أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مريم نجمه - من صفحات الطفولة .. زيزفون وخبز وعسل ..















المزيد.....

من صفحات الطفولة .. زيزفون وخبز وعسل ..


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 05:44
المحور: سيرة ذاتية
    


من صفحات الطفولة .. زيزفون وخبز وعسل ...
.....( مريم الزين ) خالة أمي و كنا نناديها بخالتي ( رزق ) .. هي أخت جدتي لوسيّا الزين .
إمرأة طيّبة القلب خيّرة , نظيفة ونشيطة , بسيطة , وصافية , كريمة اليدين .. وجميلة كالعسل . لا أعرفها إلا أرملة , لها ولدين – جريس وعبدالله رزق سعادة , يسكنان في دمشق , وإبنة واحدة تدعى ( جودة ) المرأة الجميلة الفاضلة التي توفيت شابة إثر مرض ألمّ بها وهي ما زالت في مقتبل الحياة - وقد أوصت والدتي قبل وفاتها بولديها ( وردة , وبركات ) عازار ..

لا أعرف خالتي مريم رزق إلا إمرأة كادحة عاملة إقتصادية راضية وقنوعة ومُحبة . كثيراً ما كانت تسهرعندنا في ليالي الشتاء الثلجية الباردة تحمل فانوسها وتمضي في منتصف الليل لمنزلها الريفي الغير بعيد عنا الكائن مقابل ساحة العين وسط البلدة , أو يرافقها أحد أفراد العائلة أوالأقرباء والأصدقاء السهّار من أقربائنا خوفاً عليها من الحيوانات المفترسة ...

كانت الخالة مريم تزورنا باستمرار , تحب أمي وأمي تحبها وتحترمها وتكرّمها . كنا ننتظر زيارتها الأسبوعية تقريباً بشوق عندما كنا نرافق الوالدة إلى مخبزها لنساعد الوالدة في حمل العجين أو الوقود للتنور , فقد كانت خبّازة ماهرة لأهل الحي والأصدقاء والمعارف , إلى جانب تربية النحل على شرفات منزلها الريفي المطل على ساحة العين في القرية , بالإضافة إلى بيع الخبز للغرباء .

نوافذ منزلها تشرف على مبنى البلدية في الساحة الرئيسية للبلدة , كما كان يطل بيتها وشرفاته على البلدة شرقاً وجنوبا بطبيعة موقعه الإستراتيجي الجميل حيث سفوح هضاب ( قرنة حسنة ورأس المسّوق )و تلال بلدة صيدنايا الغربية تبتدئ من مدخل بيتها ..
... لذلك فمدخل بيتها صخري نصعد إليه بعدة درجات منحوتة في الصخر بشكل غير منتظم , يحيط بالبيت والحوش الكبير سياج وسور من الحجارة والطين الأبيض , إلى جانب الغرفة هناك البيت القديم " المهدّم " المحاذي لبيت (سفورة ) من عائلة سعادة .. الخبازة الأخرى المعروفة في القرية – من الشمال , وبيت اّسين من الغرب , و كان حوش منزل خالتي كبير تنمو في جوانبه أشجار الدفلة الحمراء والبيضاء الملاصقة للجيران بيت ( عماد ) , و أشجارالزيزفون المعمّرة التي تعطّر الجو بشذاها الدائم في الصيف .. ومن رحيق عناقيد أزهارها الصفراء الناعمة كان يتغدى النحل المُربّى في خلايا منزلها الذي تُشرف على تربيته والإعتناء به وجني عسله .
كان الطابق الأول لسكنها - غرفة كبيرة ومخزن داخلها , واجهته الخارجية مصفوفة ومبنية بعشرات من الإسطوانات الطينية ( كوارات النحل ) كديكور للبيت من بعيد - وأمامها أجران حجرية صغيرة مقعرة مملؤة بالماء ليشرب النحل منها - لها فتحات من داخل المنزل لإطعامهم وتنظيفهم , باب البيت الخشبي بجانبهم , سقفه خشبي يتوسطه عامود كبير وسط الغرفة من الخشب والطين ذو المساحة الكبيرة له نافذة تطل على حديقة البيت الخلفية المزروعة بورود بلدية كالريحان وشبّ الظريف والمدادة والعوّامة والخبّيزة والعطرة وغيرها منثورة هنا وهناك – الطابق الثاني عبارة عن عليّة كبيرة مع مخزن , كانت تسكنه عائلة إبنها جريس في فصل الصيف فقط , لأنه مقيم في دمشق وكان عاملاً ماهراً في معمل العرق بدمشق –

