أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - جائزة نوبل والتحفظ على الاكراد















المزيد.....

جائزة نوبل والتحفظ على الاكراد


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1134 - 2005 / 3 / 11 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يدافع عن حقه عليه احترام حقوق الآخرين
لست معترضا الى مَــــــنْ ستمنح جائزة نوبل للسلام اذا كان يستحقها فعلاً وقدم الكثير من الاعمال العلمية والادبية الغنية بالابداع والتي تعتبرها اللجنة وحسب مفاهيمها قد افادت اهدافها المعروفة من حيث علميتها وثقافتها ثم توافقها والموافقة على منح هذه الجائزة حسب السياسة المرسومة لتقاليد منح هذه الجائزة والاسباب الكامنة خلفها. ومع هذا فقد رأينا في الكثير من الحالات انها لم تمنح للعديد من المبدعين في مجال السياسة والعلم والثقافة والفن وهم يستحقونها فعلاً ومنحت الى آخرين لم يقدموا اكثر من غيرهم الا اللهم التوافق السياسي مع توجهات منح الجائزة، وعلى سبيل المثال فقد منحت الى الاديب زيفاكو في زمن الحرب الباردة واسباب المنح معروفة للجميع بينما كان هناك مبدعين في زمنه قدموا اكثر وابدع منه اعمالاً ادبية لكن مثلما اسلفنا انها السياسة، كما قدمت جائزة نوبل للسلام لرئيس وزراء اسرائيل الاسبق مناحيم بيغن الذي كان يقود الهجانة الاسرائيلية والمسؤول عن قتل وتهجير آلاف العوائل الفلسطينية، ومنحت الى شمعون بيريز المعروف بتاريخه الارهابي العنفي ثم كما شاهدنا انها قدمت الى المرحوم ياسر عرفات الذي كان معظم الغرب يعتبرونه ارهابياً لكن اتفاقية اوسلو مع الاسرائيلين جعلته قريباً من مفهومهم السياسي ، وهناك العديد من الحالات المماثلة ومرة ثانية نعود لنقول هي السياسة المتبعة بخصوص منح جوائز نوبل حسب الاختصاصات.
اذن الجائزة تمنح حسب رأي وسياسة هذه اللجنة ليس إلا، وهذا لا يعني انها تمنح لكل مبدع وبخاصة اولئك الذين لا ترضى اللجنة على منحها لهم او يختلفون معها في المنهج والتفكير ولا أقصد هنا العنصريين والفاشيين. اما اذا منحت الى بعض المبدعين الذين يختلفون مع توجهات الجائزة وسياسة المشرفين عليها فذلك نتيجة طبيعية وامر لا مفر منه بسبب الضغط العالمي ورفض البعض منهم استلامها لأسباب عديدة.
في المقدمة اقولها بصراحة لن تمنح اللجنة جائزة نوبل الى السيد السيستاني لا لانه يختلف من حيث المضمون مع اهداف وسياسة اللجنة المانحة او اهداف الجائزة لكن مع احترامنا الى السيد السيستاني فهو لم يقدم انجازات كبيرة مشهودة في مجال العلم والاختراع والادب والثقافة وهو مجرد رجل دين ولم يكن عالمياً يوماً ما الا بعد احتلال العراق وما رافق هذا الاحتلال واكبر انجازاً له مطالبته باجراء الانتخابات في موعدها المقرر لانهاء الاحتلال وهذا ما طالبت به العديد من التجمعات السياسية والشخصيات الوطنية ومن جميع الاديان والقوميات والطوائف العراقية، وانجاز آخر هو موقفه من حركة جيش المهدي وهي عملية داخلية زعزعت الى حد معين مكانة المرجعية بين الشيعة، كما انه منحاز ولم يكن عادلاً في انحيازه لا كما قيل انه يمثل جميع العراقيين وهو حتى لم يمثل جميع الشيعة في العراق ، وانحاز بشكل كامل مع قائمة الائتلاف وهي قائمة تمثل قسماً من الشيعة وليس جميعهم وهذا الامر يتضارب مع المدعيين بان سماحته اكد ان الائتلاف لا يمثل الشيعة فقط وانما يمثل جميع العراقيين، كما ان الادعاء بأنه مع فصل الدين عن الدولة ورفض قيام حكومة اسلامية تعتبر بدعة من البعض ومزحة فريدة حتى مجرد التفكير بها لأن اكثرية رجال الدين المسلمين يعتبرون الدين والدولة قضية محسومة ومقدسة لديهم والسيد السيستاني واحد من هؤلاء ..
