مجلس الأمن، مجلس استعماري لابد من إلغائه

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3916 - 2012 / 11 / 19 - 13:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

هناك أصوات تدعوا الي تعديل مجلس الأمن الدولي التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة وأصوات أخرى تدعوا الى توسيع المجلس ليضم أعضاء جدد, اني أدعو الى إلغاء مجلس الأمن جملة وتفصيلا لأن قرارات المجلس لا تخدم الا دول استعمار القديم والحديث والدول السائرة في فلكها.

مآسي الشعوب من قرارت المجلس الأمن:
o أن حملة إبادة الشعب السوري تتم تحت أنظار ومباركة قرارات الفيتو لمجلس الأمن من روسيا والصين.
o أن مأساة الشعب الفلسطيني منذ 1948 ومعاناته هي من نتائج قرارات المجلس ألأمن الدولي وفي أحسنها لم تنفذ تلك القرارات، وأن حصار شعب الفلسطيني في غزة بسبب تسلط وتفرد حماس في الحكم في غزة ليس سببا كافيا لتجويع الشعب الفلسطيني في غزة والإغارة على سكانها وقتلهم بتواطؤ من مجلس ألأمن، فلو قتل طفل إسرائيلي بصاروخ من حماس فستقوم قيامة مجلس ألأمن ولن تقعد الى أن تمحى غزة من الوجود، أما أطفال غزة فهم ثوار الغد وأشواك في خصر الدولة العنصرية الإسرائيلية فقتلهم هو دفاع عن مستقبل الكيان الصهيوني في فلسطين.
o أن حملة الحصار على الشعب العراقي من 1991 الى 2003 تركت آثارا سلبية لا تستطيع محيها الأجيال فكانت من نتائجها انتشار الأمية وفن تزوير الوثائق والتجارة بالجسد وضياع اخلاق العراقية الحميدة المتوارثة وضياع بغداد لعاداتها البغدادية العريقية فنزحت اليها هجين غير متجانس من الجهل والتخلف وسيطرة عليها عصابات مسلحة بحماية الاحزاب الحاكمة وقوى أقليمية فتحكمت بها وبالعراق مؤسسات مذهبية وعشائرية غير مؤهلة لإدارة ناحية صغيرة والمحاصصة تتحكم في مقدرات ومصادر ثروة الشعب العراقي وتقسم الغنائم والمغانم وفقا لكوتا المحاصصة وما زال الشعب العراقي يعاني من نقص في سيادته بسبب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي فرضه مجلس الأمن على العراق بعد احتلال الكويت.
o أن الحصار الحالي على الشعب إيراني لا يضر الحكومة الإيرانية بل يضر الشعب الإيراني لإن الحكومة الإيرانية لها حليفة كبيرة في بغداد توفر لها العملة الصعبة واحتياجاتها الضرورية.

أن دول أصحاب قرار الفيتو تتألف من دول استعمار القديم والحديث وان صراعات في الدول المتخلفة هي صمام أمان لتدوير عجلة التصنيع العسكري في بلدانها, لنقرأ معا حجم الصرف على التسليح في العالم:
مجمل صرفيات على التسليح لعام 2011 وفقا لتقرير السنوي لمعهد استوكهلم السويدي لأبحاث السلام وصل الى 1738 مليار دولار منها:
o أمريكا: 41٪
o الصين: 8.2٪
o روسيا: 4.1 ٪
o الشرق الأوسط: 7.1٪
وتعتبر الهند والسعودية ضمن اكبر عشر دول في العالم صرفا على التسليح.

أن صرفيات العالم على التسليح في 2011 تمثل 92٪ من مجمل الدخل القومي لجميع الدول الأفريقية (52 دولة) التي بلغت 1880 مليار دولار.

اذن فلابد من إيجاد دول تدفع قيمة الفاتورة أعلاه، فاذا أصبحت قرارات مجلس الأمن متوازنة وعادلة لأستتب ألأمن في العالم ولا يحصل تغيير نوعي نحو ألأسوء في مقدرات الشعوب فلا تجد الدول المصنعة للسلاح سوقا لبضاعتها او إرسال قواتها لتأمين قنوات المرور للبترول من الخليج.

لقد ناضل الشعب الفلسطيني بكل الوسائل السلمية لنيل حقوقه المشروعة فلما فشل في مسعاه تبنى الصراع المسلح بعدما رأى المجلس الأمن منحازا الى إسرائيل في معظم قرارته فابتكر ثوار فلسطين عمليات فدائية لم يسبق للعالم أن عرفها نتيجة لعدم التكافؤ في مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية.
وتحولت ثورة الأفغان ضد الاستعمار السوفيتي الى انبثاق حركات مسلحة تتفاوت في مرجعياتها من تطرف ديني الى تطرف مذهبي وعشائري تجاوزت حدودها الى باكستان ومنها انطلقت الى العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وتكونت جماعات دينية متشددة في العالم الإسلامي وانتشر الإسلام السياسي والتجارة بالدين عند طلاب الشهرة والمناصب. فلو كان بإمكان مجلس الأمن إخراج السوفيات من أفغانستان بدون قرار فيتو سوفيتي ما كانت الأوضاع وصلت في أفغانستان الى الوضع الحالي ولما هوجمت أمريكا في قلب عاصمتها الاقتصادية.
أن بقاء مجلس الأمن على وضعه الحالي هو إبقاء السيئ على سوئه شرط أن يكون مواليا لإحدى أقطاب المجلس الأمن وإبقاء السفاح بشار الأسد في دمشق طالما بقى تابعا لفلك روسيا واستمرار لمعاناة الشعب الفلسطيني وبقاء الاقليات القومية والدينية والمذهبية تحت رحمة الاغلبية.

إنها لعبة الكبار، وكل له حصته من اللعبة وهي تجارة السلاح والتسلط على مقدرات الشعوب وخاصة أن الركود الجديد في الاقتصاد العالمي ستفرض على الشعوب المتخلفة ثقافيا وديمقراطيا والمغلوبة على أمرها دفع قيمة فاتورة الركود الاقتصادي من دماء أبناءها ومصادر ثرواتها .

فلابد من دول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تتشجع وتحرر نفسها من مجلس استعمار الدول الكبرى مهما كان الثمن، فإن إنقاذ الشعب السوري من السفاح بشار الأسد وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحرير الأقليات القومية والدينية والمذهبية من تسلط الدول العنصرية والدكتاتورية أثمن من موالاة القوى الكبرى.

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات