أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - عمليات دجلة .. والدعاية الرخيصة !














المزيد.....

عمليات دجلة .. والدعاية الرخيصة !


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 12:03
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



كثيرا ما تحدثنا عن العسكرة والعقلية الشائكة للنخبة العراقية في التعامل مع المعطيات والتطورات السياسية بالصورة الصحيحة، بل والاكثر من ذلك لا تنتهي عقد وفترة سياسية الا وتبدا فترة اخرى سوداء قائمة على ازمات جديدة بعناوين مختلفة وبذلك تتحول الدكتاتورية الى الفساد المالي، وانعدام الحريات الى فقدان العدالة الاجتماعية، والمركزية الشديدة الى الفوضى العارمة، ان المرحلة الجديدة في العراق الحديث او ما يمكن ان نسمية بفترة ما بعد 2003 والتي اصبحت فترة معروفة في حقل التحليل السياسي لدى مفكري الغرب، وكأن التاريخ بدأ من جديد في وادي الرافدين، ان العراق تحول الى دولة معقدة في الخريطة السياسية للشرق الاوسط بل وتحول الى اضعف الدول التي بات كيانه السياسي تحت التهديد المباشر جراء التطورات السياسية في المنطقة والولاءات الضيقة للقادة السياسيين الذين يدورون في فلك السياسات الخارجية للدول الاقليمية. وكل هذه النتائج الكارثية تعد افرازات لحالة الدولة بدون رؤية في البعدين الداخلي والخارجي. اي ان الحكومة الحالية ليست لديها رؤيا واضحة المعالم حول حاضر البلاد ومستقبلة فالاقتصاد يعاني من استنزاف قد تصل بالعراق الى مرحلة الدولة الفاشلة والسياسة تمارس بعقلية قد تجلب لنا حالة النزاع الاجتماعي والحرب الاهلية التي لا تحمد عقباها احد. هنا اريد ان اشير الى عمليات دجلة والفوضى الاعلامية بين حكومة بغداد واقليم كوردستان، ومدى استعداد الشعب العراقي لتحمل مغامرات وحماقات سياسية جديدة بعد عقود من المأساة وويلات الحروب ذهب ضحيتها الالاف من البشر، بل واثرت سلبا على طبيعة تكوين الشخصية العراقية التي تعاني من اضطرابات نفسية في مجالات عدة، ان عمليات العسكرة وعقلية الحل العسكري والدخول في تحالفات مذهبية اقليمية تعبر عن مدى الجهل السياسي لبعض القادة، فبدلا من اعادة بناء المجتمع العراقي عن طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حدث العكس من خلال التركيز على العسكرة وفتح مجال امام الفساد الاداري والمالي في صفقات الاسلحة الرديئة التي عف عنه الزمن وبات عالة على الدول المنتجة للاسلحة. والصفقة الاخيرة مع روسيا كانت العنوان العريض للاجندة الخفية وراء الزيارات التي قامت بها مجموعة من السياسيين التجار داخل الحكومة العراقية الى روسيا قبل زيارة رئيس الوزارء وفتح المجال التجاري مع روسيا، والغريب في امر العراق ان المجالات الحيوية الاخرى تعاني من ازمات بنوية ولا احد يلقي له بال خاصة في وسط وجنوب العراق.
السؤال الذي يفرض نفسه على المشهد العراقي هو هل ما يحدث في العراق من صفقات الاسلحة والانتشار العسكري في المناطق الحساسة يرتبط بالدعاية الانتخابية والشأن المحلي ام انها مجرد سياسة امر الواقع فرضتها الدول الاقليمية على حكام بغداد؟
