أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد عبدول - شيوخ العطب والهلاك















المزيد.....

شيوخ العطب والهلاك


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 3913 - 2012 / 11 / 16 - 13:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لن يكون هنالك أدنى مبرر للتذكير بمنزلة ومقام الإمام الحسين (عليه السلام ) تلك المنزلة التي لم ولن يختلف بشأنها إثنان على إختلاف اديانهم ومذاهبهم واجناسهم والوانهم وهوياتهم ومشاربهم الثقافية والاجتماعية .فالحسين هو أحد أهم وأخطر وأبرز بناة الفكر الانساني الرفيع ,الذي عمد ذلك الفكر بألايثار والتضحية والفداء ,بالمال والاهل والأصحاب ,إعلاء لشأن الحق وانتصارا لمبدأ الكرامة وحرية الفرد المسلم .
من هنا فليس من حق أي فرد أن يزايد على حب ومنزلة ورفعة وجلالة تلك الشخصية الانسانية العملاقة .إلا إن ما نود الإشارة إليه في هذا المقال المتواضع ,إن الإمام الحسين (عليه السلام )لم يثقف بأتجاة ثقافة الموت ,ولم يدع لأدبيات العطب والهلاك اللهم إلا إذا أقتضت الضرورة ,ضرورة حفظ الدين وصيانته من التزييف والتحريف ,ضرورة حفظ بيضة الإسلام إذا ما تعرض لهجمة شرسة صفراء على يد فلول الطغاة المستبدين .
والحكام المتسيبين الذين يحرمون حلال الله ويحلون حرامه سرا وعلانية .وهذا عين ما صرح به الحسين (عليه السلام )في منهاج نهضته المباركة حينما قال (إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي اريد أن أأمر بالمعروف وأنه عن المنكر ).أذن الغاية هي الإصلاح وفي سبيل الإصلاح يكون الموت وتحلو الشهادة ويفوز المؤمن (آلهي إن حبست عنا النصر فأجعله لما هو خير منه ).الشهادة حسب مفهوم الإمام الحسين (عليه السلام )لها محدداتها وضوابطها وشرائطها وأشتراطاتها كما وإن لها مكانها وزمانها المناسبين لكي تعود تلك العوامل مجتمعة بنتائج إيجابية على مستوى حياة الأمة وسيرورة حاضرها ومستقبلها .أما أن يكون الإقدام على الموت دون تحقق أي مكسب فلن تكون هنالك شهادة يطالبنا بها الدين ويحثنا عليها الإمام الحسين (عليه السلام )نفسه .إذ أن مثل ذلك الأمر لم يكن ضمن حسابات أهل البيت الأطهار لكونه أشبه ما يكون بفعل الإنتحار غير المبرروالقتل غير المرخص .وهاهو الإمام الحسين يشير على أقرب المقربين إليه من أهل بيته وأنصاره بأن يتخذوا من ليلة ما قبل العاشر من المحرم جملا وأن يتسللوا تحت جنح الظلام لكي لايبتلوا ولا يصيبهم من الألم والأذى ما سوف يصيبه ويلحق به من الألم والأذى لان القوم لا يطلبون غيري حسب تعبيره هو.هذا هو الإمام الحسين وهذا هو فكره وعقيدته وإيثاره .الحسين لم يدفع ولم يرغب بدفع أحد إلى الإستشهاد إذ إن جل ما أراده هو أن يقبل على الموت بذاته المقدسة لكي يقدم لنا دروسا بليغة في الرجولة والبطولة والتضحية والفداء والإيثار .لقد كان الإمام الحسين (عليه السلام )حتى اللحظات الأخيرة من موقعة الطف ,وقد حمي الوطيس وأشتد الضراب , فطارت الرؤوس وطاحت الأيدي ,يسعى جاهدا للتقليل جهد الإمكان من وقوع الضحايا وسقوط القتلى من أصحابه وأهل بيته وإن كانوا يسقطون في سبيل الحق ويقتلون في طريق الاسلام .يروى إن الإمام الحسين (عليه السلام )كان قد أبصر أحد محبيه (أبو تمامة الصائدي )وهو يجود بنفسه دفاعا عن الحسين وكان (الصائدي )وهو رجل كبير السن قد أسر ولده في مكان يدعى (الديلم) فما كان من الإمام إلا إن صاح به(ما الذي جاء بك إلى هنا وقد أسر ولدك )فرد (الصائدي )(جئت لأستشهد بين يدي أبن بنت رسول الله )فقال له الإمام (خذ هذه الصرة من المال وأسعى لفكاك ولدك من الأسر ).هكذا هو الحسين وهكذا هو فكره وعقيدته وإيثاره ونكرانه لذاته في سبيل الذات الآلهية العليا وسلامة الاخرين .