ولم تختصر مواقفه عند هذا الحد فقد اشير مؤخراً وحسب ما تناقلته الانباء ولم ينفيه السيد السيستاني كالعادة انه ممتعض من الشروط التي يضعها الاكراد وكأن الاكراد ليس لهم حقوق يطالبون بها وهذا لا يعني اننا بالضد من مطالب القوميات الاخرى كالتركمان والكلدوآشوروغيرهم، وهنا ايضاً يدل على موقف آخر غير طبيعي اذا كان حقاً هذا رأيه في قضية مطاليب الاكراد الطبيعية والتي ستكون حجر الاساس في تمتين وحدة العراق ونجاح العملية السياسية..
تقودنا هذه القضية الى مسألة اخرى، قضية الصمت المطبق من قبله والاكتفاء بتصريحات الاشخاص الذين من حوله وهي تؤدي الى اختلاط الامور على الكثيرين من ابناء شعبنا العراقي، فمن خلال صمت السيستاني وكثرة القوالين والاقوال والتوصيات على ألسن أخرى نقع في مطبات عديدة لا نعرف هل هي صحيحة أم لا ؟ هل يعرف السيد السيستاني عنها شيئاً أم لا يعرف؟ ففي كل مرة تتضارب الآراء وتختلف التفسيرات والاجتهادات والاستنتاجات، مرة الشك بما ينقل عنه، ومرة اخرى يتاكد الكثيرون بما يقال عن لسانه لأنه لم يخرج مرة على الملأ ينفي ما يقال واكبر مثال قضية وضع صوره على لائحة قائمة الائتلاف " وتكليفه الشرعي " الذي ساهم باوجاع الكثيرين ولم يسعدهم، ولسنا من باب الاستشهاد باقوال الآخرين حول هذه المواقف لكننا نراها صحيحة وان اختلفنا معها في كثير من المسائل وهي اما " يقولون عنه ما لا يقول أو يعلم، او قد ينفون ما يقول " وهذه بحد ذاتها مصيبة المصائب، ومصيبتها في التناقض ما بين الاقوال والافعال بين الخيال والواقع اضافة على ان مثل هذه التناقضات والتقية لا يمكن ان تخدم المرجعية ولا التوجهات التي تهدف الى خلق وحدة موضوعية من أجل انقاذ العراق من الضياع بل ستساهم في تأجيج الحقد والكراهية وربما لا سامح الله العداء بين الطوائف شئنا ام ابينا..
هذه قضية جائزة نوبل وكيفية منحها من وجهة نظر اللجنة المشرفة على الجائزة ومن يرشح لها ونجد ان السيد السيستاني لم يرشح لها لا من بعيد ولا من قريب ومسألة البيان الذي اصدرته " اللجنة الوطنية لترشيح السيد السيستاني لجائزة نوبل " والتواقيع التي ستجمع عليها ستكون في مهب الريح وقد تفيد في القضايا المطلبية والتوجهات السياسية كما هو معروف وليس لمنح جوائز مهما كانت هذه الجائزة وينطبق هذه الشيء على منح جائزة نوبل..
