أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد رمضان على - غزة ، الخيانة والموت














المزيد.....

غزة ، الخيانة والموت


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 12:50
المحور: القضية الفلسطينية
    



لا احد يستمع لغزة .. لا الأنين فيها ولا الخيانة ولا الموت ..
حياتنا أصيبت بالصمم، ونحن نرقص مع العدو الصهيوني رقصة الموت .
لا احد يستمع لغزة .. وإلا كنا عرفنا أن كل شهيد يسقط فيها هو انتصار على العدم .
غزة .. بلد فلسطيني أرهقته المتاهة .. يحمل شحنة من الألم الموجع .. وبعيش فيه ناس مقهورين داخل وطنهم .. محاصرين من كل الجهات بالموت والدمار .. وبالظلم الذي يسحقهم ..
قلنا وكررنا أن إسرائيل لا تريد سلاما .. فالذي وجد بالموت لا يمكنه أن يعيش إلا بالموت .. لكن الذي يثير الحنق حقا، أنه رغم قيام إسرائيل بالقتل والتدمير والتشريد واقتلاع الناس من الجذور،فإن الأيادي التي امتدت لها بالسلام تقابل كل يوم بصفعة مصحوبة بالسخرية ..!!
لكن الذي أثار السخط والفزع ، أن القادة العرب قابلوا الصفعة بالصمت .. والموت والدمار بالتشجيب وهم يتمتعون بأطايب مناصبهم .. ثم أعلنوا بانهزام أنه لا أحد يمكنه أن يوقف البشاعة، ثم استمروا في ملاهيهم .. وتخدير أنفسهم بالحروب من فوق المنابر لإسكات ضمائر لا يمتلكونها أصلا ..
ونسوا أن الطفل الفلسطيني، والمرأة الفلسطينية.. رفضا الصفعة .. وناضلوا معا جنبا إلى جنب مع الرجال ، فرفعوا أنفسهم بذلك لمستوى العظمة .. بينما عاش القادة العرب وراء القبر ..يعيشون ويحكمون بالخيانة .
لا احد يستمع لغزة .. وإلا كانوا عرفوا .. أن اجتماع الحكام العرب .. سيتمخض عن شجب .. ثم النوم ..
لا احد يستمع لغزة وإلا كانوا عرفوا أن الاجتماعات والتهريجات ، ودعوات الاجتماعات بالأمم المتحدة وسحب سفراء ، هو اعتراف مسبق بالعجز .. وإعلان الهزيمة ..
تختنق غزة .. وسابقا ضاعت فلسطين بجهود الاجتماعات والظهور في الإعلام لإنهاء الاغتصاب، أسفرت عن استمرار الاغتصاب، وهرولة بعض الدول العربية للتطبيع، وأولهم مصر، التي قامت – كسلطة وليس شعب - بعد التطبيع - وتحديدا خلال نظام حسنى مبارك – بدور قيادي في عملية التدجين والاستسلام ، وضرب القوى الوطنية،الرافضة للكيان الصهيوني .
كما قامت سلطات بعض الدول العربية بربط سياستها الخارجية وأوضاع بلادها بالسياسة الأمريكية، التي دعمت ديكتاتوريات المنطقة، مقابل الطاعة، كما كان يفعل القياصرة الرومان، في زمن النهب المنظم قبل سقوط روما .
وهكذا حصلت فلسطين على نكبتين ، نكبة الاغتصاب ، ونكبة الاستسلام .
وإذا كانت نكبة الاغتصاب فادحة، فنكبة الاستسلام أشد وأدهى، فالاغتصاب جاء من عدو، بينما الاستسلام جاء من صديق .. وهو بيع علني للوطن وللتاريخ وخيانة مدوية تتكرر الآن في غزة ..
صحيح كانت توجد ضغوط، لكن هدفها التخفيف على الضمير، وإخماد أنفاس المقاومة، وليس إستراتيجية للتحرير .
فإستراتيجية التحرير، تنهض على أساس قيام بلد حر ، بتحرير بلد محتل، ولم يكن على مساحة الوطن العربي- الفخور بأتساعه وتاريخه- بلد حر واحد، يمكنه أن ينهض للتحرير .
