أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - طغـــــاة بلا حـــدود














المزيد.....

طغـــــاة بلا حـــدود


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1134 - 2005 / 3 / 11 - 10:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مجتمعات العسكريتاريا المطلقة ,وكانتونات الظلام المغلقة, وزواريب القبلية والعشائرية والطائفية المحلقة, وفي مرابع الحفيان, ومراتع الخصيان ومراعي الرعيان وأصحاب العاهات المؤرقة, يصير المنطق ليس كما عرفنا وتعلمنا , "فمن ليس معنا فهو ضدنا" ,و"من ليس في فسطاطنا" فهو كافر بنا, ومن ليس في دارنا الطاهرة فهو في دارهم الكافرة ,ومن لا يسلم ويشهد لنا, ومن لا يضرب بسيفنا, ويتجسس على شعوبنا,ويكتب تقارير عن أطفالنا,ويردد أناشيدنا,ويدخل سجوننا,ومن لايفكر مثلنا,ومن لا يكتوي بنارنا ,ولا يهتف في مسيراتنا, ولايسجد لأصنامنا ولايركع لهبلاتنا ,ولايصوّت في انتخاباتنا ,ولايردد بياناتنا ,ولا يكررصراخنا ومن لا يقرا كتبنا الصفراء والسوداء والخضراء والحمراء,ومن لا يأكل من فلقاتنا,و"يتمتع بضيافاتنا", ولا يتخوزق بخوازيقنا,ولا يجلد بأسواطنا,ولا ينهب من لصوصنا ,ومن لا يقهر بعذابنا,ويُصلى بنارنا, ولا يزور زنازيننا,ويستمع لأخبارنا, ويطأطئ أمام عرفائنا ورقبائنا وخفرائنا ,ويستجدي زبانيتنا,ويخرس ويصمت أمام خصياننا ,ومن لا يصدق أوهامنا ,ويؤمن بخرافاتنا ,ويعتقد بخزعبلاتنا,ويمشي مع قطعاننا,ويُخدر بأباطيلنا , ومن لا ينتسب لأحزابنا, ويرقص ويدبك ويزلغط و"يتشخلع" في احتفالاتنا ومسيراتنا ,ويسجد أمامنا ,ويبتهل لكراماتنا,ويزور مقاماتنا,ويتبرك بجنرالاتنا,ومن لايصوت لنا ,ويمدّد لنا, ويعدل دساتيرنا ,ويسبّح ويمجد ويهلل ويهتف لنا, ,ولا يتذوق مراراتنا ,ويُسرق ,ويشحذ ,ويتسول على عتباتنا,ويدفع لنا جزياتنا ,وخواتنا,وأتاواتنا ,ومن لا يدخل مخافرنا ,وتعضه وتنبح عليه وتطارده كلابنا ,ويتبهدل في شوارعنا ,ويتشرشح في حاراتنا, ويرتشي في وظائفنا ومؤسساتنا, ويحقق معه جلاوزتنا ,ويغيّب في زنازيننا,ومن لم تطارده مخابراتنا , ويزور سجوننا ,ويُغسل دماغه في إعلامنا,ويستمع لمهابيلنا,ويعيش تحت قوانينا وأحكامنا,وينفذ قراقوشياتنا , ومن لا يتلظى بسعيرنا, فهو ليس منا, وليخرج فورا من ملتنا الثورية وجهادنا ونضالنا,وسيكفّر في كل مذاهبنا الشمولية, وسيفصل من أحزابنا وليس أبدا من شمولياتنا, وستسحب منه جنسياتنا,وينزل عليه غضبنا وعارنا.

فسنبقى فوق رؤوسكم,وسنسكن عقولكم وسنصبح وسواسكم ,وسنجثم على صدوركم وقلوبكم, وسنكتم أنفاسكم, وسنقض مضاجعكم , ونمص دمائكم ,وننهب خيراتكم ونبيعكم بدون ثيابكم ,ونرعب أطفالكم, ونطارد أحلامكم,ونئد أجنتكم في أرحام نسائكم ,ونشعل لكم الحرائق حتى تكتوون ونسمع صراخكم وبكاءكم, ,ونتلذذ وننتشي ونتفرج على عذاباتكم,وسنسمعكم بياناتنا وخطبنا حتى يتلف دماغكم,وسنلفكم بالظلام حتى تعمى بصيرتكم وأبصاركم, وسنصبح كوابيسكم وهواجسكم,ولن نريكم إلا النجوم في عزالظهيرة في سماواتكم, وسنجردكم من كل شيء حتى تُرى عوراتكم وسوءاتكم , وسنفقركم حتى تجف عروقكم وتنشف دماؤكم ,وسننهبكم حتى يشحذ ويستجدي في الشوارع أطفالكم,وسنذيقكم المر حتى تنسون حليب أمهاتكم وأسماءكم,وسنحكمكم بالحديد والناروالنابالم حتى تقوم قياماتكم ,وستبقى كل مشاكلكم عالقة حتى تنقضي آجالكم وتقصف أعماركم ,وسنتهمكم ونلاحقكم حتى تتبرؤون من أنفسكم ,وأحفادكم وأسلافكم, وسنحشركم حشرا في مقابر الجماعية حتى تختفي وتنقرض كل سلالاتكم,ولن يفيدكم ,وينقذكم من آلامكم وويلاتكم حتى التضرع والتشبث والصلاة لأوليائكم.

