أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم السيد - شعارات المواكب الحسينية تعيد لثورة الحسين هويتها














المزيد.....

شعارات المواكب الحسينية تعيد لثورة الحسين هويتها


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 11:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



الظاهرة الملفتة لنظر المراقبين هذا العام والتي بدأت ملامحها تبرز من خلال الشعارات التي تتدوالها المواكب الحسينية التي تحيي ذكرى استشهاد الحسين بن علي في عموم الساحة العراقية وليس حصرا في مدينية كربلاء وحدها بإعتبارهذه المدينة مكان هذا الواقعة وذلك حينما تجاهلت المواكب الحسينية كل التحذيرات والتحريمات التي كانت السلطات تلزم بها ادارات هذه المواكب وألجمتها بعدم رفع اي شعارات مطلبية او سياسية حيث وجدنا لأول مرة شعارات تندد بالفساد والمفسدين وتردي الخدمات والفشل في ادارة الدولة والتخبط في مشاريع التنمية حيث كان وقع رفع مثل هذه الشعارات أن اعاد لأحياء ذكرى عاشوراء بهاءها وألقها وأعادها الى شواطئها الطبيعية التي لاتبتعد كثيرا عن هموم المحيط الأجتماعي بإعتبار هذه المناسبة هي احياء لذكرى واحدة من اعظم الثورات المطالبة بتحقيق العدل الأجتماعي بعد ان عملت الأنظمة السياسية القمعية على تعاقبها على مر الدهور على أخذ هذه الممارسة بعيدا عن شواطئها الطبيعية وتغريبها عن اهدافها الثورية والتي لاتبتعد كثيرا عن هموم المحيط الأجتماعي الذي ينوء بالظلم الأجتماعي بكل صوره والذي هو ذات الظلم الذي تسبب في حصول ثورة الحسين رغم البعد التاريخي الذي يفصلنا عن هذه الواقعة الأليمة سواء أكان ذلك التغريب من خلال القمع الصدامي الذي حجم هذا الأحياء الى الدرجة التي ظن فيها صدام انه قد اقترب كثيرا من انهائها تماما لتصبح من اخبار التاريخ حيث كان هذا القمع هو اعتى وأقسى قمع تعرضت له قضية احياء ذكرى ثورة الحسين والذي ما ان سقط نظامه حتى عادت الظاهرة العاشورائية بشكل اقوى بكثير حتى من تلك الفترة التي سبقت قمع البعث الصدامي لها وكأنها كانت في فترة القمع تلك تمد بجذورها تحت سطح الوجدان الشعبي لتعاود انباتها ونموها بشكل اقوى وأوسع بعد ان استبشرت الجماهير بالتغيير خيرا بعد زوال النظام المقبور لكن استبشارها هذا لم يدم طويلا حيث سرعان مافوجئت بقرارات من قبل السلطات الجديدة بإجراءات لاتبتعد كثيرا في اهدافها من تلك التي كان النظام السابق يستهتدفها مع الظاهرة العاشورائية رغم الهوية الدينية الشيعية للسلطات الجديده وبدلا عن القمع المباشر بالنار والحديد جاءت هذه الأجراءات القمعية الجديده هذه المرة بقفازات ناعمة حيث تم تحجيم هذه الممارسة الشعبية العفوية من قبل السلطات الجديدة بقرارات تكاد تقترب بشكل وبأخر من الذي تفعله السلطات الوهابية بموسم الحج عندما سلبته حيويته وحولته الى ممارسة طقوسية لاحياة فيها وذلك حين عمدت السلطة لدينا بدهاء وخبث لكي تحجم تأثير احياء الذكرى العاشورائيه وحصرها في اجوائها التاريخية والدينية الى الحد الذي يبقى هذه الظاهرة في حدود الأستذكار لواقعة الطف ولايتعداها الى ابعد من ذلك متذرعة بعدم منح الفرصة امام اعداء التحول الديمقراطي لأستغلال هذه المناسبة حينما منعت رفع اي شعارات مطلبية او سياسية .
ولعل الذي سرع في مثل بروز هذه الظاهرة هو الطلاق الذي حصل بين المرجعية الدينية وقوى الأسلام السياسي التي تتصدر المشهد السلطوي حيث كان للدور النقدي لمنبر الجمعة في مدينة كربلاء والذي يعتبر ناطقا بإسم هذه المرجعية دوره في سلب المباركة التي يدعي رجال الدولة ان المرجعية قد حصنتهم بها مما ضيق فرصتهم كثيرا في اللعب بالورقة الطائفية التي طالما اجادوا اللعب بها قبل هذا الطلاق حينما مكنتهم هذه الورقة في البقاء في السلطة لدورتين انتخابيتين متتاليتين دون اي تهديد من اي قوى انتخابية منافسة .
يشكل الأحياء الشعبي للقضية الحسينية اكبر حضور جماهيري في الشارع ليس على مستوى العراق وحده بل وعلى مستوى العالم قاطبة فلا توجد اي مناسبة في العالم تملك مثل هذا الحضور الشعبي سواء كانت هذه الظاهرة دينية كموسم الحج او شعبيه كأحتفالات الريو البرازيلية وبالتالي ترك مثل هذه الحشود لنهازي الفرص وطالبي المكاسب الذين هم في تقاطع تام مع قضية الحسين ومع قضايا هذه الجماهير التي تحيي ذكرى استشهاده رغم انتمائهم المذهبي يرتب مسؤولية ادبية وأخلاقية وتاريخية على القوى التي ترى في قضية العدل الأجتماعية احدى اهم متبنياتها العقائدية حيث كانت هذه المسألة هي قضية الحسين التي ضحى من اجلها وبالتالي هم يشتركون مع الحسين ومع الجماهير التي تحيي ذكرى ثورته اكثر من اولئك الذي تسلقوا على جدار هذه القضية وأعادوا ذبح الحسين وقضيته من جديد من خلال ذبح طموح وآمال هذه الجماهير بدم بارد رغم انه لم تمر بالعراق فرصة للأنطلاق في دروب التقدم والتحضر كما هي متوفرة الآن .



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاء البطاقة التموينية ... الخطوة الناقصة
- غياب قوى اليسار واثره على حراك الشارع العربي
- سقوط برلين علامة فارقة في تاريخ البشرية المعاصر
- التاسع من نيسان يوم يستحق الأحتفال به لا الخجل منه
- عندما يكون لفضائية الجزيرة اكثر من شرف
- الربيع العربي الذي اوشك ان ينقلب خريفا
- السوريون يحتاجون اعادة انتاج قضية حسنه ملص ولكن بملامح سوريه
- فوبيا التظاهر
- عندما تذبح الديمقراطية العراقية على اعتاب القمة العربيه
- نشرة الأخبار اعظم انجازات قطاع الكهرباء في العراق
- امراء ولكن ..!! بالأنتخاب وليس بالوراثة
- ايتها البهية ... عيدك هو العيد
- فلم انفصال علامة فارقة في تاريخ السينما والثقافة الأيرانية
- عندما تتحول ميزانية الدولة الى أعطيات من بيت المال
- كوتا التمثيل النيابي للمرأة التي تحولت عبئا على العملية السي ...
- وماذا بعد هذه الأنتفاضات
- تظاهرات الخامس والعشرين من شباط في الميزان
- كيف حال البعثييون دون قيام المظاهرات المنتظرة
- أوجه الشبه بين انتفاضة 1991 العراقيه والأنتفاضة الليبية الحا ...
- هل تقف الولايات المتحدة وراء هذه الأنتفاضات الشعبية


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم السيد - شعارات المواكب الحسينية تعيد لثورة الحسين هويتها