أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وائل بنجدو - سحر السفارة














المزيد.....

سحر السفارة


وائل بنجدو

الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 05:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مثل هذا التاريخ(7 نوفمبر) من كل سنة و قبل إنتفاضة ديسمبر ـ جانفي كانت الإحتفالات تعم أرجاء الوطن تخليدا لذكرى "التحول المبارك" و لكن في هذا العام و إن غابت المظاهر الإحتفالية المعتادة عن الطرقات و الساحات العمومية فإن الحكام الجدد لم ينسوا أن يحتفلوا بتلك الذكرى على طريقتهم الخاصة .
لم تكن تمر هذه الذكرى على الشعب التونسي دون أن يرى في نشرة أخبار الثامنة مساء الإبتسامة المصطنعة للجنرال الهارب و هو يصافح غريمه " الحبيب بورقيبة" في فيديو مسجل مل الناس تكراره.
لم تختلف الصورة كثيرا في هذا العام و إن إختلفت الوجوه ، فقد إختار الحكام الجدد (حركة النهضة) أن يصافحوا الحكام القدامى (نداء تونس) بنفس الإبتسامة. لكننا لا يجب أن نغفل عن نقطة إختلاف رئيسية بين الصورتين و هي إختلاف المكان ففي الصورة الأولى حصلت المصافحة و تبادل الإبتسمات في المستشفى ليحاولوا التأثير في المشاهد و يصوروا "بن علي" كمنقذ للبلاد بعد المرض و العجز الذي أصاب" بورقيبة"، أما في الصورة الثانية لهذه السنة فإن الراعي الرسمي للإبتسامات و المصافحات هي السفارة الأمريكية .
غابت السفارة في المشهد الأول و حظرت في المشهد الثاني رغم أن الإمبريالية هي مهندس إنقلاب 7 نوفمبر 1987 و هي مهندس عملية تنصيب العملاء الجدد بتاريخ 23 أكتوبر 2011 و يعود ذلك لسبب رئيسي : إن ما دفع السفارة الأمريكية للظهور في المشهد الثاني و البروز بقوة في الساحة السياسية منذ 14 جانفي هو وجود لاعب جديد و قوي إستعاد زمام المبادرة و أصبح يهدد مصالح الإمبريالية بالقطر هي الجماهير الشعبية التي لازالت تواصل المقاومة و تعكر صفو الطبقات الحاكمة و وكلاء الإستعمار الجديد .
إختارت حركة النهضة و حركة نداء تونس أن تحيي ذكرى السابع من نوفمبر 2012 من خلال الحج للسفارة الأمريكية ليؤكدوا وفاءهم لنهج العمالة و التطبيع الذي ميز حكم "بن علي" وأنهم سيواصلون إنتهاج نفس السياسة الإقتصادية المرتهنة للدوائر الإمبريالية و لإملاآت أدواتها (صندوق النقد الدولي ، البنك الدولي ، منظمة التجارة العالمية ).
إن ما يمكن إستخلاصه من هذه المقارنة الكاريكاتورية بين ما كان يحصل في "ذكرى 7 نوفمبر" قبل إنتفاضة ديسمبر ـ جانفي و بين ما حصل بعدها ( 7نوفمبر 2012) هو أنه و إن إختلفت الوجوه ( بورقيبة ، بن علي ، الجبالي ، السبسي ...) و تكررت إبتساماتهم المستفزة و المصطنعة فإن ذلك لن يحجب واقع الظلم و الإستغلال الذي تعاني منه الطبقات الشعبية و لن يخفي دماء و دموع المضطهدين التي لازالت تسيل ، فمن يوقف نزيف الدم و الدموع ؟ إن الشعب هو محرك التاريخ وهو القادر وحده على إيقاف هذا النزيف و من واجب الطلائع الثورية أن تواصل التمسك بالشعار المركزي للإنتفاضة ، شعار إسقاط النظام بما يعنيه من إطاحة بالطبقات الحاكمة المرتبطة بالإمبريالية إذ و بالرغم من تعدد أشكال السلطة منذ بروتوكول الخيانة بتاريخ 20 مارس 1956 فإن النظام من حيث التشكيلة الطبقية لم يتغير و لازال يمثل السبب الرئيسي لآلام و أوجاع المسحوقين من أبناء الشعب.
