أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تفكيكُ شعبِنا والأمة














المزيد.....

تفكيكُ شعبِنا والأمة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3909 - 2012 / 11 / 12 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذيليةُ بعضِ التحديثيين المتذبذبين للإقطاع المذهبي السياسي كانت تبدو في وعي النخب البرجوازية الصغيرة المغامرة بمصيرِ شعبنا، نضالا بطوليا في بداية التسعينيات.
إن دورَ الفئات الصغيرة التي تتصدى للدور الوطني «النهضوي» الديمقراطي المفترض من قبل الطبقتين البرجوازية والعاملة، لم يعد من الممكن نموه خلال عقد التسعينيات المفصلي في تاريخ البحرين، حيث عانت التجربة الديمقراطية ثم تعالتْ رأسماليةُ الدولة الواسعة، فكان أفقُ اليأس والانهيار الثقافي العقلاني.
الطبقتان التحديثيتان البرجوازية والعمالية لم يتصاعد دوراهما، بسبب ضخامة توظيفات الدولة في الصناعة، وضخامة الاستيراد للعمال الأجانب عبر أجور منخفضة أدت الى تكوين مشروعات البنية الأساسية وضخامة الأرباح الناتجة عنها، ولكن التي لم تدخل في تطور الصناعة الخاصة وتصاعد دور الرأسماليين الوطنيين ولا في الخطط لنمو عمالة وطنية واسعة ومستقرة.
المجموعاتُ التحديثيةُ السابقة لم تدخل في مراجعة عميقةٍ لدورِها وتجربتها وعمليات الانهاك التي دخلتها، وبطبيعة الحال لم يكن وعيها يتيحُ مناقشةَ الأسس الفكرية التي قامتْ عليها هذه المجموعات، والتي عبرتْ عن رأسماليات حكومية عربية وعالمية شرقية تتجه لأزماتٍ متعاقبة بسبب الشموليات، وأن الفرصة مناسبة لتكوين وعي ليبرالي وديمقراطي ويساري مختلف.
الوعي هنا غارقٌ في التفاصيل الجزئية والظروف السطحية وتقديس التجربة السابقة، وبالتالي لا يستطيع أن يتنبأ أو حتى يرصد ما سبق ويصعدَ استنتاجاتٍ سياسية مهمة، ولهذا كان من السهولة أن تتفتت هذه المجموعات طائفيا، فقدتْ وعيها الطبقي والوطني والديمقراطي فماذا بقي؟ إذا تم اختراق اليسار خاصة وقد صار هشا فكيف تُقاوم الطائفية العنيفة؟
كانت الأزمةُ البنيويةُ تقترب من دول الخليج والجزيرة العربية، إن نمط الرأسماليات الحكومية دخل في الأزمة عبر العراق، واليمن الجنوبي، وتفجرت الأحداثُ فيهما وظهرت دولُ الخليج وإيران على أنها بمنجاة من الأزمة بسبب الوفرة النفطية، ولكن الوفرة النفطية لم تكن تُدار بأشكالٍ ديمقراطيةٍ ولهذا فإن عواملَ الأزمة موجودة ولكن كامنة.
وكانت إيران في تصديرها للمنظمات الطائفية الشمولية قد عبرتْ عن إشكاليةٍ فاشيةٍ كامنة غيرِ قادرةٍ على مقاربة الليبرالية والديمقراطية، وبدا ذلك في فرض حكم «بوليسي» ديني قمعي في البداية، ورفض متغلغل للحداثة، ولكن أزمةَ العراق البنيوية الصدامية صُدرتْ إليها عبر الحرب، فصعدتْ فاشيتُها الكامنةُ وتحولتْ لمؤسسةٍ بارزة كبيرة هي الحرس الثوري، ثم غدت هذه الفاشيةُ مظلة عسكرية واسعة في المنطقة مؤججة للحروب.
ومن هنا فإن المجموعات التحديثية البحرينية المتآكلةَ تنظيميا وفكريا في بداية التسعينيات ارتفعتْ في خضم هذه الموجة الإيرانية، معتقدة بوجودِ خيوطِ معارضةٍ ديمقراطية داخل تجسيداتها المحلية الفوضوية.
