أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - قراءة فى مسودة الدستور














المزيد.....

قراءة فى مسودة الدستور


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 21:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



تشتمل مسودة الدستور المصرى الجديد المنشورة فى موقع اللجنة التأسيسية: http://www.dostour.eg تشتمل على 232مادة واردة فى خمسة أبواب أولها يتعلق بالدولة والمجتمع (27 مادة) وثانيها يتناول الحقوق والحريات والواجبات العامة ( 52مادة) وثالثها يتعلق بنظام الحكم فى الدولة ( 122مادة) ويتناول السلطات العامة: التشريعية،و التنفيذية، والقضائية، ورابعها يتناول الأجهزة الرقابية والهيئات المستقلة (16مادة) أما الباب الخامس فهو يشتمل على بعض الأحكام العامة والإنتقالية (15مادة ) وبذلك تصبح جملة عدد المواد التى اشتملت عليها مسودة الدستور( 232) مادة كما سلفت الإشارة ، والذى يتأمل هذه المواد يجد أن أغلبها لا غبار عليه سواء من حيث الصياغة أو من حيث المضمون، غير أن من بينها ما يغلب عليه الطايع الإنشائى والخطابى ، ومن بينها كذلك ما هو حافل بالركاكة واللبس والغموض، وبعضها ـ مما تحقق له سمة الوضوح ـ باعث على القلق ، ولنتأمل الآن بعض هذه المواد ، ولنبدأ ببداية القصيدة ، لنبدأ بالمادة الأولى التى جاء نصها كما يأتى :
" جمهـورية مصر العربية دولة مستقلة ذات سيادة،وهى موحدة ﻻ تقبل التجزئة ، ونظامها ديمقراطى. والشعب المصرى جزء من اﻷمتين : العربية والإسلامية ، ويعتز بانتمائه لحوض النيل والقارة الإفريقية وامتداده الآسيوى ويشارك بإيجابية فى الحضارة الإنسانية " ، إن الذى بستوقف القارىء لأول مرة هو النص على أن مصر دولة مستقلة ذات سيادة !! وكأن استقلال مصر موضع للشبهة، إن الذى لم يلتفت إليه واضع هذه المادة هوأن مثل هذا النص لا يرد إلا فى دساتير الدول حديثة الإستقلال أو تلك التى لم يتأكد استقلالها بعد ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما ورد فى دستور 1923حيث كانت مصر قد شهدت ثورة عارمة هى ثورة 1919 التى خاضتها من أجل الإستقلال والتى أرغمت بريطانيا على أن تعلن على لسان وزير خارجيتها أن مصر دولة مستقلة ، ورغم هذا الإعلان الذى ورد فى تصريح فبراير 1922فقد كانت مصر فى حاجة إلى أن تؤكد لبريطانيا ( ولنفسها أيضا ) أنها دولة مستقلة ، ومن ثم فقد نصت المادة الأولى من دستور 1923على أن : مصر دولة حرة مستقلة " ( لا حظ أن هذا النص هو نفس الشعار الذى تردد على ألسنة المصريين وهم يرددون فى هتافاتهم ضد الإنجليز : عاشت مصر حرة مستقلة ) السؤال الآن هو، إلى من على وجه التحديد يتوجه المشرع الدستورى الراهن بهذا النص الذى هو أقرب إلى الهتاف ؟؟ ولننتقل الآن إلى بقية عبارات هذه المادة ذات النبرة الخطابية، ننتقل إلى العبارة التى تقول: "والشعب المصرى جزء من اﻷمتين : العربية والإسلامية ويعتز بانتمائه لحوض النيل والقارة الإفريقية وامتداده الآسيوى ويشارك بإيجابية فى الحضارة الإنسانية " ..لا جدال فى أن الشعب المصرى هو بالفعل جزء من اﻷمتين : العربية والإسلامية، لكن ماذا إذا تعارض الإنتماءان ؟ وأى الإنتمائين فى هذه الحالة هو الذى سوف تكون له الأولوية ، هل سنقف مثلا إلى جانب سوريا ( باعتبارها جزءا من أمتنا العربية )إذا ما اقتطعت تركيا جزءا منها أم نقف على الحياد باعتبار أن كلا البلدين جزء من أمتنا الإسلامية ؟؟ وهل سنقف مع الإمارات فى نزاعها مع إيران على الحزر التى قامت إيران باغتصابها أم نقف كذلك على الحياد؟؟ ثم ماذا عن الوحدة العربية الشاملة التى نص عليها دستور 1958و 1971و1964وهل تغاضينا عنها تماما وكففنا عن أن تكون أملا لنا، ولو على المدى البعيد ؟ كذلك ما هو المعنى العملى لأن ينص الدستور على أن الشعب المصرى يعتز بانتمائه لحوض النيل والقارة الإفريقية وامتداده الآسيوى ؟؟ ويشارك بإيجابية فى الحضارة الإنسانية "وماهى الترجمة التشريعية الممكنة لمثل هذا الإعتزاز ولمثل هذه المشاركة الإيجابية.... الواقع أننى شخصيا لوخيرت بين النص المقترح فى مسودة الدستور الراهنة وبين نص المادة (1) فى دستور 1971والتى كانت تنص بعد تعديلها فى عام 2007 على أن "جمهـورية مصر العربية دولة نظامها ديموقراطى يقوم على أساس المواطنة ، والشعب المصرى جزء من الأمة العربية يعمل على تحقيق وحدتها الشاملة " ...لو خيرت بين هذين النصين لا خترت بلا تردد نص المادة الأولى كما وردت فى دستور1971 ، رغم اعتراضى على أبواب كاملة من ذلك الدستور وللحديث إن سمح المجال بقية .



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى يكتب عند الله كذابا !
- مرة أخرى: تحية إلى البديل
- 28سبتمبر1970
- عن انحسار الأمن والعدالة
- عن الضابط ذى اللحية
- مسئولية الأنثى عن التحرش
- نقيصة أعمال كمال
- عن جريمة رفح
- موسى يتحول إلى محمد
- فى الذكرى السنوية لأزمة الوقود
- سلامة: القيمة لا ترحل
- قانون حماية الضمير
- ما زال الوقت مبكرا
- وعسى أن تكرهوا مرسى
- من مفارقات (المكمّل)
- قراءة فى نص المادة 29
- مرسى وشفيق: إبطال الصوت أم تعطيل الضمير
- عن تزوير انتخابات الرئاسة
- اللواء شاهين والمادة 28
- عن الجمعية التأسيسية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - قراءة فى مسودة الدستور