أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - غزَّة بمعانيها الجديدة!














المزيد.....

غزَّة بمعانيها الجديدة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 13:33
المحور: القضية الفلسطينية
    



يَزْعم نتنياهو أنَّ الحرب (الجوية حتى الآن) التي شنَّها على قطاع غزة تستهدف درء المخاطِر الأمنية (الفلسطينية) عن إسرائيل والإسرائيليين عَبْر حَمْل (أو إرغام) المنظمات الفلسطينية في القطاع، وفي مقدَّمها حركة "حماس"، على التزام "هدنة طويلة الأمد"؛ لكنَّ "الشبهة الانتخابية" لا تسعفه على إقناع كثيرٍ من الناس بصدق زعمه هذا؛ فهل في الأمر مصادفة أنْ يتزامن الاعتداء العسكري الإسرائيلي على غزة مع قُرْب توجُّه الناخبين الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع (وكأنَّ الحملات الانتخابية الإسرائيلية يجب أنْ تبدأ بحملات عسكرية على قطاع غزة)؟!
بيد أنَّ هذه "الشبهة الانتخابية" لا تعني أنَّ "الغاية الشخصية ـ السياسية (الانتخابية)" لنتنياهو، وعلى أهميتها، هي وحدها الكامنة في الحرب الجديدة على قطاع غزة؛ فثمة غايات (ودوافع) إستراتيجية إسرائيلية تكمن في هذه الحرب، في مقدَّمها اختبار "مصر الجديدة"، ومعها "الأهمية القومية" لـ "الربيع الديمقراطي العربي".
ولقد جاءت النتائج الأوَّلية لهذا الاختبار الإسرائيلي المزدوج مخيِّبة لآمال وظنون حكومة نتنياهو؛ فشتَّان ما بين مصر في عهد مبارك والتي من عاصمتها أعلنت إسرائيل حربها القديمة على قطاع غزة ومصر الجديدة التي ما أنْ بدأت إسرائيل حربها الجديدة على القطاع حتى جاء إليه، متضامناً مع أهله، رئيس الوزراء المصري على رأس وفد حكومي!
وإنِّني لأحيِّي ولا أشكر؛ أُحيِّي الرئيس المصري محمد مرسي على موقفه القومي العظيم، ولا أشكره عليه؛ فلا شُكْر على واجِبٍ، هو أوَّلاً واجِب مصر (القومي) بصفة كونها القائد التاريخي والطبيعي للأمَّة العربية، وواجب غيرها من الدول العربية (وفي مقدَّمها تونس وليبيا واليمن) من ثمَّ؛ فـ "الربيع الديمقراطي العربي" حان له أنْ يُثْبِت ويؤكِّد للقاصي والدَّاني، ولكل المشكِّكين في بُعْدِه القومي الثوري، أنَّ انتصار شعوبنا لحقوقها الديمقراطية، وانتصارها لحقوقها القومية، متلازمان، ولا ينفصلان.
و"الشُّكْر" جائز، لا بَلْ ضروري، لـ "الصواريخ العبثية"، التي شرعت تعطي من النتائج ما يجعلها "صواريخ بعثية (ليس بالمعنى السوري البغيض لـ "البعث")"؛ فهذه الصواريخ، والتي سقط بعضها في تل أبيب والقدس، بعثت الرُّوح القومية بين شعوبنا، في ربيعها الديمقراطي، والتي لكثرة ما مُنِيَت به دولنا وجيوشنا العربية من هزائم قومية صارت تتمنَّى أنْ ترى ولو صاروخاً (عبثياً) عربياً واحداً يُطْلَق على تل أبيب؛ أمَّا الإسرائيليون، الذين استبدَّ بهم غرور القوَّة لكثرة انتصاراتهم السَّهلة الرَّخيصة علينا، فاستعظموا واستهولوا أنْ يروا صاروخا عربياً (ولو كان كالقنبلة الصوتية لجهة فعله) يسقط في تل أبيب أو في "العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل".