هكذا هو الحسين ومواقفه في سبيل احقاق الحق وانصاف المظلومين واغاثة الملهوفين وتقسيم الفي بين أهله بالعدل والسوية .إن تحرك الإمام الحسين (عليه السلام )وشهادته لم يأتيا من فراغ ولم يتبلورا من عدم .إن شهادته جاءت على ضوء وخلفية عدة توصيات من لدن الرسول الأعظم عن طريق الوحي وقنوات التنزيل ,وعلى ضوء تلك التوصيات جاءت الشهادة متساوقة متؤامة متزامنة مع ما تمر به الأمة الاسلامية من محن وإبتلات .أما ما يصدر اليوم من بعض شيوخنا ومعممينا من دعوات صريحة وعلنية لحشد وتعبئة الجماهير الغفيرة بأتجاه زيارة أبي الشهداء الحسين (عليه السلام )مشيا على الأقدام عبرالالاف من الكيلوا مترات وسط أجواء استهداف الزائرين ومناخات القتل وحمامات الدماء على يد أقبح خلق الله من معتوهي العقول ومغسولي الأدمغة ,فذلك أمر لم تدع له الشريعة ,ولم يريده الله لعباده ,ولم يرتضيه الإمام الحسين (عليه السلام )إطلاقا .لذا على أولئك الشيوخ والمعممين أن يجعلوا الله نصب أعينهم ,وأن يكفوا عن تسيس ملف الإمام وزج أنصاره وشيعته في مزالق ومهالك ومحارق تخلف ورأها طوابير من الأرامل واليتامى والثكالى .لقد كان أهل البيت أحرص الناس على حياة ومصير ومستقبل شيعتهم وأنصارهم ومحبيهم .فهذا هو الإمام (علي )(عليه السلام )يوصي شيعته وأنصاره عندما أشتد فيهم القتل وحكم في رقابهم السيف قائلا (وأما السب فسبوني وأما البرأءة فلا تتبرأوا مني فإني قد ولدت على الفطرة وسبقت إلى الهجرة ).إن مواقف هؤلاء الشيوخ يجب أن تتلائم ومواقف أهل البيت ,لاسيما الإمام الحسين .وإلا فان شيعته معرضون للفناء والهلاك غير المبررين على وفق أهواء ومقاسات هؤلاء الشيوخ والمعممين .لقد خرج الإمام شاهدا وشهيدا ليشيع مفهوم الصلاح والإصلاح ,والثورة والإيثار ,والحب والتضحية ,والصفح والتسامح ,والسمو والتسامي .ولم يخرج ليشيع ثقافة الموت والقتل والأنتحار الجماعي ,ويطرح اطروحة اليأس والجزع والعويل والثبور والقنوط وجلد الذات .ولاشك إن جزءا غير قليل من تلك الدماء التي تسفك في صفوف الزائرين إنما يتحملها هؤلاء الشيوخ ,الذين أخذوا يتاجرون بتلك الدماء الزكية ,والأجساد الطاهرة .سواء علموا أم لم يعلموا ,شعروا أم لم يشعروا .أما من يستدل بتلك المقولة المنسوبة للإمام الباقر (أحيوا أمرنا )فإن احياء الأمر لم ولن يكون عبر الموت المشاع والذبح المجاني غيرالمبررالذي حرص أأئمتنا على الأبتعاد عن دائرته الحمراء .وإليك عزيزي القارىء نص ما قاله الباقر (عليه السلام )(يافلان أبلغ من ترى من موالينا وأوصهم بتقوى الله العظيم ,وأن يعود غنيهم فقيرهم وقويهم على ضعيفهم ,وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم ,وأن يتلاقوا في بيوتهم فان لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ,إنا لا نغني عنهم من الله شيئا ,وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بالورع ).واخيرا وليس أخرا يجب التذكير بالحديث النبوي الشريف الذي أستدل به الإمام زين العابدين مخاطبا الصحابي الجليل (جابر بن عبدالله الأنصاري )وقد بلغ به الحزن كل مبلغ لان الظرف لم يتح له القتال مع الحسين (عليه السلام )فما كان من الإمام إلا أن ذكره بحديث الرسول الأعظم (إنما يحشر المرء مع من أحب ).ولاشك إن حب الحسين لا يكون بإلقاء النفس في المهالك غير المجدية والمزالق غير المبررة ,فحب الحسين إنما يكون بحفظ النفوس والدماء والأعراض إلا بحقها وشرائطها .إن حب الحسين يعني حب الكون وحب الحياة وحب الأهل والولد وصيانة الدماء والأعراض والحرمات .قال تعالى(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).




#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد عبدول - شيوخ العطب والهلاك