أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زاغروس آمدي - جمهورية البجع السورية















المزيد.....

جمهورية البجع السورية


زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)


الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 07:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لطيور البجع أنواع عديدة، سبعة أو ثمانية،صُنِّفتْ حسب اللون أوالحجم أوطول المنقار أوطريقة إلتقاطها لطعامها من السمك في الماء وغير ذلك، ونالت هذه الطيور إعجاب الكثير من الفنانين والموسيقيين والشعراء والكتاب والأقوام، ومنهم الفراعنة، حين اتخذوه رمزاً للآلهة لديهم ثم مالبثوا أن تعلموا من هذا الطير بعض الفوائد، كإختراع الحقن الشرجية فهذا الطائرالمعروف "بأبي منجل" وهو أحد أنواع البجع يقاوم الإمساك الناشئ من طبيعة ما يتناوله من الطعام بإدخال منقاره الطويل في دبره واستخدامه كالمحقن،لإستخراج الفائض من بطنه ليحافظ على رشاقته.
ويروى أن شجاراً نشب بين هذه الطيور حول تسمية موطنهم الأصلي، عندما أصرت البجع البيض بتسمية مملكتهم "بمملكة البجع البيضاء" لأنهم كانوا الأكثرية، ونتيجة لهذا الشجار تفرقت طيور البجع في مختلف القارات بعد أن إنهارت مملكتهم.

لنفرض أنك مررت ببياع عربية بسيط (كالبوعزيزي مفجر ثورة تونس والربيع العربي) عليها كومة كبيرة من البرتقال وكميات أخرى صغيرة من الليمون والتفاح والموز، وسألك أحدهم أريت بائع فواكه في طريقك؟ فإذا جاوبته: نعم هناك بائع برتقال، فستكون إجابة خاطئة، مع أن كمية البرتقال كبيرة، وبهذا الخطأ منعت الرجل من الحصول على الليمون أو التفاح أو الموز،والأجابة الصحيحة ان تقول: نعم هناك بائع فواكه.
لنفرض أنك صادفت إيرانياً ،فمن الطبيعي أن تعتقد بداهة ان هذا الشخص مسلم ، لأنه إيراني آت من جمهوية إيران الإسلامية،وبهذا الإعتقاد أكتسبت معرفة خطأ، بسبب التسمية الخاطئة فقد يكون هذا الإيراني مسيحياً او يهودياً او بهائياً او زرْدَشتياً.وبسبب هذه التسمية الخاطئة والسياسات الجارية لتفعيلها،استطيع ان أتوقع بأن إيران ستتمزق قريباً إلى دول عديدة.
عندما نذكر مصطلح"العالم الإسلامي" يخطر على بالنا بداهةً جميع المسلمين من عرب وفرس وترك ..الخ،ومع أن شمول المصطلح للعرب واضح مثل غيرهم من الشعوب الإسلامية،ومع ذلك يصر العرب دائماً إضافة كلمة "العربي" إلى المصطلح سواءً في أحاديثهم أو كتاباتهم وأنا أعتبر هذه الإضافة باطلة مثل التمييز العنصري لأنها تميز العرب عن سائر المسلمين،بينما تسمية منظمة المؤتمر الإسلامي تسمية صائبة،مع وجود أكثر من عشرين دولة عربية فيها.
في الغابة أنواع كثيرة من الحيوانات والطيور والزواحف،لذلك لم نسميها غابة الأسود او غابة القرود لأنه في هذه التسمية إقصاءً لسائر الحيوانات والزواحف والطيور.
وإذا كان المصريون القدماء قبل اكثر من أربعة آلاف سنة، قد عرفوا كيف يتعلموا من أبي منجل هذا الطائر الجميل بإختراعهم الحقن الشرجية،والتي بها بالإضافة إلى المقيئات حافظوا على صحة أجسامهم الممشوقة،فلماذا نحن السوريين لانحاول أن نستقيد من خبرات هذه الطيور لنحافظ على مملكتنا السورية التي يعيش فيها مجموعة أقوام وطوائف وأديان.

في مؤتمر اسطنبول للمعارضة السورية على ما أظن وكذلك في مؤتمر الدوحة الأخير منذ أيام، اقترح الوفد الكردي بإعادة التسمية القديمة"الجمهورية السورية" بدلاً من الجمهورية العربية السورية،وللأسف لم يلق هذا الإقتراح إي إهتمام من المؤتمر كما كان متوقعاً، لأن خمسين سنة من التهميش والإقصاء وفرض الرأي الواحد والقائد الواحد والحزب الواحد والإيديولوجية القومجية البعثية المتعفنه على الشعب السوري جعله محدود القدرة على التفكير ومفتقر إلى الحكمة والمنطق،لأن هذه الخمسون سنة غرزت في عقول ونفوس السوريين الكثير من المغالطات والرؤى الغير موضوعية والعديد من الظواهر السلبية كالتعصب القومي والديني والطائفي،وإنكاروجود الآخر على مساحة هذا الوطن،وتفشي ظاهرة الفساد حتى طال المجتمع السوري بأكمله، بعربه وكرده ومسلميه ومسيحيه بتجاره ومثقفيه وأحزابه،بأطبائه ومهندسيه،بمدرسيه وأساتذته،بقضاته ومحاميه، إلى أصحاب المهن الحرفية الحرة إلى بائعي ألبسة البالية على الأرصفة.
من هنا أجد أن ثمة تحديات كبيرة وصعبة ستواجه السوريين في الجمهورية الجديدة بعد زوال هذا النظام العتيق والفاسد، لكني مع ذلك متفائل بالجيل الجديد الذي اكتسب معرفة مختلفة عن الأجيال السابقة،من حيث الموضوعية والإعتراف بالآخر والأستماع إلى الرأي الآخر، وكون لديه ثقافة منفتحة وواسعة، وتجلى ذلك من خلال تعامل الشباب السوري مع بعضه بشكل عصري ورائع جدا على خلاف الكهول السوريين المتشرمذين هنا وهناك، والذين يحاولون أن يلهفوا الثورة من إيدي الشباب السوري الذي اتمنى له أن يشارك بفعالية أكبر على كل المستويات، ليكون له دور هام في الجمهورية الجديدة.

