أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مكارم المختار - براثن ضد البراءة















المزيد.....

براثن ضد البراءة


مكارم المختار

الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 22:54
المحور: حقوق الانسان
    



لا أدري ان كان لتزايد معدلات الانجاب سببا للحرمان من البراءة، أو ان زيادة عدد أفراد العائلة مبررا لخسران، خاصة في الاوساط المتعففة، ان لم الفقيرة،! ثم ان كانت الاوساط هذه فقيرة ل م؟ لماذا تكثر من الانجاب ولما تزيد من عدد افراد عائلاتها؟ ليس الموضوع عدم اقتناع ببرنامج تنظيم الاسرة، وما هو موضوع التزام بقانون تحديد النسل، الامر كله هو ان، توفر رعاية، ان الاسرة توفر رعاية لافرادها مهما هو عددها، ان تخلق فرص حياة ومعيشة، ان تسدد فواتير الانجاب بأيلاء الاهتمام بكل فرد فيها، ان تتبنى تأمين التنشئة، وان تحضر عمالة ابناءها، وأن تكون هي، الكفيلة الوكيلة المعيلة لهم، لكن الامر يبدو خرقا لما يجب، وتحولا عما يلزم، فبدل ان يبدأ الابناء اللهو واللعب كما أقرانهم في مقتبل العمر، تجد ان أحصائية بارقام خيالية لاعداد من الابناء بعمر الطفولة، ينطلقون في طريق المشاق وينئون عن سبيل الرغد، أو حتى الممكن من العيش البسيط الناعم، ولا ندري من أختار لهم السراط هذا، ونجهل من خيرهم ليسيرهم على الدرب هذا؟! ليس الموضوع خرق قوانين، ولا تجاوز مواثيق وابخاسها، بل هو عدم تجريم لبراثن ضد البراءة، نعم، حينما يتمنى طفل ان يتناول قطعة حلوى بطعم الكاكاو أو " الشكولا "، او ان تهفو نفسه على قضم حبة فاكهة سمع بها ولم تدخل بيته، او انه لم يرها اصلا، فتلك جريمة، المجرم فيها الاهل أوما يسمى عائلة، وعن هذه قصص، وفي تلك حكايا .
بعض الاباء يسير ابناءه وفق ما هو يعمل، ولا يعلمه صنعة غير ما يجيد هو، او ان الاب قد يجند ابنه في عمل، قرين بما يعمل هو، مثلا، ان يكون الاب سائق اجرة، يلحق ابنه بالعمل لدى ميكانيكي مركبات " سمكري سيارات "، ليتعلم حرفة وصنعة منها، ومن ثم يكون خير معين لابيه حال حدوث عطل أو خلل في مركبته، فبدل أن يلجأ الى ورشة سمكرة تصليحها والانفاق عليها، سيكون ابنه هو الكفيل بالعمل،ثم ذاك لا يكلفه دفع اتعاب ومصاريف، نعم، عصفورين بحجر، او ثلاثة عصافير،! الثالث في المساهمة في تحمل نفقات العائلة ومصاريفها، وسيكون عصفور رابع فيما لو كفكف الانفاق،! وكان بالامكان ادخار بعض القروش من اجور العمل، تكون رصيدا للابن وخزينة، عند بلوغه سن الزواج مثلا! وقطعا الامر يعتمد على كم يتعاطى ويحصل من اجر، وكم ساعة ويوم يعمل؟ واكيد يتوقف بعض الامر على كرم رب العمل وسخاء صاحبه . وبين النفقات والاجور والعصافير والاحجار التي ترمى، والتي قد يهون منها بعض، لكن ما قد لايهون، ما قد يتعرض له الابن الطفل من أيذاء، فرب العمل " الاسطة " لا ينفك يسيء معنويا بالسباب والشتام بمبرر ودونه الى عامله هذا " الطفل ـ الابن " ويقذفه بنابيات الكلمات وجارحات العبارات، نعم، فهو رب عمله وقد رب نعمته! قد لا ولم يفقه الطفل هذا معنى السباب اول عهد عمله، لانه لم يبلغ الحلم بعد من الفهم والادراك الواعي، فما زال هو طفل أبن سنوات، لكن حينما بلغ من العمر صبيا، استوعب ما لم يفقهه من قبل من أساءات، بالنسبة له قد كانت