أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة














المزيد.....

رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 16:52
المحور: المجتمع المدني
    


رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة !!!!
مفيد بدر عبد الله
بعدما أنتهي من قراءة أي صحيفة أو مجلة لا أجعل منها بساطا للطعام أو أمسح بها الزجاج ولن يكون مصيرها القمامة مثلما يفعل الكثيرون بل أعطيها لجاري "جبيّر" الحمّال المحب للقراءة هو وابنه، ومعذرة.. ما اعتدت أن أصّغر من الآخرين أومن أسمائهم والتعالي عليهم ولكنه إلف هذا الاسم منذ خمسة عقود تقريبا فهو كان ولازال يعمل حمالا يجوب الأسواق قاصدا كسب العيش ولن يلتفت لأي شخص يناديه بغير هذا الاسم، له ابن واحد يعمل ببيع المناديل الورقية في أحد التقاطعات تاركا مدرسته الابتدائية رغم تفوقه وتميزه ولكنه يأبى أن تخرج أمه إن مرض أبيه أو كسد عمله لتطرق الأبواب قاصدة الأخيار من القاصي والداني، ولدى عودته من عمله يجلس بالقرب من مدرسته دامع العينين يستمع لصراخ ولعب أصدقاء الأمس في ساحة المدرسة.
لم ينجب "جبيّر" غير هذا الابن لأنه لا يريد أن يورث أبنائه الفقر وآلمه كثيرا ترك ابنه الوحيد المدرسة.
إن منزل "جبيّر "أو كوخه يشبه إلى حد كبير ما نقرأ عنه في كتب التاريخ وعن سكن الإنسان البدائي ما قبل الحضارة،فالجدران سداد من الطين والسقف جريد وسعف النخيل، الباب ستارة بالية من القماش فليس في الكوخ ما يسرق إن تُرك وحيدا فالأثاث مما يرمى في مزابل الميسورين وحتى انقطاع الكهرباء لا يعنيه بشي فليس له بالكهرباء من حاجة (فالمهفة) و(العاكول) المرشوش بالماء في شرفة كوخ الطين تقيه هو وأسرته بعضا من حرارة الصيف والموقد بناره ودخانه لبرودة الشتاء ورغم أن الأمطار تعني الخير والعطاء ولأجلها يصلي الناس،فإنها لجبيّر مأساة فلا يقوى الكوخ على مواجهتها وبعد هطولها بدقائق يصبح داخل الكوخ كخارجه وفي بعض الأحيان يطرق أبواب الأخيار هو ومن معه في المنزل حاملي فراشهم على الرؤوس وبرغم كل هذا وذاك فان "جبيّر"يحب العراق بشغف كبير فيفرح لأفراحه ويحزن لأحزانه وتبكيه مناظر وأفعال الإرهاب،وحتى في مشاهدته للعب فريقنا بكرة القدم في المحافل الدولية معنا في المقهى الكل جالس و"جبيّر" واقف من شدة الحماسة ويوجه اللاعبين وكأنه المدرب بصراخه مشدود الأعصاب يتضرع لهم بالدعاء وإن فاز فريقنا يعبر عن فرحه بأشكال شتى ، يقبل كل من في المقهى ويضع على باب كوخه علم للعراق ومن حوله الورود.
إن حال "جبيّر" البائس استثمر من قبل بعض الفضائيات للترويج للحرب ولاستعطاف الشعوب وعلى وجه الخصوص عوائل الجنود المشاركين بالحرب فذات مرة وبعد دخول القوات إلى البصرة قال أحد المراسلين من أجل هذا وأمثاله أتى المحاربون للعراق وأشار إلى "جبيّر" وبعدها تصدرت صورته وصورة منزله البائس الكثير من الصحف الغربية وكان "جبيّر" أصبح هدفا استراتيجيا للحرب وبعدها تغير حال الكثيرين وبقي "جبيّر" على حاله إن لم يعد إلى الخلف فكل ماٍ حصل عليه البطاقة الذكية وبرغم كل ذكائها لا تقوى على تمشية حاله سوى لأيام قليله ولم تنهي مأساة تجواله بالأسواق رغم كبر سنه، يحمل للميسورين ما لذ وطاب ليتعطر بعطر طعامهم الفاخر وإن همّ بالشراء توجه لأردى ما في السوق والمستهلك منه وهو غير ملام فهذا ما يقوى عليه عمله وما تقدمه له البطاقة الذكية.
إن "جبيّر"برغم حاله البائس محب للطرفة والنكات ومن أقواله ( إن الحرب الأخيرة برغم كل صواريخها وطائراتها ودباباتها ما استطاعت انتشالي من حالي البائس ويبدو أن قضيتي تحتاج لحرب عالمية ثالثة).
والسؤال الذي يطرح نفسه ((ماذا لو استغاث ألف "جبيّر"في أفريقيا أو أي بقعة غير حيوية في العالم ........ هل يلبى النداء ٍ؟!!!! ))



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هم ليسوا اغبياء
- مد ايدك للسمه اكرب
- لن اصفق لافتتاح المجسرات
- دولة سيد فرج
- ترحموا على جدي والنخيل
- ما تعلمت من القطة
- كفى تجاهلا للسياب
- ثلاثون مليون محلل سياسي
- جاسمية وهيلري كلنتن


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي ينتظر بناء الممر البحري للمباشرة بنقل ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والأمراض تنهك النازحين بالقطاع
- الأمم المتحدة: الآلاف بمدينة الفاشر السودانية في -خطر شديد- ...
- بينهم نتنياهو.. هل تخشى إسرائيل مذكرات اعتقال دولية بحق قادت ...
- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة