث محمد فريد ومصطفى كامل وسعد زغلول وجمال عبد الناصر ، عندما اختارت مصر دور الوساطة المجردة غير الايجابية فقدت وزنها الوطني والقومي ، لأن الوساطة المجردة تلزم المساواة في التعامل مع الطرفيين المتنازعين أي لا يوجد فرق بين الضحية والمعتدي .
من حقنا أن نتساءل لماذا يصر رئيس حركة حماس خالد مشعل على رفع سقف دور مصر عالياً خلال هذا العدوان ؟ ، هذا موقف طائش وزائف ومنافيأ للحقيقة ، لقد اراد مشعل مخاطبة امريكا وكسب ودها من خلال مغازلته ومدحه لنظام الحكم في مصر خاصةً الرئيس مرسي ، هو يعرف بداخله بأن مرسي ونظامه عبارة عن قربة (مخزوقه) لا يمكن نفخها ، ان موقف مشعل الايجابي المندفع من حكومة مرسي يشير الى انه كان يثني على مرسي الاخواني وليس مرسي السياسي الوطني ،ويؤكد بأن هذه علاقة بين شركاء في فرقة دينية واحدة وليست علاقات مبنية على اسس وثوابت قومية ووطنية ، لقد تحدث مشعل عن علاقة وطيدة بين حزبين سياسيين يجمعهما مذهب وفرقة دينية واحدة .
اما الضريبة التي قدمها مشعل لأمريكا واسرائيل ولدول الخليج ، اعترافه بإنحراف حركته السياسي عن المحور المقاوم الذي يضم ايران وسوريا والحركة الوطنية اللبنانية مع ان مشعل يقف على رأس حركة مقاومة .
لقد زاد هذا العدوان من فضيحة الجامعة العربية وأكد بأنها مكبلة وأسيرة للأموال الخليجية وأنها مؤسسة امريكية في الشرق الاوسط، وأن امينها العام غير الامين على مصالح الفلسطينيين ، لم تتمكن هذه الجامعة من اصدار قرار واحد يمكن أن يغضب امريكا او اسرائيل ، قبل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث العدوان الاسرائيلي على غزة ، طالب مندوب العراق بإستخدام سلاح النفط لنصرة الشعب الفلسطيني ، لكن رئيس دورة الجامعة الحالي وزير خارجية قطر رفض ادراج هذا الاقتراح على جدول اعمال الاجتماع .
مع ذلك فأن هذا لم يمنع من انتشار روائح الاحباط والتواطؤ التي انبعث من افواه اكثر من وزير خارجية عربي واحد من مقدمتهم حمد بن جاسم وزير خارجية قطر
الذي اعاد وكرر موقف بلاده المتآمر عشية العدوان الامريكي على العراق سنة 2003 ، فقد اعترف اثناء الاجتماع ان العرب عاجزين من الناحية العسكرية وغير قادرين على حماية الفلسطينيين ، الحل الوحيد من وجهة نظره هو اللجوء للأوساط الدولية ، من حق كل مواطن عربي أن يتساءل اين الاسلحة التي ابتاعتها السعودية وقطر وكافة دول الخليج من امريكا بمليارات الدولارات ؟ اين الطائرات القطرية وطائرات دولة الامارات التي شاركت بتدمير ليبيا ؟ اين الطائرات السعودية التي قاتلت الحوثيين في اليمن ؟ هل قوات درع الجزيرة قادرة فقط على قمع انتفاضة شعب البحرين وغير قادرة على حماية الشعب الفلسطيني ؟
ان الجيوش العربية التي تجري مناورات مع القوات الامريكية في مصر والاردن وتونس ودول الخليج لا يمكن أن توجه سلاحها ضد اسرائيل .
قد اصبحت قطر اليوم الحمار الذي يتقدم قوافل الأبل العربية ومن ضمنها مصر ، اعترف وزير خارجيتها المذكور في اجتماع وزراء الخارجية العرب بأن اسرائيل ( ليست ذئباً لكن نحن النعاج ) نعم نعاج ترعى اعشاب المذلة من المراعي الامريكية ، لماذا تحولت هذه النعاج الى ذئاب ضد سوريا قبلة العرب القومية والوطنية ؟ قطعان النعاج هذه لا تجرؤ على ارسال طلقة واحدة لدعم المقاومة في قطاع غزة ، لأنها تريد وتتمنى الهزيمة لهذه المقاومة كما تمنتها للمقاومة اللبنانية من قبل ، لكنه هذه النعاج لم تتردد بأرسال اسلحة القتل والدمار لعصابات الارهابين في سوريا لقتل الاطفال والنساء فيها .
قال العقلاء ان الازمات تلد الهمم والشعب الفلسطيني المرابط في قطاع غزة يملك رصيداً كافياً من حصانة القوة والثبات ، لأن جينات ممارساته على الصمود والتصدي تتضاعف كل يوم في قلوب ونفوس ابنائه ،ان خذلان الانظمة العربية لهذا الشعب جعله يحقق المعجزات .




#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق القوة لا يهزم قوة الحق
- عباس فرط بكل الثوابت الفلسطينية وماذا بقي ؟؟؟
- السجن في الوطن ولا الحرية في المنفى
- من مذكرات معلم سابق (1): مدير ليوم واحد .. !
- أمريكا تحصد زرعها..!
- نتنياهو ومرسي ينفخان في قرب الخداع
- الحشاشون الجدد
- مبروك لمصر بعد أن استقر مرسي تحت عباءة عبد الله وإبط كلنتون
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار .
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار
- ابنكم نظيف ( الى روح الشهيد اسامة عقل حسن منصور )
- في حديقة الربيع العربي أمريكا ترفع يدها..!
- انقلاب طنطاوي الابيض
- وعِزُّّ الشرقِ أوّلهُ دِمشق
- من دلف الإخوان إلى مزراب الفلول
- الحكام العرب صبية تلاعبهم امريكا
- سحيجة نتنياهو وطبل موفاز
- وما من طاعة للظالمين
- عمر بن اليعزر مرشح الرئاسة في مصر
- تركيا متعددة الوجوه والأقنعة


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الازمات تلد الهمم