أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام حتاته - تأملات فى الشخصية المصرية : المرأة المتسلطة 2/2















المزيد.....


تأملات فى الشخصية المصرية : المرأة المتسلطة 2/2


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 23:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اولا اوجه شكرى الى الزميلة فؤادة العراقية على مداخلاتها المتعددة معى خلال الجزء الاول من هذه الدراسة ، ويبدو انها مقتنعه بانه بما ان الرجل له صلاحيات مطلقة فى ادارة الحياة الزوجيه فهو السبب فى فشل هذه العلاقة او نجاحها ، وقد وضحت لها ان الظروف التى مرت بها المرأة المصرية تختلف عن ظروف المراة فى كل من العراق وسوريا مثلا حيث ان حزب البعث العلمانى فى البلدين لم يسمح بتوغل التيار الوهابى السلفى كما حدث فى مصر - الذى كان من اسبابه تشويه العلاقات الاسرية بما سببه من حالة انفصام فى شخصية المراة بين حقوقها ودينها - ، بالاضافة الى ذلك فانا اعتبر ان المرأة هى قوام البيت كما قال الشاعر احمد شوقى ( الام مدرسة ان اعددتها .... اعددت جيلا طيب الاعراق ) فالرجل فى عالمنا الحاضر ومع ارتفاع معدلات الاسعار والنمو المتزايد للانتاج الترفيهى للمنزل الحديث والاسرة العصرية والتى عليه توفيرها للبيت ، فهو يصارع الحياة من اجل تقديم كل سبل العيش الكريم لاسرته ( بغض النظر عن رجال تعمل نسائهم للانفاق عليهم وفى النهاية يضربوهن ويتحصلن على نتاج عملهن ، وهى موجودة فى الطبقات الفقيرة والتى تمثل حسب احصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والاسرة 30 % ، ولكنى هنا اتحدث عن الطبقة الوسطى التى هى عماد اى مجتمع والاساس الاول فى نهضة اى مجتمع ) .
وفى تعليق اخير تقول للزميلة فؤادة ان نسبة النساء المتسلطات قليلة جدا فى مجتمعاتنا ، ولهذا وقبل ان ابدأ فى شرح الاسباب الحقيقة وراء تمرد بعض النساء اقدم لها وللسادة القراء الاحصائية التالية :
( أما الدكتورة عزة كريم المستشار بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية ، فترجع تسلط الزوجات إلى ضعف شخصية الأزواج .
وتوضح قائلة: هناك نسبة كبيرة من الزوجات (حوالي 45% )، يتصفن بالسيطرة والتسلط في تعاملاتهن الحياتية الزوجية، وقد يصل الأمر إلى حد قهر الزوج، ليصبح بعد فترة التابع المطيع المستسلم لأمرها.
مشيرة إلى أن السبب يرجع إلى ضعف شخصية الزوج، أو إلى غيابه المستمر في عمله مما يجعل دفة البيت بيد الزوجة، وقد يكون السبب هو أن صعوبة الحياة ومشاكلها تجعل بعض الأزواج لا يستطيعون مواجهتها وحدهم، فيلجأ الواحد منهم لزوجته، فتفرض سيطرتها.) انتهى ، ويمكن للقارئ العزيز ان يطالع هذا التصريح على الرابط التالى : /
http://www.amanjordan.org/a-news/wmview.php?ArtID=22456
وبالطبع لم تقترب من الانفصام الذى تعانى منه المراة بين حقوقها المسلوبة والمنظومة الدينية ورغبتها فى التمرد على هذه المنظومة لانه ملف ملغوم .
*** اذن الظاهرة موجودة فى مصر وبنسبة عالية ولهذا كتبت : تاملات فى الشخصية المصرية ، ولم اكتب تأملات فى الشخصية العربية او الاسلامية لاننى اكتب عن المجتمع الذى اعيشه والتى ارى فيه انتشارا لهذه الظاهرة .
