أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - زينب الغازي تكتب عن ديوان - يطل علي الحواس - لمؤمن سمير: إعادة تشكيل الذات ..















المزيد.....

زينب الغازي تكتب عن ديوان - يطل علي الحواس - لمؤمن سمير: إعادة تشكيل الذات ..


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 23:11
المحور: الادب والفن
    


زينب الغازي تكتب عن ديوان " يطل علي الحواس " لمؤمن سمير: إعادة تشكيل الذات ..


" يطل علي الحواس " *.... هل إذا اعتبرنا هذا الديوان هو الجزء المكمل للجزء الأول/ الديوان السابق، والمعنون بـ " تأطير الهذيان " ** ، نكون مخطئين ؟ .... قد يكون هذا هو التساؤل الأول الذي يسيطر علي قارئ الديوان ابتداء من القصيدة الأولي " بوق كل ساعتين " ، إلى غيرها من القصائد التي تعتمد ما أسميناه في دراستنا عن ديوان " تأطير الهذيان " ب :الفضفضة الشعرية المصاحبة للتوتر النفسي التي كانت تعاني منه الذات و تعاينه وتحققه شعرياً، في الديوان .. فاستمرت تلك الحالة لكن ليس بنفس العنف ، فالديوان الحالي يمثل الحال وقد هدأت الذات قليلاًََ لتدخل في مرحلة تالية للانفجار وهي مرحلة الترقب والرصد والتحليل .

كما أن الذات انطلقت هنا أيضاً من نفس الفضاء ..فضاء تملؤه الوحدة والاغتراب والشعور الدائم بالاضطهاد وعداء الآخرين، لذا يستخدم النص ما نسميه بالسرد السريع المحموم المناسب لتلك الفضفضة ، أما الأمر الثاني المشترك بين الديوانين فهو استخدام الذات لنفس الرموز التي أرقتها وصنعت أزمتها في ديوان " تأطير الهذيان " ، وهم " الأولاد " الذين يمثلون مرحلة الطفولة الملتبسة ، و"الجارة والحبيبة " اللذان يمثلان المرأة عند الذات ، و"الجد" سواء بصفته الشخصية أم بحضوره الرمزي .

يتناول الديوان تلك الرموز ليس من خلال إبراز مشاعر الذات تجاهها وعرضها، كنوع من الاستعراض للمفردات التي آلمت الذات ، بل تقوم الذات هنا بتشريح تلك الرموز ومحاولة فهمها ثم محاولة الدخول في مواجهة معها بأشكال عدة ، تبدأ مع قصيدة " الفائز باللذة " التي تطالعنا ببطل كانت تملؤه الثقة بوهم أنه مكتمل الإرادة- هل يملكها بالأساس؟- فيستطيع مواجهة الآخرين – هل خَبُرَ التعامل الأّولي معهم طول تاريخه، هو المراقب وقَنّاص الحيوات من شرنقته الدائمة؟!! - يتوق لتحقيق ذلك التواؤم النفسي الذي تصبو إليه الذات:

بكل ثقة
دخلتُ..

لكن ينتهي الأمر بالارتباك والخشية على حد قول الشاعر، وبالتالي فشل تلك المواجهة- ذلك التواصل-فيقول النص :

الارتباك الممزوج
بالخشية الدفينة...

ويستخدم لفظة" الدفينة " لندرك كيف يكون الخوف غائرًا في اللحم والروح... هذا الفشل ينجم هنا عن قهر أداة خارجية ، كانت الذات قد استخدمتها في المواجهة وهي الرياح ..بمفهومها التاريخي ..:


الريح
تدفعني بنزقها التاريخي ..

ذلك المفهوم التاريخي للريح مُحَمّل بدلالات سلبية في الأدب العربي ابتداء من العصر الجاهلي ، فتدور دلالات الريح في الغالب حول سلب إرادة الإنسان وتغيير وجهته إلي ما لا يشتهي لذلك توصف الريح دائماً بأنها هجومية شرسة ومخيفة ..تكنس مشاعرك وأشواقك وما تملك، يقول الشاعر عامر ابن الطفيل :

ألا كل ما هبت به الريح ذاهبُ ..

وفي سبعينيات القرن العشرين نجد نفس الدلالة عند البرد وني فيقول :

وحدي ألوك صدي الرياح وأرتدي عري الجنون..


ونجدها من قبله أيضاً عند السياب :

الباب ما قرعته غير الريح في الليل العميق
الباب ما قرعته كفك..

