أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - تجليات مصالح طبقية في الغاء مفردات التمونية














المزيد.....

تجليات مصالح طبقية في الغاء مفردات التمونية


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 01:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتساءل المواطنون العراقيون في هذه الايام عن ما اذا صار السوق العراقي كـ "البازار" الايراني من حيث قدرته على احتواء الحكومة وتوجهاتها وقراراتها، بل ومصيرها ! ؟ . وهذا التساؤل ليس بالغريب على متتبعي سير التاريخ السياسي حيث يشهد بان " البازار"، والمعني هنا - التجار الكبار – قد اسقطوا حكومة "محمد مصدق" في ايران عام 1952 بالتعاون مع المخاربرات الغربية، وكذلك كان له الدور الفاعل باسقاط حكومة الشاه ايضاً. واليوم اذا ما سبرنا غور خشية وتساءل مواطنينا عن دور السوق العراقية في دفع الحكومة لالغاء مفردات الحصة التمونية، فيمكن قراءته على ان التاريخ يعيد نفسه في العراق، الذي يراد له من بعض الجهات الداخلية والخارجية الاقليمية تحديداً، ان يكون نسخة من الحالة الايرانية.
ومن المفيد التطرق هنا، بأن ما بعد سقوط النظام السابق في عام 2003 وفي خضم الفوضى التي رعاها الاحتلال، وسماها بـ " الفوضى الخلاقة" تعرض الاقتصاد العراق المنهار اساساً الى تشويه هويته اكثر من السابق، حيث تركت ابوابه مشرعة دون اية ( فلاتر قانونية) اذا جاز هذا التعبير. بمعنى، غياب الرقابة والمحاسبة على تنفيذ المشاريع، لا بل حتى على حقيقة وجودها اصلاً، وانعدام ضوابط الاستيراد كالرقابة النوعية والعمل وفق التعرفة الكمركية،وكذلك انعدام الموازنة التجارية، التي تحافظ على المنتج الوطني، الذي اهمل الى حد النسيان، مما ادى الى نشوء ونمو القوى الاقتصادية الطفيلية التجارية، التي وجدت لها حاضنة كانت رافعتها العقود الحكومية والمقاولات المستندة الى كثرة المال الريعي السائب، وبالمناسبة قد زحف مبدأ المحاصصة الى موضوع العقود الحكومية، وتجلى باخطرصوره التي تتوجت بفضائح فساد مستشري يضرب اطنابه في كافة مفاصل الدولة العراقية. ومن دون ادنى شك ان تعشعش الاوساط الطفيلية في كنف الكيانات التي بيدها القرار. وتتحول الى قاعدة طبقية لها، خلفت انعدام الخدمات واتساع الفقر وتردي الامن وتوقف عجلة التنمية الاقتصادية والبشرية.
ولا يعدو قرار الغاء مفردات الحصة التمونية عن كونه امعاناً في دعم سماسرة السوق من كبار التجار بصورة مقننة قدر الامكان، تعكس موقفاً طبقياً واضحاً لا يأبه بمصير الطبقات الفقيرة، وذلك من خلال تحويل مبالغ الحصة التمونية من الاستيراد الحكومي المباشر، الى الشراء من السوق الداخلي بواسطة المواطنين، اي بمعنى من المعاني تحويل هذه الاموال الى جيوب بعض السماسرة اللاعيب في قوت الشعب العراقي، مما سيحمّل المستهلك فرق الاسعار التي يضيفها التجار كارباح على بضائعهم، او ترتفع الاسعار بفعل قانون العرض والطلب، وبافعل قد زاد على الفور سعر الطحين بقدار الضعف والحبل على الجرار، في حين ان ما توزعه الحكومة من مواد غذائية هو بمنأى عن جشع المضاربين في السوق، مما يوأمن له البقاء ضمن سعر كلفة الاستيراد، هذا وناهيك عن تحمل معاناة التعامل مع نهم بعض التجار، وعدم ضمان الجودة وصلاحية المواد.
وفي ذات السياق تأتي هذه "الفرقعة" من قبل الحكومة ضمن سلسلة عمليات يراد بها حجب الانظار عما يعتمل في الوضع السياسي من ازمة شاملة على وشك الانفجار الكارثي.وذلك ابتدأ من محاولة تتفيه فكرة المؤتمر الوطني واستحالة عقده، ومروراً بطرح ما سميت بورقة الاصلاح الوهمية، التي اردف معها المسمى بـ "قانون البنى التحتية"، كما الحقت الدعوة الى تشكيل حكومة الاغلبية البرلمانية غير المتوفرة اصلاً، واخيراً وليس اخراً جاء قرار تبديل الحصة التمونية العينية بمبلغ خمسة عشر الف دينار عراقي. هذا الفعل الحكومي المثير للجدل والاعتراض والذي يعتبر خير ساحب للاهتمام عن تعقيدات الوضع السياسي، ويمكن ان نزيد في تعداد مثل هذه الفرقعات ونضيف قضية البنك المركزي، وصفقة التسليح من روسيا الاتحادية وغير ذلك، التي سرعان كشفت عناصر الفساد فيها.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الوطني ... امسى بغيبوبة ام تُقرأ عليه صلاة الغائب..؟
- هل سيكون الرئيس مام جلال - دليلاً للحائرين..؟ -
- جدلية العلاقة بين المواطنة كحقوق والوطنية كواجبات
- ورقة الاصلاح .. وعود مبهمة وترقب سلبي
- الربيع العربي ... ثمار معطوبة وشعوب مغلوبة
- سطو مسلح بالتصويت لسرقة اصوات الناخبين
- ثلاثية تركيبة الحكم في العراق وثنائية الازمة
- شرارة دكتاتورية تطلق على بيدر الثقافة الديمقراطية !!
- ما اشبه فضيحة اليوم بجريمة البارحة
- رمية حجر في بركة المشهد العراقي الراكدة
- هروب من قاعة المؤتمر الوطني الى غرفة اللقاء..!
- المؤتمر الوطني للحوار... وسيلة ام هدف ؟
- الشعب العراقي يريد حلاً وليس ترقيعاً
- ثمار الربيع العربي وهبوب رياح الخلافة الاسلامية
- تقليعة الاقاليم ... استعرض قوة ام استهلاك محلي ؟؟
- ازمة علم في متن ازمة حكم
- بانوراما المشهد السياسي العراقي ... اخر طبعة
- في حصاد العملية السياسي يطير الغلال ويبقى القش !!
- فشلهم المكعب يجيز للشعب ان ينحيهم
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 9 - 9


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - تجليات مصالح طبقية في الغاء مفردات التمونية