والى باقى الدراسة لنتعرف على اسباب هذه الظاهرة ضمن الظواهر السلبية الثلاثة التى اشرت اليها فى المقال الماضى .ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع بداية ثمانيات القرن الماضى نستطيع ان نرصد فى مصر – ودول الجوار مع الفارق فى الدرجة - بروز تيارات متناميان متضادان
ــ التيار الاول يعطى المرأة مزيدا من الحقوق والتى بدات مع عصر محمد على حتى انقلاب العسكر عام 1952 وتزايد مع ثورية عبدالناصر ـ وجاءت السيدة جيهان السادات لتقدم مزيدا من المكتسبات وتليها فى بداية الثمانيات السيدة سوزان مبارك لتقدم للمرأة مزيدا من الحقوق بمنع الختان وتحديد سن الزواج بمالايقل عن ثمانية عشر عاما وتوجت كل هذا بقانون الخلع حتى انتهت الى انشاء المجلس القومى للمرأة ، وتزامن هذا مع بدايات الانفتاح الاعلامى والتى تابعته نساء الطبقة الوسطى ومافوقها فتمردت .
ــ التيار الثانى هو بداية الفكر الوهابى السلفى المتشدد القادم من جزيرة العرب والذى اعاد انتاج الموروث الثقافى البدوى بمايحملة من تكريس للمنظومة الذكورية وتبخيس المراة عموما ليعود بها الى قفص الحريم مرة اخرى حاملا معه مفاتيح الجنه لمن تقبل بهذه العبودية والنار لمن تتمرد عليها ، وبدأ الحجاب كاختيار شخصى لينتهى مظهرا للفرز بين الفاضلات والعاهرات ، وبعد الانتهاء من تعميم الحجاب بدأ الجزء الثانى من المخطط وهو النقاب ليضع المراة داخل سجن اسود مظلم حتى وهى فى الشارع او العمل ، وكما ساعد الانفتاح الاعلامى المراة على التعرف على حقوقها من خلال البرامج النسائية ، فقد ساعد هذا الاعلام ايضا على نشر الرجعية والتخلف الدينى من خلال قنوات دينية متشددة تحمل اجندات دول البترودولار تحت مزاعم ( اعرف دينك ) والتى اقبلت عليها الشرائح الدنيا من المجتمع فتنقبت .
وكان من الغريب فى وسط هذه الهجمة البدوية ان نسمع من شيوخ التعصب ان الاسلام اعطى المراة حقوقها بأن كرمها لتجلس فى البيت ترعى اولادها ، وان كان الدين اعطاها نصف الرجل فى الميراث فهذه مكرمة للمرأة لانها تحصل على النصف وهى فى كنف ابوها او زوجها بعد ذلك للانفاق عليها ( وتناسوا ان الاعراف البدوية فى جزيرة العرب بالنسبة لكفالة المراة من ابوها او اخوتها اذا تم طلاقها تختلف عن اعراف الدول الحضارية ، بالاضافة الى ان الترابط الاسرى فى هذه الدول بدأ فى التفكك خلال الفترة المشار اليها من اجل الصراع على لقمة العيش )
ثم يأتينا صوت المعتدلين من الشيوخ وهم يتحدثون عن حقوق المراة فى الاسلام ، فنسمع من الدكتورة سعاد صالح الداعية الاسلامية المعروفة وهى تقول ان الاسلام اعطى للمرأة مائتين وعشرون حقا ( أحقا ....... !!! ) وانا كتبت اكثر من مرة اننى لا اعرف الا ثلاثة حقوق منقوصة اعطاها الاسلام للمرأة وهى : نصف الرجل فى الميراث ، نصف رجل فى الشهادة – فى الديون فقط دون الحدود - ، وحقها الاحتفاظ بميراثها على الا تتصرف فيه الا بأمر زوجها .
المعتدلون يتحدثون عن مبادئ الشريعة التى كفلت الحريات العامة وحقوق المراة وحقوق الاقليات .... !!! ، والمتشددون يتحدثون عن احكام الشريعه بتنقب المراة وجلوسها فى البيت والطاعة العمياء للزوج نظير الجنة الموعودة وخوفا من النار التى وقودها الناس والحجارة .
واصبحت المراة بين ثلاثة خيارات :
الاول : الرغبة فى التمتع بحقوقها التى كفلتها المواثيق الدولية لحقوق الانسان وهن النساء الليبراليات الذين حولوا عقدة النقص المتوطنة الى التعويض الايجابى فتبوأن مكانهن اللائق فى المجتمع
الثانى : السير وراء رجال الدين المتشددين وارتداء النقاب مع مايصاحبة من طقوس دينية مع تطبيق احكام الشريعة ( الاحكام وليس المبادئ... !! ) فى وجوب الامتثال الكامل لطاعة الزوج حتى وان طلبها وهى غير راغبة كى لاتلعنها الملائكة حتى يرضى عنها زوجها .