مجرد كلمات طارئة وعبارات مرتجلة، لكن كما يقال " كثر الدق يفك اللحيم "، وهنا، تأتي الحسرة والشعور بالعبرة والغصة، على تعليم ضاع وحظ تعس، وكراهية قد للاهل وحقد على الحياة، وغيرة من اطفال وابناء مرفهين، في عمره او دونه، وغيرهم وممن تخدمهم الحياة وتجود عليهم الدنيا، وهو قد يحرم من تناول ساندويتش " لفة " وجبة سريعة من الهامبوركر او " الشاورمة " بدل ان يكون صحن " الباقلاء " وجبته الصباحية الغدائية وحتى المساء .
هذه، وصورة اخرى لعمالة الاطفال باعمار متفاوتة، وضروف حياة مختلفة ومعيشة متباينة، منهم من دفعت بهم امهاتهم الى العمل، بعد ان ترملت ورحل عنهم رب الاسرة، وليس هذا بيت القصيد حسب، فتعامل رب العمل وحسب نوع عمله وجنس الادوات التي يتعامل بها ويستخدمها في اختصاصه، تلك هي وسيلة التفاهم " السلبية " المتعارف عليها، ليس ضربا بالنواقيسي، بل ضربا بالنوى ـ قيس، المفك، المطرقة، وغيرها، من ادوات تفاهم رب العمل التي ينب بها، ويستخدمها ضربا أينما يوجع او لا يوجع، لا يهم، حتى وان تركت أثرا أو وسمت رسما غائرا على جبهة او جبين الصبي العامل،! ويبدو ان طبق المثل يطابق الفعل، " حيث يصبح الصبي بليد الاحساس بالاصابة بعد ان تعود جسده على الالم وتدبغ جلده بالضرب،! وليس ذاك حسب، فكثير من العادات تكتسب، ومن التصرفات تقلد، وخليط من السلوك ينهج، فبعد حين بدأ الصبي العامل التدخين، ليصبح يمسك السيجار بعد مدة كالمدمن عليها، ينفث دخاناها ويسحب النفس الى رئتيه عميقا ليخرجه من انفه، ليس عجيب ولا غريب، فربط صحيح حول جرب يؤول الى ذاك، فرب العمل، ورواد المكان، وزبائنه،وأخرين وغيرهم، كلهم كذلك، السيجار سلواهم ولهوهم .
ان تحمل المشاق ليس بسهل، واحتمال الصعاب ليس بهين، ومن الاطفال والصبيان من لا يهمه ان يحمل اثقالا ويقصم ظهر بعير فقط، كيلا يعيش في " جلباب أبيه " أي أن يعمل ويكد دون ان يهتم لثقل الاحمال التي تقصم ظهره، وتجهد عظامه، المهم عنده ألا يكون كما والده، لا غني وفقير، وغير متعلم وجاهل، بل أن يكون كذاك الذي تعلم نصف علم، وعمل كامل عمل، واكمل عمله ان الهاه التكاثر حتى جمع مال وعدده، وأصبح كتلك الشخصية الدرامية في أحدى المسلسلات العربية، فقيرا أغتنى .
هكذا هي، البراثن، بين صبية ذكور، ولا فرق حينما تكون فتاة، المجتمع والبيئة هي المتحكم بحياة افرادها، ليس الفقر والعوز وفقط، لا بل قد الهجرة ايضا، الهجرة باي شكل ولا ي سبب، ومنها الهجرة من الريف الى المدينة، او حتى دون هجرة، فالفئوية والطبقية المجتمعية، خير فرصة للعمالة، وهناك الافكار والطموح والرغبات، فمن الاهل والعوائل من يدفع ببناته للعمل لدى عوائل المدينة وطبقات المجتمع غير القروية، جمعا بين ان تغير في حياة بناتها وكسبا للمال، ان تدخل بناتها بيوتات الارستقراط والبرجوازية " خدما " عسى ان يكون لها نصيب في حياة غير ودنيا اخرى، وكما فلم " أفواه وأرانب "، عموما، ما دامت الطبقية هي الفارق، فليس بقليل ان يكون منام تلك " الخادمة " تحت سقف المطبخ، وعلى سجادة الارضية، فهي لم تكن في بيتها بأحسن حال، ولم تنم على أرضية رخام وفرش ناعم، ولم تكن لها غرفة بأثاث خاص بها، ولم يكن لها مصروف جيب ولا مورد خاص، والان أصبح لها زاوية لها وحدها، مع مرتب تعتاش واهلها منه، لكنها، مازالت لا تأكل لقمة هنية كما أصحاب المنزل، فبعض فتات الطعام واحيانا فضلات العائلة المالكة، قوتها ورمقها، ولا بأس بذلك، كفاها انها تعيش في المدينة، وسط البلد كما يقولون، لكن في الان نفسه، هناك ما تتعرض لها من مضايقات و....