أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - وماذا بعد الانسحاب أيها الأحباب؟














المزيد.....

وماذا بعد الانسحاب أيها الأحباب؟


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 10:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كان على الجيش السوري أن يعود إلى سوريا منذ أول حكومة شكلها الراحل رفيق الحريري ، حيث عم السلام وبدأ الإعمار واتخذ لبنان مساره نحو البناء والازدهار ، وكان على القيادة السورية أن تصرف وقتها وجهدها في تلاحم مساري البناء والتنمية والدمقرطة ، جنباً إلى جنب ، ولكن بعد هذا التأجيل المريع ، وما حدث وبالطريقة التي لا يمكن أن تريح حتى أكثر المتحمسين منذ وقت طويل لرؤية الجيش السوري يعود إلى سوريا، بعد كل ذلك وما يتبعه ويترتب عليه ، أرجو ألا يكون فات الأوان على التحديث والبناء ووووو.....بقية الأحلام.

الطبقة السياسية اللبنانية موالاة ومعارضة فاسدة ، وهي بكل تركيبتها الراهنة الجيل الأول (من تبقى منه) أو الجيل الثاني من قادة الحرب وأمرائها ، وهم أنفسهم الذين كانوا يقفون برؤوس مطأطئة أمام النظام في سوريا أو يستجدون قادة إسرائيل أو غيرهما من القوى الإقليمية أو الدولية ، ولا ينقصهم من الأحياء اليوم إلا سمير جعجع ليكتمل السيرك معارضاً أو موالياً.

إذاً ليس لدي أية أوهام حول التركيبة المعارضة للنظام السوري ، وبالأساس الموالون له بالمستوى نفسه من الدونية والفساد ، وكان من أفدح الأخطاء التي ارتكبها النظام السوري أنه لم يفهم حقيقة رجال الميليشيات المنحدرين من الإقطاع السياسي أو الوافدين من بؤر متخلفة وطائفية ومرتبطة سراً أو علانية بجهات خارجية واستخبارات متعددة منها السورية أو غيرها وأحيانا بشكل مزدوج ، بل من المستحيل أن النظام أو على الأقل مخابراته لم تكن تعلم هذه الحقيقة التي تكفي لأي عاقل بألا يعول على أية علاقة إستراتيجية ، كيلا يتفاجأ في النهاية ، أو يدعي المفاجأة ، بأنهم ليسوا أهلا للتحالف .

لكن النظام السوري لم يكن يعمل إلا على مبدأ: " تمشية الحال اليوم وفي الغد يفرجها ربك " ، وهذا ما يؤكده تاريخه في لبنان ، فليس هناك من طرف من الموالين له أو المعارضين ، إلا واصطدم معه وبالسلاح ، فلن ينسى حزب الله مجزرة فتح الله وغيرها ، ووقوف النظام السوري مع حركة أمل ضد الحزب في لحظات عصيبة ، وقس على ذلك ، في إطار سياسة معروفة ب"فرق تسد" والساحة اللبنانية ككل الساحات العربية جاهزة لها بحرارة ، فصار الشيعة حزباً وحركة وشيعاً صغيرة ، والموارنة أطرافاً متحاربة والدروز جنبلاطيين ويزبكيين وهلم جرا.

لعب النظام السوري على هذه الخطوط الموجودة أساساً في التركيبة اللبنانية الهشة ، وعمقها ظناً منه أن حكمها يكون أسهل ، وكان ذلك في مكانه ، ولكنه مرحلي وآني ، ولم يظن النظام على ما يبدو أنه سيخرج يوماً من لبنان، وحين اقترب هذا اليوم ، بتضافر العوامل الداخلية مع الضغوط الخارجية ، لجأت "الحكمة" السورية إلى اللعبة المخابراتية ، فأرسى النظام السوري وبصفاقة وبتحد سافر لشعب لبنان والمجتمع الدولي، دولة (برئيسها) تابعة له وأجهزتها ملحقة بأجهزته ، وهكذا قرب النهاية البعيدة وجعل الاحتمال والتسويف ، يقيناً وراهناً ، ولكنه لم يعبر بذلك إلا عن الأفق الضيق نفسه ، وأكد مرة أخرى، أنه ليس باستطاعته أن يحكم لبنان إلا بالطريقة التي يحكم فيها سوريا ، وهنا يطول الحديث عن هذه الاستحالة ( أي الحكم بغير هذه الطريقة) ، العائدة إلى البنية السياسية للسلطة السورية أساسا، وللبنى الاجتماعية التي ترتكز عليها تاليا.

لا يبدو أن الانسحاب السوري بداية الحل كما يتوهم بعض المتفائلين ، ففي خطاب الرئيس بشار الأسد إشارات واضحة إلى قنابل موقوتة مزروعة في الأرض اللبنانية ، يشتم منها أنها ستترك لبنان أرضاً محروقة ، وهي أساساً قنابل لبنانية ، تدافع عن وجودها ومصالحها ، ولو على حساب لبنان الأخضر الحلو، وقد عبرت هذه القنابل عن نفسها وشعاراتها "بتكسير الرؤوس "، ولمن نسي أو لم يعلم فاتفاق 18 أيار سقط بحرب وليس بمقال في جريدة، والحال أن خطاب الرئيس بشار الأسد حذر من اتفاق شبيه قادم ، ودعا إلى إسقاطه .

خلاصة القول أن التركيبة السياسية اللبنانية بطرفيها ، ليست تركيبة سلام بل تركيبة ميليشيات ، وعلى ضوء هذا الواقع الخطير ، يجب قراءة الجوهر السياسي الإجرامي لعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري باعتباره رجل السلام الوحيد ورجل الإعمار الوحيد ، والرجل القوي الوحيد القادر على تنفيذ السلام والإعمار .

الذي اغتال الحريري سيظهر ليس من التحقيق الجاري وإنما من التطورات اللاحقة ، من الحرب القادمة ، التي لا يمكن منعها من الاندلاع إلا بوعي لبناني لا يبدو أنه موجود ، بكل أسف حتى لدى الحريريين فعلاً ناهيك بالمنافقين ، وأما الموتورون من أمثال عاصم قانصوه وغيره فلا حاجة للحديث عنهم.

اليوم وليس غداً على القوى الوطنية والديمقراطية في سوريا ولبنان أن تلتقي على برنامج يوحدهما في وجه الفساد المترابط والوثيق العرى الذي وحدته مافيات البلدين عبر سنوات طويلة ، والحريق القادم لن يكون لبنانياً فقط وإنما سيبدأ في لبنان فقط ، ونرجو أن تكون هذه القراءة خاطئة كلياً ، وأن يكون القادم ربيعاً لكلا البلدين ، فأنا شخصياً لا أعرف أيهما اليمنى وأيهما اليسرى ، ولكن لبنان وسوريا عيناي ورئتاي .



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرة الثلج أم كرة المجتمع المتمدن يا سيدة بثينة ؟
- الفضل لله طبعاً ...لكن
- عقلاء يحترسون ....غوغائيون يجزمون
- البلاد الحقيقية
- الخوف الدائم من الكلمة المبدعة في بلدان الاستبداد
- إلى أين تمضي بنا القافلة السورية؟
- ثلج الصمت
- إذا لم تستح فاكتب ما شئت...يا ضاري يا أعظمي لا فرق
- العنف ، الإرهاب ، ثقافة الموت
- (مؤامرة ..شيزوفرينيا ..لا قراءة (الحارث الضاري عفواً الأعظمي ...
- كنت أحرق أمامي
- بين الحماس والتهور بين النور والظلام / مثال الحارث الأعظمي
- بحبك أحببت
- وحدة مقسومة بخيط
- الأغنياء والفقراء /الجزء الثاني
- الأغنياء والفقراء
- العائلة الزرقاء
- أشهدُ ألاّ أنتِ
- الاسم والفعل/ كانوا دائماَ يطعنون بشرعية الانتخابات التي صوت ...
- رغم أنف الارهاب


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - وماذا بعد الانسحاب أيها الأحباب؟