أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - العيد في عاصمة -أم الدنيا- القاهرة.















المزيد.....

العيد في عاصمة -أم الدنيا- القاهرة.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 00:49
المحور: المجتمع المدني
    


العيد في عاصمة "أم الدنيا" القاهرة.
قررت هذه السنة الامتناع عن شراء الكبش الأقرن السمين، والتضحية بلذائذ العيد الشهية، وأطباقه الهنية، من لحم مشوي ومبخّر، وكباب، وبولفاف، ودوّارة، وقديد، ولحم الرأس بالكسكس، في مقابل قضاء عطلة العيد خارج الوطن، وبالضبط في العاصمة المصرية "القاهرة" التي اعجبت باختلافها الكامل عن كل ما زرته من عواصم الدول الغربية، وطبيعي أنيشعر بنكهة ذلك الاختلافها الرهيب الوضوح، كل من يزورها، ويعجب به من خطوته الأولى على أرض مطارها، ومن خلال تجواله بين معالمها الفريدة والمتميزة. ذلك الاختلاف وتلك الخصوصية، هو ما دفع بي لكتابة هذه المقالة لعرض بعض مناحي وسر ما تتميز به عاصمة "أم الدنيا" -كما يحلوا للمصريين أن يسموها- من تميز واختلاف عن غيرها من العواصم، وأعرض بعض الأفكار والتجارب الناجحة التي خاضها إخواننا في هذا البلد العظيم، والذي اتمنى ان ينتبه إلى مفعولها ونجاحها، وتتخذ نموذجا يحتدى به.
وأولها ذاك المشروع الحضارى ذي الأبعاد الاجتماعية الهادفة الذي تبنوه للتعامل مع أضاحي العيد، في ضل ما تعرفه المدينة من زحمة وضيق مجال، من ذبح وإيصال اللحوم للمحتاجين إلى أبعد المناطق المصرية. هذا المشروع القائم على فكرة توكيل وإنابة الجمعيات والمؤسسات الخيرية بموجب "صك الأضحية" للقيام بعملية شراء الأضحية والذبح، وتوزيعها بذات الوسيلة أيضا نيابة عن الموكل الذي يمكنه -حسب الفقه الاسلامية- من توكيل غيره ليشتري أو يبيع له عقارا.. فكذلك يمكنه من توكيل غيره ليذبح الأضحية بدله ويوزعها، وقد أجازت ذلك فتاوى مفتى الجمهورية.
لم يكن أمر اتخاذ هذا القرار بالأمر الهين أو البسيط، خاصة في مثل هذه المناسبة الدينية والمقدسة عندنا نحن المسلمين، لكنه وبعد طول عراك بين شهيوات العيد، والرغبة الجامحة في زيارة أم الدنيا مصر، والوقوف على عتبات جلال أهراماتها وعند قدمي عظمة أبو الهول بها، هذه الرغبة التي استطاعت في النهاية، من الانتصار على كل أطباق المطبخ المغربي، ولذائذ ما يشتهر به في مناسبة العيد "الكبير" وغيره كثير من المناسبات، الدينية منها والوطنية.
إن امتناعي عن الذبح وتفضيلي السفر، لا يعني اني ضد عيد الأضحى، كما يمكن أن يتبادر إلى دهن بعض المعتوهين المتشددين، الذين يختزلون كل معاني العيد الروحية، في اسالة الدماء بهمجية، واستهلاك اللحوم بشراهة، و إلباس الدم والشره لباس التقوى والإيمان، وربطهما مع الأسف الشديد، بالتجربة الروحية والعقلية والتربوية لسيدنا إبراهيم وابنه عليهما السلام، ثم الحاق كل ذلك بدين الله تعالى وتعاليمه، ما يجعل كل معاني العيد الروحية وفلسفته العميقة، تضيع وسط دماء الخرفان وأدخنة شواء لحومها، ويساء لحقيقة تجربته الفريدة في مقاومة التقاليد الصنمية البالية، التي وضعت، قبل أربعين قرنا، حدا لثقافة القرابين البشرية، التي كرتسها سلطة الكهنوت والسحرة، واستبدلتها بأخرى حيوانية ..
فالمشكل، عندي لا يكمن أساسا في مغزى العيد وفلسفته الدينية والعلمية والادبية،... بل هو يتجلى في مراسيمه اللادينية المتخلفة والهمجية المثيرة للغثيان، والتي يقوم بها عدد من الذين لا يبصرون ولا يسمعون ولا يفقهون في شعيرته شيئا، إذ لا مانع عندي... بل من المطلوب إعادة إحياء سلوك الأنبياء والرسل بكل أبعادها الإنسانية الجميلة، وعلى رأسها تجربة نبي الله إبراهيم الخالدة، التي لا تقتصر على النحر والقطع فقط، ووجوب إحياء مراسيمها الشرعية بكل ما تتضمنه من القيم الاسلامية السامية في التضحية، وقد