وبما أن تلك الريح بدلالاتها التاريخية السلبية والتي تتأرجح بين الهجوم والشر من جهة وبين الفشل الدائم والمتوقع وعدم الحصول علي أي شئ من الجانب الآخر، كان الإخفاق هو النتيجة الطبيعية للذات في مواجهة العالم . والأمر ذاته في قصيدة " يلعب بالحروب " التي تبدأ بعمل شبه وحشي يوحي بقوة الذات وجرأتها ، بل وقدرتها علي إعلان موقفها واعتراضها بتعليق علم أسود، كعلامة وإعلان عن الوجود... يقول الشاعر :

أقطعُ إبهامي
وألّفُ حول اليد غيمة سوداء ..

تبدأ مقاومة الذات قوية ومبادئه وتأمل في إكمال حالة التعامل مع الآخر ثم اقتحامه - حتى ولو بالإعلان المدوي بتمزيق الذات للحمها- ثم تضعف شيئاً فشيئاً حتى تتلاشى ، كالعادة:

أُرَكِّبُ يداً خشبية
وبعد عمرٍ ظلاً حديدياً
ثم من القماش
ثم من التراب .... ثم ....

وتقوم الذات باستدعاء التمثال الفرعوني " الكاتب الجالس" كنوع من المقاومة السلبية المحمّلة أيضاً، ....لقد حرص العديد من أصحاب القبور علي تصوير أنفسهم في جلسته كنوع من التعظيم لذواتهم ،التعظيم بالإعلان عن: كوني حكيم لكني لا أبادر..كنت هنا والآن لم أعد..وعظمتي في صمتي..
وما إلى ذلك من القيم التي تجمع المتناقضات في أهابها ..وقد تجلى ذلك الطرح بجلاء في قصيدة " الذي قطفته الأغصان ".

أما الرموز التي استخدمت في ديواني " تأطير الهذيان " , و" يطل علي الحواس " أو بالأحرى التي ظهرت في هذه الحالة الممتدة التي استغرقت ديوانين، فتتمثل في :

أولاً : "الجد"، الضعيف الذي لا دور له ورغم ذلك يُعَظّم ويُعبد ..يقول النص في قصيدة " الفائز باللذة " :

أوقات الوحدة عالية النبرة
والجد الصامت
كإله وثني ..

و يرمز الجد كذلك في الديوان لتاريخ الذات ، ذلك التاريخ المُحمّل بالعادات والتقاليد والثقافات المكبّلة للذات والكابتة لأشواقها وأمنياتها في التحليق والتي أسهمت في قهرها وأورثتها الضعف والصمت ...إن الجد مازال يعيش في جسد الذات وأشباهها..تحت الجلد وفي الدم.. بضعفه وصمته وكذلك قهره... يقول النص في قصيدة ط صاحب اللحظة المقطرة " :

العجوز
شَبّكَ جلدنا
من ساعتها
واستعد للحياة في ملابسنا
التي يصطادها الهواء
كل ممر وضحكة ..

ثانياً : "الأولاد " ، رمز الطفولة غير السعيدة، التي تظهر الذات معاناتها فيها ومعها وبسببها ، عبر النصوص في تجربتيْ الديوانيْن ، فالطفولة هي مرحلة الخوف والكبت والحرمان والتشكّل مرتعش في هذه المرحلة، كما أن الأولاد هم مصدر الألم والقهر للذات على الدوام :

الأولاد الذين ظنوني
ساحر الحي فأشعلوا حريقاً
ورموني دون حبال ..

ثالثاً : " المرأة " ، ذلك الرمز الذي استحوذ علي الغالبية العظمي من القصائد، و تقدم القصائد المرأة من العمق البعيد، أي من حيث كونها أنثي فقط ،وتنحّي المرأة من ناحية كونها كائنا ًاجتماعياً.. بل وتقدم القصائد طرحاً للمرأة على النقيض من رؤية الكثير من النقاد الذين اعتبروا الكتابات النسوية التي تعرضت للعلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة نوع من الفضح والكشف للقهر الجسدي التي تتعرض له المرأة نتيجة ثقافات وعادات مجتمعية تنتصر للرجل ( الذكر ) علي المرأة ( الأنثى ) ، فيقدم النص المرأة المستغلة لأنوثتها والتي تعتبر علاقتها الجسدية بالرجل هي أداتها لقهره..المرأة هي القاهرة سواء بأنوثتها أو بجمالها أوحتى بحنانها، لذا تؤكد الذات علي أن الاقتراب من المرأة بمثابة الضياع والانهيار والابتلاع.. بل تربط الذات بين المتعة ومفهوم المؤامرة في قصيدة " بوق كل ساعتين " : " هل كانت الأكف ستنتشي على الحافة ؟ ، لو لم تكن نهمةً هكذا .... ألم تكن اللزوجة عاشت قرب المؤامرة ؟ "..

