أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام ابراهيم عطوف كبة - اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي – القسم الاول















المزيد.....



اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي – القسم الاول


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 10:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية (ريتشارد باوجر) قبيل احتلال العراق : (( إن العراق موجود منذ وقت طويل على القائمة الأمريكية للدول الراعية للارهاب. وتزداد المعرفة سنة بعد أخرى بطبيعة العلاقة التي تربط القيادة العراقية بالمنظمات الإرهابية . وهي علاقات متشعبة ولا تقتصر على التدريب)). معروف ان الإدارة الأمريكية درجت منذ عقود خلت على ضم وحذف دول مختلفة من قائمتها للارهاب . وهي قائمة احتل العراق فيها الموقع المتميز منذ ثورة 14 تموز 1958 رغم توسع ارتباطاته الاقتصادية وارتفاع حجم تجارته بالسوق الأمريكية في الثمانينات . وكانت علاقاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة حسنة لم يطرا عليها تغيير رغم انفالياته الكيمياوية مع الكرد ومقابره الجماعية بذريعة أنها شان داخلي! ثم جاءت حرب الخليج لترسخ من مفهوم معادلة القيادة العراقية – الإدارة الأمريكية.
وكان (جون نيكروبونتي) قد اكد في حينها .. (( لا توجد معلومات دقيقة تشكل الدليل الملموس في تورط العراق في الهجمات الإرهابية داخل الولايات المتحدة )) . وعلى نقيض الاحداث تطرقت اسبوعية ( الوطن العربي) في احد أعداد تشرين الثاني عام 2001 الى اجتماع موفدين من الادارة الامريكية مع صدام حسين وبطانته لدراسة كيفية استغلال فرصة الحملة الأمريكية ضد الارهاب لفتح الباب امام مفاوضات أمريكية – عراقية وتمهيد الطريق للتطبيع مع واشنطن!..
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
تورط العراق بالارهاب الدولي هو امتداد لارهاب الدولة المنظم والعنف السياسي للحكومة العراقية ابان العهد البائد منذ عقود. وفي الوقت الذي تكرس الامم المتحدة والمجتمع الدولي تواجدهما القانوني في مضمار التصدي للارهاب الدولي فانهما يقفان عاجزين امام ارهاب الحكومات الدكتاتورية والفاشية..وبين العقل والقول جبال!.. ومن يتبنى طريقين وحتى عدة طرق واكثر من وجه يتعثر في دروب الازدواجية والمتاهات ، وادى ذلك الى بروز مفاهيم (التدخل الانساني) بقوة في العقد الاخير.
لم ير مصطلح الارهاب ولاحقته ( ism) أي (terrorism) النور الا في اعقاب الثورة الفرنسية عام 1789 والنهضة الاوربية الحديثة. وتحديدا في عهد روبسبير اعوام (1793- 1794) .. ودل المفهوم في حينه على سياسة العنف التي تمارسها الدولة تجاه طبقات المجتمع والفئات الاجتماعية باسم الشرعية القائمة او الجديدة ! هذا الفهم قريب جدا من فهمنا المعاصر للارهاب الا وهو العنف السياسي أي الرعب والتخويف الذي تقوم به دولة او مؤسسة او منظمة او شخص او افراد وجماعات لتحقيق اغراض او اهداف محددة . وتناصر الأمم المتحدة التحديد القانوني للارهاب باعتباره كل فعل عنف سياسي موجه حصرا ضد المدنيين والمدنية والمجتمع المدني مهما كانت الشرعية التي يتذرع بها. هذا الفهم لا يشمل جميع اشكال العنف السياسي .وعليه تواجد في العراق ارهاب الدولة المنظم الذي قل نظيرا له في العالم .