في سوريا تتعايش الكثير من الشعوب من عرب وكرد وآشوريين وسريان وتركمان وأرمن شركس وألبان(الأرنؤوط) وغيرهم.وبالتالي ليس من الصحيح أن نسمي هذا البلد بالجمهورية العربية السورية لأن ذلك ينفي وجود غير العرب في سوريا وهذا متعارض مع الواقع،ويلغي وجود غير العرب في هذا البلد.وإذا اردنا أن نستطلع الحقيقة،نرى أن الغالبية الساحقة من أسماء المدن والبلدات والقرى السورية هي أسماء غير عربية.حتى أن سوريا هي كلمة سريانية وليست كلمة عربية.

هل يمكن ان تصح هذه التسمية (الجمهورية العربية السورية)؟
يمكن ذلك في حالتين:
الحالة الأولى:القيام بتهجير غير العرب خارج سورية،وهذا من المحال، والحالة الثانية أن يقوم العرب بإبادة غير العرب وهذا أيضاً محال.
ماذا لو اقترح الإسلاميون أن يقتدوا بالملالي الإيرانيين بتسمية سورية بالجمهورية الإسلامية السورية؟ هل سيلقى ذلك قبولاً؟
قد لايمانع الكثير من السوريين هذه التسمية بل ويمكن أن تطيب لهم، لكن الواقع يتناقض مع هذه التسمية لوجود سوريين من غير المسلمين في سوريا، ولأن هذه التسمية تستدعي إفناء او إبعاد المسيحيين والإسماعليين والعلويين والدروز واليزيديين وغيرهم من سوريا وهذا أيضاً من المحال.
لذلك أرى أنه من العدل والأنسب والأصح أن نسمي دولتنا الجديدة بـ "الجمهورية السورية" أو "دولة سورية"، قياساً على الجمهورية العراقية، الجمهورية اللبنانية، الجمهورية الجزائرية، الجمهورية التونسية، المملكة المغربية، الجمهورية الموريتانية،مملكة البحرين، سلطنة عمان، دولة الكويت...الخ.
أما إذا أصرت القوى والأحزاب العربية ذات الطابع القومي المتشدد والمتعصب على بقاء هذه التسمية الغير صحيحة،فلا أظن أن ذلك من مصلحة الشعب السوري،لأن ذلك يبقي المشكلة مستمرة، وبقاء المشاكل دون إيجاد الحلول المنطقية لها يؤدي بالتالي إلى مشاكل أكبر،وبالتالي إلى أثمان أكبر لحلها،لأنه في النهاية لايمكن أن يصح غير الصحيح،وكلما عُجِّل بالحل الصحيح،كلما كانت التكلفة أقل،وما نحن فيه الآن لهو خير دليل على ذلك،ورحم الله قوماً عرفوا الحق فأخدوا به ولو على أنفسهم.

وتحية إجلال وإكبار إلى روح كل شهيد ناضل ضد الظلم والطغيان،والصبر والسلوان والعزاء لأهاليهم.
ولتحيا الثورة السورية.



#زاغروس_آمدي (هاشتاغ)       Zagros__Amedie#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكراد سوريا... من دكتاتورية الأسد إلى دكتاتورية ال PYD ؟
- قِصّةُ الآيَاتِ الشَّيْطانِيَّة (4)
- قِصّةُ الآيَاتِ الشَّيْطانِيَّة (3)
- متى كان أكراد سوريا يلجؤون للسلاح؟
- ألا يمكن تدمير إسرائيل دون تدمير سوريا؟
- كَيف لِمَنْ يَخافُ ريشَةَ رَسامٍ سَاخِرْ أنْ يقاومَ أوْ يُما ...
- المسيح يقول: -زوجتي- إكتشاف جديد، عن صحيفة ألمانية
- قِصّةُ الآيَاتِ الشَّيْطانِيَّة (2)
- قِصّةُ الآيَاتِ الشَّيْطانِيَّة (1)
- هل الوصاية الدولية على سوريا يمكن أن يكون حلاً ؟
- لاتَقتُلوا بَناتَكمْ وَأَوْلادَكمْ
- بعض المستور في حياة -سيف الله المسلول-
- تأريض الإسلام 10
- تأريض الإسلام 9
- (8) تأريض الإسلام
- (7) تأريض الإسلام
- (6) تأريض الإسلام
- (5) تأريض الإسلام
- (4) تأريض الإسلام
- تأريض الإسلام-الفصل الأول الحلقة الثانية


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زاغروس آمدي - جمهورية البجع السورية