أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ما حذرت منه حصل ولكن لا بديل عن الوحدة للإنتصار















المزيد.....

ما حذرت منه حصل ولكن لا بديل عن الوحدة للإنتصار


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في مقالة سابقة لي حذرت من الاستثمار السياسي المتسرع للعدوان على غزة،ولكن واضح من قراءة متانته لبنود اتفاق الهدنة بأن الذي حصل سيعيدنا الى ما حصل في اتفاق اوسلو،والذي كان اتفاقاً انتقالياً لمدة خمس سنوات،والخمس سنوات أصبحت خمسات،ودخل مشروعنا الوطني في نفق مظلم،وما زال شعبنا الفلسطيني يدفع ثمن هذا الاتفاق سياسياً ومجتمعياً وتبديداً لحقوقه ولمشروعه الوطني،وعدا عن ان نتنياهو الذي وافق على اتفاق الهدنة مع المقاومة الفلسطينية،هو من أعاد فتح الاتفاق – اتفاق اوسلو- أعاد التفاوض على المتفق عليه، او ما يعرف باتفاق الخليل،وبعد ذلك أصبح كل بند من بنود الاتفاق بحاجة لاتفاق،واوسلو جاء كثمرة استثمار سياسي متسرع لانتفاضة الحجر الفلسطيني في أواخر كانون أول 1987،واليوم على الرغم من ان العدوان على غزة أثبت ان شعبنا في القطاع يختزن ويجترح القدرات العالية والنفس التضحوي في الصمود والمقاومة،وأن المعركة أثبتت أن الوحدة والمقاومة هي التي تصنع الانتصارات،وأن المقاومة لها الحيز الأكبر في ضمير ووجدان شعبنا،ومعطى أساسي في معادلة الصراع مع العدو،وهي التي تشكل الرافعة الحقيقية لمشروعنا الوطني،حيث توحد جناحي الوطن وانخرطوا في المقاومة دفاعاً عن وجودنا ومشروعنا الوطني،وصمود شعبنا وتوحده شعبياً من أهم العوامل التي عمقت من ازمة الكيان الصهيوني وأربكت حساباته،ناهيك أن المقاومة أثبتت انها طورت من قدراتها عسكرياً ومهنياً،وبفضلها تحقق الإنجاز والصمود والانتصار.
أخذت مفاعيل الصمود والمقاومة تمتد الى أكثر من ساحة عربية واقليمية ودولية،وهناك من استشعر بأن لهيب الصمود والمقاومة الفلسطينية من شأنها ان تشكل خطراً جدياً على سيناريوهاته ومخططاته وحساباته في المنطقة،ولذلك وجدنا أن حركة سياسية نشطت انطلاقاً من العاصمة المصرية وبضوء أخضر أمريكي وموافقة إسرائيلية من اجل محاصرة مفاعيل المقاومة والصمود الفلسطيني ومنعها من تحقيق انتصار من شانه تغيير معادلات الصراع القائمة في المنطقة،فأي تطورات غير محسوبة أو تخرج عن الايقاعات من شأنها ان تدفع بالأمور الى الخروج عن السيطرة،ولذلك كان التحالف المصري- القطري- التركي وبرعاية وإشراف أمريكي كامل يقود الحركة السياسية،فهم من يمتلك التأثير والقدرة على تطويع حماس،وخصوصاً حمد القطري صاحب نظريات الاستجداء وبث الإحباط واليأس في صفوف الجماهير و"تنعيجها" حيث بادر الى جمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وألقى عليهم خطبة عصماء،ليصار بعد ذلك لعقد لقاءات مع المخابرات المركزية الأمريكية وعاموس جلعاد رجل المهمات الخاصة لدولة الاحتلال،ويبدأ الحجيج الى قطاع غزة وظرف دموع التماسيح على شهداء شعبنا والتقاط الصور في المشافي والمناطق التي تعرضت للقصف،وتصوير قضية شعبنا على أنها قضية إنسانية إغاثية،تتلخص في فتح المعابر او رفع الحصار مقابل توفير الأمن للاحتلال،ومن ثم تكثفت الحركة السياسية حيث ألقت امريكا بثقلها في العملية وأرسلت وزيرة خارجيتها كلينتون لتحمل مجموعة رسائل سياسية،ولتقول للرئيس أبو مازن لا ذهاب لهيئة الأمم المتحدة ويجب لجم المقاومة،وإلا البديل جاهز وحمد عراب المشروع الأمريكي سخي والدفع وبالدولار،وكذلك لتقول لمصر إذا لم يتم الضغط على حماس والقوى الأخرى في القطاع فلا منحة ولا معونة امريكية،ومرسي بحاجة الى توثيق وتعميق تبعية النظام لأمريكا وتحسين علاقاته مع إسرائيل،حتى يتمكن من إرساء دعائم نظامه،ومن هنا كلف مرسي بشكل رسمي من قبل أمريكا للقيام بالدور من أجل انجاز قضية الهدنة وليس التهدئة بين المقاومة الفلسطينية وبالذات حماس واسرائيل،وبين الأخذ والرد والشد جرى التوصل الى اتفاق الهدنة وواضح من خطاب مشعل انه أراد ان يقول ويوجه في شكره لمصر وتصوير مرسي على انه تشي جيفارا او فيدل الكاسترو وشتان ما بين مصر المقاومة في عهد عبد الناصر ومصر في عهد مرسي الوسيط بين المقاومة والاحتلال وكذلك لقطر وتركيا،رسالة سياسية بأن حماس لم تعد محسوبة على المعسكر المعادي لأمريكا،معسكر ايران- سوريا - حزب الله.
