أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الشيعة والسنة ورهان التقارب















المزيد.....

الشيعة والسنة ورهان التقارب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 22:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف الإسلام بعد موت الرسول,اختلافات سياسية,في كيفيات تسيير الدولة,وقبل ذلك اسلوب اختيار الحاكم,ولأن فكرة المؤسسة لم تكن حاضرة في تجربة السلطة السياسية الإسلامية,فقد اختلف الفاعلون في شروط الحاكم,وصفاته,وهل ينبغي أن تتأسس على مكانته الدينية أم العرقية أم كفاءته السياسية ومعرفته الدينية كقدرات للإجتهاد وحسن تدبير شؤون الرعية أو المحكومين بلغة العصر؟؟؟؟؟
وهنا تعمقت الجروح,بفعل التقاربات والصراعات والإصطفافات السياسية,التي فرضت مواقف مختلفة ومتعارضة بين صحابة الرسول,الذين كان همهم ضمان استمرارية الدولة الإسلامية,وفق منظور كل واحد منهم,هل ينبغي أن تتأسس على فعالية الحاكم,ومكره تجاه الأباعد وحتى الأقارب أم ينبغي أن تحافظ السلطة على موروثها الديني الخالص,القائم على الصدق,وتدبير أمور الناس بما يتناغم مع العدالة والقصاص,واستحضار القيم الدينية,بدل مصلحة السلطة وهيبة السلطان,التي اعتبرها البعض ضرورة دينية,لا يمكن التفريط فيها وإلا ضاع الدين وتفرق أهله,وهنا يمكن تصنيف المختلفين,وفق رؤيتين متعارضتين سياسيا,بدون اللجوء إلى الأحكام الدينية,القائمة على التكفير,المؤدي للتحامل,وتجنب مثل هذه الأحكام,ليس تهربا من الحقيقة,بل مراعاة لشعور الطوائف والمذهبيات الإسلامية,ضمانا لتفاعل الكل مع مقاربات جديدة,ربما تكون مساهمة لتحديد مداخل جديدة في كيفيات التعاطي مع المسألة الدينية والمذهبية في العالم العرب والإسلامي,تستحضر التعامل العقلاني,وتنتصر له,معرفة ومنهجا.
1الإتجاه الأخلاقي
وهو الذي اعتبر الدولة مؤسسة تحتكم لما هو ديني في إدارة شؤون الأمة,ولضمان ذلك وجب أن يكون الحاكم إماما,ومفاد الإمامة التفقه في الدين والقدرة على تفسير الغامض منه,انتصارا للحقيقة الدينية,حماية لها من الإختلافات والإنقسامات,كان رأي الإمام غير قابل للمراجعات,أي حكما نهائيا,وهي ممارسة حتى لا نبالغ في تشددها تلجأ إليها الكثير من الدول حتى المعاصرة حماية لإلزامية القوانين والقرارات,وقد حافظت عليها في المجالات العسكرية,ذات الحساسية الشديدة,مدتها لأمور سياسية أخرى,وهنا كان النموذج الشيعي ممثلا في علي إبن أبي طالب,رمز الحكمة والتفاني والتعالي عن المصالح الدنيوية,هذه شهادة لا يمكن تاريخيا التنكر لها,لمكانة هذا الصحابي,المتميز بالفطنة والعمق الفكري,فقد رأى المسلمين منحازين لمن يولي مصالح السلطة أهمية قصوى,فاعتزل الصراعات دفاعا عن حقه في الخلافة,حتى عندما مد له عمه العباس يده للقبول بها,بعد موت أبي بكر,رفض الخروج على الأمة والتعارض مع الصحابة الآخرين,حماية للرأي المراد أن يبدو موحدا أمام عامة المسلمين.
الإتجاه التوافقي
كان يسعى حفاظا على قوة السلطة,التركيز على توسيع قاعدة الموافقين على من يقترحهم صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام,وكان محكوما باجتهاد انتبه له عمر إبن الخطاب والزبير إبن العوام,فعندما غاب النبي,ناب عنه أبو بكر الصديق في الصلاة,ولذلك قيل للمسلمين,في صيغة مخاطبة لأبي بكر الصديق,أرتضاك الرسول لديننا,أفلا نقبل بك لدنيانا؟؟؟؟
