أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد على حسن - قراءة عصرية -عربية خالصة- لمسرح العبث......... مسرحيتى-سوء تفاهم و فى إنتظار جودو- كنموذج














المزيد.....

قراءة عصرية -عربية خالصة- لمسرح العبث......... مسرحيتى-سوء تفاهم و فى إنتظار جودو- كنموذج


أحمد على حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


إنه العبث .. و العبث فقط هو الذى ألهب و شحذ عبقرية ألبير كاميه فى مسرحيتة العبقرية سوء تفاهم .... هل يجب أن نحكى القصة العبثية للمسرحية العبقرية لألبير كاميه؟ لا .. لا يجب أن أحكيها، فمن العبث أن أحكيها و من أراد الرجوع للمسرحية فليرجع لها ببساطة، ربما أيضاً من لم يقرأ المسرحية الساحرة لن يفهم ماذا أقصد ، أنه العبث .. فقط العبث وقت اللاعبث.

هل توجد أمة واحدة عبر التاريخ كله ظلت أسئلتهم الجوهرية دون إجابة غير عالمنا العربى !! ... وهذا مجرد جزء يسير من النقد "العبثى" لعالمنا العربى .. تخيل مثلاً قضية كالتعامل مع البنوك ، كمثل الفائدة على الأموال المودعة أو المقترضة من البنوك فهناك عشرات و مئات الفتاوى بالتحريم و كذا فهناك مثلها فى التحليل!!! ...... أهناك فى أى من مسرحيات العبث مثل ذلك !؟ ... ثم يقولون بأن الإختلاف فى الرأى نعمة!!! .. بل هو النقمة ذاتها!!.. فمعظم قضايانا و أسئلتناالمعاصرة " و المعاصرة أى البعيدة عن هذه الفتاوى الغبية كبول الإبل و الحجامة و غيرها" كل هذه القضايا و الأسئلة هى حلال و حرام، و هى تصح و لا تصح، و هى جائزة و مكروهة ... كجزء أصيل من العبث التاريخى و الدينى و الإسلامى.

هل يمكن لأساطين مسرح العبث أن يبدعوا عبثاً متقناً كهذا العبث الدينى التاريخى!؟ ... هل دار بمخيلة "صامويل بيكيت" عندما إبدع مسرحيتة الخالدة فى إنتظار جودو مثل ذلك العبث .. فبيكيت ـ ذلك العبقرى ـ قد جعل أبطال مسرحيتة ينتظرون هذا المخلص التراجيدى العتيد ، و لكن عبثاً ينتظرون فلا يجئ !!.

أما عالمنا العربى فقد تفوق على صامويل بيكيت فقد جعل جودو يعود و يظهرعياناً بياناً، بل ظهر عشرات و مئات و ريما آلاف من هذا "الجودو"، لكن كل هؤلاء "الجودو" أزادونا حيرة و غماً، حتى وددنا لو لم يظهروا!!!

فتاريخنا العربى و الإسلامى الأشبه بالمسرح لا يتبع المدرسة العبثية وحدها، و لكنة مسرح العبث ممزوج بالملهاة بالتراجديا ، إنه سوء التفاهم التاريخى، و لكن ليس على طريقة ألبير كامى البسيطة، والتى و إن بدت شديدة المأساوية فهى تبدو كوميدية جداًبالقياس لهذا السوء من التفاهم الدينى الإسلامى العربى التاريخى والممتد عبر قرون طويلة.

هل يمكن تصور فى أى من كلاسيكيات مسرح العبث أن يستحضر "الؤلف" أبطال العرض المسرحى شخوص تاريخية "خارج إطار العرض المسرحى" بل وماتوا منذ ألف عام أو يزيد فيجعلوهم هم "جودو" الذى ينتظرون حضوره كما عند صامويل بيكيت فى مسرحيته! .. فحتى بيكيت فى مسرحيته العبثية لم يجرأ أن يفعلها، و لكننا فى عالمنا العربى الإسلامى نقوم بذلك كل يوم دون أن تهتز لنا شعره!! .. تخيل مثلاً أن يفتى بعضهم فى القرن الحادى و العشرون بالعلاج ببول الإبل!! و تجد أن أحد هؤلاء العبثيين بإسم الدين يحمل شهادة الدكتوراه فى الجيولوجيا!! .. لا ليس وحدة فهناك غيره العشرات من أصحاب تلك الفتاوى كإرضاع الكبير أو تزويج القاصرات أو التسرى بالرضيعة.... !!!.

ولعل عبقرية ألبير كاميه فى مسرحيتة العبثية الخالدة تكمن فى جعل أبطال العرض المسرحى يقومون بقتل مخلصهم المنظر، إنه السوء تفاهم التاريخى فلا نحن إستطعنا الوصول لهم و لا هم إستطاعوا أن يفهمونا!!، و هذا بالضبط و بإختصار ما نفعله و نجيده فى عالمنا العربى، و أنظر مثلاً مبيعات كتب الخرافة و ترويج الشاذ و المقزز جداً من الفتاوى، و ما يقابلة من تلك الكتب التى تدعو لإعمال العقل فيتلقفها هؤلاء المثقفين ليقرأوها و يعملون عقولهم "و هى التى تعمل أصلاً" دون الدعوة لإعمالها! أنه ايضاً شكل آخرمن العبث، فالعقلاء و الداعين لإعمال العقل يتداولون بضاعتهم، و كذا أصحاب الخرافة و الداعين لها يتداولون بضاعتهم، و لأننا مازلنا فى مسرح العبث لم نبرحه فبضاعة الخرافة تتفوق كثيراً على بضاعة العقل! فيصبح لها العديد من القنوات التليفزيونية الفضائية و الأحزاب السياسية و الجماعات دينية!! .. إنه العبث وقت الجد، فالعالم كله سائر للمستقبل بينما ننبش نحن فى الماضى لنخرج منه أحط ما فيه، و أكثره شذوذاً!!.. و بدلاً من أن ننتظر جودو الذى لا يجيئ كما فى مسرحية صامويل بيكيت نقتل المخلص المنتظر كما فى مسرحية ألبير كامية سوء تفاهم.



#أحمد_على_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم الذى وعدت به - لمى - ........... مهداة لروح الطفلة ال ...
- الإلتفاف على النص الدستورى فى مسودة الدستور المصرى
- الفقه الذكورى
- هستريا جماعية فى جمعة تطبيق الشريعة


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد على حسن - قراءة عصرية -عربية خالصة- لمسرح العبث......... مسرحيتى-سوء تفاهم و فى إنتظار جودو- كنموذج