الارهاب ليس قرصنة لانها ممارسة عادية في الخطف والسلب والنهب والابتزاز والقتل ومصدر ارتزاق ونمط وجرد وانتاج لجماعات مهشمة.وهي حرفة. وتعيق القرصنة سبل المعابر المعلوماتية والتي توسعت نسبها على نطاق عالي نهاية القرن المنصرم ودخولنا الالفية الجديدة!.. والمقاومة والمعارضة وحركات التحرر الوطني والديمقراطي ليست ارهابا ايضا لانها اعمال ثورية ظهيرها الشرعية التاريخية والشعوب- الجماهير صانعة التاريخ . ولربما انها ارهاب من وجهة نظر الشرعية القائمة التي لا تتطابق مع الشرعية التحررية مثلما هو حاصل مع نضال الشعب العربي الفلسطيني في سبيل اقامة دولته الوطنية المستقلة على ارضه .. وعليه تكتسب الاعمال الثورية شرعيتها من موضوعيتها كخيارات عقلانية لمواجهة العنف القائم. ولا يكون الانسان حرا الا في دولة حرة.
الارهاب هو كل اعتداء على الحياة البشرية، والملكية على تعدد جوانبها ، والأحوال على وجه يخالف أحكام القانون الدولي بمصادره المختلفة بما في ذلك المبادئ العامة للقانون التي حددته المادة (38) من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية .. وتعتبر السلطات إرهابية وراعية للعنف السياسي عبر إشاعة الرعب ومصادرة الحريات السياسية واهدار حقوق الانسان بأجهزتها القمعية الموسعة واتباع أساليب القمع النفسي الحديثة القائمة على تكتيك الفزع والصدمة المفاجئة لشل تفكير الخصم والتمرس في مضمار صناعة تضليل العقول.
مع تغيير الدلالة اللغوية للارهاب ليصير يدل مع بداية القرن التاسع عشر على استراتيجية العنف السياسي الموجه ضد الدولة نفسها من قبل الجماعات الخارجة عنها من مواقع متطرفة ! الا إن المفهوم تطور وتطورت الظاهرة مع التطور الأيديولوجي الحديث والتقدم الاجتمااقتصادي في المعمورة.
يعكس الارهاب الاضطراب السياسي في العصر الحديث . وبينما قامت في العراق دولة ارهاب منظم شهد العالم صراعات ارهابية دولية كجزء من صيرورة الارهاب الدولي العام! وفهم حيثيات العملية الارهابية الجارية مرتبط اساسا بحماقات الدكتاتوريات ومنها دكتاتورية ربع قرن من الزمن ( الدكتاتورية الصدامية ) بالحروب الكارثية والقمع السياسي والبيزنطية ليشاع التضليل ويجري اختراق السياسة الوطنية المستقلة بالحرب المعلوماتية الحديثة، والنشاط التجسسي الغربي ، وتكتيكات الفزع واستثمار ترهات الحكومة العراقية إلى اقصى حد لصالح الرأسمال الكبير والسيطرة واعادة التوزيع الجغراسياسي الدولي والاقليمي! ..... لكن ليست كل الحقائق القانونية او واقع الحال مقررة كما يجب إن تكون وفقا لمنطق المبادىء القانونية حيث تداخل في الارهاب بالذات السياسة والقانون ليختلط الحابل بالنابل – من هو الارهابي – وما هو الارهاب؟!!!
الارهاب ليس عملا جماهيريا بل فعل من مجموعات منغلقة ومنعزلة من الافراد يستطيعون به الاحلال بالاستقرار والتوازن الامني القائم عبر الاستفزاز والطرق غير الاخلاقية والتهريب غير القانوني والتزوير والتهديد باستخدام العنف واستخدامه فعلا.. وبالغش على اختلاف انواعه ونشاطه السوقي الاسود .. كل ذلك من سمات المافيا والعرابين القدامى والجدد . وهو كل عمل سياسي يؤدي إلى اساءة مادية ومعنوية لاناس ابرياء تكمن وراءه اهداف وجماعات وحتى منظمات ودول. وهو ليس العنف الفردي لانه موجه ضد ابرياء لا حول لهم ولا قوة في الصراعات القائمة ويقوم على نسق مبرمج!
