أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صائب خليل - لبنان يكتشف دواء للسرطان














المزيد.....

لبنان يكتشف دواء للسرطان


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 10:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ان كان الغم واليأس والخوف ومنظر الكذب وهو يسيطر على العالم يسبب السرطان, فقد اكتشف هذا الشعب الصغير في ذلك البلد الصغير علاجا له!

احتارت مقدمة البرامج الهولندية وهي تسأل مراسلها في بيروت ان يصف لها تلك المفاجأة المذهلة, ويشرح لها كيف ان اكثر من ربع الشعب اللبناني يتظاهر, ليس ضد سوريا او جيشها, بل ضد اميركا واسرائيل وان الجمع يتظاهر فيه اناس لايشبهون الارهابيين في شيء بل الكثير من الشابات بملابس حديثة!

منذ زمن طويل والتلفزيون يمتلا بالهجوم على سوريا وتصوير جيشها كمحتل لذلك البلد الصغير, بل ان مجلس الامن اصدر قراره الحاسم باخراج ذلك المحتل, وهدد كوفي عنان سوريا بالويل ان لم تنصاع للقرار. لا اختلف مع مهاجمي الدكتاتورية في سوريا, واقف بالضد تماما مع اي دور سلبي قد تقوم به لمساندة الارهاب في العراق, كما اتهمت به مرار, ولاية اسباب او حجج, لكني بالمقابل اتقزز من مشاركتهم الهجوم على ارادة الحكومة الشرعية المنتخبة الوحيدة في العالم العربي وحريتها في علاقاتها الثنائية الموجهة لحماية نفسها.

الكل كان يعلم, ان وجود القوات السورية تم على اساس اتفاق بين الحكومتين, وبتأييد من الشرعية الدولية. الكل يعلم ان الحكومة اللبنانية منتخبة وان لبنان مستقل بقراره. الكل يعلم ان تواجد القوات السورية كان مهما للشعب اللبناني في مواجهة جيش اسرائيل ومؤامرات اسرائيل. كل تلك الحقائق تجعل من تواجد الجيش السوري في لبنان ربما التواجد الوحيد الشرعي لجيش في ارض اجنبية في العالم.

لم تغافل عنان عن كل جيوش اميركا في 140 دولة في العالم, ولم يطلب سحبها على نفس المبدأ؟ ولم لم يصمت ان كان اجبن من ان يذكر بان جارة لبنان تضع جيشها على اراض احتلتها دون اتفاق مع اية حكومة, على اراض فلسطينية ولبنانية وسورية؟ لم كشف النفاق الفرنسي نفسه الى تلك الدرجة ولم يكتف كالعادة بالصمت الجبان؟ الرعب يصيبنا بالسرطان ان يسيطر الكذب على العالم بهذا الشكل التام, فلا تجد من يقول كلمة حق او يخجل من باطل مفضوح اشد فضيحة. هل سيضمن عنان وشيراك حماية لبنان ان هاجمته اسرائيل واحتلته كما فعلت قبل عشرين عاما؟ وكيف يفسر لنفسه حينها انه شارك في اجبار تلك الدولة الصغيرة ان تتخلى عن دفاعها لتفتح الباب امام وحوش العالم الحديث؟

وجاء اغتيال الحريري, ومثل كل الجرائم السياسية الغامضة فأن للجانب الامريكي ان يتصرف على اساس انها من تنفيذ الجهة المعاكسة له, دون الحاجة لاي دليل او اثبات, وله بعد ذلك ان يتصرف بالعالم على هذا الاساس.
الا يشجع هذا الحال الامريكان على ارتكاب الجرائم ما دامت نافعة بهذا الشكل؟

كيف يفسر الكتاب "التقدميون" حماسهم لملا الصحف والانترنيت بحماسهم لتأييد الضغط الامريكي, لكي يقف لبنان عاريا اما احدى اقوى الدول في العالم واشدها عدوانا واستهتارا بالقانون؟

لقد انقذ اللبنانيون العالم من الاستسلام لذلك الرعب, وقالوا ان ما زال في بعض البشر بقية شجاعة. اكثر من مليون لبناني تظاهروا ضد الكذب المتوحش. اكثر من ربع الشعب اللبناني وقف مع الصدق ومع نفسه واحرج العالم المتصاغر.

لقد وقف لبنان, ذلك الطفل الصغير, حين نكس الكبار رؤوسهم واصدروا قرار العار من مجلس الامن, يحرم دولة مستقلة ذات حكومة منتخبة من طلب مساعدة عسكرية من دولة جارة بمليء ارادتها.

لقد صرخ لبنان حين تعرق العمالقة رعبا من العملاق الكبير مثلما صرخ طفل يوما بان الامبراطور لايرتدي اي ملابس, وكشف الزيف الذي يغلف العالم, فلنكن ممنونين للاطفال, بشرا ودولا ان يذكرونا بان الانسان مجبول على الشجاعة فطريا, وانه بحاجة الى عشرات السنين من الارهاب لكي ينساها ويتعلم ان يكون "ناضجا" و"براغماتيا" كما يريد رئيس العصابة وشقاواته.

سمعت انهم يسجلون الادوية الجديدة كبراءات اختراع مؤخرا, فهل لشعب لبنان ان يسجل براءة اختراعه هذه ؟
لنتمنى ان تنتشر موجة الشجاعة اللبنانية الى كل البشر فنحن باشد الحاجة اليها, والشجاعة, مثل الخوف, شديدة العدوى!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايكاروس: مضطهدي الشعوب يدرسونها, لكنها لا تدرسهم
- الاقناع المعكوس: حول قائمة الائتلاف والجلبي والقرارات العشوا ...
- اسئلة قبل نتائج الانتخابات
- نظرية الخونة الابطال لاسحق رابين واشرف عبد الفتاح
- ليس من السهل على ابو مازن ان يكون في شجاعة السادات
- رهان الديمقراطية الخطير
- سياسيون مصابون بنقص الحضارة المزمن: حول الشغب السياسي العراق ...
- من قررت ان تنتخب؟
- خطوط على وجوه المدن العظيمة: اثار الجيش الامريكي في بابل
- صراع بين المتضامنين مع الشعب الكردي
- طائر الشمال الجميل يسحب استقالته!
- استقالتك مرفوضة ايها الطائر الجميل
- خير الامور ليس دائما اوسطها: في العلاقة العربية الكردية في ا ...
- الاعلام والحملات الانتخابية -4 – نظرية التوازن النفسي وتأثير ...
- الحملات الانتخابية والاعلام -3- الخط الايديولوجي
- تحية تقدير للمبادرات السياسية الذكية واصحابها
- ملاحظات حول مشروع الدستور الدائم للدكتور منذر الفضل
- الحملات الانتخابية والاعلام 2- حلزون الصمت
- الحملات الانتخابية والاعلام-1- الرسالة الاعلامية والمتلقي
- من هم الملوك؟


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صائب خليل - لبنان يكتشف دواء للسرطان