أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(2)















المزيد.....

ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(2)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 12:33
المحور: الادب والفن
    


ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(2)

(لا تسلم الجٓرّة في كل مرة)
رافقت السيدة (هه تاو) إلى بيتها بسيارتي عسى أن أعرف بعضاً من المجتمعين بالقرب من الدار المنوي نهبه لأثنيهم عن عمل لا يُمكن وصفه بغيرالعمل الهمجيي والمشين، مهما كانت المبررات والدوافع. وبعد أن تكلمت مع عدد من المحتشدين بالقرب من الدار المستهدف، إقتنعت بأن عملية الفرهود هذه جزء من حملة منظمة بالإمكان الحيلولة دون وقوعها لو تمكنت من إحظار ورقة من الملبند(قمة الهرم لتنظيمات الإتحاد الوطني الكوردستاني المسؤول في مدينة أربيل) لثنيهم عن ذلك.
كنت واقفاً منذ البداية على مسافة بعيدة ومتساوية عن جميع الأحزاب والحركات السياسية التي تنافست من أجل هيمنتها وفرض سطوتها على المناطق التي تلاشت فيها نفوذ السلطة الحاكمة في بغداد، مستغلة ليس الفراغ الذي حصل نتيجة تبعات هزيمة العراق في حرب الكويت وحده، وإنما الخواء الفكرى أًو الفراغ العقائدي الذي ظهربوضوح حال هيمنة الأحزاب المعارضة للنظام( والتي كانت منظوية تحت خيمة ما كانت تسمى بالجبهة الكوردستانية) الذي قرر إنهاء تواجده في كل من أربيل، السليمانية ودهوك، مما ألت إلى تركيز (الورثة) على الهويات الحزبية والثانوية والتناقضات التي ظهرت على السطح، على حساب مهمات أعمق وأشمل و هوية أعم، ومشاعركان المرء يتحسس بها، بعمق، في المناطق الكوردية بشكل أو بأخر خلال سنوات حكم صدام حسين، كنتيجة، في قناعتي، لفشل الحكام الجدد صياغة قيم ومفاهيم مشتركة لمواجهة المستقبل وتحدياته معا، لهذا كنت مضطراً أن أستنجد بمعارفي للحصول على مثل هذه الورقة كمحاولة للحيلولة دون نهب بيت مواطن إعتيادي في ظروف غير طبيعية. طلبت من صديقى عبدالله سيدوك أن يقوم بهذه المهمة، لأنه كان منظوياً ضمن تشكيلات الإتحاد الوطني الخاص بالأربيليين أولاً، وكنت أتعشم إستجابته للقيام بهذه المهمة ثانياً، وإقترح بدوره أن يرافقني إلى الملبند أو أي مكان أخر لأقوم بالمهمة بنفسي ويُساندني بدوره كلما تطلب الأمر إلى ذلك. ذهبنا معا بسيارتي وُسمح لي بالدخول إلى الكراج الداخلي للمقر الحزبي لكون عبدالله سيدوك كان معروفاً لدى حراس المقر ( كانت البناية في الأساس مقراً لفرع الشمال لحزب البعث العربي الإشتراكي و تحولت إلى مقر الفرع الثاني لحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد إزاحة الإتحاد عن أربيل في نهاية أب 1996).
وصلنا إلى غرفة المسؤول، بدون أية تعقيدات، حيث قدمني عبدالله سيدوك إلى الذي كان جالساً وراء المكتب وكان أرسلان بايز وإلى أخرين كانوا واقفين وأتذكر من بينهم حاكم صمد كمحافظ أربيل. بعد أن رحبوا بنا بصورة إعتيادية، وقبل أن أبدأ بالكلام عن سبب زيارتي لهم، رن جرس الهاتف وكان سعد عبدالله (كان من المسؤولين البارزين للحزب الديمقراطي الكوردستاني في أربيل)على الطرف الأخر، كانت لغة التخاطب بين الطرفين من خلال الهاتف طبيعية جداً في الوقت الذي كانت تطورات الأحداث اليومية والوقائع على الأرض توحي، لكل من له بصيرة، بأن التصعيد العسكري وشحن النفوس بالمزيد من الأحقاد تتجه بإتجاه حدوث معركة، لربما سلسلة من معارك،أربيلا* أخرى للسيطرة على هذه المدينة... تناول الحديث بين المسؤولَين الحزبيين المناوشات بالأسلحة النارية التي إندلعت بين أنصار حزبيهما قرب النقليات المجاور لبناية القائمقامية التي كانت تُعرف بالقضاء(وهي من الأبنية التي أُزيلت من الوجود و مُحيت من ذاكرة مدينة أربيل). بعدها بدأت بالحديث متوجها كلامي نحو أرسلان بايز:
—تجتمع مجموعة من أنصار اليكتي( التسمية الشائعة للإتحاد الوطني الكوردستاني)بالقرب من مسكن نژاد عزيز سورمي الواقع في محلة شورش خلف بناية الحديد والخشب بهدف الهجوم على البيت ونهبه في الوقت الذي لا توجد في البيت غير النساء اللواتي طلبن مني النجدة، لهذا جئتكم راجيا التدخل للحيلولة دون حدوث ذلك.
كان جواب أرسلان بايز واضحا وصريحاً وقاطعاًبأن نژاد شخص لا يستحق الدفاع عنه لكونه يعمل في الپاراستن( تنظيم مخابراتي تابع للديمقراطي الكوردستاني).
حاولت دحض فكرة عمل نژاد في الپاراستن، عن كل قناعة، لربما حتى كونه عضوا مُنظَماً في الپارتي(التسمية الشائعة للحزب الديمقراطى الكوردستاني)، في ذلك الوقت، إستناداً إلى معلوماتي عنه كصديق عصامي، كنت ألتقي به كثيراً، وأعرف بناءه الفكري عن قرب، و طريقة تفكيره كصاحب قلم حر وإهتماماته بفن الرسم، عَبَرَ تجارب حياتية متنوعة دون أن يفقد شيئاً من قناعاته، كون الأمر لا يعدو أكثر من إعجابه بشخص ملا مصطفى البارزاني، وقد يكون ورث ذلك من والده الذي كان پارتياً، بدليل كان نژاد من بين المجموعة المؤسسة لجريدة (كوردستاني نوى) لسان حال اليكتي وطُرد من الجريدة بأمر من مام جلال، قد يكون التأريخ سبباً رئيسياً لذلك، وبعدها عمل بشكل متقطع في بعض وسائل الإعلام المحلية إلى أن زاره مسؤولون پارتيون في بيته، وأقنعوه للعمل في مكتب مسعود البارزاني في (سه ري ره ش)....
وبعد أن لم يستجب أرسلان بايز لحججي حاولت معه، بإلحاح، مساعدتي في إنقاذ مكتبته التي تحتوي العديد من المصادر المتعلقة بتأريخ الكورد وتراثه جمعها لكونه خريج فرع الأثار-جامعة بغداد. إما حفظها عندهم أو تسليمها لي كأمانة قبل تعرُض البيت للنهب وبعثرة كل ذلك لتصبح تحت الأقدام.
أعتقد أن إقتراحي الأخير وضع أرسلان بايز في موقف محرج لربما وجدني شخصا لحوحاً أكثر من اللازم، لهذا شعرت بأنه أقفل كل الأبواب بوجهي عندما قال بما معناه: لا تحرجني إنني أخاف أن أتدخل في هذا الموضوع بالذات.
ورغم هذه المحاولات الجادة، التي لم تثمر عنها أىّ شئ، حصلتُ بدوري مقابل ذلك على (جزاء سنمار) كما يقولون. كيف؟
(الجواب في الحلقة القادمة)
*[في عام 333 قبل الميلاد صعق الاسكندر الكبير قوات الفرس في معركة أربيلا بجيش من 47 ألف جندي هزم به جيشا فارسيا من مليون جندي كما تفعل المطرقة التي تصدم جرة الفخار حسب تعبير (توينبي).
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=170638&issueno=8933]

أربيل 15/11/2012



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(1)
- إعادة صياغة الذات
- ميثاق شرف!
- التمهيد لتأسيس لغة كوردية رسمية
- الفارغون رقم 2
- 26// بين عامي 1984 و 1987
- حورية ومعلقاتها على أبواب معبد(1)
- ما كنت أحلم به (12)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(8)
- 25// بين عامي 1984 و 1987
- هي تسأل وهو يٌجيب
- ما كنت أحلم به (11)
- تعقيبا على مقال … بمنظور غيرسياسي (7)
- من أوراق باحث عن اللجوء (3)
- 24// بين عامي 1984 و 1987
- من أوراق باحث عن اللجوء (2)
- ماكنت أحلم به…(10)
- تعقيبا على مقال ... بمنظور غير سياسي (6)
- من أوراق باحث عن اللجوء (1)
- 23// بين عامي 1984 و 1987


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(2)