نفهم الارهاب ثمرة للتوتر السياسي القائم ، والانحطاط المؤسساتي .. بسبب ازمات الشرعية والمشاركة والازمات المعيشية والاقتصادية ، والتخلف، والضغوطات الخارجية، وخرق السيادة الوطنية. وتذكرنا المرجعيات الفقهية والسياسية التي تصدر فتاوي القتل وهدر الدماء والتضحية بالارواح بسبب العماء العام..... تذكرنا بكهنة القرون الوسطى واجراءات محاكم التفتيش وفتاوى السلاطين والخلفاء المستبدين. اما ارهاب النظام العراقي فكان فريدا من نوعه شمل شتى الاجراءات القمعية للتشبث وعبر كل الوسائل غير الشرعية المتوفرة لديه بالحكم ! وحروب النظام المتواصلة ضد الشعب قذرة لم تقل اجراما عن حروبه الكارثية . والارهاب هو وسيلة الدكتاتورية الاساسية في الصراع من اجل البقاء إلى جانب ديماغوجيتها،ويسهم قمع وقهر السلطات على حجب وحماية ماكنتها الدعائية التضليلية .. وفتح استمرار حالة الطوارىء الابواب على مصراعيها لممارسة شتى صنوف القمع واستشراء الانتهاكات السافرة والخطيرة لحقوق الانسان ومواصلة تبعيث الجيش والتصفيات داخله .. الجسدية منها والسياسية.
ادرك صدام حسين المرونة الزائدة عند الرأي العام ونقاط ضعف المجتمع الدولي وعمل على استغلالها وربط مصيره بمصير الارهاب المنظم العالمي . وتمخضت عن حرب الخليج الثانية العقوبات الدولية. وهي عقوبات خنقت الاقتصاد العراقي . وسماء العراق راقبتها الدوريات الغربية والاقمار الصناعية. وكان صدام حسين ضمن المنبوذين على المستوى الدولي. ولم تلحق الغارات الجوية الاذى بالنظام وأعاد انتاج ونقل اسلحة الدمار الشامل وواصل عنترياته وتحدياته الارهابية وتواطأ لفتح الابواب للحملات الصليبية العدوانية للولايات المتحدة .. ولجأ في عماه التام إلى اشعال نار حرب جديدة أستخدمت فيها الاسلحة الفتاكة التي لا تبقى ولا تذر ليحتل العراق .
في ظل التنوع الفسيفسائي المعلوماتي والعولمة والاتصالات الحديثة والانترنيت ونفوذ الاذرع والاستخبارات الدولية دخل العراق بعلم البنتاغون ومراقبته الاسواق التجارية السوداء في العالم واخترق التجمعات اللوبية وعصابات الارهاب المنظم لتامين السيل المعلوماتي والسلاح والتكنولوجيا اللازمة لتطوير مؤسسته العسكرية التي عانت اصلا من الدكتاتورية النفعية والطفيلية وجهل الطغمة الحاكمة! ودأب البنتاغون منذ اكثر من (15) عام على استخدام العراق مسرحا لتجاربه المدمرة. وأتاحت حماقات صدام حسين المجال واسعا للادارة الامريكية إن تصول وتجول في منطقة الشرق الاوسط ( حرب مع ايران وغزو الكويت والتفتيش الدولي عن اسلحة العراق إلى التحشيد اللوجستي للترسانة العسكرية الامريكية) . وقد بالغ الغرب في تقدير قدرات النظام العراقي التسليحية وهو أدرك تماما إن النظام البائد أجاد اللعبة والغدر والانتقام والارهاب ولم يفهم غير منطق القوة التي تجذرت اصلا في آيديولوجيته القومانية.
افلحت الولايات المتحدة في التأمين المادي والتقني لنظرية ( العمليات السايكولوجية ) وتطبيقاتهما. الضحية الاولى هنا شعبنا العراقي . وقد تحولت القضية العراقية إلى مشروع دائم للحرب والعدوان والدمار. وباتت ابواب العراق مشرعة امام السلاح الامريكي ياخذ طريقه حيثما يريد وكيفما يريد! ووفر النظام العراقي كل الذرائع الممكنة غطاءا سياسيا لمشاريع الدمار الامريكية لاسيما بعد إن تحول التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل العراقية بالوسائل الممكنة إلى ما يشبه المستحيل وتورط مخابرات النظام مع الارهاب الدولي المنظم. وهي العصابات التي خلفتها الاوليغارشية الغربية نفسها لتشويه معالم حركات التحرر الوطني وتزكية سياساتها العدوانية. وهنا يجري تصريف السلاح المكدس في المخازن الغربية وتنشيط تجارة الاسلحة العصب المهم في الاقتصاديات الرأسمالية.