نبدا مع الفرضية الاولى في مدى وجود صلة بين ما يجري على الساحة السياسية والاستعدادات التي تقوم بها الاطراف السياسية في العراق في استرجاع ثقة العراقيين بهم بعد مرور اكثر من ثلاثة سنوات من تشكيل حكومة نوري المالكي، حيث ان المشاريع الانتخابية الرنانة والوعود المطاطية والاحلام الوردية التي وعدت بها البلاد والعباد في الحملات الانتخابية الماضية بات كلها عناوين للاخفاق السياسي للنخبة والاحزاب السياسية الحاكمة. ولم يبقى للاطراف سواء الحديث عن المخاطر وممارسة سياسة التخويف من جديد بهدف صنع راي عام قائم على اساس الايمان بقائد الضرورة من جديد، وهو ما يشكل خطر المرحلة الراهنة في العراق حيث تتجه بعض الاطراف تحت مسميات عدة نحو الاحتكار السياسي للقرار في العراق. ان هذه الاحتمالية واردة في ظل العقلية العسكرية لبعض القادة الجدد . الا ان الدعاية الانتخابية والمنافسة السياسية في ظل الديمقراطيات تقوم على اساس المؤسسات والمشاريع السياسية لا العسكرة والغطرسة السياسية.
اما الفرضية الثانية هي فرضية فرض سياسة امر الواقع على القادة العراقيين فهذا الاحتمال اقوى من الاولى واكثر واقعا لان العراق اصبح جزءا من الازمة الراهنة في سوريا وذلك بسبب التحالف السوري الايراني وتقارب هذا التحالف مع حكومة نوري المالكي لاسباب جيوسياسية وايدولوجية قائمة على رؤية مذهبية للسياسة. فالعسكرة والتحركات التي تقوم بها حكومة المالكي تعد بمثابة رسائل تهديدية الى الاطراف العراقية الاخرى خاصة الكورد الذين يعانون اصلا من تشتت بعد احداث الربيع العربي وظهور التحالفات والمحاور الجديدة في المنطقة اي يحاول المالكي والمؤيدين له خلق حالة الثقل السياسي لهم في المشهد العراقي يمكنهم من فرض اجندته في المرحلة القادمة. الا ان الطرف المقابل قد يشعر بالقلق ازاء السياسات والممارسات الخاطئة مما يدفعهم نحو تبني سياسات فئوية قائمة على مصلحة طرف او قومية على حساب المصلحة العامة وهو ما يهدد الاستقرار السياسي في البلاد.
ان التحركات العسكرية في العراق هي لتحقيق اهداف سياسية وهذا ما يفرز اللاتوازن في الممارسة السياسية لان استخدام العسكر في اللعبة السياسية في دول ذات نسيج سياسي، اجتماعي، ديني متعدد قد يهدد السلام الاجتماعي لذا من الاجدر على الاطراف والقادة العراقيين ان يفكروا بعقلية الانظمة الديمقراطية وان يتخذوا من المشاريع السياسية القائمة على المنافسة الشريفة الاساس في اللعبة السياسية في المرحلة القادمة لان لا احد يضمن عدم قيام الربيع العراقي عنده سيكون الاشد والاخطر في المنطقة.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الاغلبية .. والاجندة الخفية
- النظام السوري ... والحرب بالوكالة!
- بغداد.. والفشل الدبلوماسي
- النخبة العراقية .. وعقلية العسكرة !!
- تركيا.. والهاجس الكوردي الجديد!!
- السياسة الدولية .. وغياب الانسانية
- أنقرة والاقليم .. تعاون طارئ
- بلاد بلا رؤية
- أدلجة العنف
- الارهاب الفكري ..وخفايا الشر
- الفيتو... وصناعة الرعب
- الاستقلال بين الحلم والواقع
- انقرة وصناعة العنف
- الربيع العربي والعواصف المتوقعة
- الرقم التركي في الربيع العربي
- طهران وتصدير الفوضى
- تركيا من الطرف الى المحور -1-
- جمهورية البطش العربية
- الانتحار السياسي
- ثورة العولمة


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - عمليات دجلة .. والدعاية الرخيصة !