جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3908 - 2012 / 11 / 11 - 18:50
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لاتختلف التربية الغربية في اصلها عن التربية الشرقية الاسلامية في استنداها على المبدأ الاقتصادي في الزيادة و النمو و تربية الحيوانات فمثلا كلمة education كانت تتعلق اصلا بالسلوك و القيم الاجتماعية اي تعليم نظام معين و التدريب على مهنة معينة و تشير childrearing و training اما الى تربية الاطفال او الحيوانات اي تستند على المبدأ الاقتصادي ايضا و هذا يفسر ايضا السبب في زيادة عدد الاطفال و اعدادهم كنوع من ضمان اجتماعي و راتب تقاعدي للوالدين في المجتمعات الشرقية اكثر من المجتمعات الغربية بسبب انعدام نظام اعالة الوالدين.
تشير الالمانية الى نفس الفكرة في عبارة Erziehung التي اشتقت منahd irziohan اي التمديد و السحب الى الخارج صيغت على الفكرة اللاتينية educareاي التطعيم و التغذية لاجل النمو و الكبر تطورت لتعني مساعدة نمو الشخصية و العقل.
و لكن الفرق بين التربية الشرقية الاسلامية و التربية الغربية يكمن في ان التربية الغربية ابتعدت على الاقل الاوربية الغربية منها الى حد ما عن فكرتها الاقتصادية و الربا و الرشوة و الفساد و ثقافة ابن العم لتقتصر على التعليم و الاخلاق و احترام المعوقين و الحيوانات و عدم الكذب و غيرها من الاخلاقيات فمثلا لو دخلت الى محل الماني لبيع الخبز تتفاجأ عندما تخبرك البائعة بكل صراحة بان الخبز هو خبز الامس نزل سعره لذلك الى النصف.
طبعا لا يعني هذا عدم جود الفساد و الواسطات والغش في المجتمعات الغربية لان الغش و السرقة و الفساد صفات تنشر في الطبيعة التي هي اصلا مبنية على الغش و الخداع لاجل البقاء على قيد الحياة و لكن وجود منظمات مراقبة و نزاهة غير فاسدة قادرة ان تكشف عن الفساد بينما لجان النزاهة العراقية بالمقارنة افسد من المفسدين انفسهم و ان تطرق القرآن الى الفساد بكثرة لدليل على تفشي هذا المرض منذ القدم.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