دار الحديث في الاوساط الامريكية حول صناعة القنبلة النووية الذكية المصغرة ذات المواصفات الخاصة لتدمير بعض مواقع اسلحة الدمار الشامل العراقية تحت الارض. ولم يستهدف هذا المشروع لا النظام ولا رأسه بل أبتغى النيل من كرامة شعب وعزة نفسه وسيادته الوطنية .. قنبلة نووية ذكية.. ذكية لوقتها وشفافيتها .. ومع إن السلاح النووي لم يستعمل في الحروب منذ هيروشيما وناغازاكي ، لكن الرعب النووي الذكي اخذ طريقه إلى الشرق الاوسط بالموت البطىء او اليورانيوم الناضب (DU). كان سقوط صدام حسين المنقذ للشعب العراقي من شرور الولايات المتحدة التدميري الشامل .... لكن حل الاحتلال .
في العراق تواجد ارهاب دولة منظم ودكتاتورية تتفنن في العبث والانتقام والغدر وذات عقلية عصبية ......متطرفة .. أي ان تصدير الارهاب هو احد اركان آيديولوجيتها . وساعدت العولمة والثورة المعلوماتية والسينرجية على تداخل قوس قزح المنظومات الارهابية بعضها مع البعض الاخر.. بقى السؤال قبيل الاحتلال إلى متى تستمر لعبة الموت في العراق وبالأخص بعد ازاحة الستار عن معادلات (صدام حسين- الادارة الامريكية) وهي معادلات كانت غامضة سابقا بسبب دخان الرأسمال الكبير والعولمة والكوسموبوليتية السلعية والتوتاليتارية العالمية.. ؟‍ هنا برزت العلاقة الجدلية بين مبدأ سيادة الدولة وحقوق الانسان لفهم موضوعة التدخل الانساني .. واليوم ينبز السؤال مجددا إلى متى تستمر لعبة الموت في العراق والاحتلال جاثم على كامل الاراضي العراقية ، وحمامات الدم التي تقترفها العصابات الارهابية جارية على قدم و ساق ؟ من جديد ، على الفضول المعلوماتي الغربي إن يعي حقيقة الارهاب الدولي وجذوره وارهاب الدولة وجذورها قبل إن يعربد.. ومن يضع يده في جحر يفاجأ في البعض بفئران وفي البعض الآخر بثعابين ‍‍‍‍‍‍‍‍!
المعروف ان الاصوليات نشأت بتقاليد دينية متنوعة وتواريخ اقليمية اثرت في صيرورتها بحكم سيادة الافكار الاجتماعية المحافظة والآراء الارثوذكسية والمواقف الغيبية والوهمية الخرافية . الأصولية هي نهج يبرر النكوص الى الماضي وتقديسه ونفيه وتفريغه من محتواه بدعوى تجاوزه والانتقال من أصولية مقنعة الى أصولية سافرة وهي تعبير عن الموقف الجامد الآيديولوجي الرجعي الذي يتحجم مع إطلاق العنان للفكر وتحريره من اسر الادلجة والسير الواقعي بعيدا عن التصورات السابقة ..وهي غير الأصالة أي نهج النزوع الى التغيير حسب مقتضيات الحاضر ومتطلبات تطوير التجربة التاريخية.. الاصوليات نزعات ضيقة وطائفية ، متزمتة ومتعصبة ومنغلقة على نفسها ترفض التسامح والتغيير وروح العصر ، وبرامجها قصاصات من نصوص وتراثات غير واضحة المعالم تجهر في السيطرة على المجتمع بالقوة والعنف وتأسيس معسكرات الجهاد الموحدة وجبهات المغامرة العالمية ( وفق مبدأ " علي وعلى اعدائي ") ، وهي تتشابه في تطرفها مع الاصول الخوارجية . وينتظم اعضاءها في مؤسسات غاية في الانضباط ذات طابع معولم وبراغماتي وتكتمي وهرمي مع الخضوع التام والمطلق للزعيم النبي القديس..... كالمنظمة الصهيونية العالمية ومنظمة القاعدة والماسونية . وبالتالي هي نزعات سياسية وفكرية متطرفة لا تختلف بحال عن الفاشية والدكتاتوريات الشمولية والصدامية ، ومؤسسة خارج اطار المؤسسات والبنى الهرمية الدينية وعلى الضد منها. الاصوليات السافرة متعصبة من العصبية .. اي عدم قبول الحق لأغراض الانحياز الى جهة محددة ... ومتطرفة من التطرف اي تجاوز حد الاعتدال . وعند تزاوج الظاهرتان بالمغالاة السياسية والفكرية والمذهبية والدينية تفتح الأبواب مشرعة للإرهاب. وعليه فأن التطرف _ مرحلة سيئة و ضارة من مراحل التعصب الأيديولوجي والقومي والديني والطائفي والتربة الصالحة لأنبات الإرهاب والفاشية والنازية والمكارثية وغير ذلك من الظواهر الاجتماعية المعادية للتقدم الإنساني. الاصوليات نزعات دينية طائفية فالطائفية الدينية لا يمكن مضاهاتها بالطائفية السياسية، والطائفية الدينية للشيعة قامت على أسس دينية تختلف عن الأخريات…وهي تبقى في الأخير طائفية. ولازال العقل الطائفي يؤرخ ويعيد كتابة التاريخ واستحضار مأزقه وفق أسس وتصورات ومقاصد أضيق مما كان في الماضي وبالأخص السياسي، في سبيل تهيئة فرص البقاء والتحكم في رقاب الناس ، ولأن النهج الطائفي من شأنه تمزيق الوحدة الاجتماعية ، بل تمزيق الهوية الثقافية للشعب العراقي ، ومن أهم مكونات هذه الهوية هي الدين ، الدين بكل المذاهب التي يتجلى بها ، والطائفية كتعدد ديني تتداخل فيها إضافة الى الدين العصبية القبلية أو الجهوية وبذلك تتحول الى عصبية اجتماعية موجودة في لعبة الولاء والسلطة… اما الطائفية السياسية فلم تـأت من التعدد الاثني والعرقي والمذهبي بل من سلوك النظم الحاكمة ومن طبيعة المعادلات السياسية التي تتحكم في عقول الحكام.. وهي معادلات قامت على فكرة التفرد في السلطة وتحويل الناس الى خول وعبيد وتابعين … والعبث الطائفي نابع من هذه المعادلات الصبيانية المدمرة في مسعى لتمزيق النسيج المنطقي للأحداث كي لا يجر الامساك بالاسباب والمبررات فتهوي وتضيع في غموض الصدفة والوعي …إن الطائفية علاقة تاريخية للتراتب الاجتماعي المركب وانتظامه المتجدد على الصعيدين السياسي والأيديولوجي وفق الآلية الداخلية الخاصة بالنظام المركزي القائم .
تجلى القمع الداخلي في العراق بعدائه ومنعه وقتله الحوامل الاجتماعية الديمقراطية وفي تفريغها من مضمونها إن وجدت وتحويلها الى يافطات وشكليات تخدم الأنظمة القائمة وتعيد إنتاجها..واعاقت التبعية والافتقاد الى الدستور المدني وسيادة الأوضاع الاستثنائية وحالات الطوارئ وتهشم القضاء والاعلام وانتشار الطغم الثيوقراطية وتمركز السلطات والافتقار الى الوعي المجتمعي والمركزية البيروقراطية، وأخيرا وليس آخرا الوصاية الدولية وقيام الدولة الكومبرادورية الحارس الامين للمصالح الاحتكارية والاحتلال الأجنبي …أعاقت جميعها التأسيس المدني ونهوض المجتمع المدني في العراق. وارتبط دخول قوات الاحتلال الأمريكي _ البريطاني إلى العراق بسيادة الفوضى والقتل والنهب وإشعال الحرائق.. ولم تبد قوات الاحتلال اهتماماً بذلك ،لكنها أجبرت أخيراً على التوجه النسبي صوب معالجة ذلك.
