أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمر أبو رصاع - تلك ليست مهمتي














المزيد.....

تلك ليست مهمتي


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 09:54
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يبدو لي أن الغباء الذي تتمتع به انظمة الاستبداد التي حكمت دولنا العربية واحد، ومتناهي في التماهي والاصرار على استخدام نفس الاساليب، تماماً كما لو كانت اجهزة القمع المسماة خطأ باجهزة الامن تقرأ وتنفذ تعليمات محددة، فيما عقلها عاجز وغير قادر ألبتة على الفهم والتحليل وتجاوز اخطاء التجارب الأخرى وابتكار البدائل.
خطاب حسين هزاع (مدير الامن في الأردن) جاء نموذجاً عملياً دالاً على ذلك، ولا أرى داعٍ للخوض في تفاصيل ما جاء به من اخطاء مكررة بفجاجة تفوق حد القدرة على ضبط النفس، فخطابه يشي بأكثر مما يحتمل السياق.
كذلك الاصرار على اعتقال وتعذيب الناشطين والحراكيين السياسيين، وكأن الاعتداء البدني والشتم حتى يتعلم ذلك الحراكي -على حد تعبير هؤلاء- كيف يتطاول على سيده ومولاه ....الخ يجزي نفعاً.
ليس من شأن هذا السلوك أن يثني الحراكي عن أن يزيد من تحديه وعناده واصراره؟ من واقع التجربة ومن خلال تعاملي المباشر مع عشرات ممن تعرضوا لاعتداء بدني عنيف بل وتكسير عظام وأنا منهم، أو من تعرضوا للاعتقال والضرب في الزنازين، لم اجد أياً منهم يتراجع، ولا حتى يخفف من لهجة خطابه ونشاطه، بل على العكس زاد العيار اكثر، وانكسرت في نفسه حواجز جديدة وازداد تحد واصرار واقدام.
الفعل الاساسي الذي على ما يبدو اطار صواب اجهزة الاستبداد، كان المطالبة باسقاط النظام، والواضح أن هذا الفعل بالذات والذي اطار صواب الاجهزة وعملت جاهدة من أجله على اعتقال الحراكيين وضربهم، صار هو وهو بالذات ديدن كل المتظاهرين، وما لا يريد ان يعترف به الاستبداد هو أن المظاهرات والاحتجاجات الاخيرة لم تنطق بكلمة واحدة في شعاراتها عن الاسعار بل كلها ومنذ اللحظة الاولى وحتى الآن توجهت مباشرة لهذه الشعارات بالذات.
سأكون أكثر وضوحاً وأقول بأن مشكلة اعادة الهيكلة السعرية هذه، كان بالامكان ان تعالج وتمر بشكل سلس وطبيعي، وإني لأجزم وأقسم بأن الشعب الأردني لو كان على ثقة ويقين بأن ماليته العامة تدار بأيد أمينة موثوقة، وبحكمة ورشد، وطولب بعدها بأن يتحمل رفع اسعار لما نبس ببنت شفاه واحدة، بل ولعرى لحكومته وبلاده كتفه تأكل منه، لكن ولأنه بات مقتنعاً بفساد الادارة الناتج اساساً عن الاستبداد واستفراد الفرد بالسلطة، وتعنت هذا الاخير واصراره على التحايل وعدم الاصلاح وعدم القبول برد الدولة للشعب سلطة وموارد، كانت النتيجة فوراً أن خرج ليقول له: "يسقط النظام".
الشعب واضح ومن سموهم بالقلة الشاذة بالأمس القريب، خرجوا على رأس المظاهرات الضخمة والحركة الاحتجاجية في كل ارجاء الاردن، وكانوا لسان حال الشعب.
إذن غضب الاستبداد، وأنا استغرب تماماً أنه قدر الأمور بشكل خاطئ، قدر أن الاحتجاج سيكون على الاسعار، لكن الشعب ليس احمقاً وليس مستعداً للتوجه للنتائج تاركاً ما هو على قناعة بأنه السبب، هكذا وجه سهام نقده مباشرة للرأس، فكيف إذن لم يفهم الاستبداد حتى حينه هذه الحقيقة؟
