أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد العتابي - سياسة -التكليخ-














المزيد.....

سياسة -التكليخ-


عماد العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 22:40
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


مهما كان ما يدعيه الناقدون في حق التعليم بالمغرب، فإن التعليم استطاع أن يحقق كل المهام التي أنيطت به بنجاح كبير لأجل فرض العقبات في طريق أي مناهض للحكم السائد وهذا كله لغاية حماية النظام القائم بالبلد.

فالتعليم لم يزودنا بمعلومات فقط، بل استطاع حتى أن يركب كيفية تفكيرنا إلى حد كبير. فمن أحد مهامه أن يقف في وجه تطوير الحاسة النقدية التي تكون في أغلب الأحيان ملازمة للتعليم والتطور الطبيعي للإنسان عبر طريقة الحفظ والتربية على الثوابت والمقدسات، وحتى إن استطاع البعض أن ينفلت من انجازات التعليم العظيمة في هذا الصدد فإنهم حتما سيحاصرون عند العتبة التالية. فهو قد أعطى مرافق مهمة لقراءتنا للتاريخ يحدد بها كيفية تفكيرنا والاتجاه الذي يمكن أن ينبثق منه، فصنع من أكذوبات مسلمات بديهية..

نحن نعرف جميعا ما حققه بأكذوبة: “البرابرة سكان المغرب الأصليون الذين أتوا من اليمن عبر الحبشة ومصر ….” التي حولها إلى بديهية اقتنع الكثيرون بمسلمتها. أما الذين انفلتوا خلسة لأنهم استطاعوا أن يحرروا حاستهم النقدية للحظة ما سقطوا لدهور كرهائن لهذه الأكذوبة. فبدل النبش في التاريخ، وصياغة أجوبة راهنية تقف في وجه السياسة الممنهجة ضد الإنسان ومحيطه وتنهض بالواقع المزري الذي يعيشه الإنسان، سقط أشخاص وحركات كثيرة لدهور من الزمان كرهينة محاصرة في البحث عن الإجابة على سؤال عُرف مسبقا من طرف المخططين ومصممي سياسة التعليم أنه سيطرح يوما ما.. برابرة أم أمازيغ؟ أتينا إلى هنا من اليمن وعن طريق هذا وكذا أم أتيناها من مكان آخر؟ آه، من أوروبا، الجواب على هاته الأسئلة استغرق دهورا…

أما أكذوبة “الزوايا” وترديد “اللطيف” من طرف مريديها والمعتكفين داخلها باللباس التقليدي مع “الطربوش الوطني والبلغة” ودورهم الكبير في تحرير المغرب واستقلاله، فقد جعل منها المخزن رواية رائجة يروج لها في الكتب المدرسية لترسيخ دور “الزوايا” وتهميش وتبخيس دور الحركات التحريرية التي قادت حربا ضروسا ضد المحتل الاسباني- الفرنسي.

وحتى “الدجاجة” حاصروها في الخم وقد وضعت بيضها قسرا في إحدى زاويتاه وعلمونا أنها لا تبيض إلا في الخم، لكن اكتشفنا أن الدجاجة تبيض في المكان الذي ترتاح فيه…

ولم تنتهي هذه التدخلات “المنهجية” في تركيب مفاهيم وأناشيد في مخيلاتنا لإشباعنا بوطنية زائفة، وقد حفظنا في مدارسنا الابتدائية أو تم تحفيظنا نشيدا لايزال راسخا في ذاكرتنا المحاصرة، وكنا نردده بافتخار بريء : “أرسم بابا أرسم ماما بالألوان، أرسم علمي فوق القمم، أنا فنان”، وعندما كبرنا قليلا وأخذنا نتساءل، هل نحن حقا فنانون؟؟ وأي “علم” سنرسم لنصير فنانين، ورحنا نبحث عن العلم…

ومضى دهر من الزمان ونحن نبحث عن “العلم” و”الفنان” وقمنا بصياغة أسئلة لمن يهمهم الأمر من باحثين ومؤرخين ولم نجد أجوبة شافية، حتى أدركنا الجواب على هذه الأسئلة الذي استغرق دهورا وجعلنا ساكنين وعلى وضعيتا صامتين، والجواب كان هو الانعتاق من السياسة التعليمية التي تسعى إلى توجيه تفكيرنا وتثبيته في البحث عن أجوبة لأسئلة رسخت في ذاكرتنا منذ الطفولة.

نحن نعرف جميعا أنه عندما يحصل الانفلات من منظومة التعليم وننجوا من قفصها المحكم إغلاقا دون أن نفهم الخفي ونفضح الميكانيزمات التركيعية التي تحويها فإننا حتما سنسقط رهائن المنظومة الأسمى من التعليم، أي السياسة.

ما حاولت أن أوضحه أعلاه ينطبق كثيرا على قراءتنا لتاريخ المقاومة بالريف مثلا وعلى حياة محمد عبد الكريم الخطابي، هذه القراءة التي لا تزال رهينة ومحاصرة في الإطار والمرافق التي صورت لنا من خلال الكتب الرسمية ولنا في المقال القادم حول هذه الأخيرة لقاء…



#عماد_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد العتابي - سياسة -التكليخ-