السلطات السياسية والدولة هي المصدر الاساسي الاول للتطرف لأنها التطرف الاصلي ، ويعيد التطرف الاصولي غير الحكومي انتاج التطرف السلطوي ولكن اكثر عنفا . التطرفان يدمران المجتمع ويقوضانه. ... و يستقطب التطرف الديني من سدت طرق حراكه الاجتماعي وأحبطت آماله في مسعى للعودة الى طريق الحياة الطهرانية المساواتية وتخفيف الآلام والمرارات وتقليص الفجوة الاجتماعية بالأخذ من الثري واعطاء الفقير !وكانت السلطات السياسية دوما المصدر الرئيسي للتطرف ومرجعها الأول والابن الشرعي لها . لا تختلف ممارسات الاصولية الاسلامية المنظمة عن ممارسات الدولة التسلطية سواء اكانت دينية او خلافه ضد المواطنين فالدولة الدينية لا تفصل بين السلطات . وتنتشر الاصوليات في الاوضاع الارهابية المظلمة وتستجيب لفترات التراجع والارتداد السياسي العام والظروف المعيشية الصعبة وشيوع الفساد وبالاخص الفساد الاداري . والهدف اساسا تحويل الشعب الى عنصر سلبي وخاصة الفقراء والمهشمين ..... وعليه القوى الجاهلية المتدينة ، وبالاخص المتأسلمة ، اصوليات رجعية متطرفة تؤمن بالقتل والتدمير تحت حجة الجهاد في سبيل الله ، ولا تتورع في قتل الادباء والاطباء والمهندسين والمفكرين والضباط والصحفيين .... الاطفال والشيوخ والنساء ورجال الدين والابرياء ، وتستخدم الانترنيت والتكنولوجيا المتقدمة والسلاح وتمتلك المصادر التمويلية الغنية والانفاق السخي والخبرة الاعلانية ، وتهيمن عرفيا في مناطقها الجغرافية . وهي انعكاس لحياة التعاسة والخيبة والاخفاق ... ويتنوع ويتشعب الارهاب من فتوى تفجير صالون تصفيف الشعر للسيدات .. تفريق الفرد عن زوجته كرها بسبب سطور كتبها واساء البعض فهمها !.. إلى اكتساب الحق بقطع رقاب المئات من سيدات المجتمع بتهمة الزنا والسمسرة وهدر دم رجال العلم والثقافة وهم عزل الا من العقل والقلم .. ويبقى اعتقال العقل واغتياله وممارسة الارهاب ضده عمل في غاية الخطورة والبربرية ينذر بالكارثة المحدقة .. ولصالح من !؟
في الولايات المتحدة نفسها وصل عدد هذه الاصوليات بداية القرن الحالي الى 5000 جماعة يقودهم مجانين من خدمة ال سي.آي.أي بوعي وبدونه ( انظر : ديفيد كورش المنتحر حرقا مع 80 من اتباعه عام 1994 ، جيم جونز المنتحر مع 900 من اتباعه عام 1978 ، كوري مون ، ....) وهي تقيم لأعضاءها المهرجانات المشبوهة ودورات التدريب على السلاح الثقيل والرماية . وتوظف المخابرات المركزية الاميركية هذه الاصوليات لخدمة مآربها داخل اميركا وخارجها ... وليس غريبا ان ترتبط الاصوليات الاميركية والدولية ومنها اصوليات الاجرام الأسلامي المنظم بعلائق التنسيق لمزيد من القتل واشاعة الارهاب.
تعتبر الاصوليات الاسلامية المتطرقة كالقاعدة و جند الاسلام غريبة عن نسيج المجتمع العراقي واالكردستاني ذي الطبيعة التعددية وهي تبث الشقاق والتفرقة الدينية والمذهبية . وقد اسس بن لاذن العديد من شركات المقاولات والاستثمار والتجارة منها " وادي العتيق ، الهجرة ، طابا ..." ، وتعاون مع اليهود الروس لاستحصال المواد الكيمياوية والنووية والبايولوجية... وتوزعت شبكاته في كل انحاء العالم .