الثالث : عاش فى التناقض بين حقوق المراة وبين مبادئ الشريعة ( مبادئ ...!! ) ، وهى كلمة مطاطه ليس لها اى اطار محدد ضمن احكام الشريعة ( ولهذا السبب يصر السلفيين الوهابيين الآن فى مصر على التمسك بكلمة احكام الشريعه فى الدستور بدلا من مبادئ الشريعه لانهم يعلمون الفارق الشاشع بين الكلمتين ) ، وهنا كانت حالة الانفصام فى الشخصية ، ومع مستوى التعليم المنخفض والعوامل الاقتصادية المتمثلة فى عدم استطاعة معظم الرجال الوفاء بالتزاماتهم المادية تجاه الاسرة مما اضاف على المراة عبء العمل بجانب الرجل ، وهنا تنتهى القوامة الذكورية نتيجة عدم القدرة على الانفاق الكامل - اما الاسباب الاجتماعية فتتمثل فى النشأة والبيت والجينات الوراثية .
** عقدة النقص وآلية التعويض :
عقدة النقص، في مجالات علم النفس والتحليل النفسي، هى الشعور بأن الواحد أقل شأنا من الآخرين بطريقة أو بأخرى. و هو مجموعة من الأفكار ذات شحنة انفعالية قوية، تدور حول ما يشعر به الشخص من قصور حقيقي، أو وهمي يدفع الشعور بالنقص إلى التعويض، الذي يحقق أهدافاً شخصية، أو اجتماعية قيمة. فعقدة النقص هي عقدة الخصاء اللاشعورية و هذا الشعور غالبا ما يحدث بغير وعي من الانسان ،
وتكون آلية التعويض اما ايجابية كما وضحنا فى النموذج الاول بأن تحاول المراة ان تعوض هذا النقص بالتفوق الابداعى فى حياتها العملية لتحقق ذاتها فيتم لها التوازن النفسى ، واما ان يكون سلبيا بمحاولة تبخيس الاخر المتفوق والتمرد علي الواقع تمردا سلبيا
ومع حالة التمرد وعدم استسلام الزوج لهذه الرغبات التسلطية يتم فى الخفاء تبخيس كل تصرفات الاب امام الابناء ، ونحن نعلم ان العقل الباطن للطفل يحتفظ فى اللاشعور بكل تلك المقولات ، وايضا ومع حالة التمرد تنتهز المراة اى نقطه ضعف او اى فرصة مواتية لأى ظرف يمر به الرجل لتفرض سيطرتها ( هناك رجال سلموا بالامر الواقع وانا لااتحدث عنهم حيث تم القبول والايجاب بينهم على هذا التعاقد وان كان غير متفقا مع احكام الشريعة التى يؤمن بها كل منهم ويقيم جميع الطقوس التعبدية التى تامر بها هذه الشريعة ، وان كان وعن حالات عديدة عايشتها تنتهى المراة الى رفض هذا الرجل الخنوع المستسلم ) ولكنى اتحدث عن الرجال الذين رفضوا هذا التسلط فدفعوا ثمنا غاليا ينتهى فى الغالب الى هدم هذه الاسر فى النهاية .
ــ وانا هنا امامى نموذج لطبيبة وكاتبة مصرية شهيرة ومدافعة حقيقية عن حقوق المرأة ودفعت ثمنا غاليا لهذا ، ونقدر جهودها فى هذا المضمار ، ولكن كل كتاباتها ومقابلاتها التلفزيونية تحمل حالة من التمرد المطلق على سلطة الرجل لدرجة انا نادت بانتساب الاولاد الى الام دون الاب وهى حالة من التمرد المطلق لم نراها فى اعرق الديمقراطيات الغربية ، مما ادى فى النهاية الى طلاقها بعد زواج استمر حوالى خمسون عاما من زوجها وهو كاتب وطبيب مثقف هادئ الطباع ويشاركها نفس اتجاهاتها الفكرية ويتباهى بها امام الجميع لدرجة انه كتب اسمها – وليس اسمه كالمعتاد - على الشقة التى يقيمون بها ، وقد كتبت مرة تهاجم المجتمع الذكورى فى امريكا ، فكتبت لها تعليقا يقول : ( فى مقال سابق لك وصفتى الغرب انه مجتمع ذكورى ، وفى هذا المقال تخلطين بين ديكتاتورية بلادنا التعيسة وديمقراطية الغرب الرائدة وتضعيهم فى سلة واحدة ، وتزعمين ان اوباما نجح بتحالفات رأس المال ، ان النظام العلمانى الليبرالى الغربى - حتى الآن على الاقل - هو ارقى ماوصل اليه الفكر الانسانى ، ولولا النظام العلمانى الذى لايفرق بين اللون والجنس والدين ماجلس فى البيت الابيض رجل اسود من اصول اسلامية ، وهو نفس النظام الذى لجأتى اليه ولم ينظر اليك كماركسية مطارة ولكنه احتواك كأنسانه . اذا كان النظام العلمانى الغربى ذكورى ورأس مالى مستغل ويقوم بتزوير الانتخابات ، فماذا تريدين سيدتى ..؟؟ ) وطبعا لا داعى لذكر الاسماء .
