أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - المرجعيات الشيعية والحكم الطائفي في العراق















المزيد.....

المرجعيات الشيعية والحكم الطائفي في العراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن المرجعيات الشيعية على امتداد فترة الحكم الوطني ذات نهج واحد في مواقفها من السياسة والحكم ومن القضايا الأساسية التي تمس الإنسان والمجتمع في العراق. وكان الاختلاف كبيراً في غالب الأحيان بين مرجعية وأخرى وبين فترة وأخرى بغض النظر عن التسميات الجديدة التي أُطلق على بعضها بالعظمى أو الأعلى. كما اختلفت مواقف المرجعيات الدينية الشيعية العراقية من ولاية الفقيه , إذ غالباً ما رُفضت منهم. وكان لهذا الرفض جانبه الإيجابي المهم , إذ كان يفرق بوضوح بين الديني والدنيوي ولصالح الاثنين , وكان يفصل بين الدين والسياسة. إلا إن البعض الآخر تبنى قاعدة "ولاية الفقيه" الآتية من إيران والتي تمارسها الدولة الثيوقراطية الدكتاتورية في إيران حالياً. التي تخضع من حيث الشكل السياسة للدين , ولكن في واقع الحال تخضع الدين لسياسات ومصالح الأحزاب الإسلامية السياسية ولقادة هذه الأحزاب.
وقد نأى العديد من المرجعيات الدينية الشيعية بنفسه عن السياسة إلا في حالة وجود حالة مضرة تمس الشعب كله والبلاد بأسرها عند ذاك كان البعض منهم يعطي رأيه ويترك للشعب التصرف إزاء ذلك الوضع. ويمكن هنا أن نشير إلى مرجعيات مثل محمد سعيد الحبوبي والشيح محمد رضا المظفر أو السيد ابو الحسن الأصفهاني أو الخوئي , ولكن بعض هذه المرجعيات تدخل بشكل سافر مما ألحق الضرر بمكانة ودور وسمعة المرجعيات ذاتها وبالمجتمع وبالحياة السياسية مثل الشيخ محمد مهدي الخالصي أو السيد محسن الحيكم على سبيل المثال لا الحصر. وصيغة تدخل المرجعيات الدينية الشيعية في السياسية بشكل مباشر وغير مباشر هي الحالة السلبية التي تواجه الشعب العراقي في المرحلة الراهنة , اي منذ سقوط النظام الدكتاتوري واحتلال العراق حتى الآن.
المشكلة الأساسية في المرجعيات الدينية الشيعية إنها لم تؤمن حتى الآ، بالتنوير ودوره في رفع وعي الشعب وتغيير الموقف من الدين , ولا تعمل له ولا تسمح لغيرها بالعمل لصالح التنوير بأي حال, وهي بذلك لم تساهم في رفع مستوى وعي الشعب بما يفترض أن تكون عليه أمور الدين وتلك التي تمس الدنيا وعمق البعض منها الجهل المنتشر حالياً في البلاد. وبالتالي فإن هذا البعض منها لا يريد أن يفصل بين الدين والسياسة ويمارس الدور الذي لا يجوز له ممارسته حين يتدخل بشكل فظ في الشأن السياسي العراقي ويمنح تأييده لأحزاب إسلامية سياسية طائفية مزقت وما تزال تمزق وحدة الشعب وتفرض توجهاً صارخاً لا يميز بين الأديان فحسب , بل وبين المذاهب أيضاً , مما دفع ويدفع بالصراع الطائفي صوب المجتمع ولا يحصره بالقوى السياسية الحاكمة ويهدد المجتمع بالكثير من المطبات والمخاطر.
• خطوة صغيرة ولكنها مهمة على الطريق الصحيح
وفي الأسبوع الماضي تحدث ولأول مرة السيد حسين آل ياسين حول ظاهرة إقامة التعازي الحسينية في الجيش والشرطة وفي الدوائر الحكومية والمؤسسات الرسمية شاجباً إياها ورافضاً ممارستها على اعتبار إن الدوائر الحكومية هي جهات رسمية تعود للشعب العراقي كله وليس للشيعة , أي تعود إلى أتباع الديانات والمذاهب الدينية كافة وليس للشيعة وحدهم , وبالتالي لا بد من منعها. إنه الموقف العقلاني الصحيح جداً والخطوة الجريئة التي لم يتخذها أحد من قبل لأنها لم تمارس قبل ذاك ايضاً , بغض النظر عما إذا كان الشيح حسين أل ياسين يتحدث باعتباره وكيلاً مخولاً عن السيد السيستاني أم أنه كان يتحدث باسمه الشخصي.