كنا نصعد إليه بدرج حجري عالي جداً ومفتوح على الجانبين أي دون حاجز ( درابزون ) , كم كنا نخاف حين نصعد إلى بيتهم الأعلى , حينما كانت تصنع جدتي لوسيا حلويات الشتاء عندها للأقرباء ( حلاوة الدبس بالجوز والسمسم واللوز ) على الشرفة لأنها مسقوفة تحمينا من المطر - و تضم الشرفة جداراً من عدد كبير من قفير النحل خاصة لإبنها ..

في كل ربيع كان لأهلي صحن كبيرمن العسل بشهده هدية من يد خالتي مريم .... ومن أولادها أيضاً , العسل بكل ألوانه الأبيض والأصفر والبني حسب نوع الأزهار والأعشاب الذي جمع النحل منها رحيقه ..
في إحدى زوايا هذه الدار الواسعة المساحة بُنيَ التنور الشعبي , لتحضير الخبز عليه وتهيئة العيش – للعائلة – كما في أكثر بيوت البلدة القديمة -
الحيط بالحيط , والأسطوح بالأسطوح يقال عندنا العائلات متداخلة سكناً وعلامات حوار وجوار وتبادل ومحبة

كنا ونحن أطفال نجلس تحت ظل الزيزفونة من حر الصيف على " المصطبة " المرتفعة مقعد الإستراحة هناك , لمشاهد المارة في الطريق أمامنا والنساء اللواتي يعبئن الجرار من عين الماء ويحملنها على رؤوسهن إلى منازلهن ,,كنا ننتظر أمنا كي تنهي خبز عجينها الذي أحضرناه إلى تنور خالتي مريم الخبازة الماهرة .
كنت أوصل منذ الصباح الوقود إلى التنور لكي تحمي خالتي التنور فيه من ( الحطب والشيح وأغصان الدوالي وغيرها من القشاش ) , ثم أحمل مع والدتي لكن العجين النحاسي مرة أخرى, عندما يتخمر ويصبح صالحاً للخبز كنا نضعه داخل غرفة خالتي , ونقوم بتقطيعه قطعا دائرية متوسطة الحجم ونضعها على راحة خشبية خاصة لهذا العمل لكي ترتاح العجينة كما كانت تقول لنا جداتنا -- من أسرار الخبز الجيد -- ونغطيها بقطعة من القماش الأبيض المبللة بالماء حتى لا يجف سطح الأرغفة , ثم ننقلها الى التنور بعد ان تتجمر النار نضعها بجانب أمي الجالسة على المصطبة المقابلة للخبازة , ويبدأ إنتاج الخبز حَموة حَموة , وكانت والدتي تجلس مقابل الخبازة لترق لها أرغفة العجين على سطح بلاطة حجرية ناعمة مصقولة يوضع فوقها الطحين ليرق العجين فوقه , فتاخذه خالتي وتلوحه على يديها بمهارة وتضعه على " الطارة " القماشية لتلصقها فيما بعد على جدار التنور الداخلي الحار حتى ينضج الرغيف وهكذا حتى تنتهي العجنة كلها . كانت خالتي تحرك جمر النار بين حين ّواّخر بالملقط الحديدي الطويل , وكانت النساء اللواتي يردن الخبز ينتظرن دورهن وراء والدتي يجلسن بالدور بجانب التنور فوق المصاطب الطينية المخصصة لإستراحة الزوار ,, وتدور الحكايات والأحاديث القروية الشعبية والنسائية المسلية اللطيفة , ويتحول التنور إلى منتدى وملتقى إجتماعي , أو مؤتمر صحفي في القرية - تغني عن سماع أخبار الحكم والسياسة وأتعابها - وتمتين العلاقات لتنصهر كل أفكار أهل البلدة في بوتقة واحدة هي هموم ومشاغل البلدة , هكذا كانت رحلة الخبز تتم طوال فصول السنة .
ولابد أن نذكر أن بعض النساء كن يحملن جرار الفول لوضعها في جمرالتنور بعد إنتهاء الخبز حتى تنضج للصباح بهدوء وبطعمها المميز ..أو تضع خالتي بعض حبات ثمار البطاطا لشيها على النار الهادئة ..

