أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - امنة محمد باقر - الاغتراب في الوطن ... ذكرى ابي الاحرار ...















المزيد.....

الاغتراب في الوطن ... ذكرى ابي الاحرار ...


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 23:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الاغتراب في الوطن ... ذكرى الحسين ..

1- الاغتراب في الوطن:
لربما يسأل سائل لماذا تدور امرأة مثلي في فلك عاشوراء .. انا لا ادعي ايمانا او يقينا ، لكني وجدت نفسي في رحلة الحسين واهله هربا من جور عصرهم ، وانا متأكدة من ان كثيرين غيري يعانون من هذه الغربة ، نحن كنا نعيش الغبن بأمر صوره ، والاذى ، والمطاردة ، كل وجوه الاذية ، وان مرارة العيش في العراق قد المتنا بغصص لا مثيل لها ، ولن ننساها ، لهذا ترى الالاف يهجرون بيوتهم في ذكرى الحسين ، امر غير طبيعي ، لماذا؟ لكثرة الالم والاسى ، واغلب الذين ساروا في طريق الحسين مشيا ، هم اناس فقراء ، لايملكون قوت يومهم ، لهذا يكون المشي اسهل بكثير من اجرة الزيارة في الايام الاعتيادية ، يقول شاعرهم : مر بينة اعلة حبك دور ... لا ينسى ولا يخفى ... من عدوانك الجان... بينة تريد تتشفى ... علينا افرضوا احكام ... بلا رأفة ولا رحمة ، فهي اذن تلك الاحكام القاسية ... التي فرضت عليهم ان يعيشوا في بلد يحوم على بحر النفط ، ويأكل اهله اللظى!

2- في الادب الحسيني .. مقارنة مع ادب الاديان الاخرى
في العام الماضي ، توفرت لي وقت لمشاهدة افلام تمثل بدايات السينما العالمية وافلام اخرى تمثل قيمة فنية عالية او ماستر بيس .. لكن الفيلم الذي جذب انتباهي حقا هو اول فيلم ناطق ، وان كان يتضمن بعض النصوص المكتوبة ، لكنه يحوي بضعة مقاطع ناطقة ... يحكي قصة مغني يهودي ، والده رجل دين كان يعده لكي يعمل في المعبد لكنه يفضل الغناء فيترك اسرته ويرحل .. يعرض الفيلم مشاهد من صوت والده وهو يقود الصلوات في المعبد ، وقد ذكرتني هذه الترنيمات بمشاهد الترنيمات الكنسية ... وبالتأكيد ذكرتني بالالحان الحزينة التي يطلقها المسلمون الذين يحيون ذكرى عاشورا ... يعجبني بشكل خاص صوت الانين الطويل الذي يعيده الجمهور خلف قارئ القصيدة ، تعجبني مسألة الجوقة والتنظيم ... ولكل ثقافة اسلوبها ... لكن اغلب الالحان التي تستخدم في رثاء الحسين عليه السلام وما جرى عليه من ظلم في ارض العراق ، هي الحان مأخوذة من تهويدة الام للرضيع ، ومن الحان معروفة في المقام العراقي وغيرها من اطوار موسيقية خاصة بمناطق معينة من البلاد .. لكن تبقى لها خصوصيتها ، لان الموسيقى الدينية تختلف بطبيعة الحال عن انواع اخرى تتعلق بمجالس الطرب مثلا ..

3- عندما تسأل الله شيئا ...
اعتدنا ان نسأل الله تعالى ان يستجيب دعاءنا ، والذين لايدعون يستكبرون عن عبادته ، واكراما لدماء طاهرة سقى بها الحسين تراب كربلا ، فقد جعل الله الشفاء في تربته والدعاء مستجابا تحت قبته ، بل يقال ان اعظم دعاء ان تدعو الله بحق نحر الحسين الشريف ، وهذا شأن القادة الذين اختارهم الله تعالى لخدمة البشرية ، التغيير في هذه الحياة يصعب دون ان تأخذه الى اقصى مداه ... وهكذا فعل عيسى ابن مريم عليه السلام ... وهذا ما فعله جده الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. لطالما اجترأ ابناء الامم على حملة الرسالات ، انني ابرأ من هكذا امم ... لاتجازي الاحسان بالاحسان