سقط صدام حسين ونظامه ودولته ، ولكن لم تسقط أجهزته وقواه الخاصة وعناصره المخلصة ، وخاصة العناصر التي شاركت صدام حسين في ترسيخ دولة البوليس السري والاستخبارات والمخابرات العسكرية والقوات الخاصة. فهذه الجماعات ما تزال موجودة في مواقع كثيرة وقادرة في الوصول إلى آخرين موجودين في مواقع مهمة يمكن من خلالهم الحصول على إمكانيات توجيه الضربات لأجهزة الدولة الفتية والحكومة الانتقالية المؤقتة. يعرف المسؤولون العراقيون بأن صدام حسين قد بني تنظيماته المختلفة وفق الأسس التي تبنى عليها عصابات الجريمة المنظمة (المافيا) ، والتي تعني ضمن ما تعني قتل الذين يعبرون في عرف المافيا أنهم خانوا العهد الذي قطعوه على أنفسهم إزاء المنظمة. ونفذت حتى الآن بعض الاغتيالات باعتبارها أحكاماً بالإعدام من المافيا التابعة لصدام حسين والتي يترأسها الآن عزت الدوري . وتتألف المافيات من العناصر الأكثر إخلاصاً وخضوعاً لصدام حسين والأكثر صراحة في عدائها للوضع الجديد وحملها السلاح واستخدامه فعلاً. وهي عناصر كانت في حزب البعث وفي أجهزة الأمن والقوات الخاصة ، وخاصة فدائيي صدام حسين والحرس الجمهوري والمكاتب الامنية القومية ، وأغلبهم من المحيط الذي سعى صدام حسين على استخدامهم لأغراضه الخاصة وحكمه الاستبدادي. وهذه القوى تحمل السلاح بصورة سرية وتمارس عملها الاعتيادي اليومي في بعض الأحزاب السياسية والمنظمات المهنية والجمعيات غير الحكومية والنقابات والإعلام. وهي تتناوب فيما بينها تنفيذ العمليات العسكرية. وبعض هذه العناصر مستعد لطرح وجهات نظره بصراحة بالغة عندما يكون في الأحزاب السياسية العلنية أو شكل تنظيمات خاصة به . هذه العصابة هي المسؤولة مباشرة عن تنفيذ عمليات الاغتيال و التفجير والتفخيخ والخطف والتخريب الاقتصادي و التنسيق مع القوى المضادة القادمة من وراء الحدود لدعم نشاطها التخريبي والقتل الجماعي. ويعمل على دعم هذه العصابات الكثير من أئمة المساجد والحسينيات وبعض الجماعات الدينية والقومية والحثالات الاجتماعية والرثة والمهشمين والفئات الراكدة .... والجميع تعاون مع الدكتاتور وحصل على الكثير من المكاسب والمغانم أثناء وجود النظام. ويستغل بعض مسؤلي الحكومة الانتقالية المؤقتة من اصحاب النزعات الشوفينية والتخلف الديني ، وبدعم من قبل الاحتلال الاميركي وبعض دول الجوار جهل وعواطف البسطاء والفوضى الكبيرة التي يعيشها العراق ليس فقط لاعادة البعثيين الى السلطة بل العمل على تبييض وجوههم ومساعدتهم لأخذ مكانهم وممارسة دورهم السياسي القذر . ان استلام البعث الفاشي للسلطة مرتين تم بمساعدة الأدارة الأمريكية ، وما يجري الآن من إعادة تأهيل للبعث الفاشي ، يتم هو الآخر باشراف ومساعدة الأدارة الأمريكية.

