أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جهاد علاونه - المظاهرات في الأردن














المزيد.....

المظاهرات في الأردن


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 23:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لقد أثبتت طريقة التظاهرات التي حدثت في الأردن ضد قرار رفع الدعم عن المحروقات بأننا جميعا كشعب أردني واحد لم نتعلم بعد أبجديات السياسة وقواعد الاشتباك مع البوليس الناعم(الشرطة-الأمن) لقد أثبتت تصرفات الجميع بأننا لا نريد جامعة عربية تضم العرب جميعا بل نحن بحاجة لأن ندخل حضانة الدول العربية ومن ثم مدارس الدول العربية لنتعلم ألف باء السياسة والاقتصاد وحين نتخرج من الحضانة ومن ثم من المدرسة عندها فقط نكون مؤهلين للدخول في جامعة الدول العربية لنتعلم أكثر ونتثقف أكثر, إن ما قام به الشعب من أعمال شغب في بعض المدن الأردنية أثبتت جهلنا في طريقة الرد على قرار رفع الدعم عن المحروقات في الأردن, فهذه ليست ديمقراطية ذلك أن أغلب الدول الديمقراطية تعبر عن رأيها بكل احترام وهي تحترم نفسها وتحترم الحكومة,فالذي ينادي بإسقاط حكومة عبد الله النسور لا تتم بهذه الطريقة وإنما عن طريق البرلمان من خلال انتخاب مجلس برلماني كفء قادر على التصدي للحكومة وقراراتها, وأنا أقول هذا الكلام للشعب الأردني الذي تنادى بحل الحكومة أو رحيلها وهو يهتف في الشوارع ويهرب من شارع إلى شارع وهذه الطريقة متأخرة جدا وهذه الطريقة لم ولن يكون الأردن ميدانها, وأنا لست مع أو ضد القرار ولا أتدخل لا في المسيرات الشعبية ولا في المظاهرات لأنني أعلم بأن الشعب الأردني لم يتعلم بعد أسس وأصول قواعد المظاهرات أو أبسط قواعد التعبير عن الغضب والرفض, ففي الدول المتقدمة هنالك دائما نسبة توافق الحكومة ونسبة أخرى لا تتفق ولا تتوافق مع الحكومة ويكون الرد عليها من خلال انتخاب مجلس نيابي واعي وحازم ومدرك للأمور وعواقبها،ولدينا أيضا مشكلة أخرى وهي أن المعارضين واليساريين في الأردن سريعو التقلب جدا ومثلهم مثل الزئبق ففي الصباح معارضون وفي الظهيرة وسطيون وفي الليل مع الحكومة وفي صباح اليوم التالي لا ندري ما هو توجههم وقد أثبتت التجارب كل ما أقوله لذلك أنا لا أثق بالسياسيين ولا أحب خلط الأوراق الثقافية بالأوراق السياسية ذلك أن مزاج المثقف ثابت ومزاج السياسي متقلب جدا ولهذا لا أختلط أنا شخصيا إلا بالمثقف الذي لا يتدخل بالسياسة لأن السياسة تُعلم الإنسان على الغش والمكر والخداع بعكس الثقافة وكما قال الكلب للإنسان: علمني السياسة وسأعلمك الوفاء.

إذا حصل للأردن أي مكروه فإنني على الأغلب سأكون أول المتضررين ذلك بأنني أولا إنسان بائس وحزين جدا بدون حرب فكيف مثلا إذا وقعت الحرب!! لقد آلمني جدا الذي حدث على الصعيدين, فقد تضررت من رفع الدعم على المحروقات وتضررت أيضا من طريقة رد الشعب الأردني على قرار رفع الدعم,وكما قال المثل العربي(ما هكذا يا سعدُ توردُ الإبل) إن ما عانيته في الأيام الماضية من خوف وقلق على مصيري ومصير الشعب الأردني وهو أيضا مصير أولادي جعلني أركد في فراشي وكأنني أعاني من مرضٍ خطير, لقد تعطلت عندي حاسة الكتابة والذوق وتعطلت عندي حاسة السمع وضعف بصري في أقل من عشرة أيام وصرتُ أنظرُ إلى نفسي وكأنني جثة هامدة, فالخوف اشتعل في دمائي كما تشتعل النار في الحطب والأخشاب,وصارت دمائي تغلي كما يغلي الزيت في المقلاة, وصارت عيوني تدمع وأنا متكأ على وسادتين, فمن أين أجد وطنا كوطني يحتمل كل عثراتي وأخطائي؟ صحيح أنني أشعر بالظلم وأنا في وطني ولكن على الأقل لا أضمن من بعده مستوى معيشي أفضل منه رغم أنني أعاني البؤس والفقر, من أين سأشرب الماء ومن أين سأجد رغيف خبز ساخن ومن أين سأجد القهوة والشاي ومن سيضمد لي جراحاتي؟ أنا في بعض الأحيان أجلد وطني ويجلدني وأحيانا أقسو عليه ويقسو هو أيضا عليّ ولا يراعي مشاعري وأحزاني ولكنني متمسك به وأحبه ولا أحتمل أبدا لرؤية قطرة دماء واحدة على الأرض سواء أكانت على حق أو على باطل, وأنا لا أطيق النظر للأطفال اليتامى لأنني عشتُ حياتي يتيما وتجرعت مرارة الإحساس باليتم, ولا أطيق أن أرى امرأة أو رجلا يبكي ابنه أو ابنته لأنني أملك ثلاث بنات وولد واحد وأعرف لوعة فراقهم ولوعة الاشتياق إليهم, أنا لا تحتمل أعصابي مطلقا أي منظر محزن أو مبكي.

أنا رجل مكون من ذرتين هيدروجين وذرة أكسجين واحدة وإذا ذهبت ذرة الأكسجين فهذا معناه أنني سأجد نفسي على الرصيف بدون غطاء, أنا أطالب الجميع بلغة حوار راقية جدا وبطريقة مدنية لتغيير الحكومة وهي عن طريق البرلمان وعن طريق الوسائل السياسية الحديثة ولا أريد أن تشتعل الحرب بين الناس من أجل لتر بنزين, فأنا مستعد أن أمشي حافي القدمين من مكان إلى مكان لكي لا أكون سببا في اشتعال الحرب ومستعد لأعيش حياة بدائية شريطة أن لا أرى أطفالا يتامى أو نساء حزانى, فكم من المرات التي صحوت فيها وليس في جيبي ثمن كيلو خبز واحد ومع ذلك لم أنتفض يوما ضد وطني وأهلي وناسي, حتى مع شعوري بأنني مضطهد وحزين وكئيب ومع هذا أعصر على رأسي نصف حبة ليمون وأجلس في بيتي وأنا أحتضن أولادي وألاعبهم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعود بحياة سعيدة
- المرأة العربية معاقة وليست ملكة
- التأصيل العمري
- اخترنا لكم:شريعة الراعي بلغة الخروف
- مقابلة للوظيفة
- رجل محافظ
- البقاء للأوسخ
- اتركوني أغرق
- مكان خيالي
- الحساسون والعقلانيون
- خربشات على جدار الصمت
- اقلب الصورة
- مكالمه تلفونيه
- تفسير عالم ألماني لحلمه
- مشكلتي مع جهاد علاونه
- إلى الصديقة أميره
- أميره ونبيل وأنا
- القراءة والكتابة
- بعد فوات الأوان
- دعوة للمحبة وللسلام


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جهاد علاونه - المظاهرات في الأردن