أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - المالكي و البارزاني وجهان لعملة واحدة















المزيد.....

المالكي و البارزاني وجهان لعملة واحدة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 19:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كما هو المعلوم عن الشخصيتين السياسيتين الاكثر جدلا في تصرفاتهما و افعالهما السياسية؛ البارزاني و المالكي اللذان يمتلكان من التاريخ المثير، انهما خلقا و ترعرعا في واقع و ثقافة عامة مختلفة شيئا ما عن البعض من حيث النشاة الا انهما حقا ضحية الدكتاتورية في تفكيرهما و عقليتهما و نظرتهما الى الاحداث و ما يتبعان في سياستهما البراغماتية المجردة النابعة من الدوافع المصلحية الحزبية كانت ام الشخصية الضيقة على حد سواء، و ان كانا مؤمنين بالايديولوجيا القومية و المذهبية المختلفة عن البعض نتيجة تربيتهما المختلفة الا انهما يستغلان العقائد التي لا يؤمنان بها من خلال ممارساتهما التكتيكية من اجل الوصول الى غاياتهما العديدة و في مقدمتها تحقيق الاهداف السياسية و الطموح الشخصية لهما مهما ادعا غير ذلك . صراعهما المعلن منذ مدة قريبة جدا و ما يدعيانه على الملأ من الاعذار و الحجج و يفسرانها على انها من اجل الشعب و من صميم المباديء النقية ! التي يؤمنان بها، الا انها ليست الا محض سياسة مجردة من اي مبدا فقط ، و هو ما يفيدهما جوهريا في توجهاتهما السياسية و يزيد من رصيدهما قليلا و مؤقتاعند هذا المستوى الموجود من الثقافة العامة للشعب في هذه المرحلة . فان كان البارزاني يستغل العاطفة من اجل اثارة الراي العام من الزاوية القومية لتجميل ما افسدته ستراتيجته و تكتيكه السياسي المخزي طوال الصراع الداخلي الدامي ومما اسفر عن حتى تعاونه مع الشيطان و الدكتاتورية البغيضة، وفي المقابل فان المالكي يستغل المرحلة الحالية من التهيج الحاصل و ما يمكنه من الاستفادة من الفوضى و العزف على الشعور القومي لاظهار وطنيته و الحصول على التعاطف القومي لجمع التاييد و الدعم من مختلف الفئات و المذاهب على خلاف ايمانه باعتقاداته المذهبية و ان استغل اشد الوسائل فتكا في محاربة منافسيه و غرمائه و بحجج و اعذار شتى غير منطقية، و ممارسة سياسات معينة لارضاء كافة الاطراف على حد سواء، و هذا ما نجح فيه خارجيا محاولا الاستفادة من تلك التجربة داخليا في المستقبل القريب . لقد تغيرت الظروف السياسية العامة للعراق و ترسخت الارضيات الملائمة من اجل نيل الاصوات و التاييد من مختلف الفئات بحركات تكتيكية معينة تتقبلها الثقافة العامة و مستوى نظرة الفرد العراقي و تركيبته الاجتماعية الى الامور العامة، و هذه هي النقطة الهامة لتثبيت الموقع من اجل الفوز في الانتخابات المقبلة التي هي من اولويات اهتمام المالكي قبل البارزاني، لانه يستغل العاطفة القومية ايضا كضد مما يستعمله البارزاني و ربما يتحالف هو ايضا مع الشيطان من اجل اعتلاء كرسي رئاسة الوزراء في الدورة المقبلة، و ان كان المتحالفون معه لتحقيق غرضه من صلب التركيبة البعثية و مخلفاتها و الشوفينية التي اوجدتها الدكتاتورية طوال سنوات حكمها و ما تبقى منها الى يومنا هذا . فليس امام البارزاني الا الاثارة ذاتها اي الدعوات القومية القحة التي توفر له مجالا اوسع لجمع التاييد و المطلوب و مسح او تغطية ما ارتكبه من الاخطاء في هذا المضمار جراء تحالفه و تعاونه المستمر مع العديد من المخالفين و حتى اعداء القضية الكوردية الكلاسيكيين سواء داخل العراق او خارجه من الدول المجاورة، و ان كان ضامنا لهذا الجانب من نتيجة هذه الاثارة اكثر من المالكي لاسباب عديدة و منها عدم وجود دولة خاصة بالكورد على العكس مما موجود من الدول المذهبية في المنطقة .