إن الخشية الكبيرة في هذا الاتفاق ان يجري تحييد المقاومة ولجمها،وتصبح القضية بدل ان تكون قضية احتلال وحقوق شعب طامح للحرية والإستقلال،هي قضية مقايضة الحقوق الوطنية برفع الحصار وتحسين الظروف الاقتصادية لشعبنا في قطاع غزة من خلال حرية التنقل والعمل،وهذا ما عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة وبيان الرباعية ووزيرة الخارجية الأمريكية وحمد ومرسي واوغلو وكل هذا الطابور المتحالف سياسياً،وهنا نصبح أمام ما يصبو ويهدف إليه نتنياهو من شرعنة وتأبيد الاحتلال في ظل سلام اقتصادي،والأكثر خطورة هنا إذا ما كانت البنود تشتمل على ضمانات مصرية ومن مرسي شخصياً بمنع تهريب السلاح الى غزة،ومصادرة الأسلحة الثقيلة للمقاومة ووضعها تحت اشراف لجنة ثلاثية مصرية- قطرية- امريكية-أي هنا نقطة على درجة عالية من الخطورة،وهي تنسيق أمني كما هو حاصل في الضفة الغربية.
ثمة مخاوف وشكوك كثيرة وحركة سياسية غير مؤتمنه،لطبيعة الأشخاص الذين يقودون هذه الحركة والمشروع السياسي الذي يروجون له في المنطقة ككل،وثمة مشاريع مشبوهة يجري تداولها بشأن القضية الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني،بحيث يجري تفكيك المشروع الوطني،ونقل الإنقسام الحاصل الى مرحلة الشرعنة والترسيم من خلال إقامة كيان او إمارة في غزة يجري توسيع حدودها باتجاه سيناء،مع نفوذ مصري وسيطرة مصرية على تلك الإمارة،على ان يجري إقتسام ما تبقى من الضفة الغربية ما بين إسرائيل والأردن،وهذا ما عبر عنه الأمير حسن بن طلال علناً .
الان وبعدما ما تحقق من إنجاز وانتصار شعبي ،وبعدما اعدنا الإعتبار الى المقاومة كمعطى أساسي ورئيسي في الصراع مع العدو،بوحدة شعبنا في معركته ونضاله على امتداد فلسطين التاريخية،فإنه بات من الملح والضروري العمل على تثمير هذا الإنجاز والانتصار من خلال العمل على تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقة وإنهاء ظاهرة الإنقسام المدمرة ،ورسم استراتيجية سياسية موحدة،من شانها أن تفشل كل المشاريع والمخططات المشبوهة المستهدفة القضية والمشروع الوطني الفلسطيني،والمستفيدة والعاملة على بقاء الإنقسام وتعميقه وتكريسه في الساحة الفلسطينية ،وهذه الإستراتيجية يجب ان تبنى من خلال شق مسار سياسي جديد،لا يرهن ويقامر بمشروعنا وحقوقنا الوطنية من خلال إستمرار الدوران في دهاليز وحلقات المفاوضات العبثية،بل بالاعتماد على طاقات وقدرات شعبنا ومقاومته التي أثبتت انها قادرة على أن تصنع الكثير إذا ما كانت هناك قيادة تمتلك الإرادة والقرار،وإذا لم يدفع ما انجز وتحقق في غزة فصائل مقاومتنا الى التوحد وحماية المشروع الوطني من كل ما يحاك ويخطط له في الدوائر والغرف المظلمة،فإن المشاريع المشبوهة ستنحر وتقتل المشروع الوطني الفلسطيني وتفككه،ولذلك مطلوب من الجميع التخلي عن الفئوية وضيق الأفق،والشروع في مصالحة حقيقية تنهي الإنقسام المدمر،حتى تتمكن من تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تثقوا بحمد ولا بكل -المنبطحين - العرب...؟؟
- رغم شلال الدم شعبنا سينتصر
- مطر يستشهد ....ومطر يولد ....؟؟
- من يستحق الرجم ابليس أم حكام العرب...؟؟؟
- عيد وراء عيد ولا أحد بخير..؟؟
- لعشيرة العبيدات ألف تحية
- القدس....ووهم الاستثمار..؟؟
- لتدمير سوريا خزائن بيت مال -المشركين- مفتوحة على مصرعيها ..؟ ...
- ما هكذا تساق الإبل يا مشعل ..؟؟
- للأوسلو الرحمة ولكم من بعده من طول البقاء ..؟؟
- التحرش الجنسي لا يعرف الأعمار ..؟؟
- اليسار الفلسطيني ..... آفاق تطوره ومستقبله
- فيلم -براءة المسلمين- مشروع للفتنة الطائفية
- انفلات -تطبيعي- في القدس ...؟؟
- لماذا اعادة بناء الاداة الوطنية الموحدة في القدس ....؟؟
- المذهبية والطائفية تهدد المجتمعات العربية
- في ذكرى رحيل المعلم والقائد الشهيد ابو علي مصطفى
- السلفيون..... والمناضل سمير القنطار
- تحت المجهر/ من يتحمل مسؤولية ضياع شركة كهرباء القدس...؟؟
- وما زال مسلسل القتل مستمراً ....


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ما حذرت منه حصل ولكن لا بديل عن الوحدة للإنتصار