وهو سؤال استنكاري كانت غايته,تنبيه المسلمين إلى أن فعل النيابة في الصلاة,كان تأكيدا لأهمية القرب من النبي,وأن القرب بالفعل وليس بالإنتماء القراباتي,أو العائلي,وبعد موت أبي بكر,ظهر عمر,المقرب من أبي بكر,والرجل القوي في صفوف الصحابة إلى جانب علي إبن أبي طالب,فكانت فكرة التوافق غالبة مرة أخرى على غيرها,خصوصا عندما يكون هناك تكافؤ بين الأسماء المرشحة لخلافة أبي بكر في نظر المسلمين آنذاك,صحيح أن منطق التحالفات والتقاربات,كانت حاضرة,فزوجة النبي عائشة,برمزيتها لا يمكن للصحابة تجاهل رأيها في علي إبن أبي طالب,وهي لازالت تتذكر حادثة الإفك وما جرته عليها من صراعات,وهي إبنة أبي بكر,البليغة والفقيهة,والتي لا يضاهيها بلاغة في صفوف الصحابة إلا علي إبن أبي طالب,حكيم بني هاشم,.
3الإتجاه التوريثي
إذا كان بعض الصحابة,تجنبوا أو أقنعوا باستبعاد علي من الحكم بسبب قرابته من النبي,خوفا من أن تصير الإمامة وراثية,فقد حدث ذلك بصيغة غريبة,ومفارقة,أي تحويل الخلافة والإمامة إلى ملك بدون الإحتكام للقرابة وأهل البيت,وكانت الفكرة مع معاوية إبن أبي سفيان,الذي شكل بؤرة صراع قوي مع علي إبن أبي طالب ,وأورث هذا الصراع لبنيه,وكان فكرة التوريث كانت حلا لعدم تجدد فتن الصراعات على السلطة السياسية,وربما هي محاولة لاستبعاد الديني من الممارسة السياسية التي عندما ربطت بالديني خلفت في الذاكرة الجماعية لكل الفرق الدينية مآسي عميقة,خصوصا في صفوف الشيعة,الذين كانت معاناتهم مضاعفة,لأنهم المعنيون بالإنتصار لأهل البيت,وبدت تاريخيا هذه المهمة وكأنها رسالتهم المقدسة,التي لم ينجحوا في فرضها,وبقي الحسين رمزا لعدم قبول سلطة لا دينية أو لنقل لا أخلاقية,في بعدها عن مؤسسات العلم الديني,والمعرفة بضرورة فقه السياسة الشيعية.
هنا نجد عمق الصراع السني الشيعي,بحيث نلاحظ أن الفكر السني,لم يوافق بكليته على توريث الخلافة لبني أمية,واعتماد الكفاءة السياسية كإلغاء لاستقامة الحاكم,على الأقل في البدايات,لكنه آثر عدم رفض الإمامة,بل التخوف منها,بفعل المكانة التي يحتلها الإمام في الفكر الشيعي,الذي عرف اجتهادات مهمة,بحيث صار الحاكم خاضعا لمجلس العلماء الشيعة,الذين لهم صلاحية إعفائه,مما يؤشر على تطور الفكر الشيعي سياسيا,وقدرته على تجديد ذاته,بينما بقي الفكر السني موزعا بين دينية الخليفة,كأمير للمؤمنين,سني بمواصفات الإمام الشيعي,وفي الوقت نفسه محافظ على القيم الدينية,التي يحتكم إليها سياسيا ضد مخالفيه,وهنا يبدو أن صراعات السنة والشيعة لا تستعر إلا بالعودة إلى التاريخ,أما الصراعات الحالية,فهي مجرد دفاعات عن المصالح يتم تغليفها بلبوسات عقدية,تستغلها الدول المعادية لتأجيج الصراعات الطائفية بين المسلمين,لضرب بعضهم ببعض,ودفعهم لإعاقة بعضهم عن الإنخراط في معركة العلم وتملك التكنولوجيا,لينحشروا في صراعات عتيقة,لا يمكن الحسم فيها,لكن يمكن للباحثين الخوض فيها بعيدا عن كل أشكال التعصب المذهبي والطائفي.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة العربية
- الدبلوماسية المغربية
- فكرة الأزمة في المغرب
- سجالية المعارضة في المغرب
- عنف الإسلام السياسي
- الدولة والعولمة
- المغرب العربي والخليج
- السلفية السياسية وإسرائيل
- الوحدة العربية
- العدالة الإنتقالية في المغرب
- سلفية النهضة وسلفية النكسة
- حكومة العدالة والتنمية
- سياسة الدولة في المغرب
- سلطة الريع في المغرب
- الثقافة واليسار المغربي
- التعليم الخصوصي في المغرب
- إسلامية اليسار المغربي
- طقوس السلطة في المغرب
- الدولة والشعب وفكرة التطور
- الكاتب في المغرب


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الشيعة والسنة ورهان التقارب