ويفقرون الشعوب ولا ير عوون,وييتّمون الأطفال ولا يزعلون,ويرملون النساء ولا يأبهون, ويثكلون الأبناء ولا يعبؤون, ويقصفون الأعمار ,ويسجنون الشعوب ولا يرتعدون ولا يخافون ولا يتأسفون,ويسرقون الثروات ولا يشبعون,وينهبون الأوطان ولا يكتفون, ويتحدثون ويتفوهون في الإعلام ولا يصدقون, ويراوغون ويماطلون ويكذبون ثم يكذبون ويكذبون,ويشربون من دماء الأطفال ولا يرتوون, ويتاجرون بالشعارات ولا يخجلون, ويأكلون حقوق البشر وينكرون ولا يعترفون, ويكفرون بكل القيم والمثل ولا يؤمنون ,ويرتكبون المعاصي والآثام والذنوب ولا يتوبون,ويُشعلون الحروب والفتن ولا يترددون,ويهربون ويفرون أمام الأعداء ولا يصمدون ولا ينتصرون ,ويُشتمون صباح مساء ولا يسمعون ولا يتحسسون,ويُدمون القلوب ولا يحزنون ولايندمون,ويحاربون في كل المنازلات ويُهزمون ويُدحرون, ,ويتاجرون بكل القضايا ويخسرون,ويتحالفون مع الأعداء ويتآمرون ولا يعترفون,وينتهكون الكرامات ولا يعتذرون,ويتعرون أمام شعوب الأرض ولا يتسترون ولا يستحون,ويحاولون في كل مرة ويفشلون,ويقمعون الشعوب ولا يرحمون,ويتبهدلون ويتشرشحون ولا يشعرون ولا يهتزون,ويتشدقون ويثرثرون فلا يصمتون,ويبتعدون عن الفقراء ولا يقتربون,ويهرولون إلى أعدائهم ويتوددون ويستجدون ويتوسلون, و"يتمرجلون" أمام الرعايا المساكين البؤساء ويستذئبون و"يتنمردون" ويتفرعنون ويستأسدون,وينتهكون الكرامات, ويدوسون الحرمات,ويرتكبون الموبقات ولا يخجلون,ويقاطعون الجماهير ويهددون ويتوعدون ,ويمعنون في غيهم ولا يتنازلون, ويوغلون في الخيانة ولا يتراجعون ,ويجرحون ولا يداوون,ويدمرون ويخربون ولا يبنون,ويقتلون ويمشون في جنازة القتيل ولا يتحسسون ولا يترحمون , ويرتكبون المجازر ولا يتورعون,ويتابعون مآسيهم وكوارثهم وما جنته أياديهم ويبتسمون ويفرحون ولا يزعلون, وأعمت النعمة, والسلطة, والدولارات أبصارهم, وعقولهم, وقلوبهم فلا يهتدون ولا يبصرون, ولا يستقيلون ولا يترجلون ولا يتنازلون إلا أذلاء ومهانين ومطرودين. ولا يصيدهم التوماهوك أبدا في القصور ,ولا يعثر عليهم المارينز بعد كل ذلك العهر والبطر والفجور إلا في الأوكار والجحور.و هم في "الهايغ" محجوزون,وللعدالة مطلوبون ومطاردون ,وفي الساحات والشوارع مدهوسون, ومسحولون , ومشنوقون,ويرون مصير أسلافهم ونظرائهم, فلا يعتبرون, ولا يتعلمون, ولا يتعظون.
الطغاة بلا حدود تعساء ,ومثيرون للشفقة بلا حدود.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمعات الذكورية والفحولة الشمولية
- عصـــر التحــولات
- تراث المخابرات في كتابات الأدباء
- إيــّـاك ....ثمّ....إيــّـاك
- ما قبـل العاصفـــة
- دســاتير برسـم البيـع
- مرشـــح رئاســي
- البقــــرة الحلـوب
- سقــــوط الرهانات
- سورية العظمـــى
- هل نحن أمة من الجهـــلاء؟
- دروس في الديمقراطيـــة
- الحـــــرب الإليكترونية
- بالـــونات الهواء
- مجانيـــن بلا حــــدود
- لوحــــة من الصحراء
- عندما يموت الكبــــار
- الموت على الطريقة العربية
- الفالانتاين ..........عيد الحب
- الديكتاتورية هي الحـــل


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - طغـــــاة بلا حـــدود