4- الغدر ...
الغدر صفة الابالسة ، ترى في قصة كربلا كافة انواع الغصص والمآسي ، لانها كانت مجزرة ، مجزرة اخلاقية اجتماعية سياسية ، على كافة الاصعدة ، جرائم بحق الطفولة ، بحق الدين، بحق العلم والعلماء ، بحق الشباب .. والغدر كان سمتها ... مع هذا كله ... رسم اصحاب كربلا ... شيم الرجولة ... طرزوها .... حتى صاروا مدرسة ... تصقل فيها النفوس الطامحة للنقاء ... سيماها كل عام ... ذكرتني القصة ايضا بمنظر الذين اتبعوا والذين اتبعوا اي التابعين والمتبعين ... ففي قصة اصحاب الغدر في عصرنا امثلة مشابهة ... فالبعض يحاول ان يجعل من طغاة العرب امثلة للتضحية ، في حين انهم اجبن الجبناء واهل غدر ولؤم .... والايات القرآنية تتحدث عن مصير من يتبعهم ، انهم يغوون الناس ، وفي القيامة يغدرون بهم ... اي ان من طبعه الغدر لاتبدله حتى نيران جهنم!

5- اذا كان لدينا الحسين ... فماذا افدنا من ذكراه؟
سؤال يطرحه كثيرون ... لكني غالبا ما اقف امام اقوام ، تحيي الشعائر وهي دليل التقوى ، لكن طلب الاصلاح كان هو الهدف الاساسي ، لهذا اعجبني رد وكيل السيستاني هذا العام عندما طلب من الشرطة التعامل بمهنية مع قضية ابي عبد الله عليه السلام ، طلب منهم المهنية في العمل بمعنى ان لا يسمعوا صوت اللطميات في سيارات الشرطة ، لا يضعوا الاعلام على دوائر الدولة ...وهذا في رأيي امر جيد كي لا يسئ البعض الى قضية الامام ، لانها اعظم من علم على دائرة حكومية ، واعظم من لطمية في سيارة .... نحن نؤذي ابا عبد الله عليه السلام في كثير من تصرفاتنا ... كونوا لنا دعاة صامتين ... هذا هو جوهر قضايا اهل البيت عليهم السلام في الاصلاح ، اي اصلح نفسك اذا كنت تدعو لنهجنا ... لكن على الصعيد الشخصي ، يقال ان عزاء الحسين قد يكون مأتما تسمعه بانفراد بينك وبين نفسك ، لايختلف عن تجمهر العديد من الناس ، انا بصراحة اجد سموا نفسيا بالغا حين الاستماع لقصص البطولة من نساء كربلا ، وما حدث بعد مقتله عليه السلام ، وهي علمتني قيما كثيرة ، اهمها ان تكون المرأة شجاعة ... لأننا في عصر يستهدف الضعيف ، والنساء يعانين اجحافا كبيرا ... هذا امر لا يختلف عليه اثنان ، انني مدينة لمحمد صلى الله عليه وآله بانقاذ بنات جنسي من الوأد ، ومدينة للحسين عليه السلام بأنه علمني الشجاعة ، ومنه اخذت قوة الشخصية ...

6- النساء في ذكرى عاشوراء
قرأت مقالة في موقع النور ، تتحدث عن نساء يذكرن الحسين فيما يشبه السواريه ، وفساتين سهرة سوداء ، والمني هذا الامر كثيرا ... ان الاساءة التي نوجهها لهذه الشعائر ، تحط من قيمة الذكرى ، وهي كما نعلم ملك الجميع رجالا ونساءا .. لكن كفانا تعدي .. وتلك حدود الله فلا تعتدوها .. الجامعة مثلا هي مكان للعلم ، لكن تستطيع التعرف من خلاله على زوج والنساء في العراق ليس لديهن حل اخرى سوى التعارف في كافة المناسبات الاجتماعية ، لكن للنساء في عاشوراء دور متميز ، ينبغي ان لا نعرضه للمسخ ، كان بأمكانهن البقاء في البيوت ، لكنهن خرجن لطلب الاصلاح .... وكن في غاية الزهد في هذه الدنيا الدنية ... ملابس عاشوراء تتسم عادة بالحداد والبساطة .. يفترض ان نتعلم من نساء هذه الذكرى ، الوفاء ، الشجاعة ، من قال ان نساءه نثرن الشعور؟ نعم بكاء وحزن ، لكنهن مخدرات محجبات ، انا اعرف نساء كثيرات لا ينزعن الحجاب في مآتم العزاء ...فهي ذكرى سامية لاينبغي التعامل معها بشكل بربري ... ومن العيب ان تقود النساء هكذا تقاليد بائسة ... يفترض ان تكون المرأة عن فاعل في مجال التغيير ، وليس عنصر بائس!