ــ الحالة الثانية لامرأة ارسلت مشكلتها لبريد جريدة الاهرام ونشرت يوم 25 /8 / 2008 ، وارجو الاطلاع على المشكلة بكاملها على هذا الرابط :
http://www.ahram.org.eg/Archive/2008/4/25/post1.htm
المشكلة ان امراة فى الثامنة والاربعين تزوجت زوجا نموذجيا وبينهم حب كبير ، ولم يدخر وسعا للعمل وجلب المال لسعادتها مع ابنائهم ، وبعد عشرون عاما من الزواج والسعادة والبيت النموذجى بدات الظروف المادية للزوج تتاثر كثيرا مما ادى الى قيام والدها بالانفاق الكامل على البيت بأكثر مماكان ينفق زوجها ، ومنذ ذاك الحين وجدت نفسها صاحبة الكلمة الاولى والاخيرة فى البيت فأصابها الغرور– كما تقول نصا - وضاق صدرها وانقلبت على زوجها وحرمته حقوقه الزوجية لمدة خمس سنوات واعتزلته لتقيم فى غرفة ابنائها وهناك أحسست بوجود نفس أو ريح تنام بجوارها وأحست أن هناك يدا تريد أن تتحسس جسدي‏ وتقول نصا :‏ (بعد ذلك بأيام وجدت كأن شخصا آخر غير زوجي ينام بجواري علي السرير الذي أنام عليه‏,‏ وأخذ يحادثني ويريد أن يتهجم علي‏,‏ ووجدتني مع هذه الحالة أسيرة كل شيء‏,‏ تزيد حالتي كل يوم سوءا‏..‏ وأخذ يهددني بأنه سوف يؤذيني ويؤذي بناتي‏,‏ إذا لم اسمع كلامه وكان كل حديثه أو أوامره هي أن امتنع عن الحديث مع زوجي أو الجلوس معه في أي مكان أو حتي مجرد الحديث معه‏,‏ ولا أنطق اسمه أمام أحد أو حتي مجرد أن أنظر إليه عندما يقف أمامي ) انتهى
وجاءت رسائل القراء فى العدد التالى مباشرة ليقول احدهم انه مش شيطانى وهو كخبير فى الدراست الروحانية يؤكد ذلك .... !!! ، وطبيب يقول انها هلاوس بصرية وسمعية وينصح بعرض نفسها على طبيب نفسى ، اما محرر الصفحة فقد سار وراء حكاية المس الشيطانى ووعدها بالتوسط لعقد لقاء بينها وبين فضيلة المفتى ...... !!! وحمل البريد ايضا ردا كتبته وارسلته وانا احاول ان اشخص الاسباب كعادتى دائما تجاه اى مشكلة او فى اى دراسة او بحث اكتبها ، وكنت ايامها بدأت الكتابة ونشرت اول كتبى واجهز للكتاب الثانى فكتبت اقول نصا - يمكن مطالعته على الرابط التالى :
http://www.ahram.org.eg/Archive/2008/5/2/POST2.HTM

(‏ تعليقا علي رسالة فراش الشيطان‏,‏ اسمح لي أن أقول رأيي النابع من اهتمامي بالمنظومة الفكرية المسيطرة علي مجمل تصرفاتنا والتي بدأتها بكتاب الإسلام‏:‏بين التشدد البدوي والتسامح الزراعي وتبعتها بكتاب تحت الطبع بعنوان التراث العبء‏,‏ والتي جاءت رسالة القارئة ترجمة دقيقة لما جاء بالكتاب الأول عموما والثاني علي وجه الخصوص‏.‏