اما الفصل المميز في بيت خالتي مريم هو نهاية فصل الربيع حيث كانوا يقطفون العسل من " القطفة الأولى الربيعية " الصافية الطيبة اللذيذة – وبعد أن يكون قد جنى النحل غذاءه من أودية البلدة وبساتينها وتلالها وسهولها وجُرودها وجبالها النقية , فتكون أطيب وألذ طعماً . فتأتي خالتي زائرة بهديتها المعهودة السنوية لنا وبيدها الصحن القيشاني ( الصيني ) مملؤاً بأقراص العسل أي -- عسل بشهده – بألوانه المتعددة وطعمه ورائحته المميّزة – عدا ما يأتينا أيضاً من أولادها كل بدوره جريس وعبدالله في قطفة الخريف والربيع أو الصيف .

طبعاً كانت والدتي رحمها الله تضعه داخل " الكتبية " * في غرفة الضيوف التي كا ن يطلق عليها إسم ( المرَبّع ) , وكانت تطعمنا منه كلما اشتهينا ذلك - عدا ما نستغفل أمنا أحياناً ونزيد العيار والحصّة .. فالعسل مغري ومائدته إرستقراطية فاخرة .. وهل أشهى من العسل !؟
العسل الطبيعي الذي كنا نأكله دون غش أو سكر مُذاب !! كل شئ كان في صيدنايا القديمة طبيعياً , ومن حينها , من تلك الأيام أيام الطفولة وأيام صيدنايا البركة والنعم والخيرات الصدق والبراءة – الخيرات الطبيعية – الأصلية البلدية لم أذق مثل طعمها ونكهتها ورائحتها أبدا , ما زال " طعمها تحت لساني " أو أسناني كما نقول في أمثالنا الشعبية , فطعم عسل خالتي له نكهة خاصة مهما تذوقنا وقالوا لي هذا عسل طبيعي لا لا – فهو مرتبط بالمكان والروائح والألوان والوجوه والحب والفرح الجماعي والعمل الجماعي التعاوني والأهل والصداقة والقرابة الحقيقية ووحدة القرية دون غاية ومنفعة , علاقات طبيعية إنسانية فطرية أصيلة وحلوة , خاصة كنت أعيش عن قرب مع كل حركة وفعل وحدث ومشهد لكل ما يجري من أعمال وأفعال ونشاطات قروية عائلية وغير عائلية .

