أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - اخوتنا الالزامية للوردة














المزيد.....

اخوتنا الالزامية للوردة


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 19:11
المحور: الادب والفن
    



بيننا وبين الحجارة
نرقدُ تحت ظلال الأنصاب المتصدّعة لفراغ العالم ،
والجمال الرتيب يتمدّد على الشواطىء ، قربان لحظة
صائتة ، تشي بنا الى الكهل ، والى الملوّث والمُتهاون .
حلم ندامة ، لا يعكس التناغمات الفاحشة التي نعاني
فيها تقويضنا لأعمالنا المؤذية . رمينا للأيّام المضرّجة
في الهاوية من دون تعاطفات مع نسيم أشرعة الساعة ،
لا حكمة فيه يمكن النوم تحت العقيق الأزرق للتجربة
فيها . كلّ جهة نقصدها من أجل السناء الدائم للوردة ،
تنزع عنّا ادراكنا لجوهر ما نظنّه يقيننا المصفوع
بضجره ، ويغمرنا ندى كثير من الفزع ، لكنّ موتنا
يتلقّانا بترحاب حميم ، يُعجّل بالإجهاز على كلّ تبجّحاتنا
في افلاتنا من الإثم ، وفي انتظار الإزهار المفاجىء لسنبلة
العيد . مرايا صداع نصفي ، تتنزّه بمظلتها في الأشياء التي
نتوّجعُ منها ، وتساوي بيننا وبين الحجارة .


اخوتنا الالزامية للوردة


طيور راشدة في الشجرة التي نجت من البركان ،
يلفحها أريج طفولي ، ويتوّسد العهود المترعة
بالغفران لحلمها ، العاشق في تلمسه للذهب النديّ
لعذوبة حبيبته . نرص في ثبات الألم الانساني ،
أفياء ينابيع تخطف اللحظة المنفجرة في فراغ
الماضي ، والكينونة توّسع الغناء الطاهر للمحبّة .
من هذا العاشق الذي يسند الحجارة الشاردة
للطبيعة ، الى برق محبّته التي تضيء العوالم
كُلّها باخوته النقية لنا ؟ في لهفتنا لعناق من ماتوا
واضمحلوا في النهر الناضب لعفونة العائلة ،
نملأ البيت بسهام كثيرة ، وينقسم القانون في
شعائر صيدنا بين الشواطىء المتداخلة للزمن .
معاندات بلا فزع عند الفاني ، يتلوّى في أنقاضها
برباطة جأش عظيمة ، ويهجره السلوان النهائي
للأغنية . ما نتبعه في النضارة المفرطة في توحشها
للوجود ، الصدى الملتئم لاخوتنا الالزامية للوردة ،
والأريج المحتضر للحبّ ،
لا يحدّه السم النثري للموت .



الهدف

مُنتصباً مع الرماح العنقودية للنجوم فوق قبري ،
أزيح عن النسيم الملوّث لحياتي ، رماد هيروشيما
أخرى ، وأتسول في فراغ الشيخوخة ، ثقل تحفّظات
أمشي فيها صوب السنوات التي خبرتها في الماضي .
الأنفاس المتبقيّة لي الآن ، تشوبها العفونة ، ورغباتي
التي لا تطاوعني وتغرّد مهزومة في الصقيع ، تقرّبني
من الذين غادروا وتجمّدوا في الأرض الملتوية للإثم .
في تحسّري على الأشياء التي أضعتها ، أعباء كثيرة
ثقل حاضري ، ولا ميزان لي أتكىء عليه ، من أجل
نسيان الثروات التي خسرتها في العبودية الدائمة للوظيفة .
أُريد الآن أن أقول لحياتي بلامبالاة . أثقلُ من الأسر في
في أقفاص الأعداء ، وأقسى من الهرطقات الفاحشة للإيمان ،
هي اضاعتنا للهدف .


8 / 11 / 2012



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجد المهجورين على الشواطىء المرتعدة
- الطرق الكاملة لحياتنا
- العوالم السفلى للوجود
- في تسلّقنا الغصن الأسود للصيف
- الحاضر في لهبه واشاراته
- الأوغاد الذين يشرّعون لنا القوانين
- حياتنا المريضة ، متكلَّفة بثقل صلصالها العتيق
- الأطلال الخادعة للماضي
- 5 قصائد
- العفن الجنائزي للماضي والحاضر
- ثقل الأضاحي
- مصائرنا المصفوعة بيأسها المريع
- ثلاث قصائد
- نصوص الحرب
- يتضوّع الفجر الشقيق للحبّ رخيماً على المحبين
- الحمقى الذين يسهرون في كهولتهم
- دفاعاً عن ما يفنى في الطبيعة
- 6 قصائد
- اللحظة / الحركة
- الهديل المرتعش لحمائمنا فوق الخرائب


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - اخوتنا الالزامية للوردة