أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر الدلوي - بالونات السيد المالكي الإختبارية















المزيد.....

بالونات السيد المالكي الإختبارية


عامر الدلوي

الحوار المتمدن-العدد: 3917 - 2012 / 11 / 20 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تابعنا منذ أيام تجربة إطلاق ( المدفع الصدامي العملاق ) وأعني به بالون المالكي الإختباري الرامي إلى إلغاء البطاقة التموينية والذي أدى فيما أداه إلى هذه الضجة الإعلامية ضده , والتي تضاءلت أمام حجمها موجة الإحتجاجات الجماهيرية المتمثلة بتظاهرات مناطق الجنوب البائسة والخاضعة منذ نيسان عام 2003 لأبشع موجة نهب أموال وإستلاب حقوق مدنية على يد من أنتخبهم أبناء تلك المناطق إستنادا ً إلى فتاو ٍ , ما أنزل الله و لا نبيه و لا أحفاده من إبنته من سلطان و أطلقتها مرجعيات لم يشهد تاريخ التشيع وتاريخ العراق أفسد وأتعس منها .
ليس منا من لم يتذكر كيف نشأ وأنشئ نظام البطاقة التموينية منذ إحتلال الكويت وتحسبا ً من قبل نظام , ما أصطلح ابطال اليوم على تسميته , ( جرذ العوجة ) لما سيؤول إليه الوضع من سوء في حال حدوث الخيار الصعب , والذي حدث إثر تفويض ( مجلس الأمن ) لمركز الشر العالمي بتشكيل تحالف دولي لتحرير الكويت ( وهذا أيضا ً تثبته اليوم سلسلة من الأفلام الأمريكية التي عرضت الوجه القبيح لسياسة الأحزاب الحاكمة في أميركا والقذر بوش الإبن ) , وليس منا ولا يمتلك ذرة أمانة وشرف من لم يتذكر السلاسة التي كان يتمتع بها هذا النظام ( البطاقة التموينية ) من حيث توفير موادها وتوزيعها من قبل الوكلاء إلا ما ندر من قيام البعض من الوكلاء بتلبية رغباتهم الشيطانية في الفساد المالي .
أقول قولي هذا ليس دفاعا ً عن نظام فاشي دموي كان يحمل بذور إنهياره منذ خروجه من حرب طويلة الأمد مع الجارة إيران ( يتحمل مسؤولية إثارتها وإستمرارها نظامه ونظام الملالي بنسبة النصف ) مثقلا ً باللديون الخارجية والتي فاق حجمها المائة وعشرين مليارا ً بعد أن كان قد دخلها والعراق يمتلك من إحتياطيات العملة الصعبة ما قيمته سبعة وثلاثون مليار , ناهيك عن سبائك الذهب .
ولكن شهادة للتاريخ الذي يريد اليوم تزويره عبر سب وقذف صدام ونظامه يوسائل تفنن بها نفس أولئك المنتمين إلى أكبر شريحة تمثل الإنتهازية في العراق , وأعني بهم الطارئين على أشرف مهنة يفتخر بها الكوكب على مستوى تقديمها القرابين البشرية الرامية لكشف وتقديم الحقائق إلى الناس في كل مكان , من صحفيين ديناصورات وأفراخهم إلى أشباه المثقفين والأدباء وكتاب أغاني وملحنين ومطربين تميزوا في الرضوخ للسلطان مهما كان نوعه , وهي نفس الشريحة التي سولت وصورت وبناء على رغباته لصدام بأنه مرتق لمصاف الألهة لا محالة وساهمت في تزوير التاريخ لمصلحته بإسفاف قل نظيره حتى في عهدي هتلر و موسوليني .
عندما سقط نظام البعث وصدام في التاسع من نيسان ظهرت منشورات أطلقها ( كاطلاقهم الرياح النتنة من مؤخراتهم المعابة بايولوجيا ً وتقنيا ً ) فرسان التحرير وممتطي ظهر دبابات العم سام وعلى رأسهم ذلك الخبير الإقتصادي العالمي مهندس التحرير ( عبر نجاحه في إصدار قانون تحرير العراق من كونغرس الهيمنة في العام الف وتسعمائة وثمانية وتسعين ) , فحواها إن بشرى النصر والتحرير تتضمن زيادة فقرات البطاقة التموينية إلى أكثر من خمسين فقرة متضمنة السلع المعمرة ومبالغ من الدولارات الخضر ... وهذا أيضا ً لا أعتقد إن أي منصف أو غير منصف قادر على نكرانه .. لأنه لم يحدث قبل عقود وإنما بضع سنين .
واليوم إذ تبخرت الوعود والآمال في ظل أفسد حكومة شهد بحقها العالم كله عبر منظماته الدولية والمدنية عبر تقاريرها عن الفساد المستشري في هيكل النظام الحاكم ( المالكي وحزب الدعوة ) تحت برقع المشاركة والمحاصصة الواهي .. إذ إنه شخصيا ً يستحوذ على كل المناصب التي تخص الأمن .. والذي تحت يافطته تمر أكبر موجات الفساد المالي والإداري و تتجلى منه رائحة العمولات في كل أنحاء ودول العالم .. ناهيك عن العمود الفقري للدولة ( التعليم العالي والتجارة والنفط ) التي يقودها أشخاص من حزبه أو من التحالف المنتمي إليه , ولم يتبق في ظل سرقات ( السوداني و الصافي ومن لف لفهما ) من مفردات البطاقة التموينية سوى أربع مواد وتحت ظل ميزانيات سنوية لم نحلم او نسمع بها في كل تاريخ العراق وعبر مختلف الحقب , أطلق السيد المالكي بالونه الإختباري الذي لم يتجاوز أول طبقة من طبقات الغلاف الجوي ليهوي إلى الأرض بعد أول لكمة يتلقاها من الملائكة الحارسة لتلك الطبقة .