7- التغيير ...
طلبا للاصلاح ، طلبا لتغيير النظم الفاسدة ، لفتح عيون المغفلين ، لنصرة المستضعفين ، لهذا سمي الحسين عليه السلام بأبي الاحرار ... ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وصل الحال بأصحاب كربلا الى التضحية بالمال والنفس وهجر الاسر طلبا لتغيير اجتماعي ما كان له ان يحدث الا بتلك الطريقة الفاجعة ، وقد هاجروا هربا من ان تراق دمائهم في مكة .. لهذا خرج ابي عبد الله عليه السلام طالبا الحج في مكة ، وعندما تبين له انهم سيقتلونه في مكة ترك يوم الحج ونزع احرامه يوم عرفات الى ان وصل العراق في الايام الاولى من محرم وقد كان يبحث عن مأوى فوجده في كربلا ... لكنه عليه السلام وجدهم يتعبونه هاهناك ، فآثر مقاتل الكرام على مصارع اللئام ، لأنهم ولشدة حقدهم ما تركوه ينفي نفسه ، والنفي هو المرحلة الاولى في التغيير لأنه رجل سلم ، لكن اصرارهم ... دعاه الى ان يدافع عن نفسه بالقتال ، وهو المرحلة الاخيرة في صنع التغيير ، والجود بالنفس اقصى غاية الجود ، او كما يقول الشاعر : تركت الخلق طرا في هواكا وايتمت العيال لكي اراكا ... قتل غريبا ، عطشانا ، لكنه رفض الهوان ... ما خرجت اشرا ولا بطرا ... ولكن طلبا للاصلاح في امة جدي ... والتغيير الذي صنعه كان كافيا وقتها ، ولكن الامة تدهور حالها منذ قرون مضت ... لأن كل عصر يحتاج الى حسينه الذي يصنع التغيير ..

فسامته يركب احدى اثنتين
وقد صرت الحرب اسنانها
فأما يرى مذعنا او تموت
نفس ابى العز اذعانها
فقال لها اعتصمي بالاباء
فنفس الابي ومازانها
اذا لم تجد غير لبس الهوان
فبالموت تنزع جثمانها





#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دورة التاريخ العراقية ..
- قصة الشهيد حبيب-
- استشهاد عالم اللغة حيدر المالكي .. 24 حزيران 2006
- تقبل القتل .... تقبل الظلم ...
- حقوق المرأة في ميزان الاعراف والتقاليد والعشائر ..
- ازمة المرأة المسلمة ... اهداء الى بنت الهدى ..
- فيلم .. مملكة النبي سليمان ، وفتنة الناس في زمنه
- حقوق الطفل العراقي؟
- نساء البحرين وحقوق الانسان ...
- المرأة في الاعلام! هيكل ام ضمير؟
- محدودية صنع القرار لدى النساء ..
- استحي شوية ... خاص بالمسؤولين الجدد
- ايام الحصار والمحنة في حياة الطبقة المتوسطة ... والشعب العرا ...
- ورقة تزكية من جهة دينية .. لكي تعمل في منظمة انسانية !
- لماذا نلوم الضحية؟ نحن في العراق نلوم الضحايا اولاً
- اهداء الى شهداء التفجيرات في بغداد وكربلا والناصرية ...
- عاشورا... استذكار متمدن
- كيف تصبحين عانساً!!!
- وثائقي ! عن العنف ضد المرأة ... وصناعة الجنس في اميركا!
- اوباما وايران


المزيد.....




- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - امنة محمد باقر - الاغتراب في الوطن ... ذكرى ابي الاحرار ...