، فاصحاب المنزل يخدمونها بالذهاب الى البقالة مثلا، هذا بعد أن حفظت منزلها من المنطقة التي يقع ضمنها، لكن أصحاب الحلال وأهل أل ..... يكترثون بالتعرض للصبية جيئة وذهابا تحرشا واعتراضا! هذا يغيضها بكلمات وذاك يسمعها، وأخر يعترض طريقها، وغيره يعتبرها سلعة رخيصة او بضاعة مستهلكة، وعلى ذاك قس، والى هنا نترك السرد ونتوقف .
عموما، العمالة تقتضي ان يضحى بالتعلم، وان يتخلى الاباء والاهل عن تعليم أبناءهم، بنين أو بنات، خاصة في عوائل ترى ان تترك بناتها المدرسة بمجرد ان تنهي المرحلة الابتدائية، مبررين انها ستصبح صبية وستكون عليها " العين " وانها ستبلغ الرشد بعد حين، وليست ببعيدة عن سن الزواج هي، من ثم عن قريب سيأتيها من يتقدم لخطبتها، والحال هذه ليست حصرا في الريف والقرى، هي حتى في المدن النامية والمناطق البسيطة، ومن ثم قد يقال أن تعليم البنات " تحديدا " عورة! حتى انهم قد كرهوا اولادهم وابناءهم في التعلم والتعليم، وجعلوا من الدراسة كاهلا وثقلا ممقوتا .
هناك حالة قد يستوجب الالتفات لها ويتوجب الانتباه لها، ان لماذا يفضل تشغيل الاطفال عن الاكبر سنا، وفي متقدم العمر؟! ويبدو بعض المنطق في الموضوع لو وقف على بعض الحقيقة، فالطفل لا يمكن ان ينافس رب العمل في صنعته، ولا يمكن ان يقاسمه الشغل لا أجرا ولا خبرة، اي لا يصح ان يكون العامل كما رب العمل " لا أسطة ولا بذات الدخل "، فقط يمكن ان يكون " صانع " صبي عامل، ولا حتى اكثر من مساعد، هذا واخرى، الاطفال والصبية لا يعترضون على القيام بتنظيف موقع العمل كما البلدية، أضافة الى عملهم الاخر الذي انيط بهم، وهي اعمال ليس بحاجة لا الى خبرة ولا الى اختصاص ومهارة، ثم، وقد يكون الاهم في الامر، هو ان أجرة العامل " الطفل " أقل من الاكبر سنا، وهنا يدخل المال ورجال الاعمال في الموضوع، ناهيك عن أن الاطفال لا يسببون المشاكل ولا يعملون جلبة، كما قد يفعل الصبي والفتى، او من هو اكبر سنا، اطراف معادلة ناجحة، لا تلوكها الا البراثن .
والله في عون العبد ......



#مكارم_المختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة العولمة واستيراتيجية التعامل في ضلها لآفاق مستقبلية
- جنة من خيال
- تقدير ومباركة لمؤسسة الحوار المتمدن
- النظام الاقتصادي سيادة مرحلة ومسار
- الحياة لغم ....... في أحلام وردية
- الاصلاح العربي ..... دور يلعبه الغرب
- عجبي كيف يقال للصمت أخرس
- سيرفس ....!!
- المرأة حركة نسايئة وتحرك اجتماعي بين مطرقة العقائد وسندان ال ...
- ديمغرافية المجتمع .... أجيال و شباب !
- نسيم جاف صدى أحتمال
- ذكريات
- بطاقة سيرة
- مدونة
- أساطير ....... سرد شعري في حكاية
- الحياة أنشودة
- مقامات على الورق
- سأضل أبتسم ليموت ألحزن قهرا
- الرقص على اوجاع الالم ...... حكاية في قصة وجع
- خصوصيتنا .. هل لنا أن نحافظ عليها .؟!


المزيد.....




- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مكارم المختار - براثن ضد البراءة