لذا ليس مستغربا، أن تقوم اتفاقيات سلام ، وهرولة تطبيع ، وتسويات سياسية تستهدف كلها الاعتراف بالكيان المنزرع كدولة مستقلة ذات سيادة .
وتناسى هؤلاء – أو ربما كانوا يعرفون – أن الاعتراف بالكيان المنزرع هو اعتراف بالصهيونية كحركة.. وهو اعتراف يتضمن في جوهرة، القبول بالاغتصاب، والقبول بالإبادة، والتعذيب.. ولا يمكن لهذا القبول أن يتم، لمجرد الانتهاء من وجع الرأس، والتفرغ للملاهي وتتخيم البطون..! بل هو قبول تم لوجود ميل لأفكار التعذيب والاغتصاب بداخل أبطال الهرولة والتطبيع وأصحاب الاعتراف بالكيان الصهيوني .
القادة في الوطن العربي ، لا يمكنهم القيام بعمليات تحرير .. لأنهم أصلا لا يعرفون شيئا عن الحرية ولا معانيها .. وفاقد الشيء لايعطيه .
وقد ساهم كل هذا – الاستسلام والاعتراف والهرولة، إلى محاولة تفريغ المقاومة الفلسطينية من شرعيتها ، وتحولت في حكم أنظمة عربية ديكتاتورية إلى " إرهاب " !!
كأن حكم شعوبهم بالحديد والنار ليس إرهابا ..!
وقد ساهم، بعض القادة الفلسطينيين في العملية، فتحرير كامل التراب الوطني، لم يعد ضمن الأهداف.. بل انحصر في محاولة أقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة، مع استقطاع أجزاء منها بحجة الأمن الإسرائيلي.. وهذه الأجزاء قابلة للأتساع بالتفاوض من أجل حدود آمنة !!
ثم دخلت الضفة وغزة في صراع مع بعضهما من خلال حماس وفتح ..
وهكذا تخلى النضال المسلح عن نضاله ضد العدو، ليتحول إلى صراع ضد الأخ والصديق ،ودخل في متاهة التدجين السياسي .. أما الالتزامات من جانب إسرائيل، التي أعلن عنها على مسرح الهزل الدولي ، فلم تلتزم ولم تنفذ.. وانتهت بانتهاء المسرحية، بعد حصول الناس على جرعة من المخدر المنوم .. وعندما استيقظوا وجدوا، الاستيطان يتزايد مع تزايد الحواجز وبناء جدران عازلة .. واحد من بناه الصهاينة وواحد – وللسخرية – بنته مصر دولة المواجهة !!
التشرذم العربي قبل 48 والاحتلال الإنجليزي والفرنسي والإيطالي ..هو نفسه الواقع اليوم .. مع دخول أمريكا طرف من أطراف الاحتلال.. فما الذي تغير ؟
اعتقد أن التغير الحادث، أنه لم يعد لدينا أبطالا حقيقيين لقيادة المقاومة، أبطال ترفعهم نزاهتهم عن المصالح الشخصية.. ولديهم تلك البصيرة، التي تقودهم كأبطال الأساطير للموت من أجل الحق....... .و مالدينا الآن أبطالا حقيقيين في القتل من اجل المناصب .. وأبطال في الخيانة .



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين , الحلم والضياع
- كثوب قديم اهترىء
- بياض على بياض
- -الصوامت- لصباح الانبارى
- أنت في أول الليل وآخره
- سكن الليل وحدتي
- حمدين صباحي .. القيمة والمستقبل
- غزة وسيناء، في التفكير الإسرائيلي
- خطة هدم الثورة بمصر
- ميادين التحرير وإصلاح المسار
- حمدين صباحي المسيرة والانتصار
- الانتخابات، ومصر الفريسة!!
- السحق والثورة في قصص عربية – الجزء الثاني -
- السحق والثورة في قصص عربية – الجزء الأول-
- المحلاوي في مصر الفتاوى!!
- بلال فضل، رئيسا لجمهورية المهزومين
- معركة البطون الخاوية.. وواجب فك الأسير
- خواطر مع حمدين صباحي
- البلبل المغرد في تويتر
- مصر..المدنية والانتخابات !!!!


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد رمضان على - غزة ، الخيانة والموت