ليست هذه المرة الأولى التي تزور بعض فيها بعض الأحزاب السياسية السفارة الأمريكية فقد إجتمع في شهر رمضان الماضي 11 حزبا على مائدة إفطار السفير الأمريكي و كانت مكونات الترويكا الحالية (المؤتمر ، التكتل ، النهضة) من بين الحاضرين . وكان لذلك الإفطار بالنسبة لهم مذاقا آخر حيث كان ممزوجا بنكهة السلطة و تلاه بعدة أيام بيان ممضى من عدة أحزاب من الذين ملؤوا بطونهم في ذلك الفطور نص على ضرورة إنجاح موعد 23 أكتوبر 2011 ، و كان من المفترض أن يكون عنوان البيان :"بيان الفطور" وأن يحمل توقيع السفير الامريكي فقط عوض كل تلك التوقيعات و أسماء الاحزاب التي تتعب القارئ (هذا من باب التندر). كان ذلك ليلة 27 رمضان و هي ليلة يلقن فيها رجال الدين الأدعية للناس علهم يظفرون عند ترديدها بجنة الآخرة بعد إقناعهم أن جنة الأرض مستحيلة التحقق و أن المظلوم سينال الأجر و الثواب و يعلمونهم القبول بالقضاء و القدر و طاعة أولياء الأمور و في نفس الليلة كانت حركة النهضة الإسلامية تتلو التراتيل و تطلب رضاء الإمبرياليين حتى تنال جنة السلطة .
لكن ما ميز الزيارة الاخيرة بتاريخ 7نوفمر 2012 هو حدة الخلافات التي سبقتها بين الضيوف (حركة النهضة و حركة نداء تونس) خاصة بعد مصرع كاتب عام الاتحاد الجهوي للفلاحين ومنسّق حركة نداء تونس بتطاوين لطفي نقّض و إتهم أنصار نداء تونس مكونات الترويكا بالتخطيط و تدبير الجريمة. ولكن إندثرت الأحقاد و غابت الإتهامات بين الطرفين داخل مبنى السفارة الأمريكية وظهرت الإتسامات و إنبسطت أسارير الجميع حتى تكاد تحسب أن كل تلك الخلافات كانت مسرحية مفبركة ، فلم تعد "حركة نداء تونس "تمثل أزلام النظام القديم (بالتعبير النهضاوي) و لم تعد "حركة النهضة" حركة مجرمة تمارس الإغتيال السياسي(حسب تصريح قادة نداء تونس) ، فكأن شيئا لم يكن ، إنه حقا سحر السفارة ...
يعتبر النضال ضد اليمين الديني و الليبيرالي و فضحه لدى الجماهير هي إحدى المهام المرحلية الملحة بالنسبة للقوى الثورية و يمثل التحرر من السفارة و عملائها من الاهداف الإستراتيجية التي يجب على كل الثوريين بالقطر رسم التكتيكات و إيجاد الوسائل من أجل بلوغ هذا الهدف الذي بدون بلوغه ستظل كل المشاكل التي تعاني منها الطبقات الشعبية عالقة.



#وائل_بنجدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنلتفت إلى الأرياف!
- بن جعفر : الصهيوني الوقح
- لتسقط كل الدمى : ردا على مقال د.سالم الأبيض -طبقة الدمى السي ...
- الإتحاد العام لطلبة تونس الممثل الشرعي و الوحيد
- حول الانتخابات الرئاسية في مصر
- واقعيّة حمص
- -فلسطين والارتماء في أحضان الأمم المتحدة-


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وائل بنجدو - سحر السفارة