وإنِّي لأتوقَّع، إذا ما ركبت إسرائيل رأسها، ومضت قُدُماً في حربها الجديدة على قطاع غزة، أنْ نرى "ميدان التحرير"، بمعناه الرَّمزي والعربي لا المصري فحسب، يكتسي، هذه المرَّة، بحلَّة قومية ثورية، فيرتفع منسوب العداء الشعبي القومي العربي لإسرائيل والولايات المتحدة (والذي هو أقرب ما يكون إلى أنْ نبادلهمما عداءً بعداء) في "الربيع (الديمقراطي) العربي"، فيَكْتَمِل ما كان ينبغي له أنْ يَكْتَمِل، ونَقْتَنِع بما هو في منزلة البديهية، ألا وهو "تلازُم المسارين الثوريين: الديمقراطي والقومي".
"الزِّيارات التضامنية (البطولية والجريئة، لا بَلْ الفدائية)" التي ابتدأها وافتتحها رئيس وزراء مصر يجب أنْ تَكْثُر وتتكاثر؛ فقطاع غزة، والذي هو لا سورية "قلعة المقاومة العربية الحقيقية"، ينتظر قدوم تونس وليبيا واليمن إليه؛ فأهل "الربيع العربي" هُمْ المَدْعوُّون في المقام الأوَّل إلى زيارته؛ وينتظر قدوم أردوغان أو غيره من القادة الأتراك؛ ويتحدَّى قادة إيران، الذين يحامون عن قلعة المقاوَمة الزَّائفة في سورية، أنْ يأتوا لزيارته؛ فهنا المكان والزمان اللذان فيهما الحدُّ بين الجدِّ والهزَل، بين الصِّدْق والكذب.
ولو أراد "حزب الله" أنْ ندله على تجارةٍ فيها من "الرِّبح" ما يعوِّضه خسائره، لدللناه الآن عليها؛ وهذا التجارة هي أنْ يُطْلِق صواريخه، أو بعضاً منها، على إسرائيل التي تعتدي الآن اعتداءً صريحاً سافراً على "المقاومين" الذين لا ريب في صدق مقاومتهم؛ فقطاع غزة هو الأسد الحقيقي، أيْ الأسد في مواجهة العدو القومي الحقيقي والأوَّل للعرب؛ فتَأسُّد الحاكم على شعبه لا يجعله أسداً، ولو تَسمَّى به.
وإنَّه لـ "عداء" من نوعٍ خاص هو ذاك الذي يُضْمِره بشار لنتنياهو الآن، أيْ بعد، وبسبب، الحرب التي شَنَّها على قطاع غزة؛ فبشار الذي هجرته وجافته "حماس" يغيظه، ولا يسره، أنْ يرى هؤلاء المقاومين الحقيقيين يَضْربهم العدو الإسرائيلي؛ كما يغيظه، ولا يسره، أنْ تُعْقَد مقارَنة بين جرائم الحرب التي يرتكبها نتنياهو في قطاع غزة وجرائم الحرب التي يرتكبها هو في سورية؛ فبئس حُكَّامٍ سَوَّدوا صفحتهم عند شعوبهم بما أفاد إسرائيل كثيراً في تبييض صفحتها السوداء!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 29 تشرين الثاني 2012!
- ذَهَبَ الذَّهبي وبقيت -الدَّجاجة التي تبيض ذهباً-!
- اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!
- المرأة في ثقافتنا الشعبية!
- أوباما الثاني والأخير!
- حلُّ مشكلة -حق العودة- بعدم حلها!
- هكذا أَفْهَم تصريحات عباس!
- بلفور بأُصوله وفروعه!
- المكيافلية والصراع في سورية!
- إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!
- الدولار الأردني!
- وللكويت نصيبها من -الربيع العربي-!
- إشكالية -الدِّين- و-السياسة- في -الربيع العربي-!
- الضفة الغربية.. قصة -التِّرْكة والوَرَثَة-!
- معنى -فيليكس-!
- الأُسطورة الجريمة!
- الرَّقم 2.3 مليون!
- إمبريالية أفلاطونية!
- متى نتعلَّم ونُجيد -صناعة الأسئلة-؟!
- حتى يتصالح نظام الصوت الواحد مع الديمقراطية!


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - غزَّة بمعانيها الجديدة!