ومباشرة بعد سقوط البالون , كشف الإنتهازيون الجدد عن وجوهم الكالحة الحقيقية , إذ سرعان ما قاموا بتقديم إعتذارهم للشعب عن موافقتهم على القرار ببيانات نارية لا بل إن أحدهم وضع إستقالته بين يدي زعيم كتلته , الذي صمت هذه المرة صمت القبور عندما مرر القرار عبر مجلس الوزراء , وكأنه لا يمس حياة الملايين من جوعى أبناء الجنوب والوسط المناصرين له والمتبعين لخطه , ولكنه كان سيخرج علينا منتفضا ً لو إن عيسى بن سلمان قد منع الغذاء عن شعب البحرين ونفس الحال ينطبق على آخرين دعا مناصري قائمتهم زعيم القائمة لمحاسبة وزرائها الذين صوتوا لصالح القرار واللذين لا يمكن عزلهم عن تلك الجوقة الكالحة الوجوه إن لم يكونوا أتعس منها .
وتستمر الإحتجاجات ليخرج لنا (أبا الهول ) هذه المرة عن صمته وسباته وفي تصريح صحفي وهو السياسي المحنك الأشد مناصرة لهذه العملية السياسية الموبوءة بأشد الأمراض وأتعسها فتكا ً بالبلاد وإقتصادها , ليعلن رفضه الخجول لهذا القرار البائس , عانيا ً بذلك قرار الحكومة بإلغاء البطاقة التموينية والمطالبة بتفعيلها عبر زيادة فقراتها لأنها تمس حياة الشعب وكادحيه , هذا كله إعلاميا ً دون التفكير بالنزول إلى الشارع وقيادة تظاهرة كما فعلها سابقا ً قادة بواسل قدموا حياتهم قرابين على مذبح الشهادة من أجل الوطن وقضايا الشعب المصيرية , مفضلا ً هو حاشيته البقاء في الصومعة والحفاظ على ( خلالات العبد ) .
الآن وفي عودة للمبررات التي طرحها السيد المالكي والتي أوجبت إصداره لهذا القرار والتي شكلت ( رغم أحقيتها في جانب واحد سأعود لتوضيحه لا حقا ً ) بالون إختبار إنتخابي سابق لأنتخابات مجالس المحافظات القريبة , أقول نعم , ونحن في ظل إستعباد من قبل محررينا ( قادة النظام العالمي الجديد ) عبر المؤسسات الدولية التي يفرضون سيطرتهم عليها وأعني بذلك البنك وصندوق النقد الدوليين وطلباتهما اللامعقولة عند الكثير من الشعوب تحت دعوى إصلاح إقتصاديات بلدان تلك الشعوب , فإن البالون كان ذا وجهات متعددة , لكنه فشل في إبضاح أي وجهة منها أمام الجياع اللذين إزدادت محنهم منذ سقوط النظام السابق وهي في تصاعد بعد نهاية كل عام يمر .. فهم يسمعون بالأرقام الهائلة للميزانية السنوية دون أن يلحظوا أي تبدل طرأ على حياتهم أو البنى التحتية للبلد بعد إنصرام تلك السنة .. وتزداد أزمات معيشتهم تعاسة ما بعدها تعاسة عندما يلاحظون إن البـُعـًرْ التي منحوها أصواتهم لتجلس على كراسي البرلمان توافق في النهاية على تمرير الميزانية الجديدة من دون أن تقدم الحكومة الحسابات الختامية للعام المنصرم .
ومنذ سقوط النظام السابق ( 9 أعوام ) يتزايد معدل العراقيين الذي ينحدر مستوى معيشتهم إلى ماهو تحت مستوى خط الفقر , وتتزايد مؤشرات البطالة إرتفاعا ً .. في حين تشاهد هذه الجموع الجائعة بأم عينها كيف تتزايد أرصدة وعقارات المسؤولين الفاسدين نموا ً .. وهنا تأتي حقيقة الصورة الواضحة من وراء حجب الدخان الذي أثارته زوبعة هذا البالون الإختباري ألذي أطلقه السيد المالكي في هذا التوقيت بالذات .
إنتخابياً فقد أشرت الهبة الجماهيرية في محافظات الجنوب ضد القرار أفول نجم ( القائد الضرورة الجديد ) الإئتلاف المسمى زورا ً بدولة القانون خلال السنوات الست المنصرمة وإنكشاف حقيقة أمره كإئتلاف فاسد حتى النخاع أمام أبناء الطائفة والمذهب الذي يدعي ( وأيضا ً زورا ً ) بإنه يدافع عنه ويتبنى قضاياه .. وأنكشفت أيضا ً أوراق حزب الدعوة الذي يقوده السيد المالكي أمام الشعب العراقي عامة وبكل أطيافه كحزب سلطوي فاشي وفاسد لا بل تتربع قياداته الممثلة في السلطتين التشريعية والتمفيذية على رأس قوائم الفاسدين والمفسدين في العراق ماليا ً وإداريا ً .. واليوم باتت الأمثلة واضحة للعيان حتى لمن فقد البصيرة من العراقيين وبالأخص منهم من كان مخدوعا ً عبر عقود من الزمن بفلسفة ومبادئ الحزب .
وميدانيا ً أشر تراجع مجلس الوزراء عن قرار الإلغاء .. بأنه لم يكن ينطق عن الهوى .. بل إتباع ٌ لوحي ٍ يوحى .. وبالذات من قبل مركز الشر العالمي .. عبر المؤسستين الإقتصاديتين اللتيين يتحكم بهما ومن خلالهما بمصائر القيادات الهزيلة لما يصطلح عليها بالبدان النامية والبلدان الخارجة توا ً من نظام الإقتصاد الموجه .. ولهذا الموضوع ولموضوع المبررات التي أطلقها المالكي حول قرار الإلغاء ستكون لنا عودة لاحقة للحديث عنها .



