أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي عبد داود الزكي - ازمة الامة العراقية؛؛والمناهج التربوية ؛؛ (1)















المزيد.....

ازمة الامة العراقية؛؛والمناهج التربوية ؛؛ (1)


علي عبد داود الزكي

الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 20:48
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ازمة الامة العراقية؛؛والمناهج التربوية ؛؛ (1)

؛؛ازمة الامة العراقية؛؛ وفقدان الهوية الوطنية للانسان العراقي تكاد تكون سمة من اهم سمات التناقض بين جهات العراق الاربعة. ان الامة العراقية تكاد تكون كلمة هزيلة لا تقوى على الصمود امام اوثان فكر الاغتراب بظل خيمة الجهل والتجهيل لعقود طويلة بعد تاسيس دولة العراق في عصره الحديث منذ عشرينات القرن الماضي. ان القومية ومفهوم الامة اخذ بعدا اخر بعد الثورة الصناعية في اوربا حيث تحرر الانسان الاوربي من دكتاتورية التسلط الديني ومن تسلط امراء المقاطعات الزراعية في اوربا وبهذا ولد مفهوم جديد هو مفهوم الامة وظهر مفهوم المواطن بمعنى جديد واساس جديد للدولة الحديثة وظهر هناك توحد وانسجام بين الحاكم والمحكوم وبذلك نشأت اوربا الجديدة التي غزت العالم بحضارتها وثقافتها. لم يكن هناك معنى حقيقي للامة قبل الثورة الصناعية في اوربا ولم يكن هناك معنى لمفهوم الاحتلال. وانما كانت هناك مفاهيم اخرى هي الاستيلاء والفتوح. اما مفهوم الامة فلم يكن لها معنى كما هو متعارف عليه اليوم. اما السلطة والحكم فهما للقوي فمن يمتلك القوة وعسكره يمتلكون عصبية توحد وقادر على فتح البلدان فان اي بلد يفتحه سيكون شعب ذلك البلد هم جزء من شعب الفاتح وامته وسيكون ابناء ذلك البلد تابعين لهذه القوة وبمرور الايام تنصهر المكونات الدولة الجديدة في تكوين امة وغالبا ما تتاثر لغة الفاتح بلغة البلدان المفتوحة او تتاثر باللهجات المحلية للاقاليم المفتوحة وغالبا ما تتغير لغة البلدان المفتوحة بسبب تاثرها الشديد بلغة الفاتح لغة طبقة السلطة الجديدة وهذا يمهد لتكوين لغة جديدة هجينة تصبح مع الايام لغة الامة الجديدة. وخير مثال على ذلك هي تركيا الحالية التي نشأت اساسا من استيلاء السلاجقة على بلاد الروم وخلال عدة قرون تحولت لغة الاناضول الى لغة تركمانية وانصهار المكونات العرقية المختلفة في الدولة الجديدة في تكوين القومية التركية.
لم نرى ولم نسمع بوجود مقاومة لاي محتل في العصور ما قبل الثورة الصناعية في اوربا الا بحدود ضيقة تكاد تكون محصورة في المعتقد الديني وقدسياته ، او قد تنشا وتظهر قوى عشائرية او عصابات او حركات تتنمو قوتها العسكرية وتتدرج بطموحها لكي تصل الى السلطة او تحقيق مكاسب افضل للعيش وتعمل كمعارضة وليس مقاومة وغالبا ما تظهر مثل هذه القوى بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلدان او قد يكون سبب نشوء هذه العصابات والقوى الطامحة للسلطة ناجم عن حصول ضعف ووهن في السلطة الحاكمة. لذا هنا نؤكد بان مفهوم الامة كما متعارف عليه حاليا يعتبر مفهوم حديثا وليس قديم او انه اخذ بعدا جديد لم يكن سائدا سابقا. ان مفهوم الامة في بداية نشاته في اوربا رافقه مفاهيم اخرى عن الوطنية والقومية وتفسيرات ورؤى فلسفية كثيرة وكانت هناك تناقضات كبيرة في هذه المفاهيم في بلدان اوربا المختلفة. هذه التناقضات في مفاهيم الامة والقومية والوطنية في اوربا ادت الى صراعات عالمية كبيرة خلال القرنين الماضيين. لكن هذا بدوره اسس الى تكوين دول بمفهوم حديث ونشوء عصبية وطنية لابناء هذه الدول وانغلقت هذه الدول على ما في داخلها لتكوين تماسك وطني يمهد لنشوء حضارة فيها وثبتت واستقرت اللغة في هذه البلدان وتوقف التفاعل والتطور اللغوي من جراء ذلك وهذا ما حصل في اغلب بلدان العالم المعاصر. ففي فرنسا مثلا يوجد 6 اعراق مختلفة لكنهم اليوم مندمجون في مفهوم القومية او الوطنية الفرنسية فلا يوجد معنى لقومية اخرى في فرنسا ، وعلى العكس من ذلك فان بلدان الشرق الاوسط اصبح كل عرق من مكوناتها يبحث عن كيان مستقل عن باقي مكونات بلده مما سبب صراعات وتشرذمات وتطرف وعنصرية ساعدت على بقاء الشرق الاوسط لعبة تحرك بسهوله وتدفع الى المشاكل والحروب والازمات والصراعات الدموية واصبحت مكونات هذه البلدان الشرق متوسطية لا تشعر بتكامل وجودها في هوية وطنية موحدة. لذا نرى الصراع العربي الكردي والفارسي العربي والتركي الكردي وغيرها من الصراعات الاخرى. اضافة الى الصراعات الطائفية التي لها جذور تاريخية دموية قديمة وحديثة.