لقد ابتلى اقليم كوردستان بهذه الافعال السياسية و الخطوات التكتيكية النابعة من ضيق افق الرؤى الموجودة لدى هذه القيادات في تحديد مسار الصراع الذي يضع ما لدى الشعب من المصالح العليا جانبا ويرمي ما يهمه بشكل عام في سلة المهملات كما فعلوا خلال العقدين الماضيين، و هكذا العراق اليوم يسير في الاتجاه ذاته منذ سقوط الدكتاتورية، و الظروف السياسية الثقافية الاجتماعية العامة الحالية ارض خصبة لمساعدة السير نحو الجحر ذاته من ممارسة السياسة ذاتها في عموم البلد. قد يبدا التناطح بشكل مباشر في فترات معينة و تبدا الزيارات المكوكية بشكل مبتسر بين بغدا و اربيل لاسباب تهم الطرفين في المرحلة المقبلة، الا ان المتضرر الاوحد من هذا الصراع هو الشعب بشكل خاص .
من اكبر المآسي التي يجب ان يقف الجميع عندها هو ضرب جوهر الديموقراطية الحقيقية جراء هذا الفكر و التطبيق و السياسة المتبعة من قبل كلا الطرفين او المنصبين السياسيين الرئيسين في العراق و اقليم كوردستان، و ما هو المخيف هو ازاحة المخلصين القلة المتبقية لحد اليوم و تحطيم الافكار و التوجهات و الخطوات الصحيحة في مسار الديموقراطية و اشغال الجميع بالتكتيكات السياسيية المعيقة للعملية الديموقراطية الرضيعة بشكل عام .
من جانب اخر، بالافعال و السياسات ذاتها يمكن اضعاف الموقف و الثقل المتواضع الموجود للدولة العراقية بما فيها ما يخص اقليم كوردستان ازاء المتربصين او الجهات الخارجية التي لها المصلحة في تراجع العراق و مكوناته من جميع المجالات . لذا يمكن ان نعتبر كلا الشخصيتين البارزاني و المالكي حجر عثرة امام المسيرة السياسية الصحيحة و الديموقراطية و الحرية المنشودة، و هذا ما يعود بالضرر التام على افراد الشعب العراقي بكافة فئاته . وهذا ايضا ما يضع سدا منيعا امام الانتقال السلس للوضع العراقي و الكوردستاني العام الى المرحلة الجديدة المقبلة، وبالاخص ما يخص حياة الشعب العراقي من الناحية السياسية و الاقتصادية و الثقافية، و الاحتمال الاكثر واردا و متوقعا هو التراجع عن كل الخطوات الصحيحة السابقة التي اتبعت حتى اليوم ايضا . الحل المطلوب لهذه المعضلة الموجود لدى الشعب العراق و الشعب الكوردي معا و اللذان يمكن ان يمنعا هذا الخطر المحدق يمصيرهم و مستقبل اجيالهم، و يمكنهم النجاح في المهمة هذه من خلال تعمقهم في اختيار الاصح للرجل الملائم في صناديق الاقتراع بعيدا عن الاهازيج و العواطف التي تخبط الحابل بالنابل دائما قبل ان يستفحل الامر و لم نجد الفرص لهذا الطريق و النفق ايضا . و بداية نهاية المشكلة تنبثق في انهاء الدور الرئيسي لهذين الشخصيتين البراغماتيتين، البارزاني و المالكي اللذان يجب ان يوقفا عند حدهما في السياسة التي يتبعانها حتى اليوم رحمة بمستقبل الشعب العراقي و الكوردستاني .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستطيع الطالباني حل الازمة العراقية?
- تستغل الراسمالية و الاديان حتى الانبياء لاهدافهما الآنية
- فرض الاسلام على الكورد عنوة و لم يفده بشيء ذرة
- و جعلوا الكعبة بمثابة اصنام الجاهلية
- هل بالامكان نشر ثقافة الديموقراطية في العراق ؟
- انحصار كوردستان بين مصالح الشرق و الغرب
- لنتحمل الاختلافات كي نتقبل البعض و نتعايش
- ما نقرا من الثورة السورية و ما بعدها
- من الاجدر بروسيا ان تدعم البديل العلماني للنظام السوري
- من يتحمل وزر ما يحصل في سوريا
- اي موقف للمهتمين يقع لصالح الثورة السورية ؟
- احذروا من التلاعب في كوردستان الغربية
- لماذا التشاؤم من نتائج الثورات ؟
- ما يعتري الثورة السورية من الشكوك
- الاكتشافات العلمية و تاثيراتها على العقلانية في الفكر و الفل ...
- موقع الكورد عند الصراع الروسي الامريكي في هذه المرحلة
- كيف تُستنهض العلمانية في منطقتنا ؟
- ما بين مليونية ساحات التحرير و الكربلاء و الكاظم
- مصر، أُم الثورات، الى اين ؟
- السكوت المطبق لمثقفي العراق!!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - المالكي و البارزاني وجهان لعملة واحدة