القضية الثانيه هي قضية حقوقية للقومية الثانية في العراق ولا نعود الى مسلسل التفاصيل التي مرت على الشعب الكردي طوال عقود كثيرة ولا نتحدث عن المآسي التي حصدت عشرات الآلاف من ارواحهم او صادرت ممتلكاتهم او الذين هجرتهم او الذين كانوا يعتبرونهم من الدرجة الثانية فقط نذكر حتى تجارة الرقيق استعملت ضدهم ولم تستعمل بهذه الصور مع غيرهم ، البعض بدأ يكشف عن وجهه الانساني الحقوقي!! وراح يضرب امثلة لا يعرف انها ساذجة جداً وهو يدعي انه مع حقوق الانسان والديمقراطية والتعددية لكنه يرتجف قهراً من كلمة الفيدرالية وحقوق الشعب الكردي المشروعة، واذا قال احد الكرد ان كركوك مدينة في كردستان العراق يجن جنونه ويبدل ثوبه التقدمي والقومي والاسلامي فيصرخ لا تبعثروا العراق والشعب العراقي لكنه يقر ان البصرة من جنوب العراق والحلة في الوسط والرمادي في الغرب، البعض ما زال يركب موجة قديمة عفى عنها الزمن بتوظيف قضية من اجل قضية أخرى لخلط الاوراق مما جعلته مع شديد الاسف في موقف لا يحسد عليه، فقضية كركوك المتنازع على موقعها الجغرافي وهو معروف لا صلة لها بالايديولوجيات او الادلجة لا الجديدة ولا القديمة لأنها مدينة تقع في شمال العراق وليس في وسطه او جنوبه او غربه كما انها غير مرتبطة بالانجازات " للجبهة التقدمية الوطنية ــ او التطور اللارأسمالي" او ربط الاستالينية في اية موضوعة يعجز من مناقشتها فيلتزم بها كقميص عثمان او كالعروة الوثقى مثلما يكررها في كل مرة السيد الدكتور لبيب سلطان الداعية الحقوقية للعراقيين جميعهم لقد اصبح ربط كل شيء بالاستالينية عقدة للبعض وكأنه يريد ان يكفر عن ذنب ارتكيه مثلما كان حال السيد نوبل صاحب الاختراع حتى اصبح كمزمار ذا نغمات نشاز وطبل اجوف لكثر ما اعيد ضرب الامثال به.
السيد نوبل قدم جائزته لسبب معروف كتب عنه الكثيرون وهو اكتشافه لاداة قتل جديدة ابشع وافضع واقسى من جميع ادوات القتل السابقة وهي مادة " الدينميت " وهي لا ترفع من مكانة السيد السيستاني او غيره اذا هم كانوا فعلاً قد قدموا للبشرية ما هو أفضل واحسن في مجالات العلوم السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفنية بل العكس هو الصحيح لأن هؤلاء يجب والحق يقال ان يشرفوا الجائزة وصاحبها الميت واللجنة المشرفة على منح الجائزة.
اما قضية الحقوق القومية فعلى من يدافع عن حقه ان يحترم حقوق الآخرين لا ان يلغيهم ويلغي مطالبهم " بشخطة " قلم وحسب المزاج الشخصي او اعتبارات مصلحية ذاتية ضيقة، اما المتعصبين العنصرين فلهم شأن آخر يختلف عن المدعيين ولكن في المظهر فقط دون الجوهر.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة العراقية الجديدة ومستلزمات المرحلة الحالية
- التداخل العذري لهمس النداء
- في عيدها الـــوردُ يعطرُ نفسه ... 8 آذار الجميل
- رغيف الخبز الملاحق من قبل وزارة التخطيط ومركز الاصلاح الاقتص ...
- ثقافــة التحوير ثقافـة شوفينية وايدز عنصري معروف.. هل الكرد ...
- أسئلة : كيف نفهم اغتيال رفيق الحريري والاتهام الفوري الموجه ...
- بعيـــداً عنهــــــم
- على الطريق الفرعي عند حوافي حقل الحنطة
- عذراً قناة الفيحاء ـ لكذبة - ما كو مهر بس هلشهر -
- هـــل رفيق الحريري هو آخر القطاف الإرهابي ؟
- المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات والموقف العادل من التجاو ...
- فقـــــــــــدان الأثر
- الـــــدم الينبوع المتواصل منذ 8 شباط / 1963
- لماذا الخوف من فصل الدولة عن الدين وفصل الدين عن الدولة ...؟
- الغرفــــة أشجان الزيتــون
- ثقافتـــان متناقضتـــان
- التهديد بنار جهنم قبل الانتخابات ــ هل صحيح من لا ينتخب قائم ...
- كيف حل الحيف باهالي بحزاني وقرقوش وبعشيقة وبرطلة وغيرهم ؟
- اربعة وعشرون ساعة لكي ننتخب قائمة شغيلة الفكر واليد اتحاد ال ...
- الانتخابات العراقية والصراع الموضوعي واللاموضوعي فيها


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - جائزة نوبل والتحفظ على الاكراد