ان اهم اسباب بروز الطائفية وظهورها وتعاظم دورها في الشرق الاوسط هو الصراع للسيطرة على الشرق الاوسط بين العشائر التركمانية التي سيطرة على الشرق الاوسط لعدة قرون وهي الدولة السلجوقية وبقاياها في ايران وتركيا. ان العشائر التركمانية منها من حكم الاناضول والبعض الاخر منهم (الصفوين والقاجارين) حكموا ايران واذربيجان ونشا صراع سلطوي بينهما مما جعل الدولة العثمانية تطلق على الدولة الصفوية اسم الفرس العجم محاولة في جعلهم عدو غريب ويجب مواجهته. ان هذا سبب حصول تنافر شديد بين الصفويين والعثمانيين وما تبع ذلك من صراعات دموية على السلطة وكان غالبا ما يذهب ضحايا ذلك الناس الابرياء من كلا الطائفتين في بلدان المنطقة وخصوصا العراق. وللاسف ورثت بلدان الشرق الاوسط بعد انهيار الدولة العثمانية هذه التركة العصبية من المشاكل الطائفية. بعد خسارة الدولة العثمانية العرب العالمية الاولى ظهر المتلونين من اتباعها في العراق والذين لم يحاربوا المحتل الانكليزي وانما تعاونوا معه في الخفاء ليكونوا حلفاء له ولكي يحصلوا على مكاسب ما بعد انهيار الدولة العثمانية. ورفعوا شعار القومية العربية المفهوم المستورد الغريب الذي جاء بقيم ومفاهيم عنصرية تحاول ان تضع للعراق ثقافة جديدة وعصبية انتماء جديدة لم تكن موجودة قبل وصول المحتل الا بشكل ضيق جدا بسبب التاثر الضعيف بالثقافة الاوربية. ان الكثير من الذين وصلوا الى السلطة في عراق الملكية كانوا من اصول تركية او جورجية. لكنهم بعد استلامهم السلطة ادعوا العروبة وكانوا من منظري الفكر القومي العربي، والغريب ان منظري الفكر القومي هؤلاء لم يستندوا الى اي من الامثلة والكتب والمؤلفات والحكم والاشعار العربية القديمة ولم يستعينوا حتى بالامثلة القرانية في طروحاتهم القومية وانما استوردوا الافكار والرؤى الاوربية التي نشات في مجتمعات اوربا والتي تختلف عن مجتمعاتنا اختلافات جذرية ، وذلك ناجم عن جهل هؤلاء المتلونين بالثقافات المحلية للبلدان الشرق متوسطية وتاريخ تطورها. ان الفكر القومي في اوربا كان منقذا وموحدا للاوربين بينما في الشرق الاوسط كان الفكر القومي المستورد سببا في التغرب والفرقة والعنصرية والدموية. كما ان غالبية من التزم بهذا المفهوم المستورد كان يبحث عن سلطة ولا يبحث عن وطن. لم تكن الافكار القومية في بلدان الشرق متوسطية مستوحاة من فكر مجتمعاتها ومفكريها حيث اهملت الافكار الوطنية الاصيلة واستبدلت بقوالب التغرب الاوربية المستوردة التي صنعت اصنام دكتاتورية دموية دمرت الشرق الاوسط لما يقرب قرنا من الزمان.
امريكا اليوم تعمل على تشكيل شرق متوسط جديد من حيث الثقافة وقدسية التماسك الوطني ظهرت بوادر ذلك بشكل غامض في اول الامر عندما تم اساقط طاغية العراق وما تبع ذلك من مسلسل ما يسمى بالربيع العربي حيث ان امريكا مهدت لذلك بمكر شديد خلال عقدا من الزمن باحتلالها العراق وتشكيل مجاميع اجرامية مسلحة عملت وستعمل على توهين الانظمة الديمقراطية الناشئة الجديدة في بلدان الشرق الاوسط وبذلك سوف تنشا ديمقراطيات معوقة وهشة لا تقوى على مواجهة المشاكل الداخلية الا باسترضاء امريكا، ومن يخرج على ارادة امريكا من القادة الجدد فانه سيتعرض للاجتثاث والتصفية على ايدي الارهاب تحت خيمة الفوضى الخلاقة (الفوضى المسيطر عليها امريكيا). ستفرض امريكا ما تريد بالاستعانة بالفكر المعوق وتدعمه ليشوه الفكر المحلي ويستبدله بعولمة تدفع بالاجيال الجديدة الى تغربات كبيرة. فكيف نقلل الاذى ونقلل من تاثير ما لا يمكن منعه؟!! هذا ما يجب ان نتنبه له ويجب العمل بحكمة وذكاء وتنبيه المفكرين والتربويين لوضع مناهج تربوية سليمة تعالج المشاكل المحلية برؤية واقعية لتجنب الصراعات التشرذمية وتقرب فيما بين شعوب الشرق متوسطية من اجل مستقبل افضل....
قلنا راي تحليلي قد يكون اجتهاد خاطيء ننتظر ان تثمر اراءكم وتعليقاتكم في توضيح الصورة بشكل افضل...