#عامر_الدلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق السريع محمد القاسم
- ولاية السفيه .. محاولة جس نبض أم مخطط متكامل مسبق
- لقلب الشجاع
- إبتكار عراقي بإمتياز .. الحسينيات المتحركة
- الرابع عشر من تموز .. نقطة مضيئة في تاريخ وطن ..
- في ذكراها التاسعة والأربعين.. الخلود لشهدائها والمجد للأحياء ...
- أنْتَ شَمْسٌ و المِلُوكِ كَواكِبٌ
- ما لا يعرفه عنك أحد أيها الأمير
- هل هناك تغيير قادم في قيادة الحزب الشيوعي العراقي
- بين - ويكيبيديا - وقيادة حشع ..هوة لا بد من ردمها !!!!
- في ذمة الخلد أيها المناضل الكبير
- مجدا ً لحزب الشيوعيين العراقيين
- ويحبون المال حبا ً جما ً
- على هامش إنعقاد لقاء التيار البؤسقراطي العراقي في فندق الشير ...
- رسالة مفتوحة إلى دولة رئيس الوزراء
- الخيانة الطبقية للبرجوازية وبقايا الإقطاع تتجسد في تنكر الحز ...
- في الطريق نحو المؤتمر التاسع ...... النظام الداخلي الجديد (ا ...
- ألق دائم في الثلاثين من حزيران من كل عام ...!!
- كيف يدخل الناس التاريخ من أوسع أبوابه ؟ ...............( 2 )
- كيف يدخل الإنسان التاريخ من أوسع ابوابه ؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر الدلوي - بالونات السيد المالكي الإختبارية