لم تسمح الرؤى السطحية في هذه المعارضة بتحليل عميق ولا بمناقشةٍ ديمقراطية فكان التحالفُ مع جنين الفاشية وخلال أكثر من ربع قرن ظهر هذا المولود كمسخٍ سياسي غيرِ قادرٍ على التجذر في الأرض البحرينية النضالية وأفقها التحولي الديمقراطي، فمن معارضة شوارعية صاخبة إلى دخول هشٍ للبرلمان إلى انسحاب منه إلى تقليد ممسوخ للثورات العربية إلى عنف أهوج إلى دميةٍ للفاشية الإيرانية.
إن المجموعات الشعبية ذات المشكلات الاجتماعية مرتبطة بقيادة منفصلة أو مخطوفة إيرانيا، والمسار المركزي الإيراني المتصاعد نحو الفاشية أثر في وكلائها السياسيين في المنطقة من حرب ضارية وجهتها إسرائيل للبنان، إلى تخريب التطور الديمقراطي في العراق، إلى عجز المجموعات السياسية البحرينية الموالية عن صنع خط وطني مستقل، إلى تحويل الحوثيين لقوى حرب عصابات مفاجئة.
كان المسار واضحا لكل ذي عينين ولكن أصحاب الهوى السياسي لا يرون، وهكذا فإن عدم الحياد الايجابي بين الدولة والمعارضة الشيعية، أي عدم صنع سياسة مسئولة تنقدُ كل طرفٍ يتخلى عن المضمون الوطني ومصالح الشعب البحريني، وتبقى في حيادها الفاعل جاذبة الأطراف الموضوعية والعقلانية وبعض القواعد الشعبية المتأثرة بالطرفين، أدى إلى تمزق الشعب، حتى صار شعبين قلقلين خائفين من بعضهما، وتحولت الطبقة العاملة البحرينية إلى قوى ضائعة وممزقة نقابيا وسياسيا، ولم تثمر التحولات الديمقراطية في بداية القرن الجديد في جعل رأسمالية الدولة تعطي مساحة واسعة للرأسمالية الخاصة الحرة ولتصاعد مكانة العمال الوطنيين، ومن جهةٍ أخرى فالفاشيةُ الإيرانية غدت غولا في المنطقة، وصار من الصعب هزيمة آثارها لدولة واحدة، وغدت شديدة الافتراس مع هدم محورها في سوريا الثورة، وبدت أعمالها كافة على مدى أربعة عقود معرضة للانهيار.
إن اعادة النظر الشاملة في هذه التجربة مطلوبة خاصة مع تصاعد أزمات الرأسماليات الحكومية في إيران وروسيا والصين وتحولها لاضطرابات عالمية وانتقالها المفزع لداخل الجزيرة العربية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعي اليسار في فرنسا (2-2)
- وعي اليسار في فرنسا(1-2)
- الوعي الفكري والسياسة في أمريكا
- مرحلة الانسلاخ من الفاشيات
- النضالُ المشتركُ بين العربِ والإيرانيين
- تنوع الأنظمة العربية الديمقراطي التعاوني
- الدساتيرُ والقلقُ السياسي
- السيناريوهاتُ الحادةُ واحدة
- الدساتيرُ والحراكُ الاجتماعي
- من أسبابِ الحروبِ الأهلية
- الأيديولوجيا والتكنولوجيا
- الطبقة الضائعة المنتجة
- العلمانيةُ بين المسيحيين والمسلمين
- الإخوانُ وولاية الفقيهِ
- موقفُ المتنبي (2-2)
- موقف المتنبي (1-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (2-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (1-2)
- الفرديةُ الحرةُ المفقودة
- المحور الإيراني - السوري يطحن بعنف


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تفكيكُ شعبِنا والأمة