فعلت لكن بالإنابة كما هو معمول به في المملكة العربية السعودية، حيث ينيب الحجاج الجهات الرسمية لذبح أضاحيهم وتوزيع لحومها، نفس النهج، بدأ يتبناه العديد من المصريين، منذ عام 2006، كحل معقول وصحي لأضحية عيد الضحى، وأسلوب ذبح عملي وغير تقليدي، وطريقة فعالة للإفادة من الأضاحي بالتبرع لصالح الفقراء، والذي تقوم به المنظمات غير الحكومية، عن طريق بنك الطعام المصري- كمنظمة لا تهدف الى الربح- والذي يعرض شراء الصكوك بدل أضاحي العيد، والذي حقق أعلى نسبة صكوك خلال العامين الماضيين، على مستوى بنك مصر الذي أعلن عن تعاقده مع بنك الطعام المصرى للعام الثالث على التوالى، ليكون الراعى الرئيسى لحملة تقديم خدمة بيع "صك الأضحية" للعملاء كلما قرب حلول عيد الأضحى المبارك، الشيء الذي أقرته فتوى مفتي الجمهورية، التي بددت الحيرة والمخاوف الشديدة التي انتابت الكثير من المصريين، والجدل الخطير الذي أثير حول "شراء الصكوك بدل الأضحية"، وبشأن خدمات بنك الطعام المصري فيما يتعلق بأحكام الشريعة الاسلامية، والتي أجازه الأزهر لجوء من يصعب عليه إقامة سُنَّة الأضحية بنفسه، -الذي هو الأصل-، إلى توكيل بنك الطعام المصري أو أي جمعية خيرية مختصة في شراء الأضاحي، وذبحها، وحفظ لحومها، وتوزيعها على الأسر المحتاجة المستحقة، نيابة عنهم، أثناء عيد الأضحى وعلى طول العام وفي جميع المحافظات، طبقاً للشريعة الاسلامية.
لم اقصد بمقالتي هته مجرد مناقشة سر اختلاف العاصمة المصرية عن غيرها من العواصم، لأن عشرات الآلاف سبقوني لذلك، بل أرد من ذلك ما هو اسمى وأفيد، وهو استلهامنا بعضا من الأفكار والتجارب الناجحة التي خاضها إخواننا في هذا البلد العظيم، كفكرة "صك الأضحية" الذي سبق ذكره، والذي لو طبق عندنا بكل أمانة، لتمكنا بفضل أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والبيئية من إطعام جياعنا على مدار السنة، أو لخففنا من غلواء حاجة فقرائنا، على الأقل، ولحافظنا على بيئتنا مما يصيبها من ثلوت وتشويه، جراء السلوكات الهجينة التي يتبناها السواد الأعظم من مواطنينا خلال العيد، بما يسيلونه من دماء في ويلقون به في الشوارع والأزقة من مخلفات الأضاحي، التي تنشر الأوبئة الخطيرة بين الناس ويكلف الدولة الكثير، إلى جانب الحفاظ على ثروتنا الضعيفة وتنميتها.
وسأعمل في القادم من مقالاتي عن هذه العاصمة الثائرة، على نقل مظاهر أخرى تتميز بها هذه المدينة العملاقة التي أن يسكنها أكثر من 22 مليون قاهري.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدهور الارصفة
- أزمة صحافة أو أزمة سياسة؟
- الثورات لا يطلقها المنظّرون، والمفكرون، وإنما البسطاء والفلا ...
- قضية حزب الاستقلال، بين منطق العقل ومنطق العاطفة والاندفاعية ...
- أغرب مأدونيات وزارة التجهيز والنقل تصاريح -20D -!
- ذكرياتي المرة مع المستشفيات العامة والخاصة.
- حتى لا تنسينا قضية -الغزيوي/النهاري- قضايانا الحساسة !؟
- خطاب بنكيران بين الشعبوية والدهاء السياسي !؟
- مؤتمر حزب الاستقلال، تمرد أم ثورة؟
- مذكراتي مع المستشفيات العامة والخاصة. الحلقة الثانية: سياسة ...
- ذكرياتي المرة مع مستشفياتنا الخاصة والعامة.
- إلى متى هذا العجز عن القضاء على الفساد بالكاملة؟
- خواطر عمالية على هامش مؤتمر نقابي!
- من الأحق بالشكوى من الزيادة المواطن أم الحكومة !؟؟
- فن المعارضة أن تنام موالياً وتستيقظ معارضا
- ماذا بعد اللقاء الأول لمحاسبة رئيس الحكومة!؟
- ظواهر تثير الشوق وتوقظ الرغبة في تكرار الزيارات لباريس.
- مقياس نجاح العمل النقابي بالمغرب !؟
- بائعات الجسد مواطنات لا يجب احتقاراهن.
- هموم مهندس من وزارة التجهيز والنقل


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - العيد في عاصمة -أم الدنيا- القاهرة.