* تخضع العملية الجنسية بين الرجل والمرأة في الموروث الثقافي الشرقي عموما‏,‏ والإسلامي علي وجه الخصوص لمفهوم الفاعل الرجل والمفعول به المرأة‏..‏ وهذا المفهوم يستمد جذوره من التراث الديني الذي يشكل ـ ضمن روافد أخري ـ ما اصطلح عليه بالهوية‏,‏ وأن كان الرافد الديني أصبح في خلال العقود الثلاثة الأخيرة هو المهيمن عما سواه‏,‏ ليصبح الرجل فاعلا متحررا من أي قيود‏,‏ والمرأة المفعول بها حل له يأتيها أني شاء‏,‏ وليس عليها إلا حسن التبعل للسيد الرجل البعل وإلا فعليها لعنة الملائكة‏,‏ بالإضافة إلي عقاب النشوز والإعراض‏(‏ الوعظ ثم الهجر ثم الضرب ـ وأن اختلف الفقهاء في نوع الضرب إلا أنه ضرب‏..‏ يضرب‏..‏ ضربا‏!!)‏ وأمام هذه العلاقة غير المتكافئة يكون هناك بالتالي راغم ومرغوم‏,‏ مما يولد لدي المرأة المفعول بها رغما احساسا بالقهر يبدأ في البيت من تفضيل الأخ الذكر وينتهي بالزوج في غرفة النوم‏.‏
ولأن الرجال قوامون علي النساء بما أنفقوا وبما فضل الله بعضهم علي بعض‏,‏ فالمفضل هنا هو الرجل والمفضل عليه هي المرأة‏,‏ ومن هنا تكرست المنظومة الذكورية وأصبح الرجل فاعلا‏..‏ راغما‏..‏ مفضلا خصما من رصيد المرأة وعلي حسابها‏,‏ ويظل المكبوت لديها نتيحة هذه العلاقة القهرية في اللاشعور ينتظر أي فرصة ضعف من الرجل ليقوم بعملية تعويض نفسي لإعادة التوازن‏,‏ وعندما يتسلط الطرف الأضعف يكون ما عرفناه من اتق شر الضعيف إذا تملك‏.‏
تلك يا سيدي مشكلة القارئة‏..‏ فالزوج يفقد أحد وأهم مقومات القوامة المال ونتيجة لهذا تهتز شخصية الرجل أمام الزوجة وأمام نفسه فيبدأ الانزواء‏,‏ فيفقد بالتالي الشرط
الثاني للقوامة‏,‏ خصوصا أن تعويض المال يأتي من طرف الزوجة متمثلا في والدها‏,‏ فتملأ الزوجة الفراغ وتقوم بدورة عكسية ويتم تبادل الأدوار‏,‏ ويستسلم الرجل أكثر وكلما تراجع خطوة تقدمت الزوجة نفس الخطوة‏,‏ وطبيعي أن يفقد الرجل وقتها قدرته الجنسية أيضا مما لا يعطي الزوجة إشباعا حقيقيا‏,‏ وبالتالي يفقد كل الأسباب التي قامت عليها القوامة حسب الموروث الثقافي لكل منهم‏.‏
لا تلبس للجن يحتاج إلي مشعوذ أو معالج بالقرآن‏,‏ ولا وسوسة للشيطان تحتاج إلي فضيلة المفتي‏,‏ والذي يحذرها من زوجها هو الذات المقهورة المكبوت في اللاشعور لا تريدها التراجع بعد ما حققت من مكاسب لها ولبني جنسها حتي لا يكون للضمير وخز يضغط عليها فتعود مرة أخري مفعولا بها‏,‏ واحتياجاتها الجنسية التي منعت منها الزوج ماثلة أيضا في اللاشعور في انفاس رجل آخر يجاورها الفراش وربما مع الأيام صنع لها اللاشعور رجلا آخر يجامعها وهو ما يطلق عليه تلبس الجن أو مخاواة الجن‏.‏
قارئتك يا سيدي محتاجة إلي طبيب نفسي متخصص‏,‏ والزوج بعد هذه التجربة محتاج أيضا إلي مساندة نفسية تعيد له الشعور بالرجولة المفقودة‏.‏
هشام حتاتة
كاتب وباحث في الفكر الديني ) انتهى .