صحيح أن طعم وثمن العسل طيب وغالي لكن كم مرة لسعت خالتي الدبابير والنحلات وتورّم وجهها ؟؟ وكم مرة كانت تتعذب بهم شتاء وصيفاً عندما كانوا ( يطردوا ) ليتكاثروا على الأشجار فيهربوا و يخرجوا اّلافاً اّلاف ويغادروا بيوتهم إلى إحدى الشجيرات في دارها أو دار الجيران فتغطي وجهها بقماش أسود وتمسك بيدها العصا الطويلة و ( الثمنية )* في أعلى الخشبة المغطسة بالدبس الحلو لكي يتجمعوا عليها وفيها من ثم تقوم بوضعهم من جديد ثانية في بيت جديد ,, وكم مرة أطعمتهم في الشتاء ووضعت لهم المياه ليشربوا وانتبهت لهم وحمتهم من الصقيع !؟
كل شئ له تعب وعذاب وخدمة .. وله ثمن أيضاً -

كانت خالتي تعيش من نتاج عملها وجهدها من الخبز والعسل والكروم الكثيرة عندها في منطقة الغرب ( تشالي ) , حيث كنت أرافقها مرات عديدة . كان العسل ولا يزال مورداً هاماً لأهل البلدة , فعدا مؤونة البيت من العسل , فقد كان الفائض منه يخصص للبيع , إما لأهل البلدة , والدير دير السيدة , أو لدمشق , فعسل صيدنايا له شهرة و " صيت " باهر كبير يتمنى أن يشتري منه كل مُحتاج له , , فميزته ان العشبة في جبالنا متنوعة و " بعلية " ونظيفة بعيدة عن الرطوبة والبحار والغابات , كانت كل عائلة في صيدنايا القديمة متعاملة مع عدد من العائلات الدمشقية لهذا الغرض , وأهل الدير أيضا تشتري الراهبات لمعارفهن وأهلهن وكثير من الزوار وأهل لبنان كانوا يشترون منهم مع التوصية , وخاصة على عيد السيدة 8 أيلول من كل عام - فالعسل مادة غذائية مهمة وشفائية دوائية باّن .. " سقى الله ايام زمان " ايام الخير والبركة وقطاف الخيرات وجنى العسل بشهده ..

رحم الله تلك الوجوه المحبة التي رحلت عنا كم أعطتنا من خبراتها وتجاربها الثرية بالإنتاج والإقتصاد البيتي والفن والإبداع والكدح والتعب , وقلوبها العامرة بالفرح والطيبة

.... لن تعاد ثانية هذه الأجواء واللوحات الشعبية الرائعة البناءة التي هي جُزء مهم وغالي من بناء طفولتنا وأفكارنا الطبقية والوطنية والإجتماعية , فخير لنا من أن نعيد كتابتها هدية للأجيال كطعم تراثي عذب مؤطرة ومطعّمة بالعسل الصيدناوي ... !
----------------------------------------------------
• - الثمنية : وعاء خشبي أسطواني الشكل واحدة من المكاييل : ( ثمنية , نصف مدّ , مدّ ) لكيل الحبوب فيها .
• الكتبية : عبارة عن خزانة في جدار الغرفة لها واجهة من الخشب والزجاج لوضع الأواني الزجاجية والقيشاني وغيرها فيها , كانت المنازل القديمة لاتخلو منها في كل الغرف .
مريم نجمه / هولندة / أيلول



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا قدمت الثورات العربية ؟
- حُبّ في طقوس العبادة - أوراق متناثرة ..
- وما الثوار إلا أبناء هؤلاء ! من الثورة وإلى الثورة - 29
- نداء فوق نهر الغانج - النداء الأخير !
- من الثورة وإلى الثورة .. يوميات - 28
- بوح .. وشم الذكريات ؟
- من يوميات الثورة السورية - 27
- خواطر سريعة
- صباح الخير يا دمشق ..
- ودائماً مع الثورة - 26
- من كل حديقة زهرة : زراعة , صحة , جمال - 37
- ويسألونني ؟
- يوميات .. وخواطر ثورية - 25
- تعابير عامية .. من مفرداتنا الشعبية الصيدناوية - 11
- صباح السياسة ..
- الثورة .. ورأي شخصي - 24
- إنها ثورات الشعوب
- خواطر من اليوميات الثورية - 23
- هذا السوريّ ..... !
- أول الطريق ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مريم نجمه - من صفحات الطفولة .. زيزفون وخبز وعسل ..