د.علي عبد داود الزكي



#علي_عبد_داود_الزكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ؛؛النظام ؛؛ وبصمة الاصبع وحقوق الموظفين
- قانون الخدمة الجامعية بتحديد سن التقاعد ما بين ؛؛مؤيد ورافض؛ ...
- قتل المراة على الشرف وعالم ؛؛النت والموبايل؛؛
- ايران والشيطان الاكبر؛؛ وبوابة الفوضى والشرق الاوسط الكبير؛؛
- شمس ؛؛امة العراق؛؛ تفتح باب الصبح الجديد
- قسما بامة العراق: سنركلهم ؛؛بحبر اقلام القرار؛؛
- ؛؛ارفع قلمك؛؛ واكتب عاش الوطن
- لعنة الله امة يموت فيها ؛؛الشريف النزيه ظلما وألما؛؛
- ؛؛العلم العراقي؛؛ علم وحدة ام خلاف وفرقة
- ؛؛التعليم العالي؛؛والتكنولوجيا الصناعية تراجع وبطالة مقنعة(2 ...
- ؛؛التعليم العالي؛؛والتكنولوجيا الصناعية تراجع وبطالة مقنعة(1 ...
- الشرق الاوسط ؛؛والحرب الاقتصادية الخفية ؛؛
- تركيا-قطر محور التغيير في الشرق الاوسط الجديد:؛؛ونهاية اقزام ...
- فوضى خلاقة وعولمة ونهاية الاقزام:؛؛سقوط سوريا تمهيدا لانهيار ...
- ؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛: الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير (5)
- ؛؛عراق ام عراقان ام ثلاثة؛؛ المالكي والقرار الصعب؟!
- ؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛ الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير(4)
- مافيات التسلط الديمقراطي المتدكترة ؛؛ لن تنتهي الا بانتفاضة ...
- ؛؛عراقنا الجديد؛؛: ندرس اكثر لنستهلك اكثر من ثروات البلد!!(2 ...
- ؛؛عراقنا الجديد؛؛: ندرس اكثر لنستهلك اكثر من ثروات البلد!!(1 ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي عبد داود الزكي - ازمة الامة العراقية؛؛والمناهج التربوية ؛؛ (1)