اعتقد ان هذا الرد الذى كتبته من حوالى اربعة سنوات تشخصيا للحالة يلخص كل ما اردت ان اقولة بشأن المرأة المتسلطة واسباب هذا التسلط ، وان كان الرجل الذى لايقبل هذه النزعات التسلطية ويقاومها مع قيامه بواجباته الكاملة تجاه بيته واولادة لم يسلم ايضا من هذه الرغبات ، بل انها تظل تظهر بين وقت وآخر وفى النهاية تستعمل الام المتسلطة الابناء خصوصا اذا كانوا ذكور وتنهز فرصة رغبة اوديب الكامنه فى الاكبر بالذات – وسأتعرض لذلك فى المقالة القادمة بعنوان ( الابن العاق ) أو حتى رغبتهم فى الاستقلالية وبناء شخصياتهم لتكون على حساب الاب وليس مع الاب .
وفى النهاية اقول : ان حالة القهر الذى تعرضت له المراة ورغبتها فى التعويض النفسى والتنفيس عن حقوقها المسلوبة هى التى تؤدى الى هذه الحالة التسلطية علاوة على الجينات الوراثية التى ربما تكون من امها المتسلطة مع ابوها المقهور والمستكين لتحاول ان تكرر نفس النموذج مع رجل يختلف اختلافا كليا عن النموذج الذى عايشته .
لذا اقول للشباب المقبلين على الزواج او الذين فى بداية حياتهم الزوجية ، عليك ان تخير زوجتك من البداية ، فاما ان تختار النموذج الدينى بكل مايحمله من احكام الشريعه ( وليس مبادئها ) او النموذج الليبرالى بكل مايحملة من حقوق متساوية بين الرجل والمرأة ، فالخلط بين الاثنين هو بداية حالات الشيزوفرينيا الزوجية والتى ستؤدى فى النهاية الى الفشل ، فمن المبادئ الاولية المعروفة فى علم المنطق قانون ( الهوية وعدم التناقض ) والذى يعنى ان يكون الانسان فى حياته كلها متسق مع منظومته الفكرية التى يؤمن بها ، فلا طقوس دينية مع حالات التمرد والتسلط على الرجل ، حتى ان امراة تمارس التسلط على زوجها عندما ذكرتها بمنظومتها الدينية التى تؤثم ذلك ، قالت لى : الدين لايفرق ابدا بين الرجل والمرأة بل يساوى بينهم ، واستشهدت بالآية ( انتم لباس لهم وهن لباس لكم )
مارأيكم دام فضلكم .... ؟؟



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قديمة يامرسى ... !!
- صنع فى اسرائيل
- تأملات فى الشخصية المصرية :(1) المرأة المتسلطة 1/2
- الدستور الاخوانى وحظر المساس بالذوات المصونه
- فنكوش النهضه الاخوانى وفناكيش اخرى .. !!
- ثلاثية الثورة المصرية : امريكا ، الاخوان ، العسكرى 3/3
- ثلاثية الثورة المصرية: امريكا، الاخوان ، العسكرى 2/3
- ثلاثية الثورة المصرية : امريكا ، الاخوان ، العسكرى 1/2
- قراءة فى انقلاب مرسى على العسكرى
- مرسى بين شجاعة ميدان التحرير والهروب الكبير
- فى زمن الاخوان : استباحة الدم والحدود والارض المصرية
- زمن الاخوان والكيل بمكيالين بين احداث دهشور ونايل سيتى
- مشروع النهضة الاخوانى : الاستثمار فى عبادات رمضان ..!!
- هل الكذب سمة مصرية ؟؟
- ماركسية الحوار المتمدن بين افيون الشعوب وديكتاتورية الحزب
- هل انتخاب احمد شفيق خيانه للثورة المصرية ؟؟
- الى الاخوان والسلفيين : مصر كبيرة عليكم
- الجيتو الاسلامى واشكالية الجبر والاختيار 2/2
- الجيتو الاسلامى واشكالية الجبر والاختيار 1/2
- - براءة من الله لبديع واخوانه المؤمنين من الذين عاهدتم من ال ...


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام حتاته - تأملات فى الشخصية المصرية : المرأة المتسلطة 2/2