الى ذلك تبذل بعض القوى السياسية الاسلامية العراقية الجهد في سبيل فرض هيمنتها على البلاد وإجبار المجتمع على القناعة بفكرها الشمولي الرجعي .... وهي ترفض الديمقراطية وترفض الفيدرالية وترفض وجود أفكار أخرى غير الفكر الديني السلفي الواحد الذي تؤمن وتلتزم به وتريد إقامة "النظام الإسلامي"و " النظام الشيعي " في العراق على أساس فهمها للإسلام ومذهبها ! وهي تخشى الديمقراطية وتدعو للديمقراطية الاسلامية في سبيل تامين سيطرة الثيوقراط على الحكم عبر الانتخابات التي تصل إلى السلطة بحكومة وبرلمان لا تمنحا الشرعية للقوانين طالما رأى الثيوقراط أنها غير شرعية من وجهة نظر الله التي يدعون أنهم يعبرون عنها. ... انها ديكتاتورية الثيوقراط والشعوذة والخصيان .. وهذه القوى المبنية على أسس دينية و طائفية .... لا يمكن إلا أن تكون دينية متعصبة وطائفية متزمتة .... ونتيجتها ممارسة التمييز الديني والطائفي في المجتمع ..... وممارسة الطائفية والتمييز الطائفي والالغاء العملي للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. والاخطر هو الاسلام الروحي الاجرامي المنظم الذي يحتقر العمل السياسي واي شكل من اشكال الحياة المدنية التي لا تنطبق وتصوراته ويعمل على خلق ورح اجرامية فعالة مستعدة ومتهياة لتنفيذ فتاوى الفقية المقبور او الحي او المتواري عن الانظار . الاسلام الروحي الاجرامي المنظم يعيد كل افكار الفقهاء المقبوريين والجلادين الاسلاميين او السفاحين الى الحياة.. لقد تحولت الظاهرة الدينية السائدة في العراق لوباء أسود من الحقد وموجات التدمير الشامل بسبب الفراغ القيادي المفجع لمؤسسات الفكر الحر ولمنظمات المجتمع المدني . وتسلل البعثيون ويتسللون اليوم من نقطة الضعف تلك ويمارسون إرهابهم ، وتخريبهم الفظيع ، ويتسلل المتأسلمون والجهلة ايضا تحت الأغطية الدينية بشعاراتهم البائسة ووجوههم الكالحة في تنسيق غير منظور او معلن مع جرذان البعث وعصابات الاجرام المنظم ... وهم يدخلون العصر الحديث بشعاراتهم القومية والدينية المزيفة السخيفة . واصبحت عباءة الدين غطاء العصابات الارهابية وما ارتكبته من جرائم بحق العراق وابناء العراق؟ وهنا تلاقت الاساليب رغم اختلاف النوايا ولكن النتيجة واحدة الا وهي التدمير، اقتصاديا اجتماعيا ، صحيا ونفسيا للناس العزل. والاخطر من ذلك انه ياتي بمباركة المرجعيات الدينية التي يجب عليها ان تفي بالتزامها قول كلمة الحق؟ هكذا نتابعُ مع جميع القوى المحبة للسلم والحرية ما يجري من جرائم خطيرة بحق شعبنا العراقي ، ومن استباحة يومية لآدميتِهِ ولحقوقِهِ البشرية حتى في أبسطها، حيث حق الحياة الآمنة المطمئنة. وتجري تلك الأفعال الإجرامية الإرهابية لتواصل جريمة ذبح العراقيين وإبقائهم أسرى القوى الاستغلالية من بقايا الطاغية الدموي المهزوم ومن العصابات المافيوية وقوى دخيلة على وجودنا الوطني والشعبي.



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي- ...
- الحرب سلام السادة ورغيف من طين_ ثقافة السلام في العراق وكردس ...
- المعلوماتية والحرب والجيش في العراق
- جرائم البعث ضد الانسانية - تهجير الأكراد اجراء منسي !* وجريم ...
- الى محمد الدوري مع التحيات - استذكار ، العقوبات المعدلة – ال ...
- طيف الطاقة الكهربائية في العراق ... بين الشعوذة والسياسة- ال ...
- الانفاليات وتحديات إنقاذ كوكب الأرض
- التنمبة والكهربة الريفية في العراق - القسم الاول
- التنمية والكهربة الريفية في العراق - القسم الثاني
- السنة الدولية للجبال تقليد يجب الحفاظ على مغزاه في كردستان ا ...
- الهجرة والتهجير واللجوء سياسة غدر الطغم- النخب الحاكمة في ال ...
- لا تعتبر الخصخصة الحل البلسمي لمعضلات قطاع الكهرباء الوطني - ...
- ذكرى تأسيس الجيش العراقي _ ملحمة 14 تموز بين التأسيس المدني ...
- التشيع البعثي وقرصنة التوليد التجاري
- الطاقة الكهربائية في عراق القرن العشرين
- المجتمع المدني والمؤسسة العشائرية_ كردستان العراق نموذجا_ ال ...
- صناعة الترجمة الآلية واللغة الكردية
- المجتمع المدني والمؤسسة العشائرية_ كردستان العراق نموذجا_ ال ...
- العمل النقابي الهندسي في العراق وكردستان
- تداعيات الربط الكهربائي العراقي - التركي


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام ابراهيم عطوف كبة - اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي – القسم الاول