والمرأة ، كذا ، في مفهوم الذات - أو ضمن مخاوفها المتعددة الأشكال- تتلون وتتحول من حال إلى حال في ذات اللحظة ببراعة لا تستطيع الذات مجاراتها أو اكتشافها حتى....فمثلاً ، رغم تيقن الذات منذ بداية اللعبة أنها هذه المرة تأتي في صورة امرأة المشرحة ، وأن قفازاتها بالضرورة قاسية ، تصيبها الغفلة :

كلما غافلتنا
امرأة المشرحة
وخلعت القفازات
القاسية
التي تمنع الصداقة والتواصل ..

فتنخدع الذات بالنظرة الحانية ، أداة القنص الدائمة :

أُقبّل النظرة الحانية
وانحني .

بل يصل نهم الأنثى للعلاقات الجسدية – وهنا يُلمّح الشاعر إلى مفهوم سلطة الجسد عند المرأة – إلي تمتعها بلحظة اغتصابها فتلمح الذات نظرة النشوة في عيني المرأة وذلك في " نصف الصفحة الأخيرة " .. كذلك تقدم المرأة في صورة مرعبة أشبه بالحكايات الشعبية الخرافية في قصيدة " القاسية " فتربطها بتعبيرات مثل " الخوف ، الجلد الميت ، الأشباح ، الكلام الساذج ، العظام " . وفي المقابل يقدم النص الرجل ، يهفو إلى حب مثالي وليس جسدي فقط وذلك كما في قصيدة " الراقص الوحيد " التي تملؤها كلمات روحانية غاية في العذوبة مثل العيون ، البريق ، القلب ، الدفء ، الصمت ، والحب . ولما لهذا الرمز من جوهرية - بتمثّلاته المتعددة: الأم، الحبيبة،الأخت،القاتلة، البعيدة في الأحلام..الخ - في تكّوين وتشكيّل الذات المحكي عنها وفي إدارتها لصراعاتها نجده يطغى في حضوره على الرموز الأخرى في الديوان .


* " يطل على الحواس" ، شعر، مؤمن سمير، كتاب اليوم ، دار أخبار اليوم 2010 .
** " تأطير الهذيان"، كتاب شعري ، مؤمن سمير ،دار التلاقي للكتاب2009 .



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد محمد الصاوي يكتب عن ديوان - يطل على الحواس - لمؤمن سمير ...
- ياسمين مجدي تكتب...في الديوان الفائز بجائزة كتاب اليوم : الذ ...
- د/ ياسر الباشا يكتب عن الشاعرين مؤمن سمير ومحمد فؤاد محمد : ...
- أحمد عزت مدني يكتب : قراءة تأويلية في ديوان - يطل على الحواس ...
- - يَفوتُ على التَلِّ.. ويُرَنِّمُ للغابات..- شعر/ مؤمن سمير
- - على الدوام ، بلا خبز ولا نبيذ -
- * نفوت على بيت المجنون * شعر / مؤمن سمير
- * السِكّيرونَ في فرشتهم العريضة * شعر / مؤمن سمير
- جسارة الجنون وجماله .. في ديوان - كان لازم نرقصها سوا - لمدح ...
- - الذات تلتقط الجوهرة -.. ديوان ( ريحة ملايكه ) لحاتم مرعي.. ...
- - خيانتان - شعر : مؤمن سمير
- مونودراما ( بقع الخلاص) بقلم / مؤمن سمير
- - وهكذا . يقتفونَ أَثَرَنَا - شعر : مؤمن سمير
- عاطف محمد عبد المجيد يكتب عن ديوان - تفكيك السعادة - لمؤمن س ...
- ( بروفيل ) لمؤمن سمير: بقلم د/ أشرف عطية هاشم
- بهاء جاهين يكتب عن ديوان - تفكيك السعادة - لمؤمن سمير : روح ...
- قصيدة - مؤمن سمير - شعر/ منى كريم – الكويت
- د/ أماني فؤاد تكتب عن ديوان - تفكيك السعادة - للشاعر / مؤمن ...
- خالد محمد الصاوي يكتب عن ديوان - تأطيرالهذيان - لمؤمن سمير : ...
- قصيدة - بوابتان - شعر : مؤمن سمير


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - زينب الغازي تكتب عن ديوان - يطل علي الحواس - لمؤمن سمير: إعادة تشكيل الذات ..