وكيف يخرج رئيس وزرائه ليقلل من حجم الخسارة مختصراً إياها بالبعد المادي؟ فيما الخسارة الحقيقية هي هيبة نظامه التي اهدرت عن بكرة ابيها، وقدرته على الزعم بأن الناس معه، ترى هل ضحكوا عليه بأرقام المسجلين للانتخابات؟ ألا يعرف مثلما نعرف ومن خلال اقاربنا ومعارفنا المباشرين أن أكثر من نصف البطاقات استخرجت دون علم ذويها أصلاً؟ وأن نصف الباقي مما استخرج تسبب باستخراجه الاندفاع الطبيعي لاسباب عشائرية ومناطقية، أو حتى لمخاوف نشرتها اجهزة الاتسبداد انطلت على الكثير من البسطاء؟ هل صدق فعلاً أن الذين لم يعلنوا حتى حينه أنهم مع الحراك أو الاخوان، هم معه هو؟!
كان الاستبداد يتشدق بأن اعداد الحراكيين قليلة وبأنهم لا يمثلون الشعب، وبأن الشعب معه، وبأن هؤلاء الحراكيين الذين كان دائماً يتجاهل كتلتهم وحجمهم الحقيقي اضافة إلى الاخوان، عليهم ان يبقوا في الشارع إن لم يقبلوا بلعبته وفق قوانينه التي تضمن له أن يحافظ على كل مزاياه الاستبدادية.
الآن لم يعد بإمكان الاستبداد أن يضحك على الناس أو على نفسه، وسواء نجحنا الآن بوقفه وإلزامه ما ينبغي أن يلتزم أم لا، فإن يقيننا تعزز بأنها مسألة وقت وتحصيل حاصل، وبأن المسألة الآن أصبحت واضحة تماماً إنها معركة شعب من أجل استرداد دولته سلطة وموارداً.
وإن كانت مسرحية التسجيل للانتخابات جعلته يجمع أوهام القوة والنصر، فأعتقد أن حجمه الحقيقي وحقيقة من هم مستعدين لنصرته فعلاً، اتضح في هذه الازمة أو بدقة في هذه الجولة من الصراع.
في خضم الحدث، سألني أحد الرفاق: "لو كنت الآن مكانه كيف كنت ستتصرف؟" أجبته أنا منشغل الآن بمكاني كمواطن وكحراكي يرى أنه في هذه اللحظة التاريخية لم يعد بالامكان القبول إلا بدولة مدنية ديمقراطية، الشعب فيها مصدر السلطات يحكم عبر ممثليه المنتخبين، هذا مشروعي ومشروع كل رفاقي لهذه المرحلة، وأرى أن عليه هو أن يختار لنفسه أين تماماً يريد أن يكون موقعه من هذا المشروع، وليس شاغلي أن اختار له فتلك ليست مهمتي.



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الثورة العربية المعاصرة
- الحراك الشعبي الأردني- بؤس المشهد أم بؤس القراءة؟!
- إني اراني اعصِرُ نفطاً
- رفع الدعم وسعر صرف الدينار الأردني
- الأردن- الغاز المصري واكاذيب الاستبداد
- دولة الرئيس
- الأردن- شرعنة الاستبداد
- مصر- كشف الحساب أم رأس النائب العام؟
- الأردن- ماذا بعد حل مجلس النواب؟
- أين ذهبت أموال الشعب الأردني؟
- قراءة في الانتخابات الأردنية
- لماذا أقاطع الانتخابات البرلمانية الأردنية؟
- نحن والغرب على طرفي نقيض، بين الحداثة وما بعد الحداثة
- تاريخية المصحف -3- (في نقد المرجعية التراثية: أ- الأسس العقي ...
- تاريخية المصحف -2- (القطيعة المعرفية وعمى الزمن)
- تاريخية المصحف -1-
- نكون أو لا نكون
- العودة لمنطلقات الثورة المصرية الحديثة
- حكومة وفاق وطني عراقي
- التباين الثقافي للمفاهيم- التسامح والمساواة


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمر أبو رصاع - تلك ليست مهمتي