وكان المفروض أن تصدر هذه الخطوة الصغيرة والمهمة عن المراجع الدينية ذاتها وليس عن وكيل عن السيد السيستاني , عن السيد حسين آل ياسين وحده.
إن على الشعب العراقي أن يدرك بأن الكثير من المتزلفين والمتملقين للمرجعيات الدينية وللأحزاب اللإسلامية السياسية ولرئيس الحكومة الحالية والانتهازيين يحاولون بهذا الأسلوب ان يظهروا وكأنهم أتقياء محبين لأل البيت وللشهيد الحسين بشكل خاص في حين أنهم بممارستهم هذه يمزقون وحدة الدولة العراقية ويدخلون الطقوس الطائفية في مؤسسات الدولة العراقية المدنية منها والعسكرية.
لقد كان المفروض أن يتخذ رئيس الوزراء , باعتباره رئيس السلطة التنفيذية , والقائد العام للقوات المسلحة , باعتباره المسؤول الأول عن القوات المسلحة , قراراً بمنع التعازي في جميع دوائر الدولة المدنية والعسكرية بما فيه المدارس والكليات والجامعات ... تماماً كما طالب السيد حسين آل ياسين في خطبته الأخيرة. فهل فعل ؟ كلا , وهل سيفعل؟ كلا , لأن هذا هو رأسماله الذي يريد أن يبقى من خلاله على رأس السلطة التنفيذية. إنه الإساءة بعينها لوحدة الشعب. إنه السبيل الرخيص الذي يراد به المتاجرة بدم الشهيد الحسين وصحبه من الشهداء الكرام وأهل بيته!
• ضعف المرجعيات أمام الطقوس والبدع الطائءفية
إن ضعف أغلب المرجعيات الشيعية في العراق يبرز في موقفها غير الشجاع وغير الديني الذي لا يساير هذه الطقوس غير الطبيعية والتقاليد الشاذة التي أُدخلت على الدين قسراً وأصبحت ظاهرة واسعة كالتطبير (الضرب بالسيوف والقامات على الرأس المحلوق) والزنجيل (الضرب بالسلاسل والسكاكين الصغيرة على الظهر) , واللطم (الضرب على الصدور المكشوفة) والتمرغل بالطين , على سبيل المثال لا الحصر , فحسب , بل كان وما زال يشجع عليها بأدوات وأساليب شتى رغم تحريمها من جانب نخبة جريئة من شيوخ ومرجعيات دينية سابقة من جهة , كما يتم تشجيعها من جانب الأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية التي تتباهى وتشجع وتدفع بمعتنقي المذهب الشيعي إلى ممارسة هذه الطقوس من أجل تعميق الجهل وعدم التنوير والاصطفاف والاستقطاب الطائفيين في البلاد من جهة ثانية.
إن أيام عاشوراء ينبغي أن تكون فرصة كبيرة لتكريم الشهادة بأساليب حضارية مقبولة دينيناً وإنسانياً وحضارياً , وأن تستثمر لوحدة المسلمين وشد لحمتهم , أي أن تتمسك بالأهداف النبيلة التي ناضل من أجلها الشهيد الحسين وصحبه الشهداء وأهل بيته , لا أن تساهم في تفريق وحدة المسلمين عبر الأهازيج والخطب في المساجد وفي التعازي وبالأساليب الرخيصة والمرفوضة من جانب مبادئ حقوق الإنسان. إنها المشكلة الفعلية التي تواجه الإنسان في العراق والتي تشجع عليها الأحزاب الإسلامية السياسية دون استثناء , وبشكل خاص المتشددة منها , ومنها حزب الدعوة الإسلامية , حزب رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي.
• المرجعيات الدينية الشيعية مسؤولة عن وجود حكم طائفي سياسي في العراق
إن أغلب المرجعيات الشيعية , بما فيها مرجعية السيد علي السيستاني , مسؤولة مسؤولية كاملة عما يجري اليوم في البلاد لأنها كانت وراء تأييد الأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية ودعوة أتباع المذهب الشيعي إلى التصويت لتلك القوائم واحتلال مقاعد في مجلس النواب , وهي المسؤولة ايضاً عن تعميق الصراع الطائفي , إذ إن رد الفعل كان كبيراً لدى أتباع المذهب السني في البلاد ولأن الأحزاب الشيعية حاولت أن تهم كل أتباع المذهب السني بالطائفية وليس الحكم الدكتاتوري البعثي الذي مارس الشوفينية والطائفية المقيتتين في آن.
ورغم إن هذه الرجعيات ترى بوضوح كيف تلعب هذه الأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية هازئة بمصير البلاد وكيف يمارس الحكام الفساد في البلاد وكيف يستمر الإرهاب وتركل مصالح الشعب وراء ظهرها حيث تبقى بعيدة عن التحقق بما في ذلك ابسط الخدمات كالمهرباء بعد مرور عشر سنوات على وجودها في الحكم ولا تنطق بما يدين تلك الأحزاب , بل تترك بعض وكلاء المرجعيات للحديث السطحي حول البعض من هذه القضايا , دون أن تترك أثراً على الشعب أو الحكم , في ما عدا الحديث الجدي والتشخيص الجريْ والسليم للسيد حسين آل ياسين برفض التعازي في الدوائر الرسمية وفي القوات المسلحة. ويبدو لي وكأن المرجعيات الدينية الشيعية قد تخلت عن واجباتها لصالح الانغمار في السياسة من وراء الظهر وخلف الكواليس وتوزيع الأدوار بما يساعد على إبقاء الحكم طائفياً , وهو الموقف الذي يدفع بالبلاد إلى المزيد من الصراع.
إن القوى الواعية في المجتمع ومن مختلف الفئات الاجتماعية تطالب المرجعيات الدينية الشيعية إلى اتخاذ موقف شجاع وسليم ضد السياسات الطائفية وضد تنشيط الطقوس السلبية وضد التأليب الطائفي ضد أتباع المذهب السني كما يجري في التعازي الحسينية ومن جانب المتشددين من شيوخ الدين وواضعي الأهازيج والهوسات , وكذلك من الأحزاب الإسلامية السياسية , والحاكمة منها بشكل خاص.
كما إن من واجبها أن ترفض بقوة وباستمرار الأساليب العدوانية التي تمارس من القوى الإسلامية المتشددة وافرهابية , سنية كانت أم شيعية , قتل ابناء وبنات أتباع الديانات الأخرى أو الاعتداء على حرمات بيوتهم ودور العبادة ومحلات عملهم وتهجيرهم بالقوة تحت طائلة التهديد بالقتل بهدف أفراغ البلاد منهم.
24/11/2012 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن الثقة برئيس الوزراء العراقي ؟
- الشرق الأوسط في غليان .. والعراق إلى أين ؟
- ملاحظات على الاستفسارات النقدية للسيد بطرس نباتي - حول المؤت ...
- رسالة مفتوحة ونداء إلى الأخوات والأخوة محاميات ومحامي العراق ...
- الفقراء وحكومة المالكي والبطاقة التموينية
- تحية إلى منظمة جاك
- تحية إلى مؤتمر لجنة التنسيق لقوى التيار الديمقراطي في هولندا
- الإعلام الكردي والعرب
- هل يبقى العراق حائراً بين مدينتي - نعم - و - لا - ؟
- قراءة في كتاب: دراسة معمقة في حياة وأعمال ونقاد هاينريش هاين ...
- لنعمل جميعاً من أجل إنجاح المؤتمر الأول لهيئة الدفاع عن أتبا ...
- هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق تهن ...
- هل من لغز محير وراء الإقالة القسرية ومذكرة اعتقال الدكتور سن ...
- هل من سبيل لامتلاك ثقافة شعبية جديدة لمواجهة مشكلات العالمين ...
- المجس الأكثر عتمة في سياسة نوري المالكي!!!
- هل الحكم في العراق يمتلك مؤهلات مواجهة قوى الإرهاب؟
- رسالة مفتوحة الى موقع صوت العراق والى الاعلام العراقي : لصال ...
- تفاقم محن النساء في العراق : الأرامل نموذجاً !
- رسالة مفتوحة إلى السيدة أشواق الجاف والسيد محسن السعدون : إن ...
- ما العمل يا دولة رئيس الوزراء؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